بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ
إنّ مَن يَـطلب إعـفاءه من منـصب رفـيع مُـتاح أمامه ليتـسنّمه وهـو كُـفءٌ له ، يـزداد إحـتـرامُه عـنـد مجـتـمعه لتـواضعه . وهـنا يطيـب الـقـول أنّ عـلى الشخـص الغـيـر كـفـوء الإبتعاد عـن منـصب أو وظيفة ليس أهلاً لها ، كي لا يظهـر عـجـزه فـيها .
تَـعـلـّـمْـنا عـلـوماً من تجارب أساتـذتـنا ، وحِـكَـماً مِن خـبرات أجـدادنا ، وبفـضلهم إمتلكـنا العِـلمَ والحِـكـمة ، وواجـبنا الـيوم إيصال الأفـكار السـليمة إلى أبنائـنا ، فـنـقـول :
ليس من الـذوق ولا المنطـق ولا الأخلاق ، تـقـديم فـواكه كالـتـفاح والـﭘـرتـقال سـوية مع العـدس والباقلاء عـلى مائـدة لإكـرام ضيوفـنا لأن ذلك إستهـزاء بهم وعـدم إحـتـرامنا لهم ! … والفـريق الرياضي المنهـمك في تـدريـباته لا يتـدخـل في محاضرات أستاذ يشرح قـوانين ــ كِـﭘْـلَـر ــ للمجـموعة الشمسية … وبالـقـياس ذاته لا يوضع طير الكـناري المُحِـب الحـنـون مع طائـر الوطـواط الـلّـبـون في مجال واحـد مفـتـون … وهـذا يقـودنا إلى أنّ عـضواً سياسياً في الـﭘَـرلمان يطمح إلى بناء مملكـته عـلى الأرض الجـدباء ، لا علاقة له ( مهـنياً ) بكاهـن يُـبَـشّر بالمسيح مملكـته السماء ، خاصة وأنّ ربّه قـد نـبّهه أنْ لا يخـدم سـيّـدَين ــ الله والمال ــ ، كما أنّ مسؤوله الكـنسي أوصاه أن لا يُجـزّىء كـهـنـوته بعـد أنْ نـذر نـفـسه لِـمَهـمّة سامية .
وإذا إدّعى أحـد أن حـياة البشر تغـيّـرت والأنشطة الإجـتماعـية تـفـرّعـت وتـداخـلـت ، نـقـول لا بأس ! ولكـن في كـل حـقـل عـملٍ أو نـشاط فـكـريّ تـوجـد شـغـيلة متخـصصة ، وقـد قـرأنا في مرحـلة الـدراسة المثل الإنـﮕـلـيزي ــ Every body’s business is no body’s business ــ ، فالطبـيـب لا يتـدخـل في شـؤون ميكانيكي الـقـطارات ، والمحامي والمزارع والخـفاف لا يتـدخـلون في شؤون الإكـلـيريكي اللاهـوتية ، عـلماً أن هـناك مِن بَـين العـلمانيّـيـن ذوي كـفاءة تـفـوق الإكـليريكي ( أنا أتـكلم بإثبات ! ) وأتحـدّاه بمناقـشة : ــ 1ــ ما معـنى المحـبـول بها بلا دنس . ــ 2ــ ما معـنى مُـمجّـد . ــ 3ــ هـل في الملكـوت الأبـدي تـوجـد أجـساد فـقـط أم أرواح فـقـط أم كـليهما ؟ ) … لأن إجاباتهم سـتـورّطهم .
فالجـمعـيات العـلمانية الكلـدانية حـين تُـنـظّم سـفـرات عائلية إلى منـتـزهات أو شـواطىء بحـرية ، أو تـدعـو الجـماهـير إلى قاعة لإقامة إحـتـفالات قـومية ، لا تُـطـرح خلالها قـضايا لاهـوتية ولا تعـليمات كـنسية ولا سياسية ، بل دنيـوية تـتـضمّن فعاليات ترفـيهـية أو إحـياء المشاعـر الـقـومية الكـلـدانية .
