صبحي توما السناطي
عند زيارة قداسة بابا الفاتيكان الى العراق قلت بان هذه الزيارة لن تجدي نفعا للمسيحيين العراقيين، الا انني لم اكن اتوقع تردي اوضاعهم اكثر بعد الزيارة مباشرة، حيث قامت السلطات العراقية بالاعلان عن نيتها الغاء تصويت العراقين المقيمين في الخارج، وهذا الالغاء يستهدفهم اكثر من استهدافه للمكونات الاخرى مثل الشيعة، السنة، الاكراد، التركمان، وحتى اليزيدية. والسبب في ذالك هو “سياسة العنصرية الدينية” التي اجبرت المسيحيين على الهرب من بطش الدواعش بكافة انتمائاتهم المذهبية، وتؤكد ذلك اعداد المسيحيين العراقيين المقيمين في بلدان المهجر، فحسب احصاء الكنائس ودوائر الهجرة في العالم هنالك مايزيد عن المليون مسيحي عراقي يقيم خارج موطنه الاصلي، وان غالبية الهاربين كانوا بسب العنصرية الدينية والخوف من نظام الجمهورية الاسلامية التي تفرض على المرأة شروط العيش “القروسطية” الملبس، والمأكل، وطريقة التصرف حتى خارج المنزل. وبسبب هذه السياسة ترك مسيحيو العراق موطنهم على امل العودة في ظروف افضل، اذا لم يبقى في العراق سوى اقل من عشر نسبتهم العددية، التي تمنحهم في حالة تطبيق قانون انتخابي عادل قائم على نسبة نائب لكل مئة الف مواطن، اكثر من خمسة عشر مقعد في مجلس نواب جدير بهذا الاسم. وهذا الامر معروف لدى عبد الحسين الهنداوي ورفيقته حمدية الحسيني لكونهم قد اشتركوا في دورات تأهيلية لتطبيق الديموقراطية في جمهورية بريمر.
الغاء تصويت العراقيين المقيمين في الخارج بحجة عدم توفر الشروط هو مؤامرة ضد ممارسة الحقوق الديموقراطية وتكريس للسياسة الطائفية القائمة على مبدأ “الكوتا” يعني اتفاق المعممين فيما بينهم لتوزيع المقاعد على ازلامهم وليس لمن يختاره الشعب، ويبدو ان هذه الممارسة الاقطاعية تتناسب مع طموحات المونسينيور ساكو الذي نجح في استدراج قداسة البابا الى منزل السستاني (الاب/او الابن ) لغرض منحه هذا الامتياز.
في عرف الديموقراطية وحقوق الانسان، الانتخاب حق مقدس مرتبط بحرية الفرد فلا يمكن اغتصابه، ولا يمكن بيعه، او تحويل حرية ممارسته لشخص اخر بأي حجة كانت. واليوم حين تدعي هيئة الانتخابات المرؤسة من قبل حسين الهنداوي بعدم امكانية تنظيم انتخابات لعراقي الخارج لاسباب صحية نقول له بأننا نرفض هذا التحايل على الديموقراطية، وذلك لاننا قمنا برصد خمسين عملية انتخابية تم تنظيمها من قبل دول في كافة القارات، وحتى في بلدان تفتقر الى المؤسسات الصحية مثل دولة (بنا) اما ان كانت الحجة هي بسبب التمويل فنقول بأنه يكفي ان يتكفل ابناء الاثرياء الجدد الذين كدسوا الملايين باسم الديمقراطية في تعويض الشعب الذي اثراهم، اما اخر حجج الهنداوي هي ان سفراء دولة الجمهورية الاسلامية العراقية لا يمتلكون المتسع من الوقت للقيام بذلك، فنقول له بان موقع نيوز، قال بان السفير العراقي في باريس قام قبل بضعة اسابيع في البقاء في مكتبه داخل السفارة حتى منتصف الليل لغرض تسهيل سفر معارض ايراني لكي يتم اعدامه.
موضوع منقول من صفحة الكاتب