“لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ”

يوسف جريس شحادة

منتدى أبناء المخلص _ كفرياسيف

كان الإعلان عن كتاب “التأملات اليومية من الصوم الكبير” يوم الثامن من أذار 2025 {يوم المرأة العالمي} لقدس الاب الياس خوري، في قاعة المركز الثقافي على اسم حنا مويس في قرية الرامة.

الكتاب من الحجم الوسط، 110 صفحة، طبعة أولى 2025.

عرفت قدس الاب الياس منذ أكثر من عقد من الزمن، وينطبق عليه قول بولس الرسول “إِذًا يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ، كُونُوا رَاسِخِينَ، غَيْرَ مُتَزَعْزِعِينَ، مُكْثِرِينَ فِي عَمَلِ الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ، عَالِمِينَ أَنَّ تَعَبَكُمْ لَيْسَ بَاطِلًا فِي الرَّبِّ.” الاب غنيّ عن التعريف وله الباع الطولى في نشر كلمة الحياة كيف لا وهو: “وَرَاءَ الرَّبِّ إِلهِكُمْ تَسِيرُونَ، وَإِيَّاهُ تَتَّقُونَ، وَوَصَايَاهُ تَحْفَظُونَ، وَصَوْتَهُ تَسْمَعُونَ، وَإِيَّاهُ تَعْبُدُونَ، وَبِهِ تَلْتَصِقُونَ.”.

خدمة الاب الياس نابعة عن تقوى الرب وعبادة رب المحبّة بكل اخلاص كما يقول النبي صموئيل: “إِنَّمَا اتَّقُوا الرَّبَّ وَاعْبُدُوهُ بِالأَمَانَةِ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ، بَلِ انْظُرُوا فِعْلَهُ الَّذِي عَظَّمَهُ مَعَكُمْ “.

قدس الاب الياس يعمل بكل تواضع، كما يخبرنا يعقوب: “اتَّضِعُوا قُدَّامَ الرَّبِّ فَيَرْفَعَكُمْ”.

يشمل الكتاب تأملات مرتّبة حسب أسابيع الصوم الكبير، من الاثنين في الأسبوع الأول من الصوم الكبير وحتى يوم الجمعة من الأسبوع السادس للصوم الكبير.

يستهل الاب الياس بالقراءات اليومية، ويسرد النص من الكتاب المقدس تسهيلا على القارئ الكريم لئلا يبحث في الكتاب المقدس، وبعد ذلك التأمل.

نشير الى ان في سرد القراءات اليومية يضيف أيضا تذكارات القديسين، على سبيل المثال ص 30 و ص 38 “تذكار القديس غريغوريوس بالاماس” و ص 54 “احد السجود للصليب الكريم المحيي….” وص73 ” أحد القديس يوحنا السلمي” و” أحد القديسة مريم المصرية” ص 93.

خدمة قدس الاب الياس في رعيته الرامة وببلدات أخرى {كفرياسيف} وخصوصا ضمن دورات الاستكمال ضمن مركز التنشئة المسيحية في مدرسة المطران، فله الفضل الكبير وكل الفضل في نجاح هذه القاءات والتي تشمل عشرات من المعلمين والمعلمات ومن شرائح أخرى يحضرون لسماع كلمة الحياة، وهكذا يعمل قدسه في التعليم والإرشاد كما يقول صاحب المزامير في ذلك: ”أُعَلِّمُكَ وَأُرْشِدُكَ الطَّرِيقَ الَّتِي تَسْلُكُهَا. أَنْصَحُكَ. عَيْنِي عَلَيْكَ” عمل قدسه بكل تواضع وحتى يوم اشهار كتابه هذا، لمسنا التواضع والقلب الطيّب والتفاني بالخدمة حتى ان الكتاب تم توزيعه بالمجان دون مقابل، ويقول سفر الامثال وينطبق على قدس الاب: “وَكُلُّ مَا فَعَلْتُمْ، فَٱعْمَلُوا مِنَ ٱلْقَلْبِ، كَمَا لِلرَّبِّ لَيْسَ لِلنَّاسِ، عَالِمِينَ أَنَّكُمْ مِنَ ٱلرَّبِّ سَتَأْخُذُونَ جَزَاءَ ٱلْمِيرَاثِ، لِأَنَّكُمْ تَخْدِمُونَ ٱلرَّبَّ ٱلْمَسِيحَ. أَلْقِ عَلَى ٱلرَّبِّ أَعْمَالَكَ فَتُثَبَّتَ أَفْكَارُكَ. بَرَكَةُ ٱلرَّبِّ هِيَ تُغْنِي، وَلَا يَزِيدُ مَعَهَا تَعَبًا.”.

في السبت من الأسبوع الأول من الصوم الكبير وتذكار القديس العظيم في الشهداء ثيوذوروس التيروني، القراءات اليومية الرسالة ،عب 12 _1 :1 والانجيل مر 23 : 2 الى 5 : 3 .

يستهل التأمل بنص بولس الرسول : “فَتَقَوَّ أَنْتَ يَا ابْنِي بِالنِّعْمَةِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. وَمَا سَمِعْتَهُ مِنِّي بِشُهُودٍ كَثِيرِينَ، أَوْدِعْهُ أُنَاسًا أُمَنَاءَ، يَكُونُونَ أَكْفَاءً أَنْ يُعَلِّمُوا آخَرِينَ أَيْضًا. فَاشْتَرِكْ أَنْتَ فِي احْتِمَالِ الْمَشَقَّاتِ كَجُنْدِيٍّ صَالِحٍ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ.” ويقول: “ان الرب وبّخ الفريسيين بقوة دون ان يهابهم عللا إساءة فهمهم للسبت، وعلمنا عدم الخضوع للخوف وعدم المساومة على الحق، وهو ان تخلص نفس الانسان لا ان تُقتل. كل ما يجب ان يعمله الانسان انما هو لأجل الخير والصلاح والخلاص، عدا عن ذلك فهو شر وقتل ومن سمات السقوط….”.

بالتأمل يفسر النص، وخصوصا قضية السبت وفهم الفريسي والصدوقي لقضية السبت منافية هي للتعاليم الكتابية حتى اليهودية، والمسيح فسّر السبت كما هو في التوراة الشفهية والتي تم تدوينها بمرحلة متأخرة وهي تفيد ان السبت للإنسان وليس الانسان للسبت.

في هذه المناسبة أتقدم بكل الشكر والامتنان لعمل وخدمة قدس الاب الياس في إصداره هذا الكتاب القيم ولكل من ساهم بصدور ونشر الكتاب بالمجان. كذلك الشكر لكل من ساهم وعمل في إنجاح اللقاء من ترتيب وحسن استقبال وضيافة ونظام.

لا بدّ أيضا ان اشكر قدس الاب الياس وباسم راعي مركز التنشئة المسيحية في كنيسة القديس جيورجيوس في كفرياسيف قدس الاب فرح فرح لخدمة الاب المجانية في دورات الاستكمال التي تقام في مدرسة المطران في كفرياسيف.

نشكر الرب متمنين لقدس الاب موفور الصحة والمزيد من العطاء، ونختم بآيات كتابية: “أَمَّا أَنَا فَبِصَوْتِ ٱلْحَمْدِ أَذْبَحُ لَكَ، وَأُوفِي بِمَا نَذَرْتُهُ. لِلرَّبِّ ٱلْخَلَاصُ. لِتَسْكُنْ فِيكُمْ كَلِمَةُ ٱلْمَسِيحِ بِغِنًى، وَأَنْتُمْ بِكُلِّ حِكْمَةٍ مُعَلِّمُونَ وَمُنْذِرُونَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، بِمَزَامِيرَ وَتَسَابِيحَ وَأَغَانِيَّ رُوحِيَّةٍ، بِنِعْمَةٍ، مُتَرَنِّمِينَ فِي قُلُوبِكُمْ لِلرَّبِّ. ٱحْمَدُوا ٱلرَّبَّ لِأَنَّهُ صَالِحٌ، لِأَنَّ إِلَى ٱلْأَبَدِ رَحْمَتَهُ”.