الشماس الانجيلي صباح حنا الشيخ
مرحباَ إخوتي وأخواتي في إلايمان، في البداية أُحب أن أعتذر لكم لتوقفي عن الكتابة وتسليط الضوء على علامات مضيئة في كنيستنا الكلدانية، كما أرجو أن يتسع قلبكم في سؤالي أن تنظّموا لي والكتابة في هذا التوجه وخصوصاَ بإن المنحى العام بات بالضد من هؤلاء الأشخاص الأمينين لوديعتهم ولكنيستهم والذين أصبحوا محطات مهمة في حياتنا الإيمانية وإقتناصهم والإنتقاص منهم أصبح مادةً دسمة للكثيرين. وبعين الوقت هناك وللأسف أشخاص إلتحفوا بالرداء الديني وهم بعيدين كل البعد عن إنسانيتهم أولاً وكهنوتهم ثانياً ومثل هؤلاء لا يعنوني في هذا المقال.
للتذكير فقط بأن الغرض من الكتابة في هذا الموضوع:-
(قـبل عـدة أشهـر وأنا أتصفح أحـد المواقع التي تعـنى بالكلدان وأخبارهم ونشاطاتهم، إستوقـفـتـني وأعجـبـتـني فكـرة للأخ الشماس الإنجـيلي قـيس سـيـﭘـي في مقال يحاول أن يسلط الضوء عـلى أشخاص كانـوا أو لا زالوا عـلى قـيـد الحـياة، لهم ومضات مضيئة في حـياتـنا اليومية وبصماتهم الواضحة لخـدمة الإنسانية والتراث والعـلم واللغة، والفكـرة الرئيسية لكاتب المقال عـن هـؤلاء الشخـصيات أنهم أولاً: بمثابة أمثلة محـفـزة حـية (motivate models) ونـقـطة إنطلاق حـتى يتسنى للآخـرين الحـذو حـذوهم. وثانياً: إعطاؤهم بعـض التكـريم (Credit) في حـياتهم وليس بعـد مماتهم. أما بالنسبة لي فإني اٌضيف أن هـذه الظواهـر الإنسانية الـفـذة التي عـملت ولا زالت تعـمل بصمت ليس المهم نجاحها في تحـقـيق الهـدف من عـدمه، بقـدر ما يكـون محاولة جادة في إرسال رسالة عـميقة تخـدم وتصب في قـناة تعـمل عـلى نمو الإنسان وسُـموّه، ويكـون لها تأثيرها الفعّال عـلى المجـتمع والتي نحـن بدورنا الذين تأثرنا بها، سيكـون لزامٌ عـلينا تكملتها. فهي بالنهاية دعـوة للجـميع لإعـطاء التكـريم اللائق لأشخاص مميزين في حـياتـنا.
وعـملاً بفكـرة (شماسنا العـزيز) أحـبَـبتُ أن أسلط الضوء عـلى أشخاص عاصرتهم، كان لهم عـظيم الأثـر في بنياني الروحي والإنساني عـلى حـدّ سواء، ناهـيك عـن عـظيم تأثيرهم في أبناء الكـنيسة.
الكاهن الآب
قد لا يكون كاهناً لامعاً بعلمهِ وقد لا تُزَيَن جدران مكتبه بأية شهادات أكاديمية عالية لكنك بالتأكيد ستشعر بضألة حجمك بثقافته الواسعة، وقد لا يكون غنياً وواسع الثراء لكنك ستكون متيقناً بإنه لن يردك خائباً إن إستنجدت به، وقد لا يكون فيلسوفاً فذاً وصاحب عمقٍ لاهوتي ولكن أنا على يقين بإنك ستشعربدفءٍ أبوي وعفوي رائع.
هذا الإنسان أصبح للكثيرين ممن حوله اللأم تريزا أو هكذا أراهُ ولمسته أنا شخصيا عند خدمتي معه.
-
كليانا-جميل إبن نيسان إسنختايا وتريزة حنا (سيرته الذاتية كما يرويها هو بذاته)
-
كليانا-جميل ابن نيسان اسنختايا وتريزة حنا…. هكذا وجدت اسمي مكتوباً باللغة الكلدانية فقط،
-
https://kaldany.ahlamontada.com/t12238-topic
الكاهن الإنسان
قد لايختلف معي ممن عاش مع الإنسان الأب جميل نيسان بإنه عكس إنسانيته بوضوح في جميع تفاصيل حياته الكهنوتية الطويلة فقد كان حالة إنسانية يعيشها بعيون الإيمان، وممن وجدوا الله وسط ضعفاتهم وضعفات الآخرين.
متيقناً أولاً وقبل كل شيء بإنه إبتدئها بعلاقة مع الله. ليُصبح جلياً بإنه قد تعلم وإختبر ونمى قدر الإمكان بالحب للجميع. ومما لاشك فيه بإن هناك سمات ومواقف معينة تساعد الشخص على تحقيق أقصى استفادة من الكهنوت. الأول هو الانفتاح على النمو والسير حيث يريد الله وهذا ما عكسه الأب جميل نيسان الحبيب فهو على ذات المستوى مع الجميع.
“سيتم استدعاء الكاهن لتولي خدمات جديدة في أماكن جديدة. في بعض الأحيان سيجد نجاحًا كبيرًا وفي أحيان أخرى سيجد فشلًا ذريعًا، وعليه أن يتعلم من كليهما“. للبعض قد تكون الرسامة نهاية المطاف لكن لهذا الراعي الصالح بداية للنمو بطرق جديدة ولا أعلم إن كان النمو مثيرًا ومؤلمًا، ولكني متأكد بإن الاب جميل قد واجه هذه الفرصة بانفتاح العقل والقلب فهو ممن يرى نعمة الله تعمل في العالم وأنظاره موجهة إلى الملكوت وملؤه.
الكرم هو سمة رئيسية أخرى لهذا الكاهن الغيور وهو ممن يقال عنهم مكرسون حقًا للخدمة. وممن يدركون أن الخدمة لا تتعلق بمداعبة غرورهم، بل تتعلق بالاهتمام بالنفوس.وإن الفهم السليم للذات والروح السخية هما العلامتان الحقيقيتان للعظمة والتميز.
شُكرٌ وإمتنان
لابد أن نتفق بإن تأثير الكاهن على حياة الكثيرين قد يبدو أمرًا شاقًا، إلا أن الأب الجليل وبروح الدعابة إبقى كل شيء في نصابه الصحيح. جميل وهو جميل فمن الصحي أن يضحك، لابل كان قادرًا على الضحك على نفسه وعلى أفراح العالم وسخافاته. قد يكون تعليقًا من طفل غير مقيد أو أحد كبار السن أو خبرة شخصية مُضحِكة. فبالنسبة له الضحك هو الاعتراف بهدية من الله والاعتراف بنقاط ضعفنا وقيودنا البشرية. أشكرك أبتي المبارك على إبوّتِكَ، أشكرك على إنسانيتك الراقية، وأشكرك على الاستمرار في الاستجابة لدعوتك في كل يوم من أيام حياتك. فبكهنوتك قُدتنا إلى الكشف عن حضور الله مع الآخرين، ومن خلالك عرِفنا بأن الله مع الكهنة الآمناء دائمًا أمامهم وخلفهم وبجانبهم لأن معجزة الله المستمرة هي أن يملأ العالم بالنعمة من خلال العمل بأيدي البشر.