الكاتب: حمورابي الحفيد
اعتاد الرئيس اوباما ان يخرج الى العالم بعد كل عمل ارهابي يقوم به من يترجمون ما تربوا عليه من فكر وعقيدة وايمان راسخ بصحته، مبديا حرصه على تحمل مسؤولية التبرير والدفاع عن كل الجرائم المقترفة بدافع من ايمان وعقيدة راسخة لدى مرتكبيها، متعمدا التضليل والالتفاف على الحقائق بحرفية وبقدرات خطابية مشهود بها له، الى درجة يحاول ان يشعر الضحايا بان يجلدوا انفسهم بتوبيخ من ضمائرهم الى درجة ان يقروا بانهم هم المذنبون وهم السبب في مقتلهم، كاي داعية اسلامي ضليع في تسويق الاكاذيب.
ان الهدف من جهاده هذا هو تضليل مواطنيه وتحويل اتجاه بوصلتهم الى امور بعيدة عن التهديد الذي يستهدف امنهم وسلامتهم وحريتهم، وتجريدهم حتى من حقهم في التفكير بحماية حياتهم او حق الدفاع عن انفسهم.
انه دوما يختزل الخطر الاسلامي الذي يهدد الارض ومن عليها بان فئة متطرفة من الشباب وهذا يحصل في كل الاديان والثقافات هؤلاء هم من يجب محاربتهم.
لا سيادة الرئيس ان كنت صادقا ومقتنعا بما تقوله وتفعله كوسيلة لدرء هذا الخطر فهذه اكبر مصيبة اما اذا كنت تتعمد الكذب فالمصيبة اعظم بسبب الموقع الذي تشغله.
انك تحذر وترهب الامركيين والعالم ان اشاروا باصبع الاتهام الى الدافع الرئيسي الذي يشجع مجاميع بشرية للاتيان بهكذا افعال بعناوينها الحقيقية ، كأن يقولوا ان هذا الارهاب اسلامي بهذا سيحولون مليار ونصف من المسلمين الى معاداتهم، وتقول ايضا ليس من العقل اتهام مليار ونصف من المسلمين بانهم ارهابيون.
سيادة الرئيس ان هذا يدل اما الى اعلى درجة من الغباء او كذب متعمد وباصرار للاسباب التالية:
1- ليس هناك عاقل على وجه الارض يدعي ان كل المسلمين ارهابين وقتلة، الحقيقة هي ان المسلمون خلقوا بشرا كغيرهم كان يمكن ان يكونوا من اية شريحة بشرية من صناع الخير او الشر، فالانسان يكتسب هذه الخصائص من محيطه العائلي والاجتماعي ونمط الحياة الذي ينمو فيه، فان جنوح بعض المسلمين الى الاجرام لم يولد معهم لكنهم اصبحوا كذلك بسبب التعاليم التي تشبعوا منها، بهذا نستطيع الجزم بان من يحاول ترجمة ما تلقاه من تعاليم وقيم الى افعال، يكون المسلمون هم الضحية الاولى لعقيدتهم ثم البشرية جمعاء المبتلية بهكذا تعاليم.
سيادة الرئيس انصحك ان تسمع خطبة الجمعة من الحرم المكي الشريف لتجد ان اولئك المتطرفين هم ضحايا ايمان يامرهم بما يفعلونه ارضاء لربهم.
استمعت الى خطبة الجمعة من الحرم المكي قبل ايام كان يصدح صراخه في ارجاء الدنيا لمن يريد ان يسمع، كان ارحم ما فيها ( اللهم العن الشيوعيين واليهود والنصارى والملحدين والكفار ومكن المسلمين من رقابهم في كل مكان)
لقد مضى على هذا الخطاب المتخشب 14 قرنا ولم يتغير بل اصبح اشمل واخطر، و تاتي وتقول ان الارهابيين لا يمثلون العقيدة الاسلامية وكانك لم تقرأ القرآن المقدس ( كما اعتدت تسميته عند ورود ذكره على لسانك) من عشرات الاوامر الالهية بقطع الاعناق وكفريضة على المسلم اداؤها متى تمكن من ذلك.
ثم تاتي لتخلط الاوراق بغية التضليل بالقول: ان كل الاديان تدعوا الى الخير او في كل الاديان متطرفين، لا يوجد ساذج على وجه الارض بما فيه المسلمين عند عودتهم الى ضمائهم كبشر يصدق ما تدعيه.
