Articles Arabic

الجزء العاشر: مـن هـي كنيستـي؟

مقالات مهمة للمرحوم الاب العلامة ألبير ابونا عالجت ازمة كنيسة الكلدانية في ذلك، ولكن تعيش في اسوء زمن لها اليوم!!!

كلدايا مي: نختار مواضيع التي تعالج ظروف اليوم اتعس مما  كان يوم امس

ا- مـن هـي كنيستـي؟

ليست كنيستي مؤسسة بشرية تستمدُّ جذورَهـا من عبقرية بشرية، ولا هي جمعية فيها تتضارب المصالح وتتنافس المطامع في سبيل السلطة والاستغلال. كـلا! بل كنيستي مؤسسة إلهيـة أرسى الرّب يسوع قواعدها وحدّدَ أهدافَها، وفتحَ أمامها آفاقًا واسعة سعة العالم كله: “اذهبوا إلى العالم كله، وأعلنوا البشارة إلى الخلق أجمعين” (مرقس 16/15).
فالمسيح هو الذي أسس الكنيسة، على صخرة إيمان بطرس وإيمان الرسل. ولكنه يبقى هو الصخرة الحقيقية التي عليها تُبنى الكنيسة. لذا فان أبواب الجحيم لن تقوى عليها، مهما حاولت الإطـاحة بها. فان الكنيسة تستمدُّ من المسيح كيانها وحيويتها في كل الأجيال، منذ نشأتها حتى انتهاء الأزمنة.
كنيستي تلقت كيانها واصولها من الكلمة الذي جاء إلى العالم لينقل إليه محبة الآب ويكشف له عن مدى هذه المحبة وشموليتها وفاعليتها، وعن مقتضياتها الهائلة أيضًا. واراد ان تكون الكنيسة تجسُّدَ هذه المحبة وصوت المسيح المدوّي في العالم.
إلاَّ ان الكنيسة التي أسسها المسيح تتّسم ببُعـدَين: البُعد العمودي، أي انها تستمد كيانها وجذورها من الله، والبُعد الأفقـي، أي ان هذه الكنيسة مكوَّنـة من بشريين مدعوين إلى القداسة، ولكنهم في الواقع ليسوا كلهم قديسين، وهم يفتقرون دومًا إلى الاحتكاك بالمسيح للحصول على هذه القداسة. أجل، انها كنيسة الخطأة المفتدَين والمدعوين إلى القداسة التي ستتحقق فيهم بقدر ارتباطهم الوثيق بالمسيح.
ويتـمُّ الانتماء إلى كنيستي عن طريق العماد والإيمان بالمسيح، وليس عن طريق اعتبارات اخرى، عرقية كانت أو طائفية أو حزبية أو سياسية. ان كنيستي مفتوحة للجميع وتقبل الجميع، لكي تقود الجميع إلى الخلاص والحياة والسعادة.
ولكنيستي اربع علامات أو صفات واضحة، انهـا
واحـدة ، جامعـة، مقدسـة، رسوليــة
وهذا ما يعلنه جميع المسيحيين كل يوم في قانون الإيمان: “نؤمن بإلـه واحـد … “.

Follow Us