الأب يوسف جزراوي/ كنيسة مار أدّيّ الكلدانيّة/ أمريكا
توجدٌ إحصائيّةٌ للعلاّمةِ جان باتيست شابو، نشرها في الأوّلِ مِن كانون الثّاني سنة 1896، نقلاً عن لِسانِ البطريرك عبد يشوع الخامس خياط، يورد فِيهَا إحصاء عَنِ المُدْنِ: آمد ـ ماردين ـ الجزيرة ـ سعرد. نوردها في الحلقةِ الثّانيةِ مِن مقالنا هذا، لِيتعرّف القُرّاء على عدد المسيحيّينَ وخاصّة الكلدان، قبيل اشتعال نيران الحُرُبِ العالميّةِ الأولى:
(آمد – ديار بكر)
اللغة (عربيّة، تركيّة، أرمنيّة، كرديّة، كلدانيّة)
السُّكَّانُ 3000 نسمة
عدد الخورنات 4
عدد الكنائس 3 عدد الكهنة 1
المدارس، 4 للذكور ومدرسة واحدة للإناث.
(ماردين)
المطران مار جبرائيل ادمو
اللغة (تركيّة، كلدانيّة)
عدد السُّكَّان 850 نسمة
عدد الخورنات 5
عدد الكهنة 3
المدارس واحدة للذكور و2 مختلطة
(الجزيرة)
المطران مار يعقوب ابراهام
اللغة (عربيّة، كلدانيّة)
السُّكَّانُ 5200
عدد الخورنات 16
عدد الكنائس 17 عدد الكهنة 14
عدد المدارس 12 للذكور والإناث.
(سعرد)
المطران (مار يوسف عمّانوئيل توما) (البطريرك فيما بعد)
اللغة (عربيّة، كرديّة، كلدانيّة)
عدد السُّكَّان 5000
عدد الخورنات 22
عدد الكنائس 21 عدد الكهنة 17
عدد المدارس 7 للذكور ومدرسة واحدة للإناث
كما نذكرُ إحصائيّة للخوري يوسف تفنجي، وضعها بالفرنسية سنة 1913 وعنوانها المتداول (الكنيسة الكلدانيّة سابقًا وحاليًا)، نشرها الكرسي الرسولي في الدليل الحبريANNUARi PONTiFiCiO لسنة 1914 نوردها هُنَا، لأنها تعدُ الأحدث عهدًا قبل وقوعِ المجازرِ في تركيا وبِالذّاتِ في الجزيرةِ العمريّة – بازبدى:
آمد
مطرانها مار سليمان صبّاغ
عدد النُّفُوس 4180 نسمة اللغة (ارمنيّة، كلدانيّة، عربيّة، تركيّة، كرديّة).
عدد الكهنة 12
عدد الكنائس 5
عدد الكابلات 4 عدد المدارس 4.
ماردين
مطرانها مار اسرائيل أودو
عدد النُّفُوس 1670 نسمة
عدد الكهنة 6
عدد الكنائس 1
عدد الكابلات 2 عدد المدارس 3
الجزيرة
مطرانها مار يعقوب ابراهام
عدد النُّفُوس 6400
لغة المسيحيون الكلداني والعربي
عدد الكهنة 17
عدد الكنائس 11
عدد الكابلات 3 عدد المدارس 7.
سعرد
مطرانها مار أدّيّ شير
عدد النُّفُوس 5430
اللغة (الكرديّة، الكلدانيّة، العربيّة)
عدد الكهنة 21
عدد الكنائس 31
عدد الكابلات 7 عدد المدارس 9.
فهَلْ تسألَ الكردينال ساكو: مَنَ الذي أسفكَ دماء هؤلاءِ الكهِنة والمطارنة والمؤمنين الشُّهداء؟! ومَنْ أنهى وجودهم الأصيل في تِلكَ البلادِ قبل أنْ يغفرَ بني الأتراك فعلتهم؟! وهل تناسى أنَّ المسامحة لا تعني المغفرةَ، فالعفران مِن سُلطان الله وليس مِن شأن إيّ إنسانٍ؟!
كما نقرأُ أيضًا لِتيسران 1928: بقي في الجزيرة نحو 1600 نسمة وبدون أيّ كاهنٍ يخدمهم.
وفي كُتبِ التَّأريخِ الكنسيّ نجِدُ إِحصائيّةً كَانَ قَدْ وضعها الأبُ (البطريرك فيما بعد) روفائيل بيداويد عام 1950 بطلبِ مِنَ المعاونِ البطريركيّ للكلدان آنذاك المطران اسطيفان كجو ( + 1953)؛ إذ بلغَ عدد ما تبقى في أبرشية بازبدى- الجزيرة- نحو 1789 نسمة، يخدمهم كاهن واحد، وهم موزعون على القُرى التّاليّة في حِينهِا: بازنايي ـ بيسبين، اشي، كزنخ، هربول، حسانة، ماير … إذ كانت هذه المراكز مُناطة بأبرشية زاخو الكلدانيّة.
ومِنْ خلالِ اِطَّلَعِنَا سنة ١٩٩٨ على مُقابلةٍ مَع مطران ديار بكر للكلدان في مجلةِ نجم المَشْرِقِ البطريركيّة وهو الطَّيِّبُ الذِّكْرِ مار بولس كره تاش، الذي كان يُقيم في اسطنبول لا في ديار بكر، لِقلةِ عدد المؤمنيين. نُسجلها هُنا في بحثنا هذا بمثابةِ آخر إحصائيّة رسميّة لشعبنا الكلدانيّ في اسطنبول قبيل الألف الثّالث للميلاد، إذ كان يبلغ تعدادهم نحو ٣٠٠٠ نسمة، وعنهم قال: “جماعتي صغيرة …. وهي تُعاني من داء الوبيل (الهجرة) الذي يُعاني منه شعبنا في كل أقطار الشرق الاوسط….”.
وقد أفادنا الأب بُطرس حدّاد رحمه الله في تلك المقابلة معَ المطران كره تاش بما يلي:
“في ديار بكر لنا كنيسة على اسم مار بثيون لا تزال قائمة، وهي كبيرة، ومن الطراز الكاتدرائي؛ أي تتكون من ثلاثة هياكل، وفيها لوحة زيتية لمار بثيون، وفيها سلسلة حديد للمرضى على عادة كنائسنا القديمة، وفيها مقبرة البطاركة اليوسفيين، أمّا المطرانية فقد سقطت.
وفي ماردين لنا كنيسة مُشيّدة على أسم مار هرمزد قائمة، لكنها بلا كاهن، فجماعتها صغيرة جدًا ويخدمها كاهن سرياني. ودار المطرانية قائمة، وفيها بعض الكتب الدينية الخطية.
اما ابرشية الجزيرة، فلم يعد هناك احد من شعبنا. المطرانية قائمة ويسكنها غرباء، أمّا الكنيسة فقد سقطت كليًا، وبرغم جمال موقعها على نهر دجلة لكن احدًا لم يتجاسر على استغلاله.
أما عن سعرد، فأنَّ كنيسة دير مار يعقوب لا تزال قائمة، أما المكتبة والمخطوطات فلا أثر لها. هُناك أثر واحد هو وادٍ قريب مليء بعظام بشرية في العراء” .
وقد ذكر الشمّاس نوري ايشوع: “قبل نهاية الألفية الثانية فرغت جميع القُرى من سكانها، إذ هاجر اغلبهم إلى البلدان الغربية. وهكذا عاشت أبرشية بازبدى حياة مأساويّة، بين التدمير والقتل والسلب والتهجير، مما سبب انقراض المسيحية فيها” .
وصفوةُ القولِ هي: في العِراقِ الإيراني، هُناكَ “دم قراطيّة” أمريكا الشمطاء، واحقاد تركيا ومطامعها الرعناء فضلاً عَنْ بطريركٍ سياسي يُدعى سماحة أو فضيلة لويس ساكو، السُّلطةُ غدت له علفًا؛ إذ بَاتَ يستطيبُهُ الإعلام وتستهويه التّصريحات العبثيّة! فلقد أصبح مِثْلَ هتلر في أواخر حكمهِ، توَّاقًا إلى كُلِّ زعمٍ وكذبٍ ولِكُلِّ إدعاءٍ يبعد عنهُ صورة فشله القائم …… فذاك البطريرك الذي أراد أن يجثمَ على صدورِ الكلدان ويُسكنهم في بيتِ الطّاعةِ العمياء بِإقامةٍ جبريّةٍ، اِنتهت صلاحية حكمه وَلَمْ يعد بحاجةٍ سوى لِدفعةٍ خفيفةٍ ويتهاوى عَنْ كُرسيِّه، ولَكِنْ ليتذكّرَ أنَّ الصِّدقَ في فاههِ كَانَ علْقمًا والمكرُ فيه صادقًا، وإنَّ دماء الأجداد في تركيا لا تُباع ولا تُشترى بحفنةِ تصريحاتٍ وبحبوحةِ مجاملاتٍ لا تُغنِي ولا تُسمنُ …..
اللَّهُمَّ نسالُكَ التَّلَطُّف بِكنيستِنا وقومِنا؛ فَبعدَ أن كانت تُضربُ بهما المفاخرُ، باتَ الجميعُ يتحدّثُ عَنْ تردّي أحوالِهما، بسببِ البطريرك الضاغِن. رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا الصّلاة. آمين.