المقدمة : نبدأ بهذه الحكمة (( حدّث العاقل بما لا يعقل فإن صدّق فلا عقل له … ونظيف … وحدّثه بما يعقل فإن كذّب فأما ان يكون مرائياً انتهازياً او احمقاً غبياً )).
في الحلقة الأولى استعرضنا الفرق بين ( السياسة والواجب ) وأكّدنا انهما يقعان على نقيضين لا يمكن جمعهما ( فالسياسة الميكافيلية ) لعبة قذرة تحاول دائماً ان تلتف على ( الواجب ) وتبتلعه لتضع بديلاً عنه المصالح الشخصية فينتهي الواجب وتظهر هناك ما يدعى ( بالمنّية ) التي تجرّد الواجب من المسؤولية لتجعله رفاهية مجتمعية ليست مفروضة على المسؤول العمل بها ولكن ( لسعة صدره ورحمته ) يقوم بها ، وهذه أخطر علامة من علامات الهروب من إنسانية الواجب للدخول في إنسانية من يمنُّ علينا بإنسانيته الشخصيّة ( لا منّية مع الواجب )..
الحلقة الثانية سنناقش المعقول والممكن وغير الممكن من الدعوة في تشكيل مرجعية سياسية لتمثيل أبناء شعبنا المسيحي …
يفترض عندما ندعوا لفعل معيّن نكون مؤمنين به وهذا الإيمان ينعكس على اقوالنا وافعالنا وان كان الإيمان يرتكز على الأقوال فقط فهذا يصنّف على انه مراءات وان كان يرتكز على ( الأعمال فقط فهنا ندعوه عمل خالي من الإيديولوجية أي فعل شخصي غير محسوب على نظرية العقيدة “ايديولوجيتها” … وان تعزز العمل بالقول يكون فعل الإيمان مؤثراً نابضاً بالحياة لأنه يجمع بين “النظرية الإيديولوجية وتطبيقها على ارض الواقع ” ) ( الرسول بولس ) وهذه كانت أيديولوجية السيد المسيح له كل المجد ومن هنا ظهر المثل الشعبي ( كول وفعل ) أي ان الرجل الشجاع الصادق الأمين العادل يكون قوله متناسباً مع فعله .
وهنا لابد لنا ان نؤشر على دعوة غبطة البطريرك ساكو للتنظيمات السياسية بأن يتوحّدوا ليكوّنوا مرجعية سياسية تقود المكوّن المسيحي وتدافع عن مطالبه وتكون ناطقة باسمه ..
وهنا لا يسعنا إلاّ ان نقول وكما في مقدمتنا ( حدّث العاقل بما لا يعقل فإن صدّق فلا عقل له …. الخ ) ونقول :
اولاً : مجمع الكنائس يتكوّن من مؤسسات مسيحية وان اختلفت عقائدها لكنها يفترض ان تكون مؤمنة بإله واحد ( وجميعهم يقولون ذلك ويؤمنون به “نظرياً بالطبع” والإيمان وكما شرحنا سابقاً يفترض ان يكون نظرياً مدعوماً بالتطبيق العملي لكي تكون فيه روح وان خلا من التطبيق فقد تلك الروح ” نعيد هذا لكيّ يفهمه الجميع “ ويعيه جميع المؤسساتيون ) لم يكتب له النجاح في الأتفاق بين مكوّناته على الرغم من انهم ينتهجون منهجاً واحداً ويؤمنون بذات الإله والسبب ( واضح جداً ) لأن هناك من يرغب بالتسيّد ويناضل من اجله وهنا تهدّمت مقوّمات الاتحاد بسبب ( الغرور والكبرياء ) * لأن هناك من يؤمن بأنه فوق الجميع واعظم من الجميع ويجب عليهم الخضوع والتسليم لحقيقة حكمة ” القائد الضرورة “ ونريد ان نذكركم بأن منطقة السهل بعد الخروج من اتحاد الكنائس أصبحت أراضي “قرى” ( سريان وكلدان وايزيديين وعفريين ) و ( هذا ما جناه ابي عليّ … ولم اجني به على أحد )… انتهى الوصف لأترك لكم التأمل في احداث عشتموها تلك الفترة وأذكركم بموضوع اعمار القرى واموال المساعدات … الخ .
ثانياً : الأحزاب المسيحية والتي تتكوّن من عقائد مختلفة كل منها يتبع إلهاً ( يصرف عليه ويعيله ) وكل إله له أيديولوجية تختلف عن بقية الآلهة بل تتضارب معها باختلاف ( مصالحها ) فسهل نينوى بالرغم من صغر حجمه جغرافياً فهو يدعى بـ ( المناطق المتنازع عليها ) وشعب هذا السهل يجب ان يتبع عقيدة سياسية تنظمها احزابه المختلفة … ( من هنا نكون قد حكمنا سلفاً بان هذا السهل سيقسّم إلى مناطق متناحرة متقاتلة ) كون المتنازعين عليه سيحوّلون الصراع بعيداً عن أراضيهم الجغرافية لتكون داخله حروباً بالوكالة عن كل أيديولوجية ينتهجها المكوّن المسيحي وحسب منهج اسياده وعندما ينتهج الخرفان منهج عبادة ( إله هذا العالم ” إله المصالح والمال فاستحالة يكون هناك توافق إلاّ إذا اتفقوا لسرقة السهل كما الحال في العراق العظيم )…
وهنا لا يسعنا إلاّ ان نقول (( بإله واحد اختلفتم فكيف بعشرة آلهة يتفقون … !! ))
وعندما نطلب من آخرين فعلاً “عملاً” فيجب ان نطبقه على انفسنا اولاً لنحصل على ثقتهم بما نطرح اولاً ولنكون مصداقيين في طرحنا ثانياً
وأخيراً نقول (( حدّث العاقل بما لا يعقل فإن صدّق فلا عقل له وحدّثه بما يعقل فان كذّب فأنتهازياً مرائياً او غبياّ احمقاً )).
الحلقة الثالثة … ستكون عن الحلول الناجعة لعودة الكرامة والحقوق التي ضاعت في زمن تكاتفت فيه جميع القوى لسلبها من هذا المكوّن الضعيف الواهن المتّكل على من يحميه .
الرب يبارك حياتكم جميعاً …
اخوكم الخادم حسام سامي 13 / 2 / 2020
*كلدايا مي
بيان البطريركية حول مجلس رؤساء الطوائف المسيحية في العراق
Yousif 3 ساعات مضت اخر الاخبار اضف تعليق 3,678 زيارة
إعلام البطريركية
البطريركية الكلدانية أظهرت منذ البداية عدم ارتياحها لهيكلية المجلس وتسميته، واقترحت أجراء تعديلات واعتماد تسمية “مجلس كنائس العراق” بدل مجلس رؤساء الطوائف لتفعيل دوره وخصوصا انه حتى الان لم يقدم شيئا كبيرا. كما طلبت البطريركية ان تكون رئاسة المجلس لبطريرك الكلدان بسبب عدد الأساقفة الكلدان وعدد مؤمنيهم كما هو معمول به في مصر والأردن.
أن هذا المجلس غير معترف به من قبل الدولة، ولا يمثل جهة رسمية، فكل كنيسة بالتالي هي حرة في مواقفها وخطابها. وبالرغم من انسحابنا منه نتمنى للمجلس كل الخير، وان يقوم بمبادرات جريئة وواقعية للخير العام. كما نطالبه بتغير التسمية مع انسحاب الكنيسة الكلدانية، وإيجاد تسمية ملائمة له. نحن من جهتنا سنستمر في نهجنا المنفتح تجاه الكل ولن يؤثر انسحابنا على خدمتنا للكل، كما فعلنا مع المهجرين من كل الطوائف.http://saint-adday.com/?p=16005