يوسف جريس شحادة
منتدى أبناء المخلص _ كفرياسيف
مقدمة
يعلن يسوع في انجيل يوحنا انه “الراعي الصالح” {21 _1 :10}
“الراعي الصالح” يهتم بالقطيع. وهو يرعى بقطيعه بالنور، والمسيح اهتمّ واثبت محبته لكل محتاج ومسكين، فاسال العمْي والمخلع الخ {يو 9 }.
ليس عبثا استخدم يسوع التعبير “الراعي الصالح”، كل من يقرأ التوراة والكتب والانبياء يفهم معنى ارمياء {23} وحزقيال {34} بوصفهم للراعي الصالح، وكل انسان يعرف مزمور 23.
هكذا الراعي الصالح يعمل لإعادة القطيع ليلا للحظيرة، والقطيع الحقيقي يعرف صوت الراعي الصالح ويتبعه. بمعنى ان يسوع المسيح يتعهّد بإعادة كل المؤمنين به لحضرة الله الآب ليكونوا في ملكوت الله.
كانت إسرائيل جماعات متنقّلة قبل ان تستقر في ارض كنعان، واعتمدوا على الترحال ويمتلكون الخراف والماعز، ولكن افراد العائلة يقومون بمهمّة الراعي والبنات كنّ يقمن بالرعاية في المناطق المتاحة والقريبة لسكناهن، خر 16 :2 .
على الراعي الاعتناء بالقطيع بكل حذر وانتباه، حز 6 _1 :34، والإخلاص في الرعاية يظهر جليل في نوبات الحراسة والسهر على القطيع ليلا لحمايتها من الحيوانات المفترسة.
حتى بعد ان دخل بنو إسرائيل ارض كنعان، كانت لتربية المواشي الدور البارز في معيشتهم، ولم يعطَ اللاويون اية ارض قابلة للزراعة، بل بقوا يعملون بالرعي {يش 21} اما فريق الركابين فتمسكت بأسلوب الحياة الرعوية {ار 35 }.
الله الراعي
الله هو الراعي الوحيد لشعبه، تك 15 :48 و 24: 49 وبعض النصوص الكتابية تبرز فكرة التشبيه المجازي بالراعي، مز 23 و 53 _52: 78 و 1: 80 و 7 :95 واش 11 _10 :40 و 9: 49 وار 2: 23 و 10: 31 وحز 12 _11 :34 ومك 7 _6: 4 و 14: 7.
الاعتراف بان الله راعي إسرائيل هي وليدة الاختبار الديني الحي للشعب، ففي وقت التجربة عرف المتعبّدون انهم آمنوا برعاية الله {مز 73}.
الشعب هو “قطيع الله” مز 13: 79 و7: 95 و3 :100 واش 11: 40 وار 17 :13 وحز 31 :34 ومي 14 :7 وزك 3 :10، وباعتبار إسرائيل الشعب الذي اختار تعاليم الله فينطبق التعبير “قطيع الرب” فقط على شعب إسرائيل، وفي سيراخ 13 :18: “يُوَبِّخُ وَيُؤَدِّبُ وَيُعَلِّمُ وَيَرُدُّ، كَالرَّاعِي رَعِيَّتَهُ.” هي الحالة الوحيدة للاستعارة المطبقة بشكل تام على جميع الشعوب التي ستتجمع في نهاية الزمان كلها معا في قطيع واحد.
لننتبه الى ان التشبيه “بالراعي” طُبّق على جميع قادة إسرائيل، داوود 2 صم 2 :5 و1 أخ 2 :11 ومز 72 _ 71: 78، على انهم عموما فشلوا كرعاة، وفشل هؤلاء جميعا بسبب غطرستهم وتسلطهم وتمرّدهم على الله، اش 11 :56 وار 8 :2 و 15 :3 و 21 :10 و 22 :22 و 5 _ 1: 23 و 34: 25.
نقرأ في اش 28 :44 ينعت الله “كورش” راعي وبحسب مشيئة الله كان مهتما برعاية العائدين من السبي، وإعادة بناء اورشليم والهيكل وبطريقة مغايرة ما جاء في ار 38 _34: 25 ما هو الا تهديد لرعاة البلاد الأجنبية ورعاتها بالدينونة والدمار، نا 18 :3: “نَعِسَتْ رُعَاتُكَ يَا مَلِكَ أَشُّورَ. اضْطَجَعَتْ عُظَمَاؤُكَ. تَشَتَّتَ شَعْبُكَ عَلَى الْجِبَالِ وَلاَ مَنْ يَجْمَعُ.”.
