يوسف جريس شحادة
كفرياسيف_ wwww.almohales.org
خلال الرتب الكنسية نقرأ من سفر المزامير وكثيرا ما نسمع عبارة: “طهرني بالزوفى فاطهر”، ورد التعبير في التوراة والتلمود { ולקח הכהן עץ ארז ואזוב ושני תולעת … ולקח אזוב וטבל במים ، יומא, מג ע”א }
“תְּחַטְּאֵנִי בְאֵזוֹב וְאֶטְהָר; תְּכַבְּסֵנִי, וּמִשֶּׁלֶג אלְבִּין.” في اللغة العبرية: “אֵזוֹב ” وبالانجليزية :” Wild Marjoram, Bible Hyssop” والاسم العلمي “Majorana syriaca” وبالعربية “الزوفى”.
اللفظة “אֵזוֹב ولغويا من אזב أي طحلب الخ” ووردت بالتوراة لأول مرة كنبات بواسطته تم رش الدم على القوائم، الخروج 22 :12 {وَخُذُوا بَاقَةَ زُوفَا وَاغْمِسُوهَا فِي الدَّمِ الَّذِي فِي الطَّسْتِ وَمُسُّوا الْعَتَبَةَ الْعُلْيَا وَالْقَائِمَتَيْنِ بِالدَّمِ الَّذِي فِي الطَّسْتِ. وَأَنْتُمْ لاَ يَخْرُجْ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ بَابِ بَيْتِهِ حَتَّى الصَّبَاحِ،} ويقول المفسر الكبير {راشي רש”י } “نوع من النبات الأخضر له وُريقات” وأما المعلّم إبراهيم ابن عزرا {ראב”ע} يفسّر: “بالعربية هو الزعتر وباللغة الأعجمية اوريجانو وهو نبات له مذاق”.
ورد الاسم في الملوك الأول 33 :4: “وَتَكَلَّمَ عَنِ الأَشْجَارِ، مِنَ الأَرْزِ الَّذِي فِي لُبْنَانَ إِلَى الزُّوفَا النَّابِتِ فِي الْحَائِطِ. وَتَكَلَّمَ عَنِ الْبَهَائِمِ وَعَنِ الطَّيْرِ وَعَنِ الدَّبِيبِ وَعَنِ السَّمَكِ.” وفي فترة متأخرة تمّ استخدام الزوفى والأرز لتحضير رماد البقرة الحمراء ولرش ماء التطهير للنجاسة، وتم كذلك استخدام الزوفى للرش لتطهير البرص والميت كما في العدد 18 :19: “وَيَأْخُذُ رَجُلٌ طَاهِرٌ زُوفَا وَيَغْمِسُهَا فِي الْمَاءِ وَيَنْضِحُهُ عَلَى الْخَيْمَةِ، وَعَلَى جَمِيعِ الأَمْتِعَةِ وَعَلَى الأَنْفُسِ الَّذِينَ كَانُوا هُنَاكَ، وَعَلَى الَّذِي مَسَّ الْعَظْمَ أَوِ الْقَتِيلَ أَوِ الْمَيْتَ أَوِ الْقَبْرَ.”
بسبب استخدام نبات الزوفى للتطهير أصبح “الرمز للطهارة والنقاوة” كما في صلاة داوود مزمور 9 _ 7 :51: “طَهِّرْنِي بِالزُّوفَا فَأَطْهُرَ. اغْسِلْنِي فَأَبْيَضَّ أَكْثَرَ مِنَ الثَّلْجِ. أَسْمِعْنِي سُرُورًا وَفَرَحًا، فَتَبْتَهِجَ عِظَامٌ سَحَقْتَهَا. اسْتُرْ وَجْهَكَ عَنْ خَطَايَايَ، وَامْحُ كُلَّ آثامِي.”
المعنى الروحاني للزوفى في رش المياه للتطهير، تتعلّق بحجم النبتة، نبات الزوفى المنخفض يرمز للتواضع والحقارة الخاصة بالطهارة والكفّارة. الزوفى المنخفضة على نقيض للأرز الشامخ والعالي الذي يرمز للكبرياء. هذه الفكرة وردت كثيرا في المدراش {מדרשים} مثلا في “مدراش تنحوما” وقضية الأبرص {פרשת מצורע סימן ח}.
كذلك الأمر بالنسبة لرشّ الدم على قائمة الباب في مصر، راجع سفر الخروج 12، وأيضا في {שמות רבה، פרשת שמות פרשה א}.
حسب {תוספתא, פרה צוקר מאנדל פ”ד} اختيار الزوفى لأسباب عمليّة، مثل استخدام النبات في رماد البقرة الحمراء {عن موضوع البقرة الحمراء سنخصّص مادة منفصلة من الناحية العقائدية اليهودية} فالزوفى وفيرة بالرماد كما يقول الحكيم يهودا: “אמר ר’ יהודה אף כשהיו מרבים לא היו מרבים אלא חבילי אזוב שאפרן יפה ומרובה ” ميزة وخاصّة الزوفى أنها تمتصّ المياه لذا تم استخدامها برش المياه والدم.
يستخدم نبات الزوفى بالحياة اليومية كمادة مشتعلة وللأكل كما ورد في {שביעית, פ”ח מ”א}: “כלל גדול אמרו בשביעית כל המיוחד למאכל אדם אין עושין ממנו מלוגמא לאדם ואין צריך לומר לבהמה …חשב עליו לעצים הרי הוא כעצים כגון הסיאה והאזוב והקורנית ” ومن ناحية أخرى يستخدم كنوع من التوابل ويقول الرمبام { הרמב”ם، הלכות פרה אדומה, פ”ג הלכה ב’}:” الزوفى المستخدمة كمادة متبّلة للأكل”.
في اللاويين 4 :14: “يَأْمُرُ الْكَاهِنُ أَنْ يُؤْخَذَ لِلْمُتَطَهِّرِ عُصْفُورَانِ حَيَّانِ طَاهِرَانِ، وَخَشَبُ أَرْزٍ وَقِرْمِزٌ وَزُوفَا. וְצִוָּה, הַכֹּהֵן, וְלָקַח לַמִּטַּהֵר שְׁתֵּי-צִפֳּרִים חַיּוֹת, טְהֹרוֹת; וְעֵץ אֶרֶז, וּשְׁנִי תוֹלַעַת וְאֵזֹב. ” أي الزوفى اصغر نبات والأرز المرتفع، ونبتة الزوفى معروفة.
خلاصة
ورد ذكر الزوفى في التوراة 10 مرات كنبات صغير ينبت على الجدران {1 مل 13 :5} واستخدم نبات الزوفى في طقوس التطهير المختلفة، تطهير الأبرص {اللاويين 4 :14} واحد عناصر رماد البقرة الحمراء {العدد 6 :19} وتطهير وتعقيم، ومزمور 9 :51}.
تشير التوراة بعمل باقة من الزوفى لتطهير الناس وبالرش على الميت {العدد 18 :19} وحرق البقرة الحمراء {العدد 6 :19} وطهارة الأبرص {اللاويين 4 :14} وفصح مصر {الخروج 22 :12}.
الترجمة اللاتينية “Ysop” خطأ، بترجمة لنبات من فصيلة الزوفى { Hyssopus officinalis }.
الزوفى ذُكرت في أدب الحكماء الشيوخ والاسم: Origanum” syriacum” ما يعرف اليوم بالزعتر، والطبيب اليهودي من العصور الوسطى اسحق بن عمران يذكر الزوفى كنبات ينبت في منطقة اورشليم بشكل كثير.
المراجع المستخدمة
ז. עמר, צמחי המקרא, הוצאת ראובן מס, ירושלים תשע”ב (עמ’ 127-129).
י. פליקס, עולם הצומח המקראי {עמ’ 177-178}.