موضوع منقول من صفحة كاتب المقالة
Leon Barkho
نهضة كلدانية شامخة (اين صارت)
قد لا يعلم الكثير من متابعي الكرام، أنه كانت هناك نهضة شاملة وشامخة في صفوف الكلدان ومؤسستهم الكنسية دشنها كتاب وشعراء كلدان في مستهل القرن العشرين واستمرت حتى منتصف الثمانينيات منه، أي قبل مقدم وتغلغل حركة التأوين – والتأوين وما أدراك ما التأوين إنه حركة هدامة غايتها تشويه وتزوير وتغريب واستبدال اللغة التراث الكلداني بالدخيل والهجين والسمج والهزيل والغريب من النصوص.
هذه النهضة استندت الى إحياء التراث والتأليف باللغة الفصيحة واللهجة الكلدانية الساحرة. فظهرت لنا مؤلفات كثيرة ومجموعة كبيرة من الأناشيد والأشعار باللهجة الكلدانية وصارت على كل لسان، لا بل انتقلت الى مكونات شعبنا الأخرى من الأشوريين والسريان أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: “بشما دبابا وبرونا” و”مشتاقيون من لبا” و”بثولتا صبيثا” وعشرات لا بل مئات من الأناشيد النبوية الملائكية التي كان الكلدان وغيرهم يرنموها ليس في الكنائس فحسب بل إثناء النزهات والاحتفاء بالتذكارات الكنسية.
أين صارت هذه النهضة؟ وهنا أخاطب البطريرك ساكو، عراب حركة التأوين، الذي ائتمنه الكلدان قائما وحافظا على تراثهم وفنونهم وطقوسهم الكنسية.
وكان لنوهدرا ومنطقة زاخو قصب السبق في هذه النهضة. وأنا أكتب هذه الكلمات أتذكر المرحوم القس إغسطين صادق النوهدري الذي له عشرات من الأناشيد والقصائد النبوية باللهجة الكلدانية. ولا يمكن أن نذكر دهوك أو إبرشية دهوك دون أن نذكر هذا القس الجليل ومؤلفاته الكنسية وباللهجة الكلدانية الساحرة.
ألم يكن من الأفضل طبع ديوان الشعر الكنسي لهذا المؤلف الكلداني، أي إحياء أشعاره، بدلا من تأليف كتب بعربية ركيكة ما هي إلا إنشاء مدرسي وفرضها على الكلدان وهي لا تستحق حتى القراءة ضمن حملة التأوين البطريركية الحالية؟
وهناك المؤلفات الكلدانية الذائعة الصيت باسم داويذ كورا، وهناك القس أبلحد الهوزي، والخوري يوسب بهرو والقس فرنسيس أليشوران ويوسف هرمز عبيا من بيت شكوانا ويوحنا جولاغ وغيرهم كثيرون.
يطبع لنا البطريك ساكو كتابا مزركشا لا بل مذهبا وينفق عليه أموالا طائلة وهو بلغة ليست لغتنا والكتاب لملوم من هنا وهناك ويضع اسمه عليه، وأغلبه لا يستحق القراءة ولا حتى أن يكون مادة انشاء لصف في المتوسطة. اقتبس عبارتين لا على التعين منه، وأقول مع نفسي كيف يسمح الكلدان ان تقرأ على مسامعهم في الكنيسة نصوصا هزيلة مثل هذه، أو ان تصبح جزء من طقس كنيستهم العريقة التي تمتد جذورها الى ضفاف انهار بابل. هل خلت ساحة الكلدان من العباقرة حتي يلعب فيها أمثال هؤلاء بفرض إنشاء هزيل سمج ركيك مثل هذا عليهم بدلا من تراثنا السامي والنبوي بألحانه الرائعة وبلغته السهلية الساحرة. السطران في أدناه غيض من فيض من هزيل وسمج الكلام من التأوين البطريركي:
“من أجل أن يكتشف كل واحد منا دعوته الخاصة ويتجاوب مع نداء اتكال من عشة
على طول الطريق ..”
“من أجل أن تجمع تلامذ تكال من قسم ينتحت سلطة ابي كالواحد فيقدوا أن يقدموك للعالم نورا وحبا وخلاصا.”
===================================