ماذا بعـد تـقاعـد سيادة المطران سـرهـد جـمو الموقـر ؟

الحـلـقة الثالثة

بقـلـم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني

في الحـلـقة الأولى سألتُ السؤال التالي :

(( حـين سطعـتْ الحـقـيقة أمام مار تـوما بوضع أصبعه في جـرح المسيح ، إعـتـرف قائلاً : ربي وإلهي )) ….. طيب بعـيـداً عـن اللاهـوت ، أقـول إنّ مار تـوما إعـتـرف ــ غـصباً عـنه ــ …. فـما رأيكم ؟ .

رغـم أنّ سـؤالي يـبـدو تجاوزاً لـفـظياً عـلى تلميـذ المسيح تـوما مبشّـر الشرق ، إلاّ أنّ أحـداً من الـقـرّاء لم يـورّط نـفـسه في الرد عـليّ ظناً منه بأنّ تجاوزي هـذا ليس خالـياً ، فأنا لا أدوس تخـتة ﭼُـرّك ولا أعـطي مستمسكاً عـلى نـفـسي ، إذن لا بـد في الأمر إنة !! فـتجـنـباً للـمفاجآت ! لا تـوجـد تعـليقات .

ومع ذلك تـشجّع أحـد القـرّاء وعـلق ، لكـنه لم يصمد بل تهـرّب في اللحـظة الحـرجة ! وهـذا هـو الحـوار الموثـق الـذي دار بـيني وبـينه :

مايكـل : ما رأيكم في العـبارة الخـشنة بعـض الشيء إذا قـلتُ :  أن مار تـوما إعـتـرف بالمسيح ((  غـصباً عـنه )) ؟ هـل ألام عـليها ؟

القارىء :ــــ اخي مايكل منين جـبت هـذا الاستـنتاج العجـيب الغـريب .. نعـم ــ تلام عـليها ــ لأنه لا يوجـد هكـذا فـكـر في الأناجـيل .

مايكـل : كـنتُ أنـتـظر منـك هـذا الرد ، أثـلجْـتَ صدري … أعـتـقـد أن عـبارة (( غـصباً عـنه ))  جـذبتْ إنـتباهـك وإعـتـبرتها تجاوزاً مني عـلى مار تـوما تلميـذ المسيح .. أليس كـذلك ؟ فأنا كـتبتها متعـمـداً ووضعـتها أيضاً ديـباجة لمقالي .

القارىء :ــــ  جـوابي هـو ــ كلا ــ لأنك لم تـتجاوز هـنا على مار تـوما ، بل تجاوزت على الرب الإله وعـلى المعـنى الوارد في الكـتاب المقـدس ، بما دار بـين المسيح والتلاميذ وتـوما .

مايكـل : أرجـوك شيئا واحـداً ، لا تـكـن مثل سيادة المطران الـنـوفـلي الـذي قال :

(( إن الآيات المقـدسة هي فـكـر الله وبالتالي لا يحـق لـنا الإستعانة بها وإنما هي مِن صلاحـية مَن هـو مخـوّل بها فـقـط !! )) ….. إرجع إلى ردّي الشافي له ، ولن يكـررها ثانية !  .

http://alqosh.net/mod.php?mod=articles&modfile=item&itemid=33342

ولكـن ، لـو إفـتـرضنا ــ إفـتـراضاً ــ ان قـداسة الـﭘاﭘا قال عـبارة (( غـصبا عـنه )) عـن أحـد تلاميـذ المسـيح ، ولأي سبب كان ….  فـبحـسب رأيك هـل تـقـبل بعـبارته هـذه  ، أم  لا تـقـبل ؟

القارىء :ــــ أنا بصراحة ، لا يهـمني القائل

مايكـل : هـنا أنت تهـرّبتَ .. لأنـك سبق أن قـلـتَ لي (( تلام عـليها )) وعـن الـﭘاﭘا (( لا يهـمك القائل )) .

إذن ، عـلى أي جـدار أبني ؟؟ ………

وللإخـوة الـقـرّاء الباقـين أقـول : أن الـقـصة لم تـنـتهِ بعـد ، فـمَن يرغـب في لـومي أو إنـتـقادي بشأن ــ غـصباً عـنه ــ فـلـيتـقـدم ويعـطي رأيه عـلى إفـتـراض أنّ قـداسة الـﭘاﭘا نطق به ، وأنا بالإنـتظار !.

