Articles Arabic

رسالة مفتوحة إلى: السيد وزير الثقافة والسياحة والاثار أ.د. أحمد فكاك البدراني المحترم

بَابِلُ، بَهَاءُ الْمَمَالِكِ وَزِينَةُ فَخْرِ الْكِلْدَان

تحية طيبة وبعد،

يطيب لي إبتدءاً أن أتقدم بأحر وأصدق التهاني لجميع العراقيين بمناسبة إطلاق النسخة الثانية عشر من مهرجان سيدة مدن العالم القديم (بابل)، مع ذلك فأنني ومعي كل الوطنين نشعر بالخيبة جراء تعمد إدارة مهرجان بابل للثقافات العالمية إلى تجاهل وتسويف الحضور الكلداني ضمن هذا الملتقى العالمي.

خلال الأشهر الماضية قمتُ شخصياً وأيضاً عبر منظمة (المركز الثقافي الكلداني الأمريكي) بإجراء إتصالات (موثقة) بمؤسسات معنية ومثقفين عراقيين بضمنها تواصلي المباشر برئاسة المهرجان ممثلة بالدكتور علي شلاه الذي أعرفه ويعرفني جيداً من خلال مساهمتي في النشاطات الثقافية لقاعة (الفينيق) في عمان/ الجاردنز وإشرافي على معرض (إنقاذ أطفال العراق) في قاعتي المركز الثقافي الملكي وقاعة الملكة عالية الذي خصصنا ريعه لدعم أطفال العراق، رغم أننا معظمنا كانوا منفيين ومحكومين بالإعدام (وأنا منهم)، وذلك في مطلع تسعينات القرن المنصرم، ناهيكم عن إتصالي بالهيئة العامة للآثار والتراث وواجهات عراقية أخرى، وذلك من أجل عرض الفلم الوثائقي الأكاديمي (جنائن بابل المعلقة في بابل) بنسختيه العربية والإنكليزية أدناه.

جنائن بابل المعلقة في بابل – تفنيد مغالطات دالي

 

THE HANGING GARDENS OF BABYLON WERE IN BABYLON

 

هذا الفلم الوثائقي من إنجاز قناة (معارف رافدية)، يؤكد على تفنيد مغالطات البريطانية ستيفاني دالي ومقترحاتها اللا مسؤولة بصدد (الجنائن المعلقة) و(أسد بابل) ويعيد الحق إلى نصابه، بأسلوب علمي تدعمه المكتشفات الآثارية وبيانات الكتاب المقدس والمدونات التاريخية، إضافة إلى الإستشهاد بشيخ المؤرخين الرافدين (بيروسس / بيل-أوصر) والعديد من ثقاة المؤرخين الكلاسيكيين الإغريق والرومان علاوة على المؤرخ اليهودي الشهير جوزيفوس، ناهيكم عن الإستشهاد بالآثاريين والمؤرخين العراقيين وبضمنهم بعض من كبار أساتذتي، كأبي الروحي د. فوزي رشيد وأستاذتي اللامعة وقارئة الطين د. بهيجة خليل إسماعيل وغيرهم من جهابذة المعرفة الرافدية. لكن للأسف وكما يقول المثل الشعبي العراقي، لم يعطنا المعنيين العراقيين إلا أذناً من طين وأخرى من عجين، بل تم تجاهل مكاتباتنا تماماً، حد تحاشي الرد جملة وتفصيلاً، وهذا يعد دونما جدال تسويف ومماطلة وإساءة مقصودة وإسلوب يفتقر للمهنية، في التعامل مع الآخر.

أخيراً، نرى من وجهة نظرنا (المُحترِفة والتخصصية) أن مهرجان بابل العالمي برغم صداه الجميل، فأنه بدون حضور سكان العراق الأصليين (الكلدان)، يعد بلا شك، (تجاوزاً غير مقبول) على الحضارة الرافدية عامة وتاريخ (بابل) بشكل خاص، ناهيكم عن أنه يعد إهمالاً متعمداً ومقصوداً للكلدان (سكان العراق الأصليين)، هذا المكون العراقي الوطني الذي يعتبر “ملح أرض العراق وخميرة إزدهاره” عبر القرون، حيث يفتخر الكلدان (أهل بابل) بأنهم لم يتنازلوا عن وطنهم الأم يوماً أو يخونوه.

يكفي الكلدان فخراً أسترجاع العراق للواء الموصل (دهوك، نينوى، أربيل، سليمانية، كركوك، وصلاح الدين) وكان بضمن رئاسة الوفد العراقي وأحد المتحدثين الرئيسين سيادة المطران/غبطة البطريرك لاحقاً (مار يوسف غنيمة) نائباً عن غبطة البطريرك (يوسف عمانوئيل توما) عضو مجلس الأعيان العراقي وبمعيته سيادة الأب/المطران لاحقاً (سليمان الصائغ) صاحب المؤلف الموسوعي (تاريخ الموصل) الزاخر بالأدلة والمراجع والإثباتات التي قدمها وفد العراق إلى عصبة الأمم المتحدة التي صادقت على مصداقية الوثائق العراقية وعلى إستفتاء الكلدان الموثق في الوثيقة رقم 14 من القرار الخاص بعائدية ولاية الموصل للعراق. وكتعبير عن دفاع الكلدان عن حياض وطنهم الأم ودورهم الكبير في إسترجاع لواء الموصل (يشكل اليوم ستة محافظات عراقية)، فقد قام جلالة الملك فيصل الأول بزيارة غبطة البطريرك (يوسف عمانوئيل الثاني توما) في مكان خلوته في دير (مار أوراها) في الموصل وأثنى عليه وعلى الموقف الوطني لأبناء الأمة الكلدانية الغيورة.

لذلك نأمل من جنابكم أن تقتدوا بالفكر النير الذي كان عليه قادة الأمس، فتضعوا نصب أعينكم  (مكانة الكلدان) وأهمية مشاركة (الكلدان) في النسخة القادمة كأبسط تعبير عن إحتضان وتثمين المهرجان للمكون الكلداني البابلي الأصيل.

مع أصدق التمنيات وجزيل الإحترام

د. عامر حنا فتوحي

www.ChaldeanLegacy.com

Follow Us