يوسف جريس شحادة
كفرياسيف _www.almohales.org
من إنجيل متى 3 _1 :23
“حِينَئِذٍ خَاطَبَ يَسُوعُ الْجُمُوعَ وَتَلاَمِيذَهُ قَائِلًا: «عَلَى كُرْسِيِّ مُوسَى جَلَسَ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ، فَكُلُّ مَا قَالُوا لَكُمْ أَنْ تَحْفَظُوهُ فَاحْفَظُوهُ وَافْعَلُوهُ، وَلكِنْ حَسَبَ أَعْمَالِهِمْ لاَ تَعْمَلُوا، لأَنَّهُمْ يَقُولُونَ وَلاَ يَفْعَلُونَ
كاثدراس .{ καθεδρας}
مقدّمة
يوضح لنا الرب أقوال الكتبة التي تختلف عن أعمالهم، لان جلوس الفريسي والكتبة على كرسي موسى، حسب الشريعة هو، التثنية 10 :33 “يُعَلِّمُونَ يَعْقُوبَ أَحْكَامَكَ، وَإِسْرَائِيلَ نَامُوسَكَ. يَضَعُونَ بَخُورًا فِي أَنْفِكَ، وَمُحْرَقَاتٍ عَلَى مَذْبَحِكَ”.
وكذلك التثنية 9 :17 و 5 :21، القضية ان الكهنة في زمن الهيكل الثاني زاغوا عن تعليم التوراة وانحرفوا عن الشريعة، فشرعوا بأقوال من التوراة ولكن أعمالهم منافية لأقوالهم وتفسيرهم، لذلك جلس الكتبة والفريسيون على كرسي موسى ليحكموا إسرائيل حسب التوراة.
في لفيفة ” יומא עמוד א’ ב’ :” ולא ייתי בר אהרון לשלם דלא עביד עובדא דאהרון _ لم يأت ابن اهرون للسلام ولم يعمل عملا مثل اهرون “.
الكهنة عارضت موقف الكتبة والفريسيين، والفريسيون نعتوا حالهم مقارنة بالصدوقيّين “تلاميذ موسى” كما يخبرنا يوحنا 28 :9 “فَشَتَمُوهُ وَقَالُوا: «أَنْتَ تِلْمِيذُ ذَاكَ، وَأَمَّا نَحْنُ فَإِنَّنَا تَلاَمِيذُ مُوسَى”. { قارن יומא ד’ עמוד א’ ובתוספתא:” שני תלמידי חכמים מתלמידיו של משה לאפוקי צדוקין מוסרין לו להכהן הגדול}.
لمّا خاطب الربّ الشعب مُحذّرا إيّاهم ان يسمعوا ويحفظوا ويفعلوا ما قالوه من “كرسي موسى” أمّا أفعالهم فلا يفعلوها.
يخبرنا يسوع ان الكتاب المقدّس يتحدث عنه، وهو يحقّق التوراة يوحنا 46 :5 “لأَنَّكُمْ لَوْ كُنْتُمْ تُصَدِّقُونَ مُوسَى لَكُنْتُمْ تُصَدِّقُونَنِي، لأَنَّهُ هُوَ كَتَبَ عَنِّي.”
“كرسي موسى”
هو المكان الوحيد الذي منه يستمع الشعب للشهادة للمسيح في زمن الهيكل، التثنية 15 :18 “«يُقِيمُ لَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَبِيًّا مِنْ وَسَطِكَ مِنْ إِخْوَتِكَ مِثْلِي. لَهُ تَسْمَعُونَ.”