********************

نـرجع إلى مقالـنا :

يـبـدو مولانا غـبطة مار لـويس لا تـتكامل شخـصيته في عـينيه إلاّ حـين يفـرض إرادته الـفـردية عـلى مرؤوسيه الـذين يـفـتـقـدون جـرأة معارضته بكـلمة ــ لا ــ أياً كانت أوامره المجحـفة لهم ، وكأنه عـريـف في ثـكـنة عـسكـرية يـدرب جـنـوده ويقـول لهم : إنّ كـلمة (( لا )) غـير موجـودة في الـقامـوس العـسكـري ، بل نـفـذ ولا تـناقـش . وأكـيـد لكـل مرؤوس أسبابه الشخـصية ــ المعـروفة لـدينا ــ تجعله خانعاً للـﭘطريرك ساكـو وقائلاً : شُـبّـيك لـبّـيك …… لسنا بحاجة التـطرّق إليها في هـذا المقال !!

لـقـد إدّعى غـبطة الـﭘـطريرك أن رسائل عـديـدة ومكالمات مديـدة وردته بخـصوص موضوع الرهـبان والكهـنة الذين تركـوا ديرهم وأبرشياتهم والتحـقـوا بأبرشيات أخـرى ، مما إضطـرّه بتأريخ 11 آيار 2016 إلى الإجابة عـليها لـتـوضيح موقـفه من تلك الحالات من خلال نـشره مقاله (( موقـف البطريركـية من الرهـبان والكهنة التاركـين ديرهم وأبرشياتِهم ))     http://saint-adday.com/?p=12730

 ويؤسـفـني الـقـول أنّ غـبطته لم ولـن يكـون صادقاً في إدّعائه إطلاقاً ! وإنما كان تـنـسيقاً مع النائب الرسولي للرهـبانية كما جاء تـوضيحي في المقال : (( رسالة من النائب العام تأريخها 16 نـيسان 2016 الـحـلـقة الثانية )) غايته ــ تكـرار التـشهـير بهم ــ والإمعان في تـشويه سمعـتهم لا أكـثر ، وذلك بسبب صدمته الـقـوية التي داخ من ورائها إثـرَ موافـقة قـداسة ﭘاﭘا الـﭬاتيكان عـلى إنعـتاقهم من الرهـبانية فـفـلـتـوا من مخـططه للإنـتـقام منهم والإيقاع بهم ، وهـذا دليل آخـر عـلى صدق إعـترافه للمذيع ولسن يونان بأنه مريض فعلاً .

من جانب آخـر ، غـبطته معجـب كـثيراً بإبتـكاره وإبـداعه حـين وضع تـصاميم قـداسه الممل والمرَقع حـسب وصف المطران ، والخالي من الـذوق والمتعة الروحـية ، فـرَضه عـلى كافة الأبرشيات الكـلـدانية دون مقاومة لـنـفـس الأسباب ( نـفـذ ولا تـناقـش ) مستغلاً …………… !

ولهـذا فإن من أولـويات تـوصياته لسيادة المطران وردوني كانت فـرض قـداسه الساكـوي عـلى أبرشية مار ﭘـطرس الرسول في سان ديـيـﮔـو لأن أسـد بابل قـد غادر الساحة … إن صاحـب الغـبطة المعـظم مزاجي الشخـصية ، تـراه من جانب يحـذف إيقـونة المسيح من صلـيـبه المزركـش عـلى مذبحه المشرقي … ومن جانب ثاني يلغي ستارة الهـيكـل ويـواجه الناس عـلى مـذبحه اللاتيني …. فـلم نعـد نميـز خـصائـص نـفـسيته ، أهُـوَ ليمونيّ طعـمها أم ﮔـلـﮔـليّ لـونها .

الصورة المجاورة مثال تحـكي عـنه كأنه في تمرين (  Prova ) لـيـذهـب فاتحاً بلاد الـتـبـشير ويقـول :

أيها المؤمنـون أين المفـر ، الصليب من ورائكـم والـورود أمامكم وليس لكم إلاّ رفع أياديكم والصبر عـلى حالِكم ، وإعـلمـوا أنكم في هـذه البلاد وإنْ كـنـتم محـتـرَمين كـضيوف في مأْدُبَة سادة كـرام ، لكـن تعالـوا معي إرجـعـوا إلى بلـد الـوئام ، وأنا هـناك حاميكم مـدى الأيام ، فـنـصف أيامي أقـضيها متجـولاً للإستجـمام والنـصف الآخـر أكـون معـكم حـسب جـدول الأيام …….

فـيـقـولون له : ولا يهـمك سيدنا نحـن معـك بإنسجام ولكـن إتـركـنا ولا تـدخِـلـنا في تجـربة الخـصام ، وأنت إستمتع حـيثما تكـون تـرافـقـك حـمامة السلام ، إنـسَ المسافات الطويلة فالحـياة قـصيرة والـفـلـوس تأتيك عـلى الـدوام ……. لـقـد حـقـقـتَ نـصراً مبـيناً وتحـقـقـتْ معك الآية الـبـديعة عـلى ما يُـرام :

إِنْ يَـنْـصُرْكُـمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَـكُـمْ ، وَإِنْ يَخْـذُلْكُـمْ فَـمَنْ ذَا الَّذِي يَـنْـصُرُكُـمْ مِنْ بَـعْـدِهِ ، وَعَـلَى اللَّهِ فَـلْـيَـتَـوَكَّـلِ الْمُـؤْمِنُـونَ .

