صبحي توما السناطي
التقيت نوال السعداوي اول مرة عام 1993 في اليونان حين جاءت للمشاركة في مؤتمر اثينا للمطالبة برفع الحصار عن ابناء العراق، وكنت قد دعيتها لحضور هذا المؤتمر بعد اطلاعي على مسيرتها النضالية من خلال ما كتبته عنها وعن معاناتها من عملية ختان الفتيات في السادسة من العمر، وبعد ان اصبحت نوال طبيبة معروفة في بلدها كتبت عن ما عانته من نتائج عملية ختن البنات، يعني قص بضر الطفلة وهي في السادسة من العمر، كتبت نوال السعداوي تفاصيل هذه العملية البربرية وكرست حياتها للتنديد بالذين يمارسوها باسم الدين، وكان لهذا الكتاب اثر كبير في اوربا وفي العالم المتحضر، فقامت السلطات الرجعية في مصر تحت ضغط “الاخوان” بسجنها وتعذيبها ومنعها لسنوات طويلة ممارسة مهنة الطب، واحتفظ الاخوان المسلمون برغبة الانتقام منها، ولما نجحوا في الوصول الى السلطة ارادوا تحطيمها الى الابد عن طريق استخدام حججهم في الشعوذة التي تتيح لهم بتطبيق حكم الخلع “اجبارها على الطلاق من زوجها وهي في عمر الشيخوخة”، واليوم بعد ان جائني خبر وفاتها وهي تناهز التسعين عاما قضت جلها في العذاب والنضال من اجل حقوق المرأة في ارض الاسلام ، اقول بانني ارجو خالقها ان يرحمها ويجازيها عن ما عانته من ظلم الوحوش، اود التذكير بان محامي اخوان المسلمين الذي طالب بخلعها وهي في عمر يناهز السبعين عاما امام “محاكم التفتيش” اسمه الوحش، كما اذكر ايضا بانني لم اقرأ عن احتجاجات “نسوية” في عالم الاسلام والعرب ضد هذه الجريمة، انا الغير مسلم اتذرع الى الله ان يعوضها عن فعل الاوغاد في الجنة.