مضى على حربك على اولئك المتطرفين اكثر من عقدين اي منذ نجاح حكومتكم وحلفائها المسلمون من طرد الروس من افغانستان والنتيجة ان الحالة اليوم هي اسوا مما كانت عليه منذ ولا دة الضاهرة الاسلامية حتى يومنا هذا، فهل الحل يكمن في الحرب التي تزداد نيرانها اشتعالا كل يوم والعالم يزداز قلقا ورعبا.
نجدك تفتخر بانك قد نجحت في قتل العشرات من قادتهم خادعا نفسك كانه قلل من هذا الخطر العقائدي، بتمكن قواتك من حالات فردية من المجاهدين، او قولك ان قواتك شنت 13 الف غارة جوية على المتطرفين. ولا يجوز الصاق تهمة الارهاب بالاسلام كدين!!!
لا سيادة الرئيس ان الحل ليس في قتل مجموعة هنا او هناك و ان غاراتك الجوية لا تغير من واقع الحال قيد شعرة، الحل يكمن في التوجه مباشرة الى اسباب المشكلة وتعريفها، وهذا ما لا تريد فعله!!!!
الحرب الحقيقية هي في تعريف المشكلة وتحديد خصائصها كما هي، وتحليل مكوناتها ثم البدأ بالتفكير في ايجاد الحلول الكفيلة بعلاجها اما التنكر لحقيقة الحالة فانه يزيدها قوة وعزيمة لدى القائمين عليها وهل هناك من طبيب يعالج مريضا دون ان يعرف ما هو مرضه.
فكلما كررت ان الارهاب ليس وليد العقيدة الاسلامية انك بهذا تعزز قناعة القائمين عليه انهم على صواب ولا شائبة في تفكيرهم، بما انك تبريء ايمانهم الذي يشرع لهم ويامرهم على ارتكاب ما يفعلونه. بهذا انك تدين النتيجة وتبريء السبب.
سيادة الرئيس ان الاستمرار في تبرئة الاسلام وادانة المسلمين هو هذا الذي يجعل هذه المشكلة ابدية.
بما انك لا تقول لفاعلها هناك خطا في قناعاتك هذه وعليك مراجعتها، وانك تؤكد له يوميا ان لا شائبة في منظومته الفكرية والعقائدية ويجب احترام حرية المؤمنين بها في ممارستها والتعايش معها، فكيف تريده ان يشعر او يفكر انه على طريق خاطيء لمراجعة نفسه؟؟؟
2- ان تحذيرك للامريكيين والعالم بان يتجنبوا لصق تهمة الارهاب بالاسلام هو كمن يقول لجندي في الحرب ارم السلاح من يديك كي لا تستفز من يحاربك ومصمم على قتلك!!!!!
اعتقد انك بهذا تظهر مستوى متدني من الامية في فهم المشروع والتعاليم الاسلامية. فان كنت صادقا فهذه كارثة على البشرية ان يكون اكبر زعمائها بهذه النظرة الصبيانية للامور.
لكني لا اعتقد انك كذلك، لانك على درجة عالية من التعليم والذكاء، واني على قناعة تامة انك لا تؤمن بما تقول، بل انك تعلم علم اليقين ان الاسلام ولد وعاش وانتشر وقهر شعوبا واباد غيرها عملا بكونه مشروعا حربيا الى ان يصبح كل الدين لله.
بناء عليه ما لم تتم مصارحة القيادات الاسلامية الذين اغلبهم من حلفاء بلادكم على حقيقة ما يراه العالم في ثقافتهم ونمط حياتهم تحديدا عقيدتهم بانها السبب الرئيسي في تهديد السلم والامن الدوليين والحياة البشرية على الارض.
ان هذا يقتضي الطلب اليهم بصراحة تامة مراجعة كتبهم جميعها وتاريخهم وخطابهم ومدرستهم وصلاتهم وأدعيتهم، لان العالم بات على قناعة تامة بانها السبب الرئيسي لما يعيشه من اضطراب وقلق، وان لم يعترفوا بذلك ويواجهوا الحقيقة ويراجعوا قناعاتهم فمن حق العالم الحر الدفاع عن نفسه وحماية شعوبه واوطانه من هذا التهديد الدائم على رقابهم هو وليد الثقافة التي يربي المسلمون عليها مجتمعاتهم.
