للتذكير
قبل التَعَرُف على محطتنا التالية من علامات مضيئة في كنيستنا الكلدانية العريقة ومجتمعنا الشرق أوسطي الحبيب. أحببت أن أُنَوّه بأني أكتب ماأكتب من خلال ملاحظاتي وخبرتي ورؤيتي الشخصية لهؤلاء الظواهر الفذة وليس بالضرورة ان يكون لي أي معرفة شخصية لهؤلاء مع اني عايشت بعضٌ منهم عن قرب فتأثرت بأفعالهم وأقوالهم وطروحاتهم، فكان لزاماً عليٍّ وللمنفعة العامة لكل أبناء كنيستي الكلدانية ومجتمعنا المسيحي أن أسلط الضوء عليهم ليكونوا أمثلة حيّة للعطاء والبناء الروحي والآنساني على السواء. ليس بالضرورة كما سيرى أخي القاريء في هذه الحلقة والحلقات القادمة بأن هذه العلامات المضيئة تنحصر على الآكليروس فقط. دعوتي لكل من يرى أي نقطة مضيئة هنا وهناك وأحّبَ المشاركة ومن على هذا الموقع “أنا كلدايا” له منا كل الحب والتقدير والدعم ومن خلال صفحتي على الفيس بوك وهكذا سنتغاير في عمل الروح لتغدو حياتنا جميعا مضيئة ليَسْهٌل علينا تعقب خطوات الرب يسوع واللقاء به يوماً في الملكوت.
عديدةَ هي الآمثال التي ضربها المسيح طيلة فترة رسالته الإلهية على الآرض وهي تٌمًثِل شيئاً كبيراً من تعاليمه لتلاميذه وأتباعه من بعدهم (نحن) أي لعموم الكنيسة والعالم. ومن هنا عُدّ مايرد في الآمثال حقائق إيمانية وروحية لابل دستوراً مسيحياً للإقتداء والعمل به. وتجعل من أتباع المسيح خميرة صالحة في المجتمع وملحاً طيب النكهة.
* بواقعية مؤلمة وبرؤية عامة على عالمنا اليوم الذي أصبحت القيم والآخلاق مدعاة للسخرية وعدم الإنفتاح، وأصبحت الرأفة والرحمة عنوان للجبن والضعف. وبنفس القياس أصبحت تطفو على السطح تفاهات يمجدها الكثير بداعي الإنفتاح والحرية. وفي خضم هذا المعترك والخلل بالمفاهيم نرى بصيص ضوء خافت ومن نهاية النفق ليقول لنا لازال العالم بخير.
وهذا ماجعل من محطتنا التالية هذا البصيص والمثال الحي الذي يُحتذى به.
عامر إسطيفان جولاغ 01/10/1960
طيب المعشر، دائم إلابتسامة، دمث الآخلاق، عطوف، وحنون ومخلص
وُلد هذا إلانسان الجميل بكل معنى الكلمة وإخوته (عصام وسمير جولاغ + سهام وفلورنس) المحترمين والذين ليسوا بأقلٍ منه إنسانيةً من إسطيفان جولاغ وطابيثا بهورا (ليتغمدهم الرب يسوع في ملكوته السماوي) في بغداد/ كرادة مريم وإنتقل مع إخوته الى لبنان في عام 1973 وفي عام 1975 إستطاعوا الوصول الى أرض الآحلام أميركا والإستقرار فيها. لحد الان القصة طبيعية ولاتحمل أي غرابة في طياتها. ولا أستطيع الدخول في تفاصيل عائلية أكثر من كونه أبٍ لإبنتين يحملان الكثير من طيبته وإنسانيته.
شاءت الصدف أن نلتقي بهذا القلب الطيب بمجرد وصولنا الى الولايات المتحدة الامريكية في 08/06/2008 بدون سابق معرفة فإستضافنا في بيته وإحتفل معنا وكأنه يعرفنا منذ زمن بعيد. حين حاولت السؤال عنه من أقاربه قالوا لي إنظّم للقائمة (قائمة المتسائلين)! “هو يعمل للجميع نفس الشيء، ومن محبة خالصة بدون تكّلف أو رياء”. بعد أن توطدت أواصر الصداقة لابل الإخّوة إكتشفت بإن هذا الإنسان المملوء حباً للجميع يساعد المرضى من كل الجنسيات وخصوصاً كِبار السن بشتى الطرق فهو يحجز مواعيدهم ويرافقهم لابل يعتني بهم في بيوتهم أيضاً ( كالسامري الصالح).
“لايراك أنت مَن! بل ماتحتاج إليه وكأنه يشعر بك”.
لطالما لم يذخر وسعاً في التطوع لمساعدة القادمين الجدد في كفالات الإيجار أو في معاملات الهجرة بدون أن يسأل حتى لمن ومن هم فهو ينظر لحاجتك ولا ينظر إليك.
“الرب يجعل لنا إناس تحاول أن تُسعدنا وتُفرِحنا بكلامها وأفعالها وتتمنى لنا الخير وبدون إستحقاق”.
هل سبق وأن فكّرت بالمعجزات؟!. أحياناً كثيرة لاتكون المعجزة مجرد تحقيق رغبة عصيّة أو الوصول الى هدف صعب المنال، بقدر ماهو شعور بوجود أحدهم حواليك يشعر بك ويحاول جاهداً التخفيف عنك. فمثل هؤلاء لديهم القدرة على تغيير مجرى حياتك وهنا تحصل المعجزة. فكم من مريض إعتنى به زاره وساعده في إحتياجاته. وكم من عائلة وقف معها وساندها الى أن عبرت المحنة.
لك أخي العزيز ولكل أفراد عائلتك أقول الرب يبارك فيكم ويُنعم عليكم بركاته. وكما يقول الرب “الشجرة الصالحة تعطي ثمراً ناضجاً وصالحاً”.
الشماس الانجيلي
صباح حنا الشيخ