منذ بضعة ايام تفاجأنا بالقنوات العراقية والعالمية تتسارع وتتعاطف مع #جوان أوغنّا، تلك الفتاة التي نشرت بكل جرأة فيديو ما جرى لها وهي بعمر الزهور، من كاهن كلداني كاثوليكي بعنكاوة، وضعت ثقتها به، هي ووالديها والاطفال، عفية لها من شجاعة في مجتمع شرقي مغلق امام قدسية الكاهن المقدس!! فهي لم تكترث بأي تشهير واساءة محتملة قد تلاقيها بعد نشر الفيديو كما أعلنت أنها قد تعرضت وعائلتها لكثير من الضغوطات وتهديدات والعنف اللفظي وتعرضت حياتها للخطر…، لكن لا احد يعلم لماذا تتستر وتماطل المؤسسة الكنسية رد إعتبار جوان بحجج واهية !!! ولماذا يتعاطف البطرك ساكو المخلول مع الكاهن رغم إتهامها له بالتحرش بها في طفولتها ؟!
فلنتناول القضية من عدة محاور، لنحلل ما السبب وراء تكرار وتعدد حوادث التحرش بالأطفال والنساء من قبل الكهنة .
* الكاردينال (أليساندرو فارنيزي) يعترف بشكلٍ علني بحبيبته وأطفاله قبل مدة طويلة من أن يصبح البابا (بولس الثالث):
*كان الـﭘـاﭘـا (إسكندر السادس) على علاقة عاطفية مع (جوليا فارنيزي) وقد قام خلال فترة علاقته هذه بانتخاب أخ حبيبته (أليساندرو فارنيزي) ليصبح ضمن مجمع الكرادلة – أعلى هيئة استشارية في الكرسي الرسولي، كان (ألساندرو) يملك 5 أطفال ”غير شرعيين“ مع حبيبته (سيلفيا روفيني)، وكان فخوراً بعائلته ولم يقم يوماً بإخفاء علاقته وأطفاله، حيث اعترف (أليساندرو) بنسله علناً في عام 1513 أي قبل 20 عاماً من انتخابه ﭘـاﭘـا، وحين أصبح البابا (بولس الثالث) ظل مخلصا لحبيبته وأبنائه!!!! *كان البابا (بينيديكت التاسع) يحب إضافة الإثارة لحياته الجنسية عن طريق البهيمية:
تم انتخاب الـﭘـاﭘـا (بنديكت التاسع) في عام 1032 وقد كان عمره حينها 20 عاماً فقط، مما يجعله من أصغر البابوات الذين جلسوا على عرش القديس بطرس، وقد كان حينها شاباً غنياً بالفعل بفضل رعاية عميه الـﭘـاﭘـا (بينيديكت الثامن) والبابا (يوحنا التاسع عشر)، وقد قام والده بشراء الكرسي البابوي مما جلب شاباً فاسقاً غير ناضج إلى السلطة، فقد تحولت ممارساته الجنسية إلى فضيحة في القرن الحادي عشر.
اتهمه معاصروه بارتكاب العديد من الانتهاكات مثل السرقة والقتل والاغتصاب، بالإضافة إلى إغواء ذكورٍ وجلبهم إلى قصر (لاتيرانو)، كما كان يستمتع بالبهيمية –ممارسة الجنس مع الحيوانات– وحفلات الجنس الجماع. تحمل سكان روما (بينيديكت) 12 عاماً ليقوموا بعدها بنفيه من المدينة في عام 1044، لكن بعد مرور شهرين على بدء عهد خليفته في الكرسي البابوي، عاد (بينيديكت) إلى روما وقام بطرد بديله واسترجع كرسيه البابوي ليصبح البابا الوحيد في التاريخ الذي خدم كـ ﭘـاﭘـا أكثر من مرة.
*البابا يوحنا الثاني كان محبا” للحياة، اتهم من قِبَل أربعين أسقفًا، وسبعة عشر كردينالاً بأنَّه فسق بعِدَّة نساء، وأنه قلَّد مطرانية (طودى) لغلام كان سِنُّه عشرين سنة، ثم قُتِلَ وهو مع إمرأة متزوجة.
حسب وكالة أسوشيتدت برس: 167 قسًّا كاثوليكيًّا نُقلوا من مواقعهم الكنسية بسبب تفجُّر فضيحة الاعتداءات الجِنسية على الأطفال، التي ضربت الكنيسة الكاثوليكية في أمريكا. 260 سُلِّمت أوراقهم إلى الشرطة. 550 شخصًا أثاروا مزاعمَ ضدَّ رجال دِين مسيحيين في ولايتين فقط. 30 مليون دولار تمَّ دفعها مِن قبل إبرشية رئيس الأساقفة الكاثوليك في بوسطن للعشرات مِن الأشخاص الذين تعرَّضوا للتحرُّش على يد كاهن. 35 طفلاً حصيلة الاعتداءات الجِنسية من قِسٍّ كاثوليكي (جيلبرت جوت) في لويزيانا.
المبلغ الإجمالي الذي دفعه الفاتيكان صاغرا حتى الأن حيث وصل الى 3.2 بليون دولار أي 3200 مليون دولار في أمريكا (الولايات المتحدة) فحسب.وهذا ما ذكرته وكالة وريترز في أخر تقرير لها عن كارثة الاعتداء الجنسي في المؤسسة الكنسية.
وقال أحدُ الصحفيين الفرنسيين: إنَّ البابوات يمارسون علاقاتٍ جنسيةً شاذَّة، وقد أيَّدت مجلة (تيمبو) الإيطالية هذا النبأ. وفى تقرير آخر نشرتْه صحيفة “لاريبابليكا” الإيطالية الصادرة عن الفاتيكان الأربعاء 21-3-2001: أنَّ هؤلاء القساوسة والأساقفة يستغلُّون سلطاتهم الدينية التي يتمتَّعون بها في العديد من الدول، خاصَّة دول العالَم النامي؛ لممارسة الجِنس مع الراهبات رغمًا عنهنَّ، مشيرًا إلى أنَّه تمَّ الكشف عن العديد من حالات الاعتداء في 23 دولة، منها: الولايات المتحدة، البرازيل، الفليبين، الهند وأيرلندا، وإيطاليا، بل وداخل الكنيسة الكاثوليكية (الفاتيكان) نفسها، بالإضافة إلى العديد من الدول الإفريقية!!
المرجعية الدينية لبتولية الكهنة:
إذا قرأنا رسائل مار بولس الى تلميذيه طيطس وطيمثاوس، الأول أسقف كريت والثاني أسقف أفسس، نجد إنه آفتاهمَ أنَّ الأساقفة كانوا في بدء المسيحية متزوجين ، وَالزواجَ لا يُعارضُ الكهنوت. وبنى مار بولس رأيَه على تعليم المسيح نفسِه، وعلى الواقع الذي عاشته الجماعة المسيحية الأولى. فالمسيح إختار رسله وتلاميذه لا على أساس البتولية أو العلم أو السمعة. بل إختارهم من بين الناس بناءًا على الحالة السائدة. وكان الناس عندئذ كلهم يتزوَّجون. ثم إختارهم لسبب إيمانهم وقوة شوقِهم إلى مجيء المسيح وبناء مملكة الله، مملكة العدالةِ والسلام على الأرض. وهكذا كان من بين الرسل بطرسُ، عميدُ الرسل وأولُ رئيس للكنيسة، متزوجا (متى8: 14). وكذلك كان قليوفا أحدَ تلاميذه الـ 72 (لو24: 18)، وهو زوج مريم ووالد الرسولين يعقوب ويهوذا، المعروفين بإخوة يسوع (يو19: 25؛ متى 13: 55). وأيضا فيلبس أحد الشمامسة السبعة كان متزوجا، وله بنات عذارى يُنبِئنَ (أع21: 8-9)
*وعندما ننتقل إلى رؤية المسألة من وجهة نظر علمية، فإن الدكتور جون واس أستاذ علم الغدد بجامعة «أوكسفورد» يوضح لنا أن هرمون «تيستوستيرون» يلعب دورًا رئيسيًّا في تحفيز الرغبة الجنسية عند الرجل، هذه الرغبة التي تقل عند المرأة نتيجة امتزاج هرموني «تيستوستيرون» و«الإستروجين»، ولذلك يعتبر «واس» الرهبنة عند الجنسين حالة شاذة مضادة لطبيعة الجسم.
ويوضح ذلك بأن نسبة الرجال الذين يمارسون الاستمناء بما فيهم القساوسة تتراوح بين 80 إلى 90%، وبما أنه توجد دراسات علمية أثبتت أن الرجال الذين يمارسون الاستمناء تقل احتمالية إصابتهم بسرطان البروستات، فإنه من الممكن القول إن حياة الرهبنة مرهقة تشريحيا لجسم الإنسان!!! *في النهاية نجد أن التشبه بالمسيح بالنسبة لبتولية الكهنة شئ غير منطقي، فالمسيح، هو الله المتجسد لخلاص البشرية ولم يكن من الممكن أن يتزوج بل إذا كنتم تتشبهون به فلتقيموا الموتى إذن وتشفوا المفلوجين والممسوسين والعمي والمفلوجين!!!!