ولهـذا فـمن الخـطأ إعـتـبار ــ ربطة الـﭘَـتـرك لويس ــ قـومية ! وإنما هي كـنسية سياسية (( إقـرأ نـظامها الـداخـلي )) بـدليل لها مرشـد روحي شأنها شأن الأخـوية المريمية ، ورئيسها سياسي مخالـفاً لـبـنـودها ، لـذا لا يليق بها التحالـف أو التراصف مع الجـمعـيات العائلية .
وقـد كـتـبتُ عـدة مقالات حـلـلتُ فـيها نـظامها الـداخـلي ، وبـيّـنـتُ بالـدليل والبرهان أنها كـنسية سياسية وليست كما يـدّعـون بها ، وإذا شـكّ أحـد في كلامي سأعـيد نـشر تلك المقالات .
وعـليه لا حاجة إلى إحـراج رجـل الـدين ولا الإستـئـذان منه ولا تكـلـيفه بالتخـطيط لهكـذا جـمعـيات عائلية أنـشطتها ترفـيهـية شعـبـية ، وإذا شاء تغـيـيـر أجـوائه الشخـصية يمكـنه الحـضور إليها كأحـد أبناء الجالية .
ومن جانب آخـر حـين يُـقـدّم منـتـسـبو جالـيتـنا طلباً إلى مؤسسات الـدولة للحـصول عـلى وظيفة ، فإن ذلك ليس موضوعاً يخـص الـمـذبح المقـدس ولا وصايا الله العـشر ولا طلب الغـفـران من الله ……. فـما علاقة الأسـقـف في هـكـذا طلب ؟ مثـلما ليس للعـلماني رأي في رسامة مطران أو كاهـن ، كما لا يُـسمح له الـتـدخـل في مقـررات السنهادُس . ولكـن مع الأسـف وكما ذكـرتُ في مقال سابق أنّ هـدف رجـل الـدين ــ كـل الأديان ــ هـو : (1) الهـيـمنة عـلى المثـقـفـين ذوي العـقـول المُغـيّـبة …. و(2) جـمع المال .
فـلـنـنـتـقـل إلى فـقـرة أخـرى : لو إفـترضنا أنّ مسؤولاً كـنسياً إلتـقى وزير الخارجـية ، فـقـد يكـون هـدفه أمراً خارجـياً لا يخـص أبناء الله ولا يتـدخـلون فـيه ، وإذا زار وزيـرَ التربـية يمكـن الـقـول بأنه يناقـشه في قـضية تعـليمية تخـص الكـنيسة ……. ولكـن إذا هـذا الكاهـن أو الأسـقـف يلتـقي وزير الأسلحة والـدبّابات فـما هي حجـته ؟ وخاصة إذا كانت أنـثى ! لأن الكـنيسة ليست بحاجة إلى راجـمات قـذائـف ولا كـلاشينكـوفات ، إذن ما الـذي ورّطه فـيها ؟ الجـواب كما جاء في مقال سابق : (( ينخـدع في هـكـذا زيارة التي ليس له فـيها ــ ناقة ولا جـمل ولا خـفاش ! ــ ولا تـفـيـده كأسـقـف ، ولا تـفـيـد الكـنيسة ولا مذبحها المقـدّس ولا المؤمنين ولا الموتى ، ولكـنه ينجـرف وراء مَـن يَـنـوي تحـقـيق مآربه الشخـصية فـيستخـدمه كـعـبـد لمرافـقـته !! دون أن يشعـر بأنه سـيـد وشخـصية كـنسية أكاديمة رفـيعة ! )) يا حـيـف عـلى أكاديمية الـدكـتـوكـتوكـتوراه … منين أجـيـب إحساس لِـلّي ما يحـس .
ملاحـظة : في عام 2011 وأنا في زيارة رسمية خارج الـوطـن !! إستغـلّ أحـدهم طيـبتي فخـدعـني كي أرافـقه ، ولكـنه إستخـدمني لتحـقـيق حـلمه ( وأنا ليس لي فـيه ناقة ولا جـمل ، لا من بعـيـد ولا من قـريـب ) فحـقـق مأربه بنجاح عـلى حسابي .