شـحـطات كارثية للـبطرك ساكـو عِـوَضاً عـن أن يعـتـذر ويستـقـيل ، يأتي بعـذر أقـبح مِن ذنب

الأب نوئيل ﮔـورﮔـيس

في التصريح الأخـير لغـبطة البطرك ساكـو مِن عـلى الـقـناة الشرقـية ، قال بالحـرف الواحـد في نهاية الـدقـيقة 13: 10 ” أنا أريد أن أغـيّـر ديني ، أغـيّـر ديني ، نحـنا المسيحي يريد يصير مسلم خـلي يروح يصير مسلم … وبعـدها  بدقائق أي مِن 15: 37-43 أراد أن يكحّـلها عـماها بقـوله : يعـني لمّن مسيحي يطلعـونو من درس الدين الإسلامي هـذا يشعـر بالـنـقـص شـنـو يطلعـوني أنا “…………….. هـنا أريد أن أردّ عـليه بنـقـطـتين لا أكـثـر :

الـنـقـطة الأولى :

تـناسى غـبطته قـول ربنا يسوع المسيح في إنجـيله المقـدس : ” وَمَنْ أَنْـكَـرَنِي قُـدَّامَ النَّاسِ ، يُـنْـكَـرُ قُـدَّامَ مَلاَئِكَةِ اللهِ.” (لو 12: 9)

عـوضاً عـن أنْ تـشجّع المؤمنين المسيحـيـين للـثـبـوت عـلى إيمانهم في هـذا الزمان الحـرج ، لكـنـك تـشجعهم عـلى أن يصيروا مسلمين ! إنـك سـوف تُـدان يا غـبطة عـلى هـذه الجـملة الـفـضيعة مِن قِـبَـل الرب ، وأنت راعي مسؤول عـن الرعـية وتحـفـظهم من الذئاب والسارقـين ، وفي قـولك هـذا برهـنتَ أنك راعي أجـير ، وفي جعـبتك أجـنـدات مشـكـوك فـيها !! ولستَ الراعي الصالح الذي يسير قـدّام رعـيته ويوصلها إلى مرعى الأمان :

أَنَا هُـوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ ، وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَـبْـذِلُ نَـفْـسَهُ عَـنِ الْخِـرَافِ . وَأَمَّا الَّذِي هُـوَ أَجِـيرٌ وَلَـيْسَ رَاعِـياً ــ الَّذِي لَيْسَتِ الْخِـرَافُ لَهُ ــ فَـيَـرَى الـذِّئْـبَ مُقْـبِلًا وَيَـتْـرُكُ الْخِـرَافَ وَيَهْـرُبُ ، فَـيَخْـطَفُ الـذِّئْـبُ الْخِـرَافَ وَيُـبَـدِّدُهَا . وَالأَجِـيرُ يَهْـرُبُ لأَنَّهُ أَجِـيرٌ ، وَلاَ يُـبَالِي بِالْخِـرَافِ. (يوحنا 10: 11-13)

هـذه ليست أولى شطحاته بل هـناك الكـثير الكـثير ، وكل هـذه المجاملات والـتـنازلات لأجل أن يقـولوا له إخـوته المسلمون أنّ (( بَـطِـريـقِـنا )) خـوش .. أهـل ذِمّي محـبوب وعـلى رأسنا ! فـنـقـول له : ليش ما تعـلن إسلامك وتسوي فـضل عـلى المسيحـيـين وبالأخـص الكـلـدان !؟

الـنـقـطة الثانية :

يا غـبطة البطرك إنك في دولة العـراق المسلمة ومصدر دستورها الرئيسي هـو الشريعة الإسلامية وتطلب أن يغـيّـروا دستورهم !! إنك في عالم الخـيال الوهـمي . حاولتَ بكـل قـوتّـك أن تغـيّـر بـنـداً صغـيراً من الـدسـتور ولم تـقـدر ، وهي أسلمة القاصرين (أحـوال الشخـصية) بكل علاقاتك من شخـصيات الحكـومية والدينية الفاسدة .

كان عـليك أن تكـمل جـملـتك بعـد أن قـلتَ إذا مسيحي يريد أن يصير مسلم ــ خـلي يصير ــ وإذا مسلم أراد أنْ يصير مسيحي ( خـلي يصير ) وليس أن تأتي بكلام مبهم في توضيحك بـين السطور ! لا بل هـناك قـد قـلتَ عـن مسلمين أرادوا أن يصبحـوا مسيحـيـين ، قـلتَ لهم إرجعـوا إلى دينكم وهذا قولك حرفيا: كثير مرات يجون مسلمين ويردون انه يتعمدون يصيرون مسيحيين نحن ما نقبل ونوجههم ونقلهم روحوا ليش ديانتكم انتم اسلام الصحيح وانتم قريبين من الله.

غـبطة بطرك المسلمين أيضا : هـل لك شجاعة أن تبشر بالإنجـيل وهـذا هـو واجـبك الأول والإخـير ومهامّك كـبطريرك ( رئيس أعـلى في الكـنيسة المسيحـية الكـلـدانية ) أن تطبق وصية الرب وتـقـول مِن عـلى شاشة الـقـناة الشرقـية وغـيرها كما أوصى الرب يسوع لرسِله قـبل صعـوده إلى السماء ، وَقَالَ لَهُمُ : « إذْهَـبُـوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْـرِزُوا بِالإِنْجِـيلِ لِلْخَـلِـيقَةِ كُـلِّهَا. مَنْ آمَنَ وَاعْـتَـمَـدَ خَـلَصَ ، وَمَنْ لَمْ يُـؤْمِنْ يُـدَنْ. (مرقس 16:15-17)…… وفي نهاية هـذه الآيات تـقـول أن لا خلاص إلّا بـيسوع المسيح الرب ! وتـقـول هـذه دعـوتي لكم أيها المسلمون الأحـباء .

غـبطة البطرك ، كم مسلم إعـتـمـذ في عهـد بطريركـتـك ؟؟؟ بحـيث تـقـول في بث مباشر في مواعـظك عـنـدما تستخـف الـنطق بلغـتـنا الكـلـدانية للمؤمنين الموجـودين في كـنيسة مار يوسف (مدينة شـيخان) وخاصة في مناطق شمالية في العـراق الذين كـثير منهم لا يعـرف العـربـية بأنك تـتكـلم بها لأن هـناك كـثيرون من ديانات أخـرى يشاهـدونك ، كم من هـؤلاء مشاهـديك قـبلوا الإيمان المسيحي بسبب مواعـظك الركـيكة ؟

لـذا عـوض عـن أن تـصرح بتوضيحاتك المبهـمة ، إعـتـذر عـن جملتك المشينة بـدلاً من أن تـقـوم بتسقـيطات سياسية مَن دافع عـن إيمانه بكـل جـراة وشجاعة ، من عـلى الشاشة ذاتها التي سمحَـتْ لك أن تـنطق جـملتك التي سوف يكـون لها آثار سـلبـية للمسيحـيـين

وأيضا ” بعـض المواقع ووسائل التواصل الإجـتماعي المعادية للبطريركـية ” أكـيـد بدون أي شك بأنه موقع الحـق والحـقـيقة “أنا كـلـدايا” الذي يكشف عـورتك دائما إلى ان تـتـنحى (من وإلى)

هـل تعـلم ؟ إذا كان هـناك شـخـص من الشـخـصيات العامة ((public figure)) صرّح بما أنت صرّحـتَ به في العالم المدني الذي تـريد أن تصل إليه في العـراق ، لكان قـد قـدم إسـتـقالـته حالاً وإنـزوى في صومعـته ، وبَـطـّـل من المقابلات والكـتابات في الإعلام ، التي تجـلب عـليك مأسي .

الـيـوم عـليك أن تكـون شـجاعاً وتعـتـذر للمسيحـيـين ! عـلى الأقـل المسيحـيـين الذين ليسوا من أتباع كـنيسة الكـلـدان .