يوسف جريس شحادة
كفرياسيف _ www.almohales.org
“وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ، فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ الْمَلِكِ، إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ”
مقدّمة
الخبز: ” إِنَّمَا لاَ تَتَمَرَّدُوا عَلَى الرَّبِّ، وَلاَ تَخَافُوا مِنْ شَعْبِ الأَرْضِ لأَنَّهُمْ خُبْزُنَا. قَدْ زَالَ عَنْهُمْ ظِلُّهُمْ، وَالرَّبُّ مَعَنَا. لاَ تَخَافُوهُمْ» .{العدد 9 :14 }
أول ما ذكر “الخبز” في التوراة كان في حالة تدل على الحزن واللعنة بعد خطيئة آدم وحواء لُعنت المرأة بولادتها والرجل والأفعى: ” وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: «تَكْثِيرًا أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ، بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَدًا. وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ». وَقَالَ لآدَمَ: «لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِ امْرَأَتِكَ وَأَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ قَائِلًا: لاَ تَأْكُلْ مِنْهَا، مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ. وَشَوْكًا وَحَسَكًا تُنْبِتُ لَكَ، وَتَأْكُلُ عُشْبَ الْحَقْلِ. بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزًا حَتَّى تَعُودَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا. لأَنَّكَ تُرَابٌ، وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ».رالتكوين 3 }
الخبز في لغة التوراة هو اسم عام لكل مأكل كما في التكوين مثلا : ” وَأَعْطَانِي خُبْزًا لآكُلَ وَثِيَابًا لأَلْبَسَ، לֶחֶם לֶאֱכֹל וּבֶגֶד לִלְבֹּשׁ”.{تكوين 28 } كما ان الثياب اسم عام للملابس كذلك الخبز اسم عام للأكل ويمكن ان يكون من النبات كما في قول إبراهيم للأشخاص الثلاثة {تكوين 18 }وقوله لسارة:” أَسْرِعِي بِثَلاَثِ كَيْلاَتٍ دَقِيقًا سَمِيذًا. מַהֲרִי שְׁלֹשׁ סְאִים קֶמַח ” واللفظة تدل على الأكل من الحيوان حين هرب يعقوب من أمام لابان:” وَذَبَحَ يَعْقُوبُ ذَبِيحَةً فِي الْجَبَلِ وَدَعَا إِخْوَتَهُ لِيَأْكُلُوا طَعَامًا، فَأَكَلُوا طَعَامًا وَبَاتُوا فِي الْجَبَلِ. “וַיִּזְבַּח יַעֲקֹב זֶבַח בָּהָר וַיִּקְרָא לְאֶחָיו לֶאֱכָל-לָחֶם”}.أوردنا النص العبري الأصلي وكم تسيء الترجمة العربية هنا مثلها في الكثير من الحالات فهم الموضوع باللغة الأصلية العبرية، التشويه هنا لمعنى “اللحم” في الساميتين العربية والعبرية وسنشرحه لاحقا أدناه
وحين يُشبع شاؤول الشعب في الحرب : ” مَلْعُونٌ الرَّجُلُ الَّذِي يَأْكُلُ خُبْزًا إِلَى الْمَسَاءِ حَتَّى أَنْتَقِمَ مِنْ أَعْدَائِي». فَلَمْ يَذُقْ جَمِيعُ الشَّعْبِ خُبْزًا. אָרוּר הָאִישׁ אֲשֶׁר-יֹאכַל לֶחֶם עַד-הָעֶרֶב”, صموئيل الأول 14 ، وَأَعْطَوْهُ قُرْصًا مِنَ التِّينِ وَعُنْقُودَيْنِ مِنَ الزَّبِيبِ، فَأَكَلَ وَرَجَعَتْ رُوحُهُ إِلَيْهِ، لأَنَّهُ لَمْ يَأْكُلْ خُبْزًا וַיִּתְּנוּ-לוֹ לֶחֶם”صموئيل الأول 30 )
التطور الدلالي للكلمة العبرية “לחם ” مرّ الكثير كما رأينا في عبرية التوراة تدل على الخبز من القمح أو الحبوب أو اللحم والعربية حافظة على معنى “اللحم” التغيير بالمعنى بالساميتين، ان العرب من السكان الرحّل والتنقّل وكان أساس الطعام للانسان المتنقّل، الحيوان، تنقلا للمراعي لذلك تطورت دلاليا اللفظة حسب الظروف الحياتية لسكان البادية الرحّل وبات قوتهم منتوج الحيوان “اللحم” بينما الشعب الاسرائيلي استقر في مكان وبقي “اللحم_الخبز” هو مصدر القوت والغذاء اذا الشعب الإسرائيلي سكن بمكان ولم يتنقل وعاش على الحبوب ولو راجعنا اللفظة بالآرامية أيضا تدل كما في العبرية. نوجز إذا ان بيت لحم هي بيت ” اللحم والخبز” والمفهوم العبري للكلمة هو المقصود بالرؤية المسيحية للمدينة والمسيح الرب المولود فيها فهو المنّ النازل من السماء والخبز الحي
اسم المدينة _بيت لحم_ بيت أفراتا
تسمّى بيت لحم بالتوراة ” بيت أفراتا” تكوين 19 :35 و 7 :48 وميخا 1 :5 وروت 11 :4 : ” فَمَاتَتْ رَاحِيلُ وَدُفِنَتْ فِي طَرِيقِ أَفْرَاتَةَ، الَّتِي هِيَ بَيْتُ لَحْمٍ. ” الصفة “أفراتا” على اسم أبناء عائلة أفرات التي كانت من سكان المدينة في السابق في سفر الأخبار الأول 4:4 يروي عن حور بكر أفراتا ” وَفَنُوئِيلُ أَبُو جَدُورَ، وَعَازَرُ أَبُو حُوشَةَ. هؤُلاَءِ بَنُو حُورَ بِكْرِ أَفْرَاتَةَ أَبِي بَيْتِ لَحْمٍ.”أي باني المدينة ومقيمها والظاهر استنادا على ذلك تمت تسمية المدينة باسمين : بيت لحم _أفراتا” قارن ميخا 1 :5 وحسب الأخبار الأول 51 _50 :2 و4:4 ان بيت لحم جزء من أفراتا مثلها مثل قرية يعاريم وبيت جادير حسب النصوص ضمن بيت أفراتي وسميت ” أفراتا” او ” بيت لحم أفراتا” وإضافة الكلمة أفراتا تمييزا عن بيت لحم الجليلية بيت لحم يهوذا سفر القضاة 7 :17 و19 وصموئيل الأول 12 :17 وروت 1:1 )
تاريخ بيت لحم حسب التوراة
اللاوي من بيت لحم يهوذا الذي كان “كاهن” في عائلة ميخا أولا وثم لسبط دان القضاة 18_17 ومنها الامراة التي كانت عشيقة والعمل المشين “العشيقة بالتلة” {القضاة} وصفة بيت لحم يهوذا المكان المثالي والأفضل لبوعز وروت في فترة القضاة وهناك وُلد داود ابن يسّى التلحميّ صموئيل الأول 16 ومن هناك خرج إبطاله يوآب وابيشاي الخ أبناء صرويا {2 صموئيل 32 :2 } ويوناتان ابن شمعي أخ داود {صموئيل الثاني 21:21 :” وَلَمَّا عَيَّرَ إِسْرَائِيلَ ضَرَبَهُ يُونَاثَانُ بْنُ شِمْعَى أَخِي دَاوُدَ.}
كانت بيت لحم مدينة للعبادة العائلية والطقس الديني فحضر صموئيل ليذبح لداود وليمسحه ملكا على إسرائيل { صموئيل الأول 16 } ولبيت لحم اليهودية كان المركز العسكري الهام جدا الحامية لأورشليم من الأعداء الآتين من الجنوب من مصر وبئر السبع والخليل
احتفظ الفلسطينيون الذين حاربوا داود بعد احتلال يبّوس بجيشهم في بيت لحم { صموئيل الثاني 14 :23 و1 أخبار 16 :11 وفي فترة الملك حصّن رحبعام المدينة وضمّها إلى الولايات وعيّن ولاة الخ :” وَأَقَامَ رَحُبْعَامُ فِي أُورُشَلِيمَ وَبَنَى مُدُنًا لِلْحِصَارِ فِي يَهُوذَا. فَبَنