ما هـو مضمون رسالة المجـمع الشرقي لغـبطة البطريرك ساكـو ؟

الاب ﭘـيتر لورنس

من كابـيلّا البطريركـية الكـلـدانية في بغـداد وبتأريخ 20/10/2020 ، خـرج البطريرك ساكـو منـفـعلاً وممتعـضاً من الرسالة الموجهة إليه مِن قِـبَل المجـمع الشرقي في روما ، التي لم يفـتحها كما يدعي ، لكـنه طرح مضمونها بصورة تهكـمية وهجـوم صارخ عـلى الرئاسة الشرعـية للكـرسي الرسولي في حاضرة الفاتيكان . إن أسلوبه الإستـفـزازي في الموعـظة جعـل الكـثيرين من داخـل الكـنيسة الكلدانية والكـنيسة النسطورية الشقـيقة يـتـوجّـهـون إليه بردود أفعال تكـشف الـنوايا الهـدامة لغـبطـته تجاه أصالة كـنيستـنا الكلدانية وتراثها بما يسميه (التأوين أو التجـدد) .  

إليكم مضمون الرسالة من فـم البطريرك ساكـو : 

1- يقـول البطريرك ساكـو : ( أنـتم كـثـيراً تجـددون الطقـوس ، خـذوا بنظر الإعـتبار الكـنيسة الآشورية الشقـيقة ). 

بموجـب وثائق المجـمع الفاتيكاني الثاني ، توصي الكـنيسة الرسولية في روما الكـنائسَ الشرقـية التي لها الشركة الرسولية معها أن تحافـظ عـلى أصالتها وطقـوسها بموجـب شركة الإيمان الكاثوليكي ، وأن تـقـدمه لأبناء رعاياهم حـتى يرتـقـوا في الإيمان ويكـتـشـفـوا نور الحـق ربنا يسوع المسيح له المجـد من خلالها . 

ما الذي إكـتـشفـته روما من حـيلة وتلاعـب في موضوع تجـديد طقس الـقـداس الكـلداني المؤوّن الذي قـدمه ساكـو لها حـتى يحـصل عـلى ترخـيص لتطبـيـقه في كـنيسته من الناحـية اللاهوتية والقانونية ، مما أدى إلى كـتابة هـذه الرسالة له ؟ 

قـبل الحـصول عـلى رخـصة التطبـيـق ، فإن المجـمع الشرقي في روما يوجه رسالة إلى سيادة المطران سرهـد جـمو لكـونه رئيس اللجـنة الطقسية في الكـنيسة الكلدانية ، للإستـفسار والطلب منه دراسة حـول موضوع التجـديد الطقسي للـقـداس الكلداني الذي قـد حسم موضوعه سنة 2006 ، وإعـتبر النص المجـدد رسمياً وفعالاً من حـينه . إنّ رئيس المجـمع الشرقي يـبـدو في رسالته مستغـرباً ومتسائلاً عـمّا قـدمه البطريرك ساكـو . أجاب سيادته ــ المطران سـرهـد ــ بدراسة مفـصلة وعـلمية عـن الخـلـل والـتـشوّه الذي قـدمه البطريرك ساكـو في نسخة قـداسه المؤوّن التي إبتعـدت وإنـفـصلت عـن أصالة كـنيسة المشرق الكلدانية . هـذه الدراسة العـلمية مع رسالة توضح فـيها الخـلل والـتـشوه لاهـوتياً وقانونياً في النص الذي قـدمه البطريرك ساكـو . نسخة منها موجهة إلى المجـمع الشرقي ، ومجمع العـقـيدة والإيمان ، ومجمع الطقـوس . 

لكـن البطريرك ساكـو حـصل عـلى رخـصة التطبـيق بسبب :  

أولاً : الظروف الطارئة لمدة خمس سنوات ، بعـد الضغـط عـلى روما من جهة .

 ثانياً : ومن جـهة أخـرى ، الحـصول عـلى مـوافـقة جـميع أساقـفة المجـمع الكلداني بـدون إعـتـراض أي منهم !.  

ولإيضاح الـفـقـرة ثانياً : حـين رجع سيادة المطران باوي من سنهادس 2015 سأله المطران سـرهـد أنه هـو قـد وقـّـع شخـصياً عـلى نسخة الـقـداس الجـديـد !! أجاب سيادته : نعـم جـميعـنا وقـعـنا بـدون إعـتـراض . 

2- قانونياً : إكـتـشفـت روما مؤخـراً ، أن نص البطريرك ساكـو المقـدم لها ، لم يحـصل عـلى الصفة القانونية الكاملة والصحـيحة مِن قِـبَل المجمع البطريركي . لأن النص المقـدم لم يخـضع للدراسة مِن قِـبَل لجـنة طقسية متخـصصة ، مثلما حـصل في نص الـقـداس الكلداني المثبت سنة 2006 . إن دراسة اللجـنة المخـتصة تعـتمد عـلمياً عـلى الكـتاب المقـدس ، ونصوص الآباء وتأريخ وتراث وأصالة طقـوس الكـنيسة الكلدانية ، تـثـبت وجـودها وتسلسل مسارها الروحي والإيماني . هـذا الخلل القانوني الذي إكـتـشفـته روما ، جعـل البطريرك ساكـو يستـشيط غـيضاً في موعـظته ويهـذي بكـلمات تعـبر عـن محـتواه وتكـشـف فعـله الغـير منضبط .