قرداغ مجيد كندلان
اما مزاعم دان براون بزواج المسيح مــن مريم المجدليـة يمكن الرد عليهــا بقول المسيح للمجدلية : لاتلمسيني لاني لم اصعد بعد الى ابي، ولكن اذهبي الــى اخوتي وقولي لهم، إني اصعد الــى ابي وابيكم والهي والهكم ( يوحنا 20: 17 ). فرق ان يقول المسيح: جسوني والمسوني (راجع لوقا 24: 39)، وان نحاول نحن ان نجســـه ونلمسه، فهو وحده الذي يُخضع طبيعــة جسده الالهي للجس او اللمس فــــي حدود إحساسنا، لانه اصلا لا يُحس. وهذا لايفيد دان براون ولا غيره في اثبات ان المسيح قد تزوج، لان ثمر الروح هو روح وثمر الجسد هو جسد.
هذه هي الخرافات والاساطير التي اعتمدها دان براون بحسب اعترافه فـــي روايته شفرة دافنشي. اذا يتضح ان رواية دان براون مبنية على فكرة وثنية، تبناها كتاب الغرب فـي السنوات العشرين مــن القرن العشرين. غايتها عبادة الانثى المقدسة وممارســـة طقوسها الجنسية الداعرة، وخلطت بين الخرافة والاساطير والرموز والالغاز التي سادت اوربا في القرون الوسطى، وتجاهلت الكتاب المقدس وتركت المسيح وخلقت لنفسهــا مسيحا اخر لم يكن موجودا وانما هــــو مسيح الخرافة والخيال، وتركت التاريخ الحقيقي ونسجت تاريخا خياليا وخرافيا. وتصورت الرواية ان هذه الخرافات موجودة فــــــي الكتاب المقدس وفي الكتب الابوكريفية اي المنحولة، غير القانونية، كما اتهمت الروايــة الكنيسة الكاثوليكيـــة وتنسب لها ما لا وجود له في التاريخ، وتصور الفاتيكان وكأنه خزانة للاسرار التي يغلفها الغموض وتخفي حقائق التاريخ واسراره!!، وذلك دون ان تقدم دليلا واحدا على مزاعمها وتلفيقاتها. حيث ان الكاتب نفســه بالاضافة الــى الكتاب الاخرين الذين ينتمون الى هــــذه المدرسة الخيالية سقطوا في اخطاء تاريخية وجغرافية ودينية.
تبنى الكاتب فكرة مساواة بين الرجل والمرأة عــن طريق فكر الوثنية الجديدة والذي يركز على عبادة الانثى المقدسة، باعتبارها مصدر الحياة مثل إيزيس في مصر وعشتاروت في الشام واللات والعزى ومناة الثالثة في الجزيرة العربية وفينوس وأوفروديت في الغرب …
الخ. وباعتبارالانثى كانت تمارس الجنس في المعبد مع الرجال في عهد الوثنية للتقرب الى الاله، اي ان الاتصال الجنسي قديما هو الفعل الذي يتقرب من خلاله الذكر والانثى الى الاله.
كما ان الكاتب يبين ان تعاليـــم عبادة الالهــة يرتكز على الرجال دون النساء فــي الكنيســة المسيحيـة الاولى حيث ان قسطنطين واتباعــه الذكور نجحوا في تحويل العالم مــن الوثنيــة المؤنثة الــى المسيحية الذكورية وذلك بحجة ان الانثى المقدســـة تعتبر شيطانا وبذلك محت
تماما اي اثر للالهة الانثى في الدين الحديث. فلا توجد اليوم حاخامات يهوديات ولاكاهنات كاثوليكيات ولاشيخات مسلمات. ثم راح يتهم الكنيسة لانها حرمت الزنا والاباحية الجنسيـة الداعــرة وجعلتــه عملا شيطانيا وقدست الزواج. ويزعـم الكاتب ان الممارســة الجنسيــة الداعرة هي الوسيلة الجيدة بالنسبة له لعبادة الله وحيث يؤكد ان بلوغ النشوة الجنسية هــــو بمثابة تأدية الصلاة!! لذا فقد كان الرجال الباحثون عــن الكمال الروحي يأتون الى المعبــد ليزوروا خادمات الهيكل ويمارسوا معهــن الجنس للتواصل مــع الاله مـــن خلال الاتحــاد الجنسي. فهذا فكر شهواني إباحي لا يتفق مع تعاليم المسيح.
يتبع 6