Articles Arabic

المياه في التوراة – المعمودية

يوسف جريس شحادة

منتدى أبناء المخلص _ كفرياسيف

مُقدّمة

“الماء _ المياه” وفي اليونانية “Hydor _” الماء الصالح للشرب ضرورة حيوية للإنسان والحيوان والنباتات، وعن مكانة المطر قارن تث 11 :11 و 1 مل 45 _41 :18 }.

الماء هبة ربانية، والماء يحوّل الأرض الجافة لخصبة، ومنذ ترحال الشعب الإسرائيلي ادركوا رعاية الله لهم بتوفيره الماء لهم، خر 6 :17 وتث 15 :8 ومز 16 _15: 78 ويذكرون ذلك في التسابيح مز 15 :74 ووفرة المياه مهمّة جدا لحياة إسرائيل في الأرض الموعودة، عد 7 :24 وتث 7 :8 و 11 :11 .

ينظر “للماء” بمنظار سلبي، مثل التهديد الشيطاني، ففي هدير البحر والامواج المتدافعة، ادرك إسرائيل القوة الهائلة القاتلة التي يمكن ان يستخدمها الله حين يسبّب الفيضان المدمّر، تك 8 _6 وحز 20 _19 : 26

استخدم الماء قديما “للتطهير” {لاحقا بتوسع} فكان الاغتسال الجزء الأساس للكهنة قبل البدء بالخدمة، خر 4 :29 وعدد 22 _5 :8 وهو واجب على رئيس الكهنة في يوم الكفّارة لا 24 ،4 : 16 وبعد ممارسة الجنس لا 33 _1 : 15 وبعد الولادة لا 8 _1 :12 وامراض الجلد لا 9 _8 : 14 فحمّام المياه يزيل النجاسة عد 12 _11 :19، وللمستقبل للامة الإسرائيلية تمنّى الأنبياء ان يكون “غسيل اسخاتولوجي خلاصيّ اخروي” لمياه الله المطهّرة، التي تطهّر الأرض والناس وتوضع روح جديدة في قلوبهم، اش 3 :44 وحز 32 _ 25 :36 وزك 1 :13 فبالتالي اصبح “الماء” صورة لروح الربّ.

وردت اللفظة “المياه الماء” في العهد الجديد عشرات المرات وفي اغلب الأحيان مرتبطة مع “نهر _باليونانية Potamos او نبع وباليونانية Pege” وينعكس مفهوم التوراة للماء في العهد الجديد، مر 41 :9، ويعتبر “سقاية العطشى” عمل رحمة هو، مت 42 ، 35 :25 ويستخدم الماء للتنظيف، لو 44 :7 قارن يو 5 :13 وكون الماء ثمينا وضرورته حيوية ولا يمكن الاستغناء عنه فان استخداماته المتنوعة توحي بتصورات عديدة للكلمة، يو 14 _13 ،7 : 4 ورؤ 17 :7 .

الله هو خالق المياه، رؤ 7 :14 وينابيع المياه تُدعى”خليقة الله” 2 بط 5 :3 وتك 9،6 ،2 :1 ومز 2 :24.{انتبه من ينابيع إسرائيل ومعان أخرى للتعبير}.

في اليهودية فان قوى الشر وقوى ملائكية تختبئ وتحتمي تحت المياه رؤ 5 :16 وكما ان القوّة الشافية للينابيع او الابار هي هبة الكائنات الخارقة، يو 7 ،4 :5 و “هدير المياه” هي وصف للقوى الروحية رؤ 15 :1 و 2 :14 و 6 :19 ومشى بطرس على المياه مت 31 _28 :14 ان حافظ على ايمانه فالأمر ممكن مت 30 :14 وبالتباين مع ذلك فان الشيطان يرمي الفتى الممسوس في الماء والنار لكي ما يجرحه مت 15 :17 ومت 32 :8.

استخدام الماء

أهمية الماء كوسيلة يهودية للتطهير كذلك الامر في الانجيل يو 6 :2 فيستخدم الماء بشكل خاص “للغسيل الطقسي للأيدي والاواني” مر 4 _3 :7 ومت 26 _25 :23 وغسيل بيلاطس ليديه وفقا للعهد القديم أيضا مت 25 _24 :27 قارن تث 6 :21 ومز 6 :26 ومعمودية يوحنا كانت في مياه الأردن مت 17 _13 ،6 :3 .

اعفى يسوع تلاميذه من الالتزام الفريسي وحسب المفهوم الفريسي بغسل الايدي مت 20 _1 :15 وحول الماء للخمر يو 11 _1 :2 والمعمودية تتم بالماء اع 39 _36 : 8 وتوصف كتطهير اف 26 :5 وعب 22 :10 ومن تطهّر ينال الروح القدس اع 38 :2 ويشير الماء “التعميدي” لعبور اسرائيل البحر الأحمر 1 كو 2 _1 :10 ولفيضان نوح 1 بط 21 _20 :3 .

غسل يسوع لأرجل التلاميذ بالماء ليتبعوه يو 17 _1 :13 ويقودنا الحَمل الى ينابيع الماء الحيّ رؤ 17 :7 وهي التي تنبع من عرش الله رؤ 17 ،1 :22 و 6 :21 ومن يسكب هذا الماء؟ هو المسيح يو 15 _10 :4 و 38 _37 : 7 الذي هو الروح القدس يو 39 : 7 والمعتمد يتدفق فيه نهر ماء حي رؤ 6 :21 و 17 :22 .

المعمودية والطهارة في اليهودية

يقول الرمبام {רמב”ם הל’ מקוואות פ”א ה”א} {מקוה مَنْقع، حوض مَطْهر وهو أيضا اسم فصل من المشناة تعالج شؤون الغطس في البرك والتطهّر}: “כל הטמאים בין אדם בין כלים, בין שנטמאו טומאה חמורה של תורה בין שנטמאו בטומאה של דברי חכמים – אין להם טהרה אלא בטבילה במים הנקווים בקרקע”.

كل ماء تحت الأرض يسمى بلغة الحكماء الشيوخ: “מקוה” استنادا لنص التكوين 10 :1 : “وَدَعَا اللهُ الْيَابِسَةَ أَرْضًا، وَمُجْتَمَعَ الْمِيَاهِ دَعَاهُ بِحَارًا. وَرَأَى اللهُ ذلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ. וַיִּקְרָא אֱלֹהִים לַיַּבָּשָׁה אֶרֶץ, וּלְמִקְוֵה הַמַּיִם קָרָא יַמִּים; וַיַּרְא אֱלֹהִים, כִּי-טוֹב.” قارن اللاويين 36 :11 “אַךְ מַעְיָן וּבוֹר מִקְוֵה-מַיִם, יִהְיֶה טָהוֹר; וְנֹגֵעַ בְּנִבְלָתָם, יִטְמָא”

“حوض الماء المطهر” المعدّ للتطهير “المعمودية” لا يجوز الا اذا كان يغطّي الشخص “للمُعمّد” أي المعمودية بالتغطيس الكامل حسب نص اللاويين 16: 15 : “וְאִישׁ,  כִּי-תֵצֵא מִמֶּנּוּ שִׁכְבַת-זָרַע—וְרָחַץ בַּמַּיִם אֶת-כָּל-בְּשָׂרוֹ,וְטָמֵא עַד-הָעָרֶב.” ويعني التعبير: “בַּמַּיִם אֶת-כָּל-בְּשָׂרוֹ” أي كل جسده. عن كمية المياه راجع {עירובין ד ע”ב}.

حسب : “דרשת שבת שובה תרע”ב: “הטובל במים הרי הוא כאילו איבד החיות שהיתה לו מכבר ומתחיל לחיות חיים חדשים על כן נטהר. כי איננו אותו האיש עם החיים שמכבר שנטמא”. بمعنى من اعتمد كأنه مات ويبدأ بحياة جديدة ولذا تطهّر هو. وفي كتاب: “טעמי המנהגים” {ص תקא} جاء: “האדם הנכנס כולו לתוך המים הוא חשוב כמת, וכשיוצא ממנו נעשה כברייה חדשה והוא טהור. ויש אף המכוונים כך בטבילה, כשהם בתוך המקווה מכוונים שהם חשובים כמתים, וכשיוצאים הם מכוונים שנעשים כברייה חדשה”. وبإيجاز: “الشخص الذي يغطّس بالمياه يعتبر كميّت وعند انتشاله من المياه يعتبر خليقة جديدة..”.

المياه ذاتها هي التي تميت وتحيي الانسان الذي يتم تغطيسه بالمياه وبحوض التطهير، لان النجاسة مرتبطة بالموت والمعمودية بالمياه تعطي حياة جديدة وولادة جديدة وتحول المعمّد من نجس لطاهر ومن ميت لحيّ.

ومن يتمعن بالنص يدرك جيدا المعمودية في المسيحية والخلفية الكتابية.

Follow Us