فبدون هكذا مدخل للمعضلة فالجميع ينتظرون ساعة هلاكهم سيادة الرئيس بما فيهم انت كمرتد.
سيادة الرئيس لا يحتاج المرء ان يكون مفكرا كبيرا ليرى حقيقة هذه العقيدة اسال ضميرك:
اين يوجد غير مسلم في مجتمع اسلامي لا يقلق على مصيره واجياله وانه ليس مهددا في وجوده؟؟؟
هل يقر الاسلام لغير المسلم باهلية كاملة في الحياة او التملك او التفكير اوالمعتقد ام يخيرهم بين ثلاث ارحمها ابادته اجلا ام عاجلا، وهل يعتبر الاسلام غير المسلمين من البشر ام احفادا للقردة والخنازير؟؟
لماذا يعيش المسلم بامان في المجتمعات الغير المسلمة اذا تمكن من اخفاء اهدافه في ابادتهم ولم يعلن الحرب عليهم مباشرة قبل حلول اوانها؟
اي من الاديان او الاديولوجيات لها تنطيمات مسلحة هدفها افراغ من تنتصر عليهم من ادميتهم في كل ارجاء العالم وتقوم باعمال خارجة على الطبيعة البشرية غير المتشبع بالتعاليم الاسلامية؟؟
كأن يقتنع المسلم انه يرضي ربه ويدخل جناته بان يفجر نفسه على اي تجمع بشري لينهي اكبر عدد من الحياة وله ثواب غير محدود من ربه على جهاده لكن وفقا للعرف الانساني جريمته، اية فكرة في التاريخ البشري بلغت هذا التوحش والانحطاط؟؟ والمخزي ان يدعي ناس يتمتعون بكامل وعيهم بقولهم هذا دين يجب ان يحترم، وان الاسلام دين سلام وتسامح ورحمة!!!!؟؟؟
ما الذي جعل النيجيري في بوكو حرام من نفس البلد ونفس العرق ونفس المجتمع ان يختلف مع كل هذا و ينسلخ من والواقع الذي خلق عليه، ليتحول الى وحش كل غايته قتل واذلال كل ابناء وطنه، غير التعاليم الاسلامية الدخيلة عليه وعلى ابناء جلدته؟؟؟
ما الذي يجعل الفيلبيني ابو سياف وعصابته ان يتحول الى جزار لابناء وطنه ويحترف الاجرام في اختطاف الابرياء من السواح وطلب فديات خيالية او جز رقابهم، اية مجموعة بشرية مارست هدا التوحش الغير المنضبط غير من اهتدت بالاسلام؟؟
ما الذي سلخ الهنود عن هويتهم الهندية وجعلهم باكستانيين وبنكلادشيين غير العقيدة الاسلامية؟؟؟
ما الذي حرم الايرانيين والاكراد من فارسيتهم وكرديتهم وزرادشتيتهم وحولهم الى اشباه بدوا خارج الزمن غير اسلمتهم ؟؟؟؟
ما الذي اباد شعوب بلاد الرافدين وسورية غير من تربى على العقيدة الاسلامية وآمن بها وعمل وفقا لماهيتها؟
ما الذي اباد او في طريقة الى ابادة الاقباط على ارض الكنانة غير التعاليم الاسلامية؟
ما الذي اباد الامازيغ في شمال افريقيا واستعرب بلادهم غير العقيدة الاسلامية؟
الم تكن تركيا فاتيكان وروما المسيحية والان ليس فيها واحدا منهم ، ويعتبر معتنقها مجرما، وهل دخل جميعهم في دين الله افواجا بملء ارادتهم الحرة ام مورست بحقهم الرحمة الاسلامية باسلم تسلم؟؟
ما الذي لم تقدمه البلاد الغير المسلمة للمسلمين الذين استضافتهم وهل ارضاهم ذلك ام تجدهم يعملون بكل ما أوتوا من قوة (ورباط الخيل) لفرض نمط حياتهم على تلك المجتمعات، فكلما لبي احد مطالبهم ياتون بالاخر وهكذا وفق مبدا خذ ما يقدم ثم طالب، الى ان يجدوا انهم في مستوى من القوة للانقضاض عليها.
اية عقيدة في التاريخ الانساني يقتصر مقدسها على ذبح كل من لم يدخلها من البشر ( اي 5،5 مليار)، وان شعارها واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ورباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم، من حدد لها من هم اعداء الله ولماذا ومن اعلمهم ان ما يفعلونه هو في سبيل الله؟؟؟
ما سبب عدم تاقلم وعيش المسلم مع الاخر المختلف معه في المعتقد كانسان اينما تواجد كغيره من المجاميع البشرية، غير ان عقيدته وايمانه هما اللذان يمنعانه من التشبه بمحيط غير مسلم؟؟؟
ولماذا يكون الاسلام غير ما كان عليه وما هو عليه اليوم وما سيكون عليه في المستقبل، فلماذا سيكون مختلفا في اميركا وكندا واسترليا واوربا عما كان عليه اينما تواجد عبر تاريخه الطويل كما يحلم بعض الرومانسيين، من يعتقد ذلك عليه مراجعة اقرب مستشفى ومصح للامراض العقلية؟؟؟؟
لماذا تقتصر هذه الظواهر من عدم امكانية التعايش مع الاخر فقط على المسلمين دون غيرهم من المجموعات البشرية حيث في كل بلاد العالم مجاميع بشرية مختلفة الثقافات لكنها جميعا تتعايش في اجواء من الحرية والاحترام المتبادل ما عدى الاسلامية منها، لماذا، هل لان المسلمين ليسوا بشرا ام لانهم مسلمون؟؟؟
ما هو تفسير الرئيس اوباما لضاهرة تماثل وتشابه وتتطابق سلوكيات واساليب المسلمين من اي حدب وصوب انحدروا واينما تواجدوا على الارض بغض النظرعن عرقيتهم او اوطانهم ومنشئهم وثقافاتهم السابقة لاسلامهم، الا هو انصهارهم في هذه المنظومة الفكرية الهدامة المتمثلة بدين البداوة الذي سمي بالاسلام، اليست هي التي اخرجتهم و تخرجهم عن الكينونة الانسانية التي خلق الجميع عليها، والا ماذا ارحمونا باجابتكم؟؟؟؟؟؟
فمن التجربة التاريخية للاسلام هل يمكن ان يؤتمن جانبه؟؟؟؟؟
خلاصة القول اكون صريحا معك سيادة الرئيس ان المشكلة هي في التعاليم الاسلامية والارهاب هو وليد العقيدة الاسلامية هو ممارسة من صميم العقيدة الاسلامية وهكذا فعل كلما تمكن من ذلك.
وان ما تفعله المجاميع الاسلامية تحت اي مسمى خرجت فهي تعمل وفقا لما تمليه عليها عقيدتها وهي ليست الا ممارسة من ممارسات طقوس الدين الحنيف.
سيدي الرئيس ان العمل الجهادي له ثلاثة روافد:
1- المسلمون الذين يعملون على تقديم الاسلام كحالة يمكن التعايش معها وقبولها، في نفس الوقت يعملون على نشر وتربية الاخرين على صحيح العقيدة في عدم قبول الاخر في نهاية الامر انها بذكاء تستثمر الوقت لتهيئة المجاميع التي ستكلف بالاعمال الحربية عند ملائمة ضروف ادائها.
2- المسلمون الذين ينخرطون في العمل الجهادي مباشرة منها التنظيمات المسلحة التي تنفذ عمليات اينما تمكنت من ذلك.
3- المسلمون وغير المسلمون الذين واجبهم ابعاد تبعات ما تقوم به الفئة الثانية اعلاه وتبرئة الاسلام منها كالرئيس اوباما ورؤساء الحكومات الاسلامية والذين رشتهم من اذلائها في المجتمعات الحرة من سياسيين واساتذة جامعات واعلاميين وصانعي الرأي العام بنعيقهم في استنكارهم وشجبهم لما قامت به فئة ضالة: بالقول ان هذا ليس من الاسلام بشيء، والاسلام بريء من هذا كله والاسلام دين سلام ومحبة وتسامح الى اخر الاغنية الفجة التي مل البشر من سماعها بعد كل ممارسة جهادية يقوم بها مسلمون خلصاء صدقوا ما عاهدوا الله عليه وما بدلوا تبديلا.
الغرض من هذا الادعاء الكاذب هو لامتصاص ردة الفعل لدى المجتمعات الضحية ولنزع سلاحها مقدما لكي تجرد من حق الرد او الدفاع عن النفس وهذه الاخيرة اخطر مجموعة في التضليل.
اما المنافقون الذين يحرمون الدين الحنيف هذا الشرف فنيران جهنم بانتضارهم.. صدق الله العظيم