يوسف جريس شحادة
كفرياسيف _ www.almohales.org
متى 38 _32 :10 و 30 -27 :19
فَكُلُّ مَنْ يَعْتَرِفُ بِي قُدَّامَ النَّاسِ أَعْتَرِفُ أَنَا أَيْضًا بِهِ قُدَّامَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، وَلكِنْ مَنْ يُنْكِرُني قُدَّامَ النَّاسِ أُنْكِرُهُ أَنَا أَيْضًا قُدَّامَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. «لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا بَلْ سَيْفًا. فَإِنِّي جِئْتُ لأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ، وَالابْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا، وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا. وَأَعْدَاءُ الإِنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِهِ. مَنْ أَحَبَّ أَبًا أَوْ أُمًّا أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي، وَمَنْ أَحَبَّ ابْنًا أَوِ ابْنَةً أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي،وَمَنْ لاَ يَأْخُذُ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعُني فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي.”
مقدمة
في الآيات 31 : 26 يحذر يسوع التلاميذ بان الأمم لن تخجل من اتخاذ أي نمط لكبح جماح التبشير. أعداء البشارة على استعداد لقتل التلاميذ من اجل منع البشارة، والسؤال لماذا؟
مغزى البشارة تدل على ان البشرية خاطئة بدون نعمة الخلاص من المسيح. البشارة لجميع الأمم الذين يقبلون ويؤمنون بدم المسيح الفادي كمخلّص.
تُعلّمنا البشارة انه لا خلاص ولا حياة روحية تامة بالبعد عن المسيح، يوحنا 6 :14 مغزى البشارة إظهار الخطيئة والشر، وما هو الحل.
الآيات 33 _32
قارن لوقا 9 _8 :12 و 27 _26 :14
دعوة المسيح للتلاميذ للبشارة باسم الرب يسوع، ولكي يؤكّد نجاح مهمة التلاميذ هذه يوضح المسيح للتلاميذ ما يتوجب عليهم عمله وما يقولون وما ينتظرهم.
يُظهر المسيح للتلاميذ أمورا عملية حسّية وليست نظرية خيالية. ما تسمعون الآن وما ستواجهون من الضرب والعذاب ليس بسبب عمل إجرامي لا بل بسبب طاعتكم للرب.
انظروا إليّ ما فعلوه بي سيفعلونه بكم، وستُجَرّبون على أنفسكم ولِتثْبتوا بكل هذا، عليكم الإيمان والطاعة للرب، وعدم التردّد بالإيمان بيسوع مهما كلّف الثمن، راجع رؤ 13 _12 :2 والصمود أمام كل الصعوبات ان نتحلى بإيمان كامل، افسس 18 _10 :6 .
الأمثلة كثيرة في الإنجيل مثلا، شفاء الأعمى، يوحنا 9 والضغوطات التي حلّت به، لم ينكر الأعمى المسيح، و 1يوحنا 2 _1 :2 مقارنة وزكريا 3 ففي رؤيا زكريا يرى يهوشوع الكاهن ماثلا أمام الله ومغطى كلّه : ” وَكَانَ يَهُوشَعُ لاَبِسًا ثِيَابًا قَذِرَةً وَوَاقِفًا قُدَّامَ الْمَلاَكِ.” دلالة لخطيئة إسرائيل، قارن اشعياء 4 :4 .
لماذا المسيح يتألم من اجلنا؟
فدانا المسيح بدمه حين كنا تحت نير الخطيئة وأعداء للرب، فكم بالحري يكون موقفه تجاهنا لو أعلنا الإيمان به قولا وفعلا؟ رومية 32 :8 و1 بطرس 19 _18 :1 ومتى 33 :6 و2 ثيمو13 _10 :2 .
الآية 33 تتحدث عن التلمذة المخلصة ليسوع ويشجع المسيح عدم الخوف بأي حالة، على ضوء ذلك ومن ينكر المسيح خوفا من ظرف ما، إلا ان الرب سينكرهم ولن يكونوا في ملكوت الله، متى 32 -21 :7 .
التهرّب ونكران المسيح في الأفعال والأقوال على حد سواء، كلها تؤدّي لنكران المسيح لهم، رو 10 _9 :10 وإيماننا بالمسيح والعمل بحسب التعاليم يمنحنا السلام مع الله، رومية 5 .
من يؤمن بالمسيح سيتعذّب ويتألّم من اجل الإيمان بالمسيح، حينها يحلّ السلام العالمي، سيخجل كل فرد بقريبه لعدم إيمانه بالمسيح المخلّص، قارن زكريا 5 -1 :13 والتثنية 12 -7 :13 .
في الآيات 38 _37 يثبت المسيح من هو تلميذ المسيح.
هل بسبب محبتنا لأولادنا ننكر المسيح، ونبتعد عن الله؟ لا يعلّمنا المسيح ان نكره أفراد العائلة أبدا بتاتا، فالتوراة تعلّمنا محبّة الأهل ومحبة القريب من نفسنا، لوقا 35 _25 :14 ولو 62 _57 :9 ومتى 22 _19 :8، علينا ان نضع يسوع في أول أولويّاتنا قبل الأهل والأبناء، كل من يضع يسوع في أوّل أولوياته ويعترف بالمسيح الله والطاعة الكاملة للمسيح تُثبت الإيمان الصادق بالرب، يو 14 _6 :14 ويوحنا 47 _31 :8 ويقول بولس صلبت مع المسيح واحيا بالمسيح، غل 20 :2 ورو 1 :12 ، قارن لو 62 _57 :9 .
النص والآباء
“الاعتراف”، ابوليناريوس: “يجب على المؤمن ان يعترف بقلبه ولسانه لينال الخلاص، رو 10 :10 .
“يعترف بي” وليس “يعترف لي”، أي يعترف المُعترف بقوّة وبنعمة من العلاء، ولم يقل عن الذي يُنكره “بي” بل “ينكرني”.
أصل الاعتراف أمام الناس، إعلان الإيمان بالمسيح وثمر الإيمان، فلا قيمة للاعتراف بالشفاه بدون إيمان القلب والعكس تماما.
كيف يتطلب السّلام سيفًا؟ الذهبي الفم: “كيف أمرهم الرب بان يلقوا السلام؟ والملائكة تقول المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام؟ الخ.
السلام حقا يقضي بعزل العليل وفرز المتمرّد فتتحد السماء بالأرض”.
والقديس ابوليناريوس: “عدم اتّفاق غير المؤمنين مع المؤمنين يؤدي إلى الخلاف بينهم.هناك سلام صالح حقيقي العامل بالمحبة، غل 6 :5 والسلام المزيّف غير الثابت، متى 25 :12 والانقسام هلاك، غل 15 :5 .
الله ألقى سيف الحقّ، هو سيف الاختلاف بين الأبرار والأشرار، ويقول بولس عبرانيين 12 :4 ، كلمة الله فاعلة أمضى من كل سيف، الإيمان يفرّق بين المرء وأهله، والقديس هيلاريون: “عندما نتجدد بماء المعمودية بقدرة الكلمة ننفصل عن أصل خطايانا، يُعلن الربّ نفسه بالسلام، أف 14 :2 ، سلام الذين يؤمنون بالمسيح ويقبلونه. ولماذا لا يحلّ الربّ السلام في الأرض؟ لان الابنة تؤمن ويبقى الاب غير مؤمن وهل من شركة بين المؤمن وغير المؤمن؟ 2 كورن 15 :6 .
“أعداء الإنسان أهل بيته”
يقول القديس جيروم: “ما أقوله لكم في الظلام قلوه في النور، متى 27 :10، كل بيت يضمّ مؤمنين وغير مؤمنين، النزاع بينهم يقضي على سلام شرير، تك 9 :11 .
“لا يستحقّني” ومن يضع الولاء والمحبة للأهل قبل محبة الله فلا يستحقّ الله، متى 37 :10 ونشيد الانشاد 4 :2 : “أسس المحبة فيّ”، محبة الأهل والأقرباء لا تتعارض ولا تلغي محبة الله أبدا فمحبة الأهل من محبة الله ومحبة الله من محبة الأهل.
يقول الذهبي الفم، ما إذا كانت محبة الأبوين تُقارن بمحبة الله: “قال هذه الأشياء ليصير الأولاد أكثر شجاعة، وليجعل آباء المستقبل أكثر صلابة فعندما يشاهد الآباء ان للسيد مقدرة وقوة على فصل الأولاد عنهم، يرتدون عن ذلك لأنهم يجربون أمورا مستحيلة. من هنا ان السيد يتجاهل الآباء ويتوجه إلى الأبناء، مدربا إياهم على الإيمان على ألا يحاولوا تحقيق المستحيل، ويوجّه كلامه: “من لا يكره أبا او أما” ويضيف: “وحياته” يقول لماذا تكلّمني على الوالدين والإخوة والأخوات والزوجة؟ لا شيء اقرب إليك أكثر من النفس ان لم تترك نفسك تلق ما لا تحب”.
“حمل الصليب” الطاعة للرب، الصليب فرح وقوة مع المسيح.
النص 30 _27 :19 ومقارنة النصوص
تبعنا المسيح وما يكون لنا؟ وعد الله صادق ثابت وحياتنا الجديدة مع المسيح أف 20 :2 و “عهد التجديد” أي السموات والروح”الخليقة الجديدة” تي 5 :3 قارن أع 21 _20 : 3 ولو 36 _35 :20 و1 يو 2 :3 .
الحديث عن بداية الدينونة “تجلسون انتم على اثني عشر عرشا” لو 36 :21 و 2 كورن 10 :5.
جعل الرسل الاثني عشر قضاة لإسرائيل مع العلم ان الاثني عشر هم أصلا من بني إسرائيل، وهذا يعطي اشعياء نبوّته لتلك الأيام التي يتكلم عنها المسيح: “وَأُعِيدُ قُضَاتَكِ كَمَا فِي الأَوَّلِ، وَمُشِيرِيكِ كَمَا فِي الْبَدَاءَةِ. بَعْدَ ذلِكَ تُدْعَيْنَ مَدِينَةَ الْعَدْلِ، الْقَرْيَةَ الأَمِينَةَ».
“وكل من ترك بيوتا..” {30 _29 } مرقس يزيد على هذا أمرين: يحدد الترك ان يكون “من اجلي” ومن “اجل الإنجيل، والمائة ضعف تكون مع اضطهادات، مرقس 30 :10 .
“بيوتا” هنا، عند مرقس بالمفرد “بيتا” والقصد البيت الذي يسكن فيه الإنسان وليس فقط الذي يشتريه، “وامرأة” بصيغة المفرد لأنه في المسيحية لا يوجد تعدد الزوجات.
“من اجل اسمي”، الاعتراف باسم المسيح المخلص، ويضيف مرقس “من اجل الإنجيل” أي الخدمة والكرازة، وبعد “المائة ضعف” يضيف مرقس: “بيوتا وإخوة وأخوات وأمهات وأولادا وحقولا” في هذا الزمن يبيّن العوض الزمني، أي عدم الحرمان من مشاعر الأسرة التي سيوفّرها المسيح بالروح.
ومائة ضعف، عن مفهوم مئة وحدّدها الكتاب: “ثلاثون وستون ومائة”.