Articles Arabic

التلمود ومنذ البدء

يوسف جريس شحادة

منتدى أبناء المخلص _ كفرياسيف

مقدمة

يقول انجيل يوحنا 3 _1 :1: “فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ. هذَا كَانَ فِي الْبَدْءِ عِنْدَ اللهِ. كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ.”
أي الله الكلمة منذ البدء، ويبقى السؤال هل من نص كتابي من التوراة او التوراة الشفهية يثبت ذلك؟ في مزمور 14 :118: “قُوَّتِي وَتَرَنُّمِي الرَّبُّ، وَقَدْ صَارَ لِي خَلاَصًا.”.

الانجيل حقّق التوراة وفسّر نصوصها، ويقول يشوع 14 :23: ”وَهَا أَنَا الْيَوْمَ ذَاهِبٌ فِي طَرِيقِ الأَرْضِ كُلِّهَا. وَتَعْلَمُونَ بِكُلِّ قُلُوبِكُمْ وَكُلِّ أَنْفُسِكُمْ أَنَّهُ لَمْ تَسْقُطْ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ مِنْ جَمِيعِ الْكَلاَمِ الصَّالِحِ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ عَنْكُمُ. الْكُلُّ صَارَ لَكُمْ. لَمْ تَسْقُطْ مِنْهُ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ.” و1 مل 56 :8: «مُبَارَكٌ الرَّبُّ الَّذِي أَعْطَى رَاحَةً لِشَعْبِهِ إِسْرَائِيلَ حَسَبَ كُلِّ مَا تَكَلَّمَ بِهِ، وَلَمْ تَسْقُطْ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ مِنْ كُلِّ كَلاَمِهِ الصَّالِحِ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ عَنْ يَدِ مُوسَى عَبْدِهِ.”.

الانجيل مُستتر في التوراة، والتوراة مُعْلنة في الانجيل، والسّفران أُعْطِيا لنا في كتاب واحد “الكتاب المقدس”. وليس بإمكاننا تغيير شكل او معنى الكلمات، ار 8 :8: “كَيْفَ تَقُولُونَ: نَحْنُ حُكَمَاءُ وَشَرِيعَةُ الرَّبِّ مَعَنَا؟ حَقًّا إِنَّهُ إِلَى الْكَذِبِ حَوَّلَهَا قَلَمُ الْكَتَبَةِ الْكَاذِبُ.” حقا انه الكذب حوّلها قلم الكتبة الكاذب.

فهم وإدراك خفايا وكنه الكتاب ليس باجتهاد ولا بمنطق بشري ولا بدلائل علمية، انما: ”وَلكِنَّ هذِهِ كُلَّهَا يَعْمَلُهَا الرُّوحُ الْوَاحِدُ بِعَيْنِهِ، قَاسِمًا لِكُلِّ وَاحِدٍ بِمُفْرَدِهِ، كَمَا يَشَاءُ.” وليس بالأمر الهيّن الغوص بأمور اللاهوت لان: “لأَنْ مَنْ مِنَ النَّاسِ يَعْرِفُ أُمُورَ الإِنْسَانِ إِلاَّ رُوحُ الإِنْسَانِ الَّذِي فِيهِ؟ هكَذَا أَيْضًا أُمُورُ اللهِ لاَ يَعْرِفُهَا أَحَدٌ إِلاَّ رُوحُ اللهِ.” 1 كو 11 :2 وكذلك الامثال 7 _3 :2: “إِنْ دَعَوْتَ الْمَعْرِفَةَ، وَرَفَعْتَ صَوْتَكَ إِلَى الْفَهْمِ، إِنْ طَلَبْتَهَا كَالْفِضَّةِ، وَبَحَثْتَ عَنْهَا كَالْكُنُوزِ، فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُ مَخَافَةَ الرَّبِّ، وَتَجِدُ مَعْرِفَةَ اللهِ. لأَنَّ الرَّبَّ يُعْطِي حِكْمَةً. مِنْ فَمِهِ الْمَعْرِفَةُ وَالْفَهْمُ. يَذْخَرُ مَعُونَةً لِلْمُسْتَقِيمِينَ. هُوَ مِجَنٌّ لِلسَّالِكِينَ بِالْكَمَالِ،”.

التلمود والمسيح

يخبرنا التلمود في {תלמוד בבלי פסחים נד א} ان المسيح واحد من سبع أمور كانت منذ البدء ففي المتن ادناه نقرا ذلك بشكل واضح وسوف نأتي بالنص التوراتي في متن النص العبري لأنه في الأصل لم يذكر النص بل فقط المرجع وقمنا بسرد النص تسهيلا للقارئ: “שבעה דברים נבראו קודם שנברא העולם ואלו הן תורה ותשובה וגן עדן וגיהנם וכסא הכבוד ובית המקדש ושמו של משיח תורה דכתיב {משלי ח, כב «اَلرَّبُّ قَنَانِي أَوَّلَ طَرِيقِهِ، مِنْ قَبْلِ أَعْمَالِهِ، مُنْذُ الْقِدَمِ.} كما في مزمور תהלים צ, ב مِنْ قَبْلِ أَنْ تُولَدَ الْجِبَالُ، أَوْ أَبْدَأْتَ الأَرْضَ وَالْمَسْكُونَةَ، مُنْذُ الأَزَلِ إِلَى الأَبَدِ أَنْتَ اللهُ.} كما (תהלים צ, ג تُرْجعُ الإِنْسَانَ إِلَى الْغُبَارِ وَتَقُولُ: «ارْجِعُوا يَا بَنِي آدَمَ».} وفي التكوين בראשית ב, ח وَغَرَسَ الرَّبُّ الإِلهُ جَنَّةً فِي عَدْنٍ شَرْقًا، وَوَضَعَ هُنَاكَ آدَمَ الَّذِي جَبَلَهُ.} {ישעיהו ל, לג لأَنَّ «تُفْتَةَ» مُرَتَّبَةٌ مُنْذُ الأَمْسِ، مُهَيَّأَةٌ هِيَ أَيْضًا لِلْمَلِكِ، عَمِيقَةٌ وَاسِعَةٌ، كُومَتُهَا نَارٌ وَحَطَبٌ بِكَثْرَةٍ. نَفْخَةُ الرَّبِّ كَنَهْرِ كِبْرِيتٍ تُوقِدُهَا.} {ירמיהו יז, יב كُرْسِيُّ مَجْدٍ مُرْتَفِعٌ مِنَ الابْتِدَاءِ هُوَ مَوْضِعُ مَقْدِسِنَا.} {תהלים עב, יז يَكُونُ اسْمُهُ إِلَى الدَّهْرِ. قُدَّامَ الشَّمْسِ يَمْتَدُّ اسْمُهُ، وَيَتَبَارَكُونَ بِهِ. كُلُّ أُمَمِ الأَرْضِ يُطَوِّبُونَهُ.}. كذلك نقرأ في التلمود البابلي نفس الشيء عن ذكر المسيح قبل كل الخليقة ومنذ البدء كان وكائن هو، {בבלי, נדרים לט ב}.

هذه النصوص والتي تتحدث بصريح العبارة عن المسيح بكل وضوح وانه “منذ البدء” وكذلك التوراة ذكرت ذلك وان لم يكن بصريح العبارة دوما لا بل الحديث عن صفاته وظهوراته وتعاملاته، إذا قرأنا النصوص بعين مسيحية وفكر مسيحي.

لن ندخل هنا بالنصوص التوراتية، نكتفي بمثالين فقط.

1 _ تك 20 _17: 18:  فَقَالَ الرَّبُّ: «هَلْ أُخْفِي عَنْ إِبْرَاهِيمَ مَا أَنَا فَاعِلُه وَإِبْرَاهِيمُ يَكُونُ أُمَّةً كَبِيرَةً وَقَوِيَّةً، وَيَتَبَارَكُ بِهِ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ؟ لأَنِّي عَرَفْتُهُ لِكَيْ يُوصِيَ بَنِيهِ وَبَيْتَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَنْ يَحْفَظُوا طَرِيقَ الرَّبِّ، لِيَعْمَلُوا بِرًّا وَعَدْلًا، لِكَيْ يَأْتِيَ الرَّبُّ لإِبْرَاهِيمَ بِمَا تَكَلَّمَ بِهِ» .وَقَالَ الرَّبُّ: «إِنَّ صُرَاخَ سَدُومَ وَعَمُورَةَ قَدْ كَثُرَ، وَخَطِيَّتُهُمْ قَدْ عَظُمَتْ جِدًّا.”

في البداية يقول: “فَقَالَ الرَّبُّ” أي الرب يتحدّث، ويقول: “طَرِيقَ الرَّبِّ” ولم يقل “طريقي” وكذلك: “لِكَيْ يَأْتِيَ الرَّبُّ” ولم يقل “لكي آتي” أي ان الوهة المسيح منذ الازل منذ البدء كما في النص التلمودي أعلاه.

2 _ خر 8 _5: 34: “فَنَزَلَ الرَّبُّ فِي السَّحَابِ، فَوَقَفَ عِنْدَهُ هُنَاكَ وَنَادَى بِاسْمِ الرَّبِّ. فَاجْتَازَ الرَّبُّ قُدَّامَهُ، وَنَادَى الرَّبُّ: «الرَّبُّ إِلهٌ رَحِيمٌ وَرَؤُوفٌ، بَطِيءُ الْغَضَبِ وَكَثِيرُ الإِحْسَانِ وَالْوَفَاءِ. حَافِظُ الإِحْسَانِ إِلَى أُلُوفٍ. غَافِرُ الإِثْمِ وَالْمَعْصِيَةِ وَالْخَطِيَّةِ. وَلكِنَّهُ لَنْ يُبْرِئَ إِبْرَاءً. مُفْتَقِدٌ إِثْمَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ، وَفِي أَبْنَاءِ الأَبْنَاءِ، فِي الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابعِ» .فَأَسْرَعَ مُوسَى وَخَرَّ إِلَى الأَرْضِ وَسَجَدَ.”

نزول الرب في السحاب، واجتاز الله امام موسى فاذا من الذي “نادى” انه الرب ومن هو الذي نادى عنه “الرب” بان “الرب إله رحيم..” انه الله.

نقف امام المشهد الإلهي فمن نزل في السحاب هو الرب المسيح المتجسّد منذ البدء ومع اللاهوت الكامل ولمن يسأل كيف حبلت والدة الاله وولدته، هذا لنرى التجسد بأم اعيننا في ملء الزمان، ليدرك الشعب فرط محبة الله لأسمى المخلوقات الا وهو الانسان.

نؤمن برب واحد أحد، ففي المزمور 1 :110: “قال الربّ لربّي” وزك 2 :3: “فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: «لِيَنْتَهِرْكَ الرَّبُّ يَا شَيْطَانُ! لِيَنْتَهِرْكَ الرَّبُّ الَّذِي اخْتَارَ أُورُشَلِيمَ! أَفَلَيْسَ هذَا شُعْلَةً مُنْتَشَلَةً مِنَ النَّارِ؟» وسي 10 :51: “دَعَوْتُ الرَّبَّ أَبَا رَبِّي”.

Follow Us