أراد المسيح ان يسمع ويصغي الشعب لموسى الذي تنبّأ عن المسيح، قارن متى 21 _16 :19 “وَإِذَا وَاحِدٌ تَقَدَّمَ وَقَالَ لَهُ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ، أَيَّ صَلاَحٍ أَعْمَلُ لِتَكُونَ لِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ؟»
فَقَالَ لَهُ: «لِمَاذَا تَدْعُوني صَالِحًا؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ. وَلكِنْ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ فَاحْفَظِ الْوَصَايَا». قَالَ لَهُ: «أَيَّةَ الْوَصَايَا؟» فَقَالَ يَسُوعُ: «لاَ تَقْتُلْ. لاَ تَزْنِ. لاَ تَسْرِقْ. لاَ تَشْهَدْ بِالزُّورِ. أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ، وَأَحِبَّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ». قَالَ لَهُ الشَّابُّ: «هذِهِ كُلُّهَا حَفِظْتُهَا مُنْذُ حَدَاثَتِي. فَمَاذَا يُعْوِزُني بَعْدُ؟»
قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَكُونَ كَامِلًا فَاذْهَبْ وَبعْ أَمْلاَكَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ، وَتَعَالَ اتْبَعْنِي».”.
لانّ الإنجيل يعلّمنا ان المسيح هو الهدف وتحقيق التوراة كلّها، وكلّ وصايا سيناء، خصوصا ، رومية 4 :10 “لأَنَّ غَايَةَ النَّامُوسِ هِيَ: الْمَسِيحُ لِلْبِرِّ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ.”
هل من تناقض والنص أعلاه، متى 23؟ فيقول المسيح واصفا كل من الفريسيّين والكتبة بالمنافقين وأبناء النار الخ {راجع الآيات 17 _13 و 23 و28 و33 و35
يصفهم الربّ في متى 9 : 15 “وَبَاطِلًا يَعْبُدُونَني وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ». يقتبسها من اشعياء 13 :29 “فَقَالَ السَّيِّدُ: «لأَنَّ هذَا الشَّعْبَ قَدِ اقْتَرَبَ إِلَيَّ بِفَمِهِ وَأَكْرَمَنِي بِشَفَتَيْهِ، وَأَمَّا قَلْبُهُ فَأَبْعَدَهُ عَنِّي، وَصَارَتْ مَخَافَتُهُمْ مِنِّي وَصِيَّةَ النَّاسِ مُعَلَّمَةً.”.
حين قال يسوع: “وَلكِنْ حَسَبَ أَعْمَالِهِمْ لاَ تَعْمَلُوا” لانّ ظنّ وفِكْر الكتبة أنهم خلال التقليد وتفسيرهم هم والفريسيّون يخلصون.
لننتبه جيدا للنص بلغة الجمع، “قالوا”، ولم يقل كما في بعض تراجم الهراطقة “قال”، وكأنّ المقصود “موسى” وهذا غير طبيعي، لانّ المسيح حقّق كل التوراة وأسفار موسى والأنبياء والكتب.
فالحديث عن موسى الذي اخبر عن المسيح، يوحنا 47 _46 :5 : “لأَنَّكُمْ لَوْ كُنْتُمْ تُصَدِّقُونَ مُوسَى لَكُنْتُمْ تُصَدِّقُونَنِي، لأَنَّهُ هُوَ كَتَبَ عَنِّي. فَإِنْ كُنْتُمْ لَسْتُمْ تُصَدِّقُونَ كُتُبَ ذَاكَ، فَكَيْفَ تُصَدِّقُونَ كَلاَمِي؟». “بمعنى ان المسيح طلب الانصياع لموسى. “
كرسي موسى . كاثدراس _ καθεδρας
في كلّ كنيسة قويمة بيزنطية نلاحظ على وجود “كرسي” في صحن الكنيسة أمام الايقونسطاس، وهو عرش للبطريرك، هذا التقليد مستوحى من “كرسي موسى” في المجمع، والذي تحدّث عنه الرب في إنجيل متى.
الكنيسة الأم، أصيلة الإيمان “الكنيسة الاورثوذكسية”، والمحافظة على التقليد حتى يومنا، كل الكنائس نرى هذا العرش _ الكرسي الذي يستخدمه الأسقف او البطريرك، وفي طائفة الروم الكاثوليك التي تتأرجح في اغلب الأحيان بين الكنيسة الأم والأصل والكنيسة الغربية اللاتينية نادرا ما نجد العرش _ الكرسي هذا وفقط في الكاتدرائيات.
يُعتبر ” الكرسي” من أثاث المجمع، وهو عبارة عن كرسي حجري منحوت في واجهة المجمع عند الحجاب الداخلي للمجمع.
ذكره التلمود، “الراب كهانا” א _ז، واصفا كرسي سليمان انه “كرسي موسى” {כהדא קתדרא דמשה} وأحيانا يذكر “كرسي” بدون الاسم “موسى” {מדרש רבה מג _ ד} تفسيرا لنصّ التثنية 9 :9 “حِينَ صَعِدْتُ إِلَى الْجَبَلِ لِكَيْ آخُذَ لَوْحَيِ الْحَجَرِ، لَوْحَيِ الْعَهْدِ الَّذِي قَطَعَهُ الرَّبُّ مَعَكُمْ، أَقَمْتُ فِي الْجَبَلِ أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً لاَ آكُلُ خُبْزًا وَلاَ أَشْرَبُ مَاءً. בַּעֲלֹתִי הָהָרָה, לָקַחַת לוּחֹת הָאֲבָנִים לוּחֹת הַבְּרִית, אֲשֶׁר-כָּרַת יְהוָה, עִמָּכֶם; וָאֵשֵׁב בָּהָר, אַרְבָּעִים יוֹם וְאַרְבָּעִים לַיְלָה–לֶחֶם לֹא אָכַלְתִּי, וּמַיִם לֹא שָׁתִיתִי. “{ קתדרא עשה לו כקתדרא אסטליסטיקון _ عرش صنع له عرشا للحكماء او المحامين.
لن ندخل هنا بتفسير نص متى البشير أعلاه كلّه، لأننا نقتصر الحديث فقط عن التعبير “كرسي موسى”.
في تفسير ” מדרש רבה _ التفسير الكبير للمدراش لسفر الخروج الإصحاح 40 عن الهيكل والمذبح “يقول المدراش ان الحكيم دروساي عمل موسى لنفسه كرسيا “.
تمّ العثور خلال الحفريات على ما يسمى:
كرسي موسى_ التوراة في المصادر
“‘קתדרא לאורייתא דמשה קתדרא לאורייתא דמשה “أي مكان وضع توراة موسى”.
في التوراة وأدب الحكماء الشيوخ { חז”ל } يربطون بين كرسي موسى والتوراة ويستخدمون التعبير ” توراة موسى او كرسي موسى תורת משה _ ‘אורייתא דמשה _ קתדרה דמשה'” تعني العبارة ” كرسي موسى ” حسب ” המדרש המאוחר שמות רבה “عن الكرسي الذي صنعه الرب لموسى في جبل سيناء، وكأنّ الواعظ او القارئ حتى وهو يقف يوصف كأنه يجلس على كرسي موسى.
في سفر العدد 7 وخصوصا الآية 3 “أَتَوْا بِقَرَابِينِهِمْ أَمَامَ الرَّبِّ: سِتَّ عَجَلاَتٍ مُغَطَّاةً، وَاثْنَيْ عَشَرَ ثَوْرًا. لِكُلِّ رَئِيسَيْنِ عَجَلَةٌ، وَلِكُلِّ وَاحِدٍ ثَوْرٌ، وَقَدَّمُوهَا أَمَامَ الْمَسْكَنِ”.
حين تدشين الهيكل والتي تربط الرقم 6 مع العربات ولوصايا الملك في سفر التثنية { 16، 17 :19 } ولستّ الدرجات التي كانت لعرش الملك سليمان { 1 ملوك 19 :10 .
أما عن كرسي إيليا النبي، نخصص مادة منفصلة.
הצגת טקסט מצוטט