Articles Arabic

الدروس والعبر المستخلصة من العصر الذهبي لقيادة البطريرك شيخو

المقدمة: بعد ان استعرضنا حياة البطريرك الجليل شيخو من خلال محاكاة حياته كقائد روحي للكنيسة البابلية الكلدانية لا بد لنا ان نستخلص العبر من تلك المرحلة لكونها زخرت بدروس ثرّة من الحكمة اعتمدت على قيادة (رجل نكر ذاته وانسحق من اجل اخوته ورعيّته كمثال سيده يسوع المسيح) فكان مثالاً حياً لرجل الدين الحقيقي .. نعم نحن نؤمن ايماناً راسخاً بأن لكل مرحلة (إيجابياتها وسلبياتها) ووحدة قياسنا هي في كم (الإيجابيات والسلبيات) وارتقاء الواحدة على الأخرى كذلك يكون القياس على صفات القائد نفسه وقدرته على ان يكون (رباناً جيداً لسفينته ليوصلها من خلال رحلته فيها لبر أمانها) لكون شاغليها هم من أبنائه وعليه ان يكون اميناً لمهمته .

العبر المستخلصة من مرحلة الجليل شيخو:

1) التواضع صفة رائعة يحبها الجميع .. يقول السيد المسيح: من أراد ان يكون عظيماً فليكون خادماً … أي ان ينكر ذاته ويقدم الآخرين عليه فيخدمهم ليحصل على محبتهم واحترامهم

2) القداسة ليست ميراث ينتقل بالتواتر من شخص لآخر .

3) لا توجد هناك قداسة لأي (تجمع بشري) ان كان مؤسسات مجتمعيّة (دينيّة، مدنيّة) ومثالنا على ذلك: كلام سيدنا يسوع المسيح (اما انا الذي اخترتكم ألم يكن الشيطان بينكم) إشارة إلى يهوذا الأسخريوطي الذي خانه بقبلة. فإن كانت مؤسسة التلاميذ قد اخترقت فما بال أي مؤسسة دينية؟

4) يعلمنا الكتاب المقدس كذلك على ان تجمع (آدم وحواء) في الملكوت ايضاً كان مخترقاً من قبل الشيطان وهم (اثنان فقط) فما بال ان يكونوا اكثر .

5) تعلمنا من خلال ذلك واكثر ان القداسة هي (فعل مجاهدة وطريق طويل يسيره الإنسان للوصول إلى طهارة النفس والجسد وبالتالي ارتقاء الروح للكمال مع الرب الإله) وبذلك يضمن الإنسان (خلاصه)

يقول رسول الأمم بولس: (جاهدت الجهاد الحسن .. )

كذلك يقول:  (لست انا بل المسيح الذي فيّ)

وهنا يحق لنا ان نتساءل هل حصل هذا التلميذ الرسول على القداسة؟

الجواب: نراه في إنجازاته فطريق قداسته استقاها من ايمانه بسيده يسوع المسيح ومجاهدته فانطبق عليه قول الرب يسوع: (ليس كل من قال يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات بل كل من عمل مشيئة ابي الذي في السماوات). وهنا نتأكد بأن طريق الملكوت لا يكون بالأقوال فقط وانما ان ترافق الأقوال اعمال تؤكدها (هكذا كان سيدنا يسوع المسيح لا يقول كلاماً إلاّ ويعززه بأفعال تؤكده).

6) لا توجد هناك على المسكونة وكما شرحنا (مؤسسة مقدّسة) انما (انسان يسعى للقداسة) فيسحب مؤسسته لتختار طريق قداستها وبهذا يكون قد (حيّد) شرور المخترقين لها. يقول السيد المسيح له المجد: (احذروا الذئاب الخاطفة … !!) فمن اين تأتي الذئاب والحضيرة محصّنة!!؟ … من هنا نفهم ان الذئاب لها طريقين فقط لا غيرهما لاختطاف الخراف

أ) اما ان تكون أبواب الحضيرة واسوارها هرئة يسهل (اختراقها) من قبل الذئاب. وهذا ما تطرقنا له آنفاً

ب) او ان تستذئب الكلاب التي فيها فتستطعم لحوم الخراف فتفترسها. وهذه النظرية الأكثر واقعيّة ان كانت اسوار الحضيرة وابوابها (محصّنة جيداً).

7) وكما ذكرنا انه لا يوجد في هذا الكون مؤسسة مقدسة انما يوجد (مهنة مقدسة) وهنا لو استعرضنا جميع المهن في الحياة لوجدنا ان كل مهنة تحمل درجة من درجات القداسة (الطب، الهندسة، التعليم، الفلاحة… الخ وصولاً للأجير “العامل”) هذه بصورة عامة .. اما خصوصية تحديد قداسة المهنة ودرجتها فهي مسؤولية صاحبها. فالطبيب المخلص لمهنته يكون قد حصل على درجة قداسته بما يقدمه من تفاني لها واخلاصه فيها وامانته كذلك هو المهندس والعامل والمعلم …. وصولاً (للكاهن)… فالكهنوت مهنة لكونها ترتبط بمعيشة من يمارسها وسنأتي لشرحها لاحقاً بمشيئة الرب. ولا بد لنا ان نمر على ما قاله الرب الإله لإشعيا: رائحة تقدماتكم (ذبائحكم) ازكمت انفي… ويكررها إشعيا للفاسدين من الكهنة: ان ذبائحكم ازكمت انف الله.. وهنا نقول ان كانت الذبيحة (كاملة) وحسب مشتهيات الرب الإله “وهي كذلك” فالسبب هو فساد من يقدمها إذاً الذبيحة تأخذ قياس من يقدمها على المذبح

8) من هنا نستطيع ان نكتشف درجة قداسة الجليل البطريرك شيخو من خلال دراسة سيرته في القيادة وجهاده في سبيل ايمانه (قولاً وفعلاً) في مواجهة الصعاب وحكمة القيادة .

9) نعم ليس نحن من يقيّم ذلك ونحكم لأننا لا نمتلك مقومات (الحكم) ولا غيرنا لكون القداسة تتعلّق بتقييم الرب الإله والسيد المسيح لكونه هو الديان وحكمها كحكم (غفران الخطايا)… فلا انابة لهما ولا توكيل ولا تكليف ولا توريث. وما نحن سوى (عبيد “أبناء”) بطالين نتكلّم ونكتب بما رأيناه وما سمعناه (اي ما عشناه) ونطلب من الرب الإله ان يلطف بنا لسوءاتنا وان يغفر لنا ما نعرفه وما نجهله من خطايانا … (الجميع زلوا وأخطأوا واعازهم مجد الله … الرسول بولس).

عيد حلول الروح القدس على سيدنا يسوع المسيح تملأ جميعكم بروح الحكمة والإيمان

متى 3 : 13 – 17: ((13 وجاء يسوع من الجليل إلى الأردن ليتعمد على يد يوحنا . 14 فمانعه يوحنا وقال له: “انا احتاج ان اتعمد على يدك، فكيف تجئ انت إليّ؟” 15 فأجابه يسوع: “ليكن هذا الآن، لأننا به نتمم مشيئة الله” فوافقه يوحنا. 16 وتعمد يسوع وخرج في الحال من الماء وانفتحت السماوات له، فرأى روح الله يهبط كأنه حمامة وينزل عليه. 17 وقال صوت من السماء: “هذا هو ابني الحبيب الذي به رضيت”)) 

للتذكير روابط السلسلة

1 )  https://kaldaya.me/2023/12/08/24711

مراحل قيادة البطريرك ساكو من عصرها الذهبي إلى انهيارها المقدمة

2)

https://kaldaya.me/2024/01/03/24850

المرحلة الأولى العصر الذهبي للمؤسسة الكنسيّة البابلية الكلدانية

الرب يبارك حياتكم واهل بيتكم

اخوكم الخادم حسام سامي 13 / 1 / 2024

Follow Us