المسيح الراعي
حين استفحلت الكارثة القومية، ظهر لقب الراعي على حين غرّة كلقب “للمسيح الذي من نسل داوود” والذي كان الشعب كلّه ينتظره، ار 15 :3 و4: 23 وحز 23 :34 و24: 37 وحتى ولو بعض النصوص بلغة الجمع الا ان القصد هو “المسيح” زك 7 :13:” «اِسْتَيْقِظْ يَا سَيْفُ عَلَى رَاعِيَّ، وَعَلَى رَجُلِ رِفْقَتِي، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ. اِضْرِبِ الرَّاعِيَ فَتَتَشَتَّتَ الْغَنَمُ، وَأَرُدُّ يَدِي عَلَى الصِّغَارِ.”.
في نصوص “العهد الجديد”، نقرا عن معاصري يسوع واحتقارهم للرعاة، لكن النصّ الإنجيلي وصف إخلاص الراعي لواجبه، لو 6 _4: 15 ويو 4 _3 :10 ومت 14 _12: 18، واستخدم يسوع التشبيه المجازي لتمجيد محبة الله للخطأة، لو 6 _4: 15 وفي لو 20 _8: 2 فقط نرى للرعاة دورا فعليا في العهد الجديد، اما في أي موضع آخر فانهم لا يظهرون الا في الامثال والتشبيهات.
في مثل “الخروف الضال”، يتحدث عن “الله كراعٍ”، مت 14 _12: 18 ولو 7 _4 :15.
بدأ يسوع يقوم بدوره “الخلاصي” بجمع خراف بيت إسرائيل الضالة، مت 36 :9 و6 :10 و24: 15 ولو 10 :19 قارن حزقيال 15 :34: “فَتَشَتَّتَتْ بِلاَ رَاعٍ وَصَارَتْ مَأْكَلًا لِجَمِيعِ وُحُوشِ الْحَقْلِ، وَتَشَتَّتَتْ.” هذا لا يعني انه تخلّى عن الأمم، لأنه أيضا الراعي للجميع، يو 16 :10.
يسوع يجب ان يموت أولا من اجل قطيعه ليقوم ثانية، مت 32 _31 :26 ومر 28 _27: 14 قارن زكريا 7 :13: ” «اِسْتَيْقِظْ يَا سَيْفُ عَلَى رَاعِيَّ، وَعَلَى رَجُلِ رِفْقَتِي، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ. اِضْرِبِ الرَّاعِيَ فَتَتَشَتَّتَ الْغَنَمُ، وَأَرُدُّ يَدِي عَلَى الصِّغَارِ.” ويعلن بموته افتتاح زمن الخلاص، اش 53.
وفي مت 32 :25 حقبة الخلاص التي يجتمع خلالها القطيع، شعب الله، تحت رعاية الراعي الصالح وتصل الذروة يوم الدينونة سيقوم يسوع بفصل الخراف عن الجداء.
“الراعي الصالح” يو 30 _1 :10، جاء على النقيض من اللصوص والغرباء الدخلاء، والراعي يدخل من الباب والقطيع يعرفه. وعن العلاقة بين الراعي وقطيعه نقرا بتشبيهات أخرى في يوحنا مثل الكرمة والاغصان يو 15.
في يوحنا 10 وعلى الأخص الآيات 18 _17 يشدد على “الراعي الصالح” ومقارنة والراعي الاجير قارن ونص حزقيال 34.
الراعي الصالح يمثل الله والقطيع الشعب، يو 16 :10 واشارة للكنيسة يو 11 _10 :10 وخرافه تعرفه هو، وما من أحد يستطيع ان يخطفها من يده يوحنا 28 _27 :10 ويجمعهم لقطيع واحد يوحنا 16 :10.
يحدثنا بولس في اع 28 :20 و1 كو 7 :9 عن الراعي الصالح واف 11 :4. وبطرس 1 بط 25 :2 يعود بفكرة التشبيه بالراعي وقطيعه ويسوع هو الراعي للنفوس، 1 بط 4 _3 :5 وفي العبرانيين 20 :13 يسوع هو “راعي الخراف العظيم” قارن الرؤيا 17 :7.
اف 11 :4، نجد الكلمات: “رعاة ومعلمين”، بالنظر الى ان “راعي” لم تكن لقبا رسميا بعد، فان التأكيد هنا جاء على الوظيفة وليس على اللقب. ومن واجب الرعاة ان يهتموا بالحالة الروحية للقطيع، يو 17 _ 15 :21 واع 28 :20 و1 بط 4 _2 :5 وكذلك طلب التائه الضال، مت 30 :12 و14 _12 :18 ولو 23 :11.
القادة في مثل ه1ذه الحالات يجب ان يثبتوا جدارتهم كقدوة يقتدى بها القطيع. وهذه هي خلفية تعيين بطرس لوظيفة رعوية بمعرفة المسيح المقام ” ارع” غنمي، يو 16 :21.
نوجز ونقول، ورد التعبير “الراعي الصالح” في النصوص المقدّسة، مز 23 و20: 77 و72 _ 70: 78 و7: 95 و3 :100 و176: 119.