Articles Arabic

كلام معسول عن الوحدة المسيحية بقلم الذي يضربها في الصميم – ردّ على ردّ

ܫܩܝܠܐ ܡܢ ܦܬܐ ܕܣܝܘܡܐ ܕܡܐܡܪܐ
ليس ودي أن أدخل في جدالات أو مناكفات وعلى الخصوص مع أصحاب الشأن وأنا شخص عادي بسيط ولكن لم يكن هناك بدّ من الرد على صاحب الكلام المعسول (أنظر الرابط في أول تعليق) الذي أغلب ممارساته وخطاباته تعاكس ما أتي في خطابه حول الوحدة المسيحية والأسبوع المخصص للإحتفاء بها.
سبحان الله، فجاءة يضع نفسه في خانه مريدي الوحدة المسيحية والساعين إليها وهو قبل أيام من كتابة منشوره المعسول هذا يهاجم بإيماءات أقل ما يقال عنها إنها غير محتشمة وتفتقر إلى أخلاق الكتابة والكياسة حيث يشير إلى البطاركة في العراق وهم أكبر منه منصبا ورؤوساء كنائس مستقلة: “واحد في أربيل وهذا الجديد هنا وأكثر الأوقات في أمريكا.” يا لبؤس هكذا صاحب شأن وبؤس المؤسسة التي يقودها حيث الحقد والبغضاء والغضب الذي يعتمره إلى درجة لا يمكّنه من ذكر إسماء البطاركة وألقابهم من أقرانه إستهانه بهم ويأتي ويكتب كلاما ظاهره عسل وباطنه حنظل عن الوحدة المسيحية.
وكان قبل هذا نشر بيانا ينضح بإفتقار جلي لأخلاق الكتابة ومسيء جدا إلى رؤساء الطوائف المسيحية في العراق وهم الأكثرية ويمثلون تقريبا كل الطوائف عداه هو يقول فيه بكل رعونة مخاطبا أقرانه من رؤوساء الكنائس العراقيين: “من إشتراكم اليوم سوف يبيعكم غدا.” بالله هل صاحب شأن مثل هذا يريد الوحدة المسيحة وهو يستقوي جزافا بكثرة الأعداد من المسيحيين التابعين له وهو لا يستيطع أن يذهب إلى إبرشية أربيل ويقيم قداسا هناك والكنيسة التي يقول إنه رئيسها مشتتة ومتشرذمة وهي في أحوج ما تكون إلى الوحدة بعد أن مزقها إربا؟
هناك ست نقاط رئيسية عدا ما ذكرته وردت في مقاله المعسول والتي تدلل أنه لا يجوز الوثوق بصاحب شأن مثل هذا تحت أي ظروف كانت.
أولا، يتحدث عن الخصوصية الكنسية والهوية الكنسية والتقاليد والطقوس الكنسية واللغة الكنسية. أظن أن صاحب الشأن هذا هو أخر من يتحدث عن هذه الأمور حيث لم يترك فرصة إلا ويغمس فيها أكثر فأكثر في إبادة هوية وتراث وطقس وتقاليد وتراث كنيسته، مع ذلك يحاول الضحك على الذقون بكلام معسول هو أبعد عنه ما يكون. بكل صراحة أقول إن التاريخ لم يشهد صاحب شأن يشن حملة إبادة ثقافية ضد طقس وتراث ولغة شعبه كنيسته ما يرقى إلى جريمة إبادة ثقافية بكل ما للكلمة من معنى، وكتبه المزورة التي ينتحل فيها طقوس ولغة وتراث وتقاليد كنيسته خير دليل.
ثانيا، يذكر أن لكل كنيسة رئيسها، وصاحب الشأن يعلم علم اليقين إنه ليس رئيس كنيسة بالمفهوم الكنسي والإداري بل هو أسقف تابع لرئيس الكنيسة في الفاتيكان، ليس هذا بل لرئيس مجمع (وزارة) في الفاتيكان، بينما يستهين بعبارات غير لائقة برؤوساء كنائس لهم سلطة حقيقية على كنائسهم.  وأنظر كيف أنه لا سلطة له حتى على منطقة خارج بغداد مثل شمال العراق وخلافه الذي فشل فيه مع أساقفة أخرين من طائفته خير دليل. أم الشتات فلسطته غائبة بالمطلق هناك تقريبا.
ثالثا، يذكر عبارات معسولة طنانة عن “الإنصهار” وينسى أن التبشير الذي قامت به كنائس قوية في الماضي في صفوف المشارقة ورغم الأهوال التي كانوا يمرون فيها (وكأنهم ليسوا مسيحيين) وما تقوم به كنائس قوية أخرى حاليا في صفوف المشارقة ما هو إلا عملية إنصهار؛، وألم تنصهر كنيسته التي يقول إنه رئيسها وأين صار الملايين والملايين من أتباعها الذين إجبروا على الإنصهار وأين الالاف والالاف من الكلدان من الذين ينصهرون حاليا … ألست أنت يا صاحب الشأن الذي يقوم بعملية “إنصهار” تامة لتراث وطقس ولغة كنيستك وتقدمها على صفيح ساخن للأجانب والغرباء؟
رابعا، يدعو صاحب الشأن هذا رئيس الوزراء ورؤوساء الاحزاب والميليشيات في العراق لحضور القداس الذي يقيمه ويمنحهم الفسحة لإلقاء خطبهم في القداس ويغدق المديح عليهم بينما يستنكف ان يقدس مع شقيق بطريرك له مثلا في مناسبة أسبوع الوحدة أو حتى يدعوه للصلاة سوية او إقامة مهرجان ترانيم طقسي تراثي مشترك.
خامسا، المنشور المعسول هذا فيه الكثير من المغالطات والأخطاء إن كانت عفوية فهذه مصيبة وإن كانت متعمدة، وأغلب الظن إنها كذلك، فالمصيبة أعظم حيث يدعي ان الكنائس تعترف رسميا الواحد بالأخر. عن أي إعتراف رسمي بين الكنائس تتحدث؟ الإعتراف الرسمي يعني أن أي رئيس كنيسة مساو في الشأن والمكانة في الأرض والسماء لرئيس كنيسة أخرى، وأقرب مثال هو إعتراف دولة بأخرى بمعنى أن الدولتين صاحبتا سيادة متساوية. هل تعترف يا صاحب الشأن أنك مساو في الشأن والمكانة لرؤوساء الكنائس الأخرى في العراق؟ إن كان الأمر كذلك لماذا لا تقدسون سوية وتصلون سوية؟ وإن كان الأمر كذلك، لماذا تتحدث بعجرفة وعنجيهة وتباه وتكبر عن نفسك وطائفتك مستهينا بالأخرين؟
أول شرط للوحدة هو التواضع وثم الإعتراف أن الكنائس متساوية في القيمة في الأرض والسماء ما يعني أن التبشير في صفوف المسيحيين خطأ وما يعني أن مأسي وأهوال التبشير في صفوف المسيحيين المشرقيين في الماضي يجب العمل على رفعها أو التعويض عنها. والوحدة هي تراثية وطقسية ولغوية قبل أي شيء أخر وهذه يا صاحب الشأن قد أتيت عليها وهدمتها وقمت بتزويرها وتعريبها وإنتحالها ولا تعترف أساسا بطقس ولغة وتراث كنيستك وترفض ممارستها أو تدريسيها وقمت بإلغائها بينما هي ركن من أهم أركان الوحدة المسيحية للكنائس ذات التراث والإرث المشرقي.

About the author

Kaldaya Me

التعليق

Click here to post a comment

Follow Us