وهـنا يـسرني أن أنـقـل لكم الكـلمات المضيئة التي تخـتـرق الكـونكـريت المسلح للشيخ المتحـرر أياد جـمال الـدين :

إن هـذه الأقـوال النـفاذة للشيخ أياد جـمال الـدين ، خـير معَـبّر عـن حال الناس ــ الـقـطيع منهم ! ــ الـذين تعـلـّـموا عـلى الـنـفاق أمام الأقـوى وتـقـديم الطاعة العـمياء له مهما قال وعـمل ، ورَوّضوا لسانهم بأنـفـسهم عـلى تـرديـدٍ مبتـذلٍ ــ بالروح بالـدم ــ ولا يعـرفـون غـيره ، لإعـتـقادهم بأنه مطلـوب منهم ويـُـرضي رئيسهم .. دون أن يكـتـرثـوا بنـوعـية كلامه الـذي يسمعـونه ، ولا يهـمهم إعـتـزازهم برأيهم .. والشـواهـد كـثيرة ، وهـذه ذكـَّـرتـني بمسرحـية غـوار الطوشي :

معـلم في صف لمحـو الأمية ، كـلـّـف مراقـب الصف الطالب ( غـوار الطوشي ) ليُعـلم الطلاب جـدول الضرب للرقـم 3 . وفي الحـصة التالية طلبَ الأستاذ من المراقـب ( غـوار الطوشي ) أن يستعـرض الـواجـب الـبـيتي أمامه ….  فـوقـف بـين الطلاب ونادى بصوت عالي :

https://www.youtube.com/watch?v=7zAgWHLmEjs

1 في 3 …………… الطلاب يجـيـبـون : 3

2 في 3 …………… الطلاب يجـيـبـون : 3

3 في 3 …………… الطلاب يجـيـبـون : 3

ثم 9 في 3 ………… الطلاب يجـيـبـون : 3

4 في 3 …………… الطلاب يجـيـبـون : 3    

2 في 3 …………… الطلاب يجـيـبـون : 3

ثم قال غـوار متـفاخـراً : أستاذ ، آني خـربـطتْ عـليهم التسلسل ، ومع ذلك عـرفـوا الجـواب !!

المعـلم يقـول : ما هـذا يا غـوار ؟ … تستحـقـون الضرب عـلى هـكـذا جـدول ضرب !

الحِـكمة منها : صار الشعـب مروّضاً عـلى الإستجابة بأهـزوجة واحـدة .. سـواءاً كان يتـلـقى أمراً مـدمّـراً أم تـوجـيهاً بناءاً …. فلا تـفـكـيـر عـنـدهم ولا رأي لهم ولا هـم يحـزنـون .

وجـماعـتـنا إذكـياء ، ولكـنـنا نستغـرب حـين نـراهم يتـصرفـون بسـذاجة لا تهمهم ما الـذي يقـوله الـﭘـطريرك لـويس أو ما الـذي يعـمله … وإنما يعـرفـون فـقـط كـلمة (( نعـم )) والتـصفـيق لا أكـثر ، فإذا كان الـﭘـطريرك لا يمسه إلاّ المطهّـرون …. يابا ، تعالـوا طهـّرونا بالـديتـول حـتى نـمسّه ــ ‏إِنَّ اللَّهَ يُـحِـبُّ الْمُـتَـطَـهِّـرِينَ ــ سـورة البـقـرة : 222

********************

إنـتباهة ضرورية لمستخـدمي شعار غـبطة البطريرك في مقالاتهم

حـين يُـنـشـر مقال يتـصدره شعار البطريركـية كما تـرونه هـنا ، فـمنطقـياً يـوحي بأنه صادر عـن البطريرك …. لـذلك عـنـد قـراءتي مقالاً كهـذا ، سأنسبه إليه حـتى إذا كان لغـيره ! وعـليه فـنحـن شخـصياً لسنا مسؤولين عـن خـطأ يسبّـبه لـنا مثل هـذا الإرباك إذا أربَـكـنا ! .

فـقـد حـدث هـكـذا خـطأ في فـقـرة من الحـلقة الثانية الماضية ، وأخـيـراً تـصحّـح موقـف المخـطىء فإستـبـدِل الشعار بصورة شخـصية لكاتب المقال … وهـكـذا كـلـنا معـرّضون للخـطأ لكـن المهم تـصحـيحه .

********************

في مقالـنا القادم نستـريح عـنـد رابطة مولانا البطريرك ساكـو