ترجمة / حامد احمد
كشف تقرير جديد اعدته منظمة (Church in Need) الدولية المعنية بمساعدة المسيحيين في العالم ان عدد العوائل المسيحية التي هجرت سهل نينوى العام الماضي هي اكثر بكثير من التي عادت .
ويوثق التقرير الذي نشر تحت عنوان “الحياة بعد داعش: تحديات جديدة تواجه المسيحية في العراق” كيف ان المسيحيين العراقيين قلقون من هيمنة فصائل مسلحة على منطقتهم مما يدفع ذلك الى الهجرة والتسبب بغياب الامن الاقتصادي .
ويحذر التقرير من احتمالية ان تؤدي الهجرة المتوقعة على مدى اربع سنوات الى تقليص تعداد المسيحيين في المنطقة بنسبة 80% ليصبح عددهم 23,000 الف فقط، حيث سينتقلون من مرحلة تعرض للخطر الى مرحلة التعرض لخطر الانقراض وغياب وجودهم في البلد .
القس اندرزيج حليمبا، رئيس لجنة المنظمة لاعادة اعمار نينوى، كتب في مقدمة التقرير قائلا “ما يزال المسيحيون الذين عادوا الى بيوتهم يشعرون بعدم الامان، وهم اكثر عرضة لعدم الامان عن بقية المجاميع الاخرى في المنطقة وذلك بسبب انشطة مليشيات محلية .”
واضاف حليمبا قائلا “رغم ان المخاوف الاقتصادية وخصوصا حالة البطالة هي من الجوانب البارزة في بعض المناطق، فانه من المستحيل استثناء هذين العاملين عن الاعتبارات الامنية. يجب معالجة هذه العوامل الاساسية لحل الجانب المادي وانعدام الامن الاقتصادي اللذين يدفعان السكان للرحيل. اذا لم يتم استئصال دافع الميل للهجرة فان البيئة ستكون اقل ملاءمة للمسيحيين المتبقين في العراق .”
ووجد تقرير المنظمة الدولية ان 57% من المسيحيين العراقيين الذين استُطلعت آراؤهم قالوا انهم يفكرون بالهجرة. وان 55% منهم اجابوا بانهم يتوقعون مغادرة العراق بحلول العام 2024 .
وتناقص عدد المسيحيين القاطنين في المناطق التي كان يحتلها داعش منذ عام 2014 من 102,000 نسمة الى اقل من 36،000 نسمة. وبين التقرير ان قسما من المسيحيين النازحين الذين عادوا الى سهل نينوى بعد ان اعيد اعمار بيوتهم يفضلون خيار المغادرة .
وجاء في تقرير المنظمة “في صيف عام 2019 شهدت المنطقة موجة نزوح للمسيحيين، حيث ان عدد العوائل المسيحية المغادرة كانت اكثر من العائدة. في بلدة بغديدا لوحدها كان عدد المسيحيين المهاجرين من السريان الكاثوليك خلال فترة ثلاثة اشهر من عام 2019 بحدود 3،000 آلاف شخص، وهذا يشكل نقصان بتعداد اهل البلدة من السريان الكاثوليك بنسبة 12% “.
واشار التقرير الى ان اكثر الوجهات استقطابا للمسيحيين المهاجرين من العراق هي القارة الاسترالية، حيث بلغ عدد المسيحيين المهاجرين اليها منذ العام 2007 ما لا يقل عن 139،000 الف نسمة .
ويذكر التقرير ان اغلب هذه الهجرات لها علاقة بالروابط العائلية للمسيحيين مع بقية بلدان العالم، ووجدت الدراسة ان اغلب المسيحيين في العراق لهم احد افراد عائلاتهم يعيش في الخارج، وهذا ما يضيف الى الحوافز الاخرى التي تدفعهم للهجرة ومغادرة العراق .
مع ذلك فان الغالبية العظمى من العراقيين الذين استطلعت آراؤهم في الدراسة اشاروا الى المخاوف الامنية التي تعتبر السبب الرئيس الذي يدفع العائلة للتفكير بالهجرة.
اشار التقرير الى مضايقات تعانيها عوائل مسيحية بشعورهم بعدم الامان وهم تحت سلطة فصائل مسلحة، ووردت شكاوى لتعرضهم لحالات سرقة وتهديد بعنف من قبل هذه المجاميع، فضلا عن ذلك فان كثير من المسيحيين العراقيين يعيشون بهاجس خوف عودة مسلحي داعش. وكشف استطلاع اجرته الدراسة ان 87% من هؤلاء المسيحيين لا يشعرون بأمان وان 67% منهم يعتقدون باحتمالية عودة تهديدات داعش او جماعات اخرى في غضون الخمس سنوات القادمة .
واكد القس حليمبا على ضرورة استمرار جهود اعادة الاعمار في سهل نينوى، مشيرا الى ان عدد العوائل المسيحية في هذه المنطقة من الذين ما يزالون يفضلون العودة يقدر بحدود اكثر من 2،000 عائلة .
التقرير الذي نشرته المنظمة الدولية استند الى استطلاع لآراء 793 مسيحيا يعيشون في مناطق مختلفة من سهل نينوى كانت محتلة سابقا من قبل داعش وذلك خلال فترة ممتدة من آب الى تشرين الثاني عام 2019 .
استنتجت الدراسة عبر الاستطلاع بانه يتوجب على المنظمات غير الحكومية والمؤسسات الحكومية ان تركز على الاسباب التي تدفع بالمسيحيين للتفكير بالهجرة وان تشجع تجاه استعادة الامن لسهل نينوى بمشاركة زعماء كنائس محليين.
وقال القس حليمبا “استنتاجات هذا التقرير توضح انه بالإمكان استعادة الاستقرار للمكون المسيحي في مرحلة ما بعد داعش فقط في حالة توفر جهد راسخ بالتركيز على الامن والتعليم وفرص اقتصادية دائمية مع اعادة اعمار”.
عن موقع كاثوليك نيوز
هـذا واقع … ويعـرفه رؤساء الكـنائس قاطـبة
قـبل سنين سألت أصدقاءً لي في العـراق ومن بـلـدات عـريقة : ما هـو موقـفـكم إزاء الأحـداث ؟
قالـوا : كـل واحـد منا ، جـواز سـفـره في جـيـبه
واللبيب تـكـفـيه الإشارة