ارتأينا مشاركتكم موضوعنا الجديد الذي نشرناه في صفحتنا على الفيسبوك كذلك في مجموعتنا (المسيح ثورة الله على فساد الإنسان) كذلك على صفحتنا (وتعرفون الحق والحق يحرركم )..
اخوتي وابنائي الأعزاء: لقد نشرنا القليل جداً من التداعيات الأخلاقية التي تحدث في ايامنا الحاضرة والآن آن الأوان كي نعطي اسباب تلك التداعيات وحسب تحليلنا الشخصي لها :
1 ) ابتدأت هذه التداعيات من تطبيق برنامج ( الشرق الأوسط الجديد ) لتقسيم منطقتنا إلى كارتلات تسيطر عليها قوى الأستعمار متمثلة بقيادة القطب الواحد وتقسيم المنطقة بين تلك القوى المنظوية تحت قيادة الولايات المتحدة الأمريكية
2 ) ادركت القوى الأخرى أنها ستكون على الهامش بعد ان وعت خطورة تلك الخطة على مستقبلها الأقتصادي وهذه القوى تمثلت في ( روسيا والصين ) وخاصةً بعد ان استعادت روسيا وعيها بعد الضربة الموجعة التي تسببت بها ( الحرب الباردة ) في تشتيت دول الأتحاد السوفييتي بعد الأخطاء المميته التي ارتكبها الأتحاد
3 ) بعد ان استعادت روسيا شيئاً من وعيها بدأت تعمل على لملمة جراحاتها لكن كان الأوان قد فات لكون امريكا استطاعت ان تستقطب جمهوريات الأتحاد السوفيتي للدخول في حلفها ( حلف النيتو ) فأصبحت روسيا امام الأمر الواقع وعليها ان تقبل ان يكون حلف الناتو على حدودها لكنها سرعان ما ادركت ان هناك أمل في ان تضع حداً لهذا الحلف لإيقاف تمدده ، لكون الحلف كان يعمل تحت ستار في عمل انقلابات عسكرية في الدول المجاورة لروسيا وهذا ما كان من احداث ( 2014 ) في اوكرانيا مما حدا بروسيا ان تعمل على ايقاف تدهور الأوضاع في اوكرانيا فاجبرت اوكرانيا ان تعقد معاهدة حماية الجالية الروسية فيها بأتفاقية منسك وقع عليها العديد من الأطراف منها امريكا والمانيا
4 ) امريكا لم تكتفي بما حققته من انجازات في دول الأتحاد السوفيتي السابق بل قررت ان تستمر من اجل تفتيت روسيا لكونها تعلم ان روسيا لا يزال لديها حجم اقتصادي وعسكري يشكل خطراً عليها واتباعها
5 ) خلال تلك الفترة برزت الصين كقوّة اقتصادية كبيرة ومؤثرة في العالم وهنا كان لا بد لدول النيتو ان تعمل على جبهتين فخف الوطأ على روسيا شيئاً ما وباتت تهتم بتطوير آلتها العسكرية وهذا ما جذب للقوتين دول كانت تسعى لإثبات شخصيتها من خلال التملّص الجزئي من نفوذ امريكا و ( الدولار ) عليها
6 ) سعت امريكا لخلق معرقلات كبيرة للوقوف امام الأنهيار البطئ للدولار فكانت ( كورونا ) التي ساعدت امريكا بسحب نفساً عميقاً لأعادة تنظيم برنامج العالم احادي القطب في ذات الوقت لم تبقى الدول الصاعدة ( اقتصادياً وعسكرياً وتقنياً ) مكتوفة الأيدي فطورت من علاقاتها وبمجرد ان انتهت جائحة كورونا نرى ان البرنامج الجديد لتشكيل عالم متعدد الأقطاب شق طريقه لدول العالم المتعطشة للخلاص من الغطرسة الأمريكية وتصرفاتها في الكيل بمكيالين الذي انها ( شعار الحرية ) التي كانت تتبجح به
7 ) بدأت العديد من البرامج تطرحها امريكا وتعمل عليها وكانت ( مشروع المليار الذهبي القديم الجديد بالظهور بقوّة هذه المرّة ) والداعي له هو ان البشر بدأ يكبر وينمو وبالتالي سيؤدي إلى قرب فناء البشرية لذلك ادخلوا العالم في حروب عبثيّة وامراض مهلكة للتقليل من البشر والسيطرة عليهم
8 ) وهنا لا بد ان نؤكد ان البعض الكبير من تلك البرامج اخذت مسارها للتطبيق لكن كان هناك سداً كبيراً ضد البعض الآخر منها وخاصةً ما كان يتعلّق بالقضيّة الأخلاقية للبشر كون ( الشرق ) هو مصدر كل الرسالات السماوية والتي توصي جميعها بـ ( مكارم الأخلاق ) وهنا لاحظت دول الأستعمار ان امامها سداً منيعاً يقف بوجه تحقيق هذا البرنامج .
9 ) وهنا ما كان على امريكا سوى انتاج تحسينات لبرنامجها وهو ( الشذوذ الجنسي ) الذي يعمل على تحديد النسل بالقضاء على ( الأسرة ) وان كان هذا البرنامج ينسف اول خلية اجتماعية اخلاقية وبالتالي ينسف اي علاقة بالله عن طريق تهديم مؤسساته ( الدينية )
10 ) لماذا تفعل امريكا كل هذا وهل ستستسلم للتغيير الجديد … ؟
الجواب : ( الأمبراطوريات كالبشر تلد فتكبر وتزدهر وتشيخ فتموت ) وهذا ما خبرناه من حركة التاريخ ( امبراطوريات تولد ثم تموت )…. بعد ان احست امريكا وحلفائها بأفول نجمهم ونهاية مشروعهم ( امبراطورية الدولار ) للسيطرة على العالم ليبقى ( القطب الواحد ) قررت ان تنشر ما كانت تسير عليه في خططها السابقة وهو خلق ( ما تسميه بالفوضى الخلاقة ) لتشتيت انظار البلدان بعد ان تغزوها تلك البرامج الشاذة فتجعل البلدان مراكز صراع بين من يرفض تلك البرامج المشينة وبين من يؤيدها فتنقل الصراعات إلى داخل المجتمعات وبذلك يتأخر مشروع التنمية البشرية في جميع بلاد العالم لتكون هناك فرصة لأمريكا وحلفائها بإعادة هيكلة برامجهم الجديدة والعودة بالدولار لما كان عليه … ورأينا ( السيف سبق العزل ” الغمد ” ) ولم تعد تلك الألاعيب تنطلي على دول العالم السباقة للتحرر واعادة تشكيل العالم من جديد على اساس ( الأقطاب المتعددة ) كي لا تعطي فرصة لأي دولة تحاول السيطرة وحدها على العالم وفرض برامجها عليه …
وهنا لا بد لنا من كلمة : هذا لا يعني ان نظام ( تعددية الأقطاب ) سيحل مشاكل العالم كلّه وسننعم بالسلام لكون امريكا لن تستسلم بسهولة في حالة خسارتها للموقع الأول في العالم وستكون النتائج كارثية لأن هذا التغيير سيطيح بها كأمبراطورية قائدة للعالم … سابقاً كانت الأمبراطوريات تخضع لعملية التغيير لفقدانها مراكز القوّة فتذهب بها القوى الجديدة لتقسيمها وتشضيها وهذه السياسة استخدمت في امبراطورية الأتحاد السوفييتي لكون مكوناتها من اثنيات متعددة وشعوب مختلفة على الرغم من انها كانت تملك اسلحة الدمار الشامل إلاّ ان اسقاطها كان من داخلها وهنا نقول ان الحرب الباردة اتت بأكلها ، اما عن امبراطورية امريكا وقبولها بالأمر الواقع سوف لن يكون إلاّ بتشضيها ايضاً لولايات منفصلة ( التشتيت من الداخل اولاً ) كما حصل في الأتحاد السوفييتي او جذب ولاءات شعوب البلدان ( حكوماتهم المنتخبة ديمقراطياً ) التي تحتلها اقتصادياً لحل رباطها مع امريكا وبذلك تخسر امريكا قواعدها الأقتصادية وبذلك ستضطر لأعادة التعامل السياسي مع الشعوب على اساس الأحترام المتبادل وليس على اساس الفوقية والتبعية المفروضة لحاجة الآخر لها وهذا الأمر ( صعب اكثر من الرأي السابق ) لوجود الصندوق الدولي والقروض التي تربط اعناق الدول الفقيرة بعجلتها ، لو لم تشعر الأمبراطورية الأمريكية انها ستخسر كثيراً ان لم ترضخ للأمر الواقع فسيكون الثمن باهض جداً وستدفعه جميع شعوب العالم ( طريق البداية لكل برنامج لن يكون مفروشاً بالزهور ) لكون من لا يعجبه ذلك سيضع العراقيل تلو العراقيل لأفشاله وهذا ما سيؤدي إلى نهاية حتمية لأكثر من نصف العالم ( كثمن ) لعملية التغيير الجديدة … والله وراء القصد
الرب يبارك حياتكم جميعاً واهل بيتكم
اخوكم الباحث في الشأن السياسي والديني والمختص بالمسيحية
الخادم حسام سامي 23 / 6 / 2023