Dec. 23, 2014
من مؤمن في أبرشية مار بطرس الرسول
الى غبطة البطريرك لويس ساكو الاول الكلي الاحترام
انها رسالة رد للاب الحنون الذي فاض حنانه لرعايا أبرشيات الكنيسة الكلدانية بصورة عامة وأبرشيتنا مار بطرس الرسول في سان دييكو كاليفورنيا بصورة خاصة، فقد صب سيادته جل حنانه وحبه الابوي الذي لم ولن يكون باستطاعة اي شخص على مدى تاريخ كنيستنا الكلدانية العريقة ان يحمل هكذا حنان وحب.
قبل ايام كنت قد أرسلُت لنا رسالة تطمئننا بانك سوف تاتي حاملا الامل وراكبا حصانا اسود ام ابيض (لايحضرني لونه مع شديد الاسف) واعذرني يا ابتي لان هناك كلمات لم افهمها جيدا فلقد كانت بالعربية الفصحى جدا بالضبط كالاتي يستعملها قران المسلمين (ان لم تكن جملة وتفصيلا منه)، واعذرني ايضا يا ابتي لاني لا استطيع الكتابة مثلما كتبت لاني لا احمل شهادة دكتوراه ولست ظليعا في الاسلاميات ولا حافظا لآياته الغير كريمة “آيات بديعة”.
سيدي العزيز يسعدني ان انقل لك اخبار قطيعك الذي في سان دييكو الجيدة فنحن قد وصلنا الى ارض الامان والحرية والسعادة منذ زمن طويل ولازلنا بانتظارك ولكن مما يبدو انك قد ضللت الطريق!!!
الحق اقول لك انت محق فالطريق شائك، ولكن لا تخف يا سيدي فنحن هنا سنكون معك قلبا وروحا لاننا نحبك (حب المسيح لجميع العالم حتى للحاقدين عليه، وليس كحب يهوذا لاخوته) تشجع واطلب منا العون، لقد مررنا بذات الطريق وكانت كنيستنا (باخوتك الصغار الكهنة والمطران وجمع المؤمنين) والذي يبدو انهم متمرسين على الصعاب لان هذا ديدنهم ويرون الصعاب والتضحيات من اجل المسيح شرفا لابد ان يحملوه الى الابد، دائما السباقة والاكثر شوقا للالتقاء بربها ونورها الوحيد يسوع المسيح والذي كما تعلم سيادتك بانه لا يحب ان يشاركه احد في ربوبيته (لا اُل البيت ولا الصحابة). لا تخف ياسيدي فنحن نعلم بان الطريق موحش وكثير التعرجات وضيق لانه “طريق الحق” والصواب لا بل انه الطريق الوحيد الى الملكوت كما علمنا ربنا يسوع المسيح في انجيله المقدس، لكن حاول ان تمشيه ولو لخطوة واحدة فسترانا جميعا حواليك لاتعبه لاصوات الشياطين الذين يغرونك ويحاولون الايقاع بك، كن قويا وتذكر بانه اذا كان باستطاعة “القطيع الصغير” الذي لاحول ولا قوة له ان يصل الى معرفة الحق وبر الامان فكيف الحال براعي يحمل شهادات عديدة وله معرفة بطرق كثيرة طويلة وشائكة وغير مجدية افتعصى عليه هذه الطريق، تذكر ابائك الكلدان الذين سبقوك فهذا جدير ان يمدك بدعم عظيم انت باشد الحاجة اليه الان، تذكر بانه لن ينفعك احد اكثر من اخوتك الصغار وهم بحاجة لوجودك معهم.
اذا كان في كلامي تعزية لك فاعلم باننا بشر ضعفاء وقد نخطيء ونسقط في شرك نصبه لنا “ذئاب بلباس حملان” ولكن لا تخف منهم فهم غوغاء يخافون من النار والنور فلهذا يعيشون في الظلمة وسيتعفنون بها لا لاننا نطلب لهم هذا او نتمنى لهم كذلك فحاشانا فهذه ليست اخلاقنا بل لانها مقرهم الوحيد وملاذهم الامن. لا تعبه بهم سيدي فانت اقوى من هذا فان كرسيك مثبت على ايمان الرسل ولا يتزعزع بسهولة، ولكن مع هذا حذاري يا سيدي فكرسي اجدادك الكلدان يحمل صفات عجيبة غريبة فهو لا يقبل ان يجلس عليه سوى من هو مخلص وامين لتاريخه واسمه وحضارته والا… ربنا قادم بحلة الميلاد ونحن مستعدين للقائه بقلوب محملة بالحب لكل من حقد علينا واشبعنا بتهم شنيعة وتربص بنا، بصدور دافئة واحضان بنوية صادقة لكل من طردنا وحاول ان يشتتنا، بقبلات حارة صادقة ومُحبة لكل من حاول أن يطعننا بظهرنا ويؤذينا واراد لنا السوء.
ابتي العزيز
اخطي خطوة واحدة وسترانا حواليك ونحتضنك ونرحب بك اخا وابا مكانك في القلب. فوت على الاعداء فرصة الانتقاص منك ومن شعبك، حذاري من الطبالين والبواقيين فهم لا يهتفون لك بل سيلعنوك الى ابد الابدين فهم موجودين في التاريخ وفي كل الازمنة لكن باقنعة مختلفة فلا تنخدع بهم. حولوا معنا نحن قطيعك في سان دييكو لكن كن مطمئننا سيدي فبعد الاتكال على الله وحكمة اخوك مار سرهد يوسف جمو وابنائك الكهنة الحقيقين وليس “المرتزقة” منهم كانوا لهم بالمرصاد فخاب ظنهم لانهم تصوروا بانهم سيهزمون المسيح فقد نسوا بان ربنا قد هزم الموت وسحق الشياطين وطردها، حاولوا ان يضلوا بعض الناس لكن نجمة الميلاد كانت اكثر اشعاعا من ظلامهم فتلألأت على هذه الابرشية المباركة معلنة للناس جميعا ولكم ايضا سيدي بان المسيح قادم، انها نفس “النجمة” التي أهدت اجدادك الكلدان، فاهتدي بها وسترانا مجتمعين عند المغارة ننشد بطقسنا الكلداني بكل عونياثن (اغنياتنا) التي نعرفها وحفظناها والتي حتى ربنا يسوع الطفل يبتهج لسماعها. فتعال!
ابنك الى الابد
الشماس الانجيلي
صباح الشيخ