في الاسبوع الاول من الصوم الكبير، احتفل مؤمنو الكنيسة الرسولية الكلدانية، وذلك في تمام الساعة 11:30 صباحاً من الاحد الاول من الصوم والمصادف 23 شباط، حيث قرّب الذبيحة الالهية ذلك الأحد الاب بيتر لورنس كالمعتاد حسب الطقس التقليدي والمثبت. وثم اجتمع المؤمنون في قاعة الكنيسة حيث بارك الابوان بيتر ونوئيل طعام الرحمة المقدم بمناسبة الاربعين على نية وفاة المرحومين والد ووالدة اثنين من مؤمني الرعية.
كذلك في مساء الثلاثاء الاخير من الشهر والمصادف 25 شباط، اقامت اخوية قلب يسوع الاقدس لكنيسة الكلدان الرسولية نشاطها الروحي الشهري في الكنيسة، وهو يتضمن صلاة مخصصة لقلب يسوع، ثم قراءة وتأمل في فصل من الانجيل المقدس يقدمه مرشد الاخوية الأب نوئيل گورگيس وبحضور الأب بيتر لورنس مع الشمامسة الاعزاء وجمع المؤمنين، وبعد ذلك عادة يكون هناك نشاط اجتماعي في قاعة الكنيسة. (علماً بانه لم تقام لعبة البينگو لهذا الشهر بسبب فعاليات اخرى داخل القاعة)، حيث احتفل اخوتنا اللوثريون جماعة مؤمني كنيسة سانت جون في نفس ذلك الثلاثاء بطقوسهم ونشاطاتهم التقليدية (Fat Tuesday) قبل دخولهم الصوم.
وهكذا شارك المؤمنون من كلا الكنيستين الكلدانية واللوثرية بمناسبة دخولهم الصوم الكبير، والذي بدأ عندنا منذ مغرب الأحد 23 شباط حسب طقسنا الكلداني المشرقي (فيكون صومنا 40 يوما وينتهي في أحد السعانين لنبدأ اسبوع الفصح بحد ذاته حتى أحد القيامة)، أما في الطقس اللاتيني فيبدأ الصوم الكبير عندهم في يوم اربعاء الرماد 26 شباط الى أحد القيامة (فيكون صومهم 40 يوما بدون ايام الآحاد).
وبهذا بدأنا جدول ذلك الثلاثاء اولاً في الساعة 6 مساءً بتدريب الجوقة في الكنيسة على تراتيل الآحاد باشراف الشماس سلوان. ومن ثم شاركنا اخوتنا الامريكان في القاعة بتقاليدهم مع كهنتنا والقس رچرد راعي كنيسة سانت جون اللوثرية، وذلك مشاركتهم حيث يطبخون ويأكلون (الپانكيك والصاصج) قبل بدء الصوم. وبعد ذلك أكملنا نشاطنا الروحي للأخوية في الكنيسة حتى الساعة الثامنة مساءً بالصلاة والألحان وقراءة فصل انجيل الصوم ثم الموعظة مع الاسئلة والاجوبة التي تناوب بشرحها الابوان نوئيل وبيتر بكل توضيح وتطبيق لمفهوم الصوم ما بين الكتاب المقدس وما وضعته الكنيسة، والصوم حسب الواقع الحياتي الذي نعيشه.
واما في مساء يوم الجمعة 28 شباط، فبدأنا برياضة درب الصليب وذلك في الساعة 6:30 من مساء كل جمعة في الكنيسة حتى نهاية الصوم.
صوما مقبولا للجميع.
مؤمن مشارك
اخوتي في المسيح
مَن يقرأ بنية صافية عن هذه النشاطات الروحية والاجتماعية على مدار الاسبوع، والتي تأتي من منطلق “..حيثما اجتمع اثنان او ثلاثة بإسمي فهناك اكون في وسطهم” متى 20:18)، فلا تكون نيته الصالحة إلا وان يشبّه هذه الكنيسة (كهنة ورعية) بخلية النحل التي تعمل من اجل الحياة. والحياة عند المسيحي هي بالتغذية الروحية والتنمية الاجتماعية التي يحتاجها كل انسان مؤمن حسب الكتاب المقدس انجيل ربنا يسوع المسيح له المجد، وليس بأي تشبيهات اخرى تقتل براءة روحانية المؤمن المسيحي الذي يسعى وراء الحقيقة قدر الامكان مطبقاً كلام يسوع في حياته اليومية.
بل ان نية القارئ ان لم تكن صافية فهي ليست إلا لكي تبعد المؤمن البسيط عن اتحاده بيسوع المسيح رأس الكنيسة الجامعة، وعن مذبح الرب، وعن الكاهن المرتسم بكهنوت المسيح، وعن القربان المقدس الذي لا يقدسه إلا الكاهن فيتناوله المؤمن عن طريقه فقط.
قبل عدة اشهر قمت بزيارة احدى الكنائس البروتستانتية في مدينة الكهون (على شارع برودواي) مع احدى العوائل الكلدانية الكاثوليكية، ولم أكن مندهشة ابدا ان تكون الكنيسة مكونة من ابناء شعبنا الكلداني المسيحي بكاملها …مِن مرتلين، وعازفين، ومصورين، ومؤمنين… ما عدا الواعظ فكان من مصر.
ان حقيقة هذا الأمر واضحة كوضوح الشمس، ويعرفها الناس في مجتمعنا الكلداني حتى وإن كانت (بخفية)…وهكذا فالقضية هي وجود هذه الكنائس التي يزداد عددها في كل زاوية وزقاق بين مناطق سكن ابناء شعبنا الكلداني الذين يحضرون اليها بكل حرية دينية ومدنية… وبالطبع فهم يقرأوا الانجيل ويكرزالواعظ، وتراتيلهم تصل بأصواتهم الى اعلى درجات الروحانية في الاداء والكلمات.. ولكن يبقى الفرق الجوهري بين الجماعتين بكلام الرب في انجيله : “اصنعوا هذا لذكري”.
يبقى هنا السؤال الذي يطرح نفسه وهو: لماذا لا يجرأ احد ان يشبه هؤلاء المؤمنين واماكن عبادتهم بأي تشبيهات تهين كنائسهم او تجمعاتهم التي هي بإسم المسيح ايضا؟؟؟ يا ترى ما هي المقارنة الشكلية واللاهوتية (مع كل الانحناء لقدسية الاسرار التي يقدمها الكهنة الكلدان الكاثوليك ضمن نشاطات جماعة المؤمنين في الخبراعلاه والتي يمارسون فيها طقوسهم وعبادتهم على مدار السنة (حسب الطقس الكلداني الكاثوليكي المثبت)… بغض النظر عن انتماءاتهم الابرشية، كلدانية كانت او لاتينية)، يا ترى ما هي المقارنة بما يجري من نشاطات بين هذه الرعية وبين الكنائس الانجيلية الكلدانية التي تدعو مؤمنيها علناً الى كنائسها عن طريق البريد والفضائيات التي لا يمكن لأي مخلوق ان يمس حريتهم او عبادتهم التي تأتي من نفس المنطلق في انجيل متى 20:18- كلما اجتمع اثنان او ثلاثة باسمي اكون بينهم؟؟؟
ترى هل هي نفس “التشبيهات” التي نقرأ عنها بتكرار في بعض الردود والتي تهين كنيسة المسيح تلك التي على مذبحها المقدس يقرّب الكاهن الذبيحة الالهية كل اسبوع ( “اصنعوا هذا لذكري – لوقا 19:22)؟؟ يا ترى: