يوسف جريس شحادة
كفرياسيف_ www.almohales.org
“مفاتيح السماء” هو عنوان للكاتب الأستاذ وهيب نديم وهبة.
من يقرأ بتمعّن الكتاب يقف أمام الوصف الكامل الشامل لأحداث الإنجيل المقدّس، من ميلاد الرب المسيح وحتى القيامة المجيدة.
ليس السرد بمتسلسل ولا الأحداث مرتبة بترتيب الإنجيل، لكن من يعرف كنه الكتاب يفهم خبايا الكلمات والنصوص، لئلا يبقى الكلام مجردا، نقف عند الإنجيل في الكتاب”مفاتيح السماء” وهو اسم على مُسمّى.
لا يمكن شمل الموضوع هذا، فالكتاب غزير بالرموز والدلالات: “نهر الأردن، متوّجا من السماء” فاختيار الأردن ليس من باب الصدفة لا في الكتاب المقدس وليس عند أستاذنا وهيب.
ونقف قليلا عند الأردن لنبيّن غزارة المعنى وما معنى استخدام الأستاذ لمثل هذه الألفاظ وكذلك الشرق لاحقا، فتمّ ذِكر المكان أوّلا في الملوك الثاني 15 _1 :5 : “فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ أَلِيشَعُ رَسُولًا يَقُولُ:«اذْهَبْ وَاغْتَسِلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ فِي الأُرْدُنِّ، فَيَرْجعَ لَحْمُكَ إِلَيْكَ وَتَطْهُرَ». “ومعجزات اجترحت في الأردن 2 ملوك 7 _1 :6 .
ويستمرّ الأستاذ: “وجسدي جسد بين آلهة الشمس وجهة الشرق” لو لم يعلم معنى الشرق لما ذكرها أستاذنا، فالشرق بالمفهوم المسيحي العقائدي، نؤمن، ما من حرف في الكتاب المقدّس دون فائدة، وما كتب الآباء من تعاليم وترتيبات وخدم وصلوات، ما هي إلا من الربّ وبإيحاء ربّاني هي، نعلم منها ونجهل الكثير، لكن جهلنا لبعض الأمور في مبنى القداس لا يعني عدم مرجعية كتابية إلهية لما نجهل.
العقل البشري المحدود لا يدرك كنه حكمة الرب وترتيب الربّ، وكلّما فتّشنا وبحثنا في خبايا الكنز الكتابي كلّما أدركنا جهلنا لهذا الكتاب الروحي الخلاصيّ.
قال النبي: “اسجدوا للرب الراكب على سماء السماء نحو المشارق” ومتى البشير: “لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْبَرْقَ يَخْرُجُ مِنَ الْمَشَارِقِ وَيَظْهَرُ إِلَى الْمَغَارِبِ، هكَذَا يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ. ” {متى 27 :24 }.
ولمّا صُلِب الرب يسوع كان لجهة الشرق، وبصعوده من جبل الزيتون المقابل لأورشليم لجهة الشرق، اظهر لنا انه سيأتي من المشارق وأضف كلّ المرات التي دخل بها إلى اورشليم من الشرق جبل الزيتون والفردوس الذي غرسه الرب في جهة المشارق.
وجهة الشرق تذكّرنا بالنجم المبشِّر بميلاد المسيح للمجوس ويقول صاحب المزامير: “إِلهُ الآلِهَةِ الرَّبُّ تَكَلَّمَ، وَدَعَا الأَرْضَ مِنْ مَشْرِقِ الشَّمْسِ إِلَى مَغْرِبِهَا. مِنْ صِهْيَوْنَ، كَمَالِ الْجَمَالِ، اللهُ أَشْرَقَ. “. مزمور 2 _1 :50 .
الاتجاه للشرق في الصلاة هو تقليد قديم غير مكتوب، كما يذكر القديس باسيليوس الكبير { 330 _379 م} ويُعد القديس اكليمنضوس الاسكندري { 215 _150 م} أول من أشار إلى الاتجاه شرقا في الصلاة.
إلا انّ هذه الأقوال ليست دقيقة، لو راجعنا نصوص العهد القديم والإنجيل المقدّس، فالنبي زكريا {4 _1 :14 }: “هُوَذَا يَوْمٌ لِلرَّبِّ يَأْتِي فَيُقْسَمُ سَلَبُكِ فِي وَسَطِكِ. وَأَجْمَعُ كُلَّ الأُمَمِ عَلَى أُورُشَلِيمَ لِلْمُحَارَبَةِ، فَتُؤْخَذُ الْمَدِينَةُ، وَتُنْهَبُ الْبُيُوتُ، وَتُفْضَحُ النِّسَاءُ، وَيَخْرُجُ نِصْفُ الْمَدِينَةِ إِلَى السَّبْيِ وَبَقِيَّةُ الشَّعْبِ لاَ تُقْطَعُ مِنَ الْمَدِينَةِ. فَيَخْرُجُ الرَّبُّ وَيُحَارِبُ تِلْكَ الأُمَمَ كَمَا فِي يَوْمِ حَرْبِهِ، يَوْمَ الْقِتَالِ. وَتَقِفُ قَدَمَاهُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ عَلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ الَّذِي قُدَّامَ أُورُشَلِيمَ مِنَ الشَّرْقِ، فَيَنْشَقُّ جَبَلُ الزَّيْتُونِ مِنْ وَسَطِهِ نَحْوَ الشَّرْقِ وَنَحْوَ الْغَرْبِ وَادِيًا عَظِيمًا جِدًّا، وَيَنْتَقِلُ نِصْفُ الْجَبَلِ نَحْوَ الشِّمَالِ، وَنِصْفُهُ نَحْوَ الْجَنُوبِ”.
وسفر الأعمال { 11 _1:10 }: “وَقَالاَ: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الْجَلِيلِيُّونَ، مَا بَالُكُمْ وَاقِفِينَ تَنْظُرُونَ إِلَى السَّمَاءِ؟ إِنَّ يَسُوعَ هذَا الَّذِي ارْتَفَعَ عَنْكُمْ إِلَى السَّمَاءِ سَيَأْتِي هكَذَا كَمَا رَأَيْتُمُوهُ مُنْطَلِقًا إِلَى السَّمَاءِ». حِينَئِذٍ رَجَعُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ مِنَ الْجَبَلِ الَّذِي يُدْعَى جَبَلَ الزَّيْتُونِ، الَّذِي هُوَ بِالْقُرْبِ مِنْ أُورُشَلِيمَ عَلَى سَفَرِ سَبْتٍ”.
ومتى البشير {2:2 }:”قَائِلِينَ: «أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَإِنَّنَا رَأَيْنَا نَجْمَهُ فِي الْمَشْرِقِ وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ».».
والنبي ملاخي {2 :4 }: “وَلَكُمْ أَيُّهَا الْمُتَّقُونَ اسْمِي تُشْرِقُ شَمْسُ الْبِرِّ وَالشِّفَاءُ فِي أَجْنِحَتِهَا، فَتَخْرُجُونَ وَتَنْشَأُونَ كَعُجُولِ الصِّيرَةِ.
فالمسيح الرب نور العالم والفردوس في الشرق والمسيح شمس البر وعند حادثة صلب الربّ وجْه المسيح للغرب لذا ننظر شرقًا إليهِ.كذلك نتذكّر ان المجوس أتوا من المشارق عند ولادة الرب وحين حُكم عليه من بيلاطس الذي من الغرب هو.كما يخبرنا متى 12 _11 :8 : “وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ مِنَ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِب وَيَتَّكِئُونَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ، وَأَمَّا بَنُو الْمَلَكُوتِ فَيُطْرَحُونَ إِلَى الظُّلْمَةِ الْخَارِجِيَّةِ. هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ».
ونص التكوين{8 :2 }: “وَغَرَسَ الرَّبُّ الإِلهُ جَنَّةً فِي عَدْنٍ شَرْقًا، وَوَضَعَ هُنَاكَ آدَمَ الَّذِي جَبَلَهُ”.
ووالدة الإله بالتفسير المسيحي للعهد القديم لنص حزقيال هي باب المشرق { 3 _1 :44 }: “ثُمَّ أَرْجَعَنِي إِلَى طَرِيقِ بَابِ الْمَقْدِسِ الْخَارِجِيِّ الْمُتَّجِهِ لِلْمَشْرِقِ، وَهُوَ مُغْلَقٌ. فَقَالَ لِيَ الرَّبُّ: «هذَا الْبَابُ يَكُونُ مُغْلَقًا، لاَ يُفْتَحُ وَلاَ يَدْخُلُ مِنْهُ إِنْسَانٌ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَ إِسْرَائِيلَ دَخَلَ مِنْهُ فَيَكُونُ مُغْلَقًا. اَلرَّئِيسُ الرَّئِيسُ هُوَ يَجْلِسُ فِيهِ لِيَأْكُلَ خُبْزًا أَمَامَ الرَّبِّ. مِنْ طَرِيقِ رِوَاقِ الْبَابِ يَدْخُلُ، وَمِنْ طَرِيقِهِ يَخْرُجُ».
واشعياء وحزقيال والملوك الثاني والبشير متى والرؤيا كلها تشير لمجد الله في المشرق وصعود الرب من المشرق ونحو المشرق{أش 15 :24 وحزقيال 3 _1 :43 و 9 _1 :47 و2 مل17 :13 ومتى 2 _1 :2 }: “لِذلِكَ فِي الْمَشَارِقِ مَجِّدُوا الرَّبَّ. فِي جَزَائِرِ الْبَحْرِ مَجِّدُوا اسْمَ الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ. ثُمَّ ذَهَبَ بِي إِلَى الْبَابِ، الْبَابِ الْمُتَّجِهِ نَحْوَ الشَّرْقِ. وَإِذَا بِمَجْدِ إِلهِ إِسْرَائِيلَ جَاءَ مِنْ طَرِيقِ الشَّرْقِ وَصَوْتُهُ كَصَوْتِ مِيَاهٍ كَثِيرَةٍ، وَالأَرْضُ أَضَاءَتْ مِنْ مَجْدِهِ. ثُمَّ أَرْجَعَنِي إِلَى مَدْخَلِ الْبَيْتِ وَإِذَا بِمِيَاهٍ تَخْرُجُ مِنْ تَحْتِ عَتَبَةِ الْبَيْتِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ، لأَنَّ وَجْهَ الْبَيْتِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ. وَالْمِيَاهُ نَازِلَةٌ مِنْ تَحْتِ جَانِبِ الْبَيْتِ الأَيْمَنِ عَنْ جَنُوبِ الْمَذْبَحِ.ثُمَّ أَخْرَجَنِي مِنْ طَرِيقِ بَابِ الشِّمَالِ وَدَارَ بِي فِي الطَّرِيقِ مِنْ خَارِجٍ إِلَى الْبَابِ الْخَارِجِيِّ مِنَ الطَّرِيقِ الَّذِي يَتَّجِهُ نَحْوَ الْمَشْرِقِ، وَإِذَا بِمِيَاهٍ جَارِيَةٍ مِنَ الْجَانِبِ الأَيْمَنِ. وَعِنْدَ خُرُوجِ الرَّجُلِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ وَالْخَيْطُ بِيَدِهِ، قَاسَ أَلْفَ ذِرَاعٍ وَعَبَّرَنِي فِي الْمِيَاهِ، وَالْمِيَاهُ إِلَى الْكَعْبَيْنِ. ثُمَّ قَاسَ أَلْفًا وَعَبَّرَنِي فِي الْمِيَاهِ، وَالْمِيَاهُ إِلَى الرُّكْبَتَيْنِ. ثُمَّ قَاسَ أَلْفًا وَعَبَّرَنِي، وَالْمِيَاهُ إِلَى الْحَقْوَيْنِ. ثُمَّ قَاسَ أَلْفًا، وَإِذَا بِنَهْرٍ لَمْ أَسْتَطِعْ عُبُورَهُ، لأَنَّ الْمِيَاهَ طَمَتْ، مِيَاهَ سِبَاحَةٍ، نَهْرٍ لاَ يُعْبَرُ. وَقَالَ لِي: «أَرَأَيْتَ يَا ابْنَ آدَمَ؟». ثُمَّ ذَهَبَ بِي وَأَرْجَعَنِي إِلَى شَاطِئِ النَّهْرِ. وَعِنْدَ رُجُوعِي إِذَا عَلَى شَاطِئِ النَّهْرِ أَشْجَارٌ كَثِيرَةٌ جِدًّا مِنْ هُنَا وَمِنْ هُنَاكَ. وَقَالَ لِي: «هذِهِ الْمِيَاهُ خَارِجَةٌ إِلَى الدَّائِرَةِ الشَّرْقِيَّةِ وَتَنْزِلُ إِلَى الْعَرَبَةِ وَتَذْهَبُ إِلَى الْبَحْرِ. إِلَى الْبَحْرِ هِيَ خَارِجَةٌ فَتُشْفَى الْمِيَاهُ. وَيَكُونُ أَنَّ كُلَّ نَفْسٍ حَيَّةٍ تَدِبُّ حَيْثُمَا يَأْتِي النَّهْرَانِ تَحْيَا. وَيَكُونُ السَّمَكُ كَثِيرًا جِدًّا لأَنَّ هذِهِ الْمِيَاهَ تَأْتِي إِلَى هُنَاكَ فَتُشْفَى، وَيَحْيَا كُلُّ مَا يَأْتِي النَّهْرُ إِلَيْهِ. وقال: افتح الكوة لجهة الشرق. ففتحها. فقال أليشع: ارم. فرمى. فقال: سهم خلاص للرب وسهم خلاص من أرام، فإنك تضرب أرام في أفيق إلى الفناء. وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ، فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ الْمَلِكِ، إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ قَائِلِينَ: «أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَإِنَّنَا رَأَيْنَا نَجْمَهُ فِي الْمَشْرِقِ وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ».
يقول الأستاذ : “ينام اليمام” وما اليمام في الكتاب، اليمام والحمام
“وَلِكَيْ يُقَدِّمُوا ذَبِيحَةً كَمَا قِيلَ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ: زَوْجَ يَمَامٍ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ.”
حسب اللاويين 7 :5 تكون التقدمة “نعجة حولية”، هذا يبيّن لنا غنى فقر المسيح 2 كورن 9 :8 ، فحتى الولادة كانت في بلدة فقيرة “بيت لحم أفراتا” ميخا 2 :5.
التفسير لليمام والحمام
كل المرات التي ورد ذكر تقدمة “الطير” دوما يكون أولا “اليمام” قبل “الحمام” ما عدا “خطيئة الولادة”.
هذه التقدمة هي عفة الجسد ونعمة الروح، العفة لليمامة والنعمة للحمامة.
السؤال، لماذا دوما يتم ذكر اليمام قبل الحمام؟ او في “الولادة” حصرا؟
المفسر الرمبان { הרמב”ן רבי משה בן נחמן 1194 –1270
} يقول بسبب سلوك زوج اليمام {الذكر والأنثى} التي ترمز للعلاقة بين إسرائيل والله، أما ” מאיר לֵיבּוּשׁ בן יחיאל מִיכְל וֵייזֶר _המַלְבִּי”ם, ” يفسر ذكر اليمام أولا بسبب ثمنهم الباهظ، واخذ “زوج يمام” لان لو اخِذ واحد سيحزن الآخر وحياته بخطر بسبب الارتباط بينهما.
الحمام يدلّ على الأمانة والإخلاص والعلاقة تجاه الزوج، والعلاقة بين لفظة “العش _ קן ” وحسب الراب “يهودا ” مكتوب على “البوق الثالث ” في الهيكل ” تعشيش _ קינין ” بما يخص اليمام فقط، وتقديم اليمام كان في نهاية فترة التعشيش والفراخ ناضجة، كذلك لم يتم تربية اليمام ولو مرة واحدة في البيوت مثل الحمام، ويتم صيد اليمام في الحقول.
من اللافت للنظر ان اليمام والحمام في فترة “التعشيش” يكون دوما لزوج من الفراخ، هذه التقادم كلها في متناول الإنسان وقتها، يجب ان نتذكر على الدوام ان الحديث وقت التوراة والحياة تختلف عما هي اليوم وإمكانية الصيد لليمام والحمام وقتها تختلف عما هي اليوم بشكل عام.
هذه التقادم وردت في التوراة راجع اللاويين 14 :1 :”.و 22 :14
في فترة الحكماء الشيوخ { חז”ל } وحتى في لغة الحكماء الشيوخ استخدموا لفظة ” العش _ קן ” وتعني اللفظة “زوج من الطيور” ولطير واحد استخدموا اللفظة :” פרידה _فرادة” {راجع בכריתות ח ע”א }
اليمام قبل الحمام
في تفسير الرمبان {הרמב”ן } بسبب العلاقة بين الفراخ والتصاقهم ببعض مثلما الشعب الإسرائيلي يلتصق بالرب، بينما الحمام شديد الغيرة والحسد هذا سيؤدي للخلاف والابتعاد والفراق.
العلاقة بين اليمام هي “زواج أحادي Monogamy {من اليونانية مونو واحد وجاموس زواج” بمعنى ان ذكر اليمام لا يتزاوج إلا مع نفس اليمامة في فترة الإخصاب} {راجع كتاب מנחם דור انظر لاحقا التفاصيل للكتاب} فالرباط بين اليمامة الأنثى والذكر ارتباط وثيق، وفي حالة موت الذكر فلا ترتبط بذكر يمام آخر، هكذا إسرائيل ملتصقون بالرب ولا يمكن تبديل الرب باله آخر.
في لفيفة ” עירובין _ ק ע”ב ” حسب قول الحكيم يوحنان: “لو لم تكن التوراة، لتعلمنا التواضع من القطط والنشاط من النملة والعُزلة والوحدة من اليمام” .
نص اللاويين 6 :12 : “وَمَتَى كَمُلَتْ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا لأَجْلِ ابْنٍ أَوِ ابْنَةٍ، تَأْتِي بِخَرُوفٍ حَوْلِيٍّ مُحْرَقَةً، وَفَرْخِ حَمَامَةٍ أَوْ يَمَامَةٍ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ إِلَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، إِلَى الْكَاهِنِ، “تقدمة الحمام على اليمام في هذه الوصية في كل التقادم يكون اليمام أولا ولكن هنا الحمام أولا وثم اليمام، لأنه إذا وجد حمامة لا يأخذ يمامة لأنه يحزن على اليمامة ولا يتزاوج مع أخرى في فترة الإخصاب.
استخدام هذه الألفاظ ليس من الفراغ، فهذه الكلمات تدلّ على سعة معرفة الأستاذ في كنه معناها الدلالي والمفهوم العقائدي اللاهوتي وعمق فكره وبعد نظرته ونسج الفكر بالكلمة الصادقة الصائبة.
حتى معجزة تسكين الرياح وأول معجزة في قانا وغيرهم الكثير، لهم النصيب في مفاتيح السماء، فربط الأستاذ بين اللاهوت والناسوت بشكل محبك ومتناغم، إضافة للغة وهيب السلسة السيابة فيقول: “القداسة روح الطهر…الشمس وهج النار… والناصرة.. يجوب جبرائيل.. حقول الحروف… اللغة البشارة.. والملاك.. بالرمز بلا دنس تحملين وبالمعجزة تلدين.. السيدة تغادر الناصرة..” فيمكن كتابة أطروحة وشرح هذه الكلمات بالمفهوم الكتابي المسيحي.
الخميرة والمعرفة الدسمة لخبايا الإنجيل تظهر في أسلوب الأستاذ وهيب، لا تخلو فقرة دون ان تلزمك بالوقوف باهتا تدع فكرك يسبح بالخيال والعودة للكتاب المقدس، محاولا الربط بين النص والمفهوم العقائدي.
يذكر المغارة والتقليد لمكان ولادة الرب، وحتى لأحداث إنجيلية مثل قوله: “كسنبلة قمح للجائعين” من يجهل الكتاب لا يدرك قضية التلاميذ وقطف القمح للأكل في السبت، وقوله: “مبارك صعود الربّ” و”ملكوت العرش” لو كتبنا معنى “النور” لغويًّا تأثيليا ولاهوتيا، لكتبنا مقالة دسمة بعشرات الصفحات، هذا ما سننوي القيام به عن لفظة النور.
نتمنى الصحة، ونتضرع لرب السماء ان يستمطر على أستاذنا النعم الربانية ويزيدنا دررا كتابية على الدوام.
كل الشكر والامتنان للأستاذ الكريم لإرساله لي نسخة من الكتاب.
++ تصميم الغلاف، معاذ عبد الحق.
طبعة أولى 2022 دار الشامل للنشر والتوزيع نابلس.
مسرحة القصيدة العربية، نال جائزة المتروبوليت نقولاوس نعمان للفضائل الإنسانية اللبنانية2012 .