في واحدة من روائع السيد المسيح له كل المجد عندما يتكلّم عن (الصدقة)…
متى 6 : اياكم ان تعملوا الخير امام الناس ليشاهدوكم، وإلاّ فلا اجر لكم عند ابيكم الذي في السماوات. فإذا احسنت إلى أحد (فلا تطبل ولا تزمر) مثلما يعمل المراؤون في المجامع والشوارع حتى يمدحهم الناس. الحق أقول لكم: هؤلاء أخذو اجرهم. اما انت، فإذا احسنت إلى أحد فلا تجعل (شمالك تعرف ما تعمل يمينك،) حتى يكون احسانك في الخفية، وابوك الذي يرى في الخفية هو يكافئك.
بدايةً نتقدم بخالص تعازينا لأخوتنا في قرقوش للمصاب الأليم الذي حل بهم … نصلي للرب ان يتقبلهم في ملكوته السماوي .. (الراحة الأبدية اعطهم يا رب ونورك الدائم فليشرق عليهم)
ان كان هذا المصاب الأليم جراء اهمال تحوطات الأمان او ان كان مخطط له فبالحالتين هناك (جريمة) ولا بد من ان تكشف خيوطها لتحقيق العدالة الإنسانية.
تعلمنا من ديمقراطية المستعمر يوم احتل بلادنا انه كلما يحين موعد الانتخابات نلاحظ نشاط عالي الوتيرة من السياسيين للدعاية الانتخابية فتراهم يصولون ويجولون في الأحياء والشوارع يبحثون عن البشر لينقّدوهم بضعة من دنانيرهم عساهم يستميلونهم لانتخابهم .. لقد عشنا مع الدجل والمراءات من أيام دعايات (صورني وآنا ما ادري إلى المطعم التركي ومتظاهري تشرين الذين لم يبخلوا بدمائهم الزكيّة مطالبين بأبسط حقوقهم) نعم هناك من يوّظف مأساة الشعوب من اجل ان (يعظّم نفسه او حزبه) ومن هنا كانت (صناعة القادة) فصناعة القادة ليست بالعمل الصعب نظراً لمعطيات المرحلة فكل من تسيّد في تلك الفترة كان (قائداً مصنّعاً) وخاصةً من افرزته مرحلة الاستعمار في العراق (مجتمعياً – سياسياً كان ام دينياً) وهذه متطلبات المستعمر لديمومة بقائه.. لذلك قام المستعمر بتوظيف فاسدين ليسلّطهم على مقدرات الشعب واهم سلاح بيد هؤلاء هو نشر الجهل والأمية لترتفع وتيرة المحسوبية والمنسوبية لضمان تغيير الأخلاقية الإنسانية فيُسْتَثمَر الدم البرئ وتستغل مآسي الشعب من اجل تحقيق (مصالح شخصيّة او انتقام من أعداء محسوبين على خط المنافسة) وهذا ما يحصل في العراق وخلال العشرين عاماً من احتلال الهولاكيين الجدد لأراضيه. إذاً لا يزال المراؤون والفاسدون يتصدرون (جميع مشاهد المسرحيات في بلدي) وسيبقون لأجل ليس بالقصير.
لنترك كل شيء ونعود لمشهد (عرس قرقوش الكبير) الذي فيه زفّت جثامين الشهداء إلى المقابر لتوارى تراب الوطن انه ليس بعرس الأرض فقط بل انه عرس السماء باستقبال كوكبة من المؤمنين آن لها ان تغادرنا لتلتقي بسيدنا يسوع المسيح فيا لعظمة هذا العرس ويا لخيبة من حاول او يحاول استثماره من اجل (تحقيق اجندة مصالحه او الانتقام او فهذه فرصة المرائين ولا بد ان تستثمر).
ولأجل ان أكون منصفاً كان يجب ان أتأخر في كتابة موضوعي هذا لحين مراقبة ردود الأفعال والمشاركات على الصعيد الدولي والوطني عن طريق برقيات التعازي والإعلان عن المواساة والمشاركات المباشرة في الحضور لموقع الحدث (رجال دين وعلمانيين) كلٌ ادلى بدلوه بهيبة الحدث فعبّر الحزن عن معانيه السامية على الوجوه وكان هناك من شخصن الحادثة لتتوافق مع أهدافه لتوظيفها من اجل قضيّته .
لقد شارك الجميع بهذا الحدث الجلل بهدوء وبدون تطبيل ولا تزمير ولا تأويل ولا نوايا مخبئة والجميع كانوا على قدر المسؤولية من (رجال الدين بكافة طوائفهم ومسؤولين حكوميين) مشكورين جميعهم من ضمنهم غبطة البطريرك ساكو على الرغم من ان هذا واجبهم تجاه المؤمنين وأبناء شعب العراق. إلاّ غبطته اصرّ على استثمار هذه المأساة وكعادته دائماً من اجل قضيّته فقط بإرسال (رسائل مشفّرة خفيّة) سنناقشها من خلال المداخلات. ليس المطلوب منكم سوى متابعة إصدارات البطريركية فترة الحدث. (بالمناسبة فهي تكتب بخط ومشورة غبطته) ابتداءً بالخطبة في موقع الحدث وانتهاءً بالرسالة الموجّهة للمؤمنين قبيل سفره لروما .. ولنتحاور بهدوء وعلميّة.
لقد أصرّ غبطته ان نستعيد ذكريات (ساحة التحرير والمطعم التركي وتظاهرات تشرين والتكتك الذي ركبه ومعاونه البطريركي سيادة المطران باسليوس) لقد ارجعتني غبطتك لموضوع كتبته حينها استشهدت بظاهرة (صوّرني وآنا ما ادري) التي انتشرت وقتها لسياسيي الصدفة قبل الانتخابات .
نعيد لكم تعليم الرب (لا تدع يدك اليمنى تعلم بما تصدقت به يدك اليسرى وبهذا تكون لك الحظوة عند الرب إلهك لا تزمر ولا تطبل لأعمالك فأبيك الذي في السماوات سيجازيك عليها ..)
تحياتي الرب يبارك حياتكم جميعاً واهل بيتكم
الخادم حسام سامي 29 / 9 / 2023