Articles Arabic

معاني إستنجاد الكاردينال لويس ساكو بالفاتيكان للفصل بينه وبين معارضيه:

منقول من صفحة دكتور الشماس ليون برخو

(1) ضعف الشخصية، (2) فقدان الصلاحية والسيطرة، (3) إنفصال عن الواقع، (4) حالة نكران شديدة

أثارت تحركات الكاردينال لويس ساكو للنيل من معارضيه من الأساقفة الكلدان وذلك بالإستعانة بالفاتيكان الكثير من الحديث والشجون وفي الحقيقة طفت على سطح الإعلام وصفحات التواصل الإجتماعي.

وقد سمعنا كلنا الكثير من طرف واحد وحسب وهو الكاردينال ساكو حيث نشر أكثر من بيان فيها الكثير من التجني والإفتراء والإتهامات الباطلة التي لا يمكن التحقق منها، بينما الطرف الأخر صامت، ونِعمَ ما يفعل. عندما تصل الأمور الى المحاكم، الصمت هو الحكمة والمنطق وكثرة الكلام تشي بضعف الشخصية وفقدان السيطرة وإنعدام الحجة.

فوق القانون!

ولكن ما يثير الكثير من الشجون هو قول الكاردينال أنه كلف محاميا، أي أن هناك إتهام وسيكون هناك محكمة كنسية، وأول شروط تكليف محام لأي قضية هو أنه على المدعي الصمت وعدم الإدلاء بأي تصريح او الحديث مع الإعلام لأن كل كلمة ينطقها او يكتبها ستحسب ضده من الطرف الأخر وقد توقعه في مصيبة.

ولكن المشكلة مع الكاردينال ساكو هي الإعتداد الكبير بالنفس وكأنه فوق القانون رغم استنجاده بالفاتيكان لتطبيق ما يراه من وجهة نظره إنه القانون، والأنكى إنه يضع الفقرات التي يختارها ويسردها بطريقة وكأن تطبيقها تحصيل حاصل، أي يضع نفسه محل المحامي والمدعي والقاضي والشرطي؛ الشرطي لأن الذي يقرأ بيانه الذي يذكر فيه حيثيات الشكوى قد يتصور أن معارضيه من الأساقفة قد إنتهى أمرهم وأن القرار سيصدر فور عبورنا الفترة الزمنية التي حددها والإنذار النهائي الذي وضعه هو بنفسه، وكأنه قد حصل للتو على قرار المحكمة الكنسية لصالحه وينتظر توقيع البابا كي يصبح نافذا .

إنفصال عن الواقع

ولهذا، أقول إن الكاردينال منفصل عن الواقع تماما، أي مع كل الأسف لا دراية له بالطريقة التي تسير الأمور فيها في الفاتيكان ومحاكم الفاتيكان. وأنظر هو لا يذكر إسم الفاتيكان بل يقحم إسم البابا فرنسيس بالموضوع وكأن قرار الحكم الذي كتبه بنفسه في مرافعته لم يعد يحتاج إلا لتصديق البابا.

وينسى أن كونه قدم شكوى إلى محكمة الفاتيكان وأستقدم محام للمرافعة (بالمناسبة محاميو الفاتيكان يتقاضون أعلى الأجور في العالم لأنهم يتصورون أن الفاتيكان يطوف على الأموال، ما يجعل المرء يتسأل من أين لك هذا)، معناه أنه فاقد الصلاحية، أي لا سلطة له على الأساقفة، وفي غياب السلطة على الأساقفة تكون ألقاب الكاردينال وبطريرك الكلدان في العراق والعالم فارغة تماما من أي معنى. (بالطبع يجب التذكير ان هذه هي المحكمة الخامسة العلنية والتي نعرف عنها للبطريرك ساكو. خسر أربع منها ودفع مبالغ مهولة لأن القضاة حملوه نفقات المحكمة والمحامين من الطرفين. من جيب من دفعت هذه الأموال؟)

ومن هنا قلت في العنوان أن الكاردينال ساكو يعيش في حالة نكران شديدة ومعناه أنه رغم كل هذه الأدلة فهو يؤمن في داخله أنه صاحب سلطة ويؤمن في داخله أن مرافعة المحامي الذي إختاره للدفاع عنه وهو الكاردينال المهيب الذي لا يشق له غبار تنهي الأمر وما على الأساقفة المعارضين إلا الأنصياع والهرولة إلى بغداد لتقديم ولاء الطاعة المطلقة.

المحكمة الكنسية

أي محكمة في الدنيا تستند إلى مرافعة المحامي الذي يقدم الشكوى وحسب إن كانت في الفاتيكان أو أي مكان أخر في الدنيا تكون محكمة القرقوز.

لا يا غبطة البطريرك ونيافة الكاردينال الأمور ليست هكذا أبدا. رجاء، قل للأسماء المستعارة التي أطلقتَ عنانها والتي تقفز من وسيلة إعلامية ألى أخرى لا سيما في وسائل التواصل أن تكف عن ترويج موقفك لأن الأرض التي تقف عليها رخوة جدا، قل لهم أن يتوقفوا عن إنذار الأساقفة أن مستقبلهم سينتهي وأن الفاتيكان سيوقفهم عن العمل وهم يفشون حتى أسرار سنهاديقية ما يجعلنا نخمن أن نيافتكم تقف خلفها مباشرة.

إن لم يحل الخلاف بالتي هي أحسن، سيكلف الفاتيكان او بالأحرى محكمة الفاتيكان محاميا للمرافعة عن الأساقفة المعارضين ويمنحهم الفرصة الكافية لتقديم طروحاتهم وقضاياهم وتظلمهم وسيسمع لهم كم يسمع لك ولن يشفعك كونك كاردينال أو بطريرك.

البابا والأساقفة

وللعلم فإن البابا ذاته لا يستطيع إيقاف أسقف إن كان الأسقف هو في خلاف شخصي معه. إذا كان الأمر هكذا، كما يدعي البطريرك ساكو في مرافعته التي نشرها في الوسائل الإعلامية ووسائل التواصل الإجتماعي في خرق فاضح لقوانين المرافعات، لجرى إيقاف وخلع مئات او ربما ألاف الأساقفة الذين يختلفون أحيانا مع البابا.

كل أسقف في الكنيسة الكاثوليكية يعد خليفة للرسل، يقوده رأس الأساقفة وهو البابا. الأساقفة ليسوا مدراء عامون تحت أمرة رئيس تنفيذي يطردهم متى يشاء.

نعم البابا قد يتدخل في حالات نادرة ويوقف أسقفا عن العمل إن ظهر أن الأسقف يخالف العقيدة أو يقوم بإعمال تخالف العقيدة، مثلا إن كان يروج او ينشر طروحات مثل عدم عذرية (بتولية) مريم العذراء، كما هو الحال مع نيافتك وبالدليل القاطع، أو يحول الذبيحة الإلهية إلى حفل تهريج وسب وشتم كما حدث مع نيافتك مرات ومرات والتسجيلات لا زالت تدور على وسائل التواصل وغيرها كثير، ولا بد لأي محام يرافع عن الأساقفة أن يضع ذلك في الحسبان.

تهم وأفتراء

لنأت الأن لتفكيك مرافعتك التي نشرتها في بيان وكما قلتُ في خرق فاضح لأساسيات المرافعات والمحاكم. في أي مكان في العالم كانت مقاطعة السينودس جريمة كما تتصور تحتاج إلى القضاء الكنسي الفايتكاني ليبت فيها؟ أنتم يا نيافة الكاردينال دشنتم هذا المنحى في الكنيسة الكلدانية عند قيامكم بقيادة مجموعة من الأساقفة وقاطعتم سينودس سلفكم البطريرك دلي ولم تقفوا عند هذا الحد بل تأمرتم على إسقاطه وطرده من منصبه والإستيلاء على كرسيه.

وكيف تكون مقاطعة السينودس عملا ضد الكنيسة؟ إن الأساقفة في خلاف معك وليس مع الكنيسة بدليل أنهم لا يزالون أعضاء في الكنيسة ويقدمون الأسرار وعلى رأس إبراشياتهم.

شماعة المرسوم

وما علاقة سحب المرسوم – الذي صار بمثابة شماعة او قميص عثمان – بالكنيسة وما علاقة الجهة السياسية التي أنت في خلاف معها الآن وكنت في وئام معها في السابق بالكنيسة والسينودس؟

هل يجب على كل أسقف ان يعادي من تعاديه من السياسيين ويناصر من تناصره ويصدر بيانات إستنكار ودعم لكم حسب تقلب أهوائكم السياسية؟ إن كان الأمر هكذا لوجب على الأساقفة نشر عشرات البيانات كل شهر لأن نيافتك تتقلب بالسياسة من كفة الى أخرى وكل فترة مع طيف وضد طيف.

ألا ترى أن أي محام بسيط في إمكانه إتخاذ هذه النقطة مرتكزا لتفنيد مرافعتك وهدمها. وتطلب من الأساقفة مراجعة حساباتهم، أظن على العكس أنه على نيافتكم مراجعة النفس ووضع مصلحة الكنيسة الكلدانية بتراثها وطقسها ولغتها وريازتها فوق أي إعتبار او ميل سياسي او تخندق سياسي لكم.

أين الأخلاق والمنطق والفضيلة

وأسوأ ما أتى في مرافعتكم التي أرى أنها تفتقر إلى الأخلاق والمنطق هي إتهام الأساقفة بالفساد المالي منها عدم تسديد الديون وتنسى أو تسدل الستار على المحكمة التي أقيمت ضدكم في بغداد لأنكم لم تسددوا لأشخاص محددين أو إستلمتم منهم أموالا طائلة لقاء بيعهم قطعة أرض وهمية؟ أي محام بسيط سيطلب أوراق هذه المحكمة التي أقيمت ضدكم ويقدمها للقضاء الكنسي.

وهذا الإتهام بالذات سيوقعك في مطب كبير وحفرة عميقة قد لا تستطيع الخروج منها إن وصل الأمر إلى القضاء الكنسي. هل تعرف لماذا؟ أي محام ذو إلمام بسيط سيتهمك بإلإبتزاز وغياب الفضلية وسوء الخلق (نعم سوء الأخلاق) لأنك قمت بالتستر على فساد الأساقفة المزعوم وتغاضيت عنه عندما كانوا يناصرونك وكانوا معك رغم فسادهم المزعوم؛ في اللحظة التي إختلفوا معك قمت بنشر الغسيل في الإعلام. الذي يتستر على الفساد وهو مسؤول كبير عقوبته أكثر بكثير من الذي يقترف الفساد. أنظر كيف أنك منفصل عن الواقع وتعيش في حالة إنكار شديدة؟

كشف الحقيقة يتطلب أخلاق ومنطق الأخلاق والفضيلة تتطلب من المسؤول أن يعالج الفساد بغض الطرف إن كان الذي في معيته مناصرا له أم لا. في حالة السكوت لكون المأمور (الذي في معية المسؤول) متملقا ومنبطحا له يجعل من المسؤول فاسدا، في حالة رفع إتهام الفساد إلى المحاكم لأن المأمور لم يعد متملقا ومنبطحا للمسؤول، فهذا يعني أن المسؤول فاسد حتى النخاع الشوكي ويجب معاقبته. هذه ألف باء الإجراءات القانونية في أي محكمة. أنظر كيف أوقعتك نرجسيتك المفرطة وإنفصالك عن الواقع وحالة الإنكار الشديدة التي أنت فيها في مصيبة كبيرة.

التقويل

وتقول بعضهم أقوالا خطيرة. في المحكمة، أول ما سيطلبه منك المحامي تحت القسم هو الدليل الذي يثبت قطعيا إن كان هناك قول مثل هذا، أو شهود تحت القسم يؤكدونه. في غياب هذا وذاك، ستقع في مطب كبير.

وعن الفساد، فإن الوثائق من إتهامات وعدم شفافية في الأمور المالية وصراعك مع سياسيين وأخرين أتهموا نيافتك بالفساد وعلى الخصوص الأموال المخصصة للاجئين الهاربين من داعش … والإكراميات ودعم المرشحين المناصرين لكم في الإنتخابات بالأموال وغيره… لأ أريد أن أدخل في التفاصيل ولكن هذه أمور شائعة قد يعرفها القاصي والداني.

السيمنير

وسحب التلاميذ من السيمنير في رأي هو أول قرار صائب يتخذه الأساقفة المعارضين، لأن هناك أدلة أن الدراسة كانت تركز على طروحاتكم في اللاهوت التي تخالف التعاليم الكاثوليكية وكان السيمنير ساحة لتطبيق حملتكم لإبادة الثقافة الكلدانية بطقسها وتراثها ولغتها وريازتها، وتفرضون عليهم كتبكم المؤنة التي جلها إنتحال وتزوير وتشويه وتعريب سمج للتراث؛ هذه نقطة تحسب لصالح معارضيك وأنهم إن أثاروا هذا الموضوع لكسبوا الكثير من القضاء الكنسي.

ويروى أن بعض خريجي المعهد كانوا معبأين بتأويناتكم وطروحاتكم اللاهوتية وخططوا لتعريب الإبراشيات القليلة الصامدة المتشبثة بالطقس الكلداني واللغة والريازة والفنون الكلدانية من خلال فرض كتبك الطقسية المزورة والمنتحلة والمعربة عليهم ما حدا ببعض الأساقفة إلى طردهم. هذه قضايا ستلقى أذانا صاغية لدى القضاء الكنسي.

المضحك والمبكي

هناك الكثير من المبكي والمضحك في مرافعتك (بيانك حول تقديم الشكوى إلى الفاتيكان) حيث تقتبس من القوانين الكنسية التي توائم وجهة نظرك وحسب وتضعها وكأن القضاء الكنسي قد حكم بها ضد معارضيك من الأساقفة.

هل كثرة شهادات الدكتواره والماجستير تفعل هذا بالمرء؟ هذه الفقرات التي تقتبسها هي من خيارك. هناك من الفقرات ما تدينك إدانة شديدة ولكن تحجبها لغاية في نفس يعقوب، ولا أظن أنها ستكون غائبة عن محام سينصبه الفاتيكان للمرافعة لصالح الأساقفة، ومنها التي تفرض عليك عدم العبث بتراث وطقس كنيستك وشعبك.

هذا هو الوضع حتى الآن وسننتظر ربما طويلا حتى تنجلي الأمور إن لم تحل خارج المحاكم. والمحاكم الكنسية بطيئة جدا وفي قضايا عادية تستغرق سنين. ولكن هناك الكثير من الغش والخداع في المرافعة التي قدمها الكاردينال ساكو في بيانه الذي نحن في صدده. فهو ينتقي على هواه ويعتقد إنه على صواب مدفوعا بنرجسية مفرطة وإنفصال عن الواقع وحالة إنكار وأفضل مثال لذلك هو جريمة الإبادة الثقافية التي يقترفها بحق شعبه وكنيسته منها ذكره المتكرر للمجمع الفاتيكاني الثاني كرافعة لهذه الجريمة ويخفي حقيقة أن الكنائس الشرقية الكاثوليكية غير مشمولة بالقرارات العامة الخاصة بالكنائس اللاتينية حيث للمشارقة من الكاثوليك قرارات خاصة مدرجة في ملحق خاص بمقررات المجمع الفاتيكاني الثاني، ولكن هذه يخفيها الكاردينال ضمن حملة الغش والخداع التي يتعرض لها شعبنا وكنيستنا في سنيه العجاف منذ إعتلائه سدة البطريركية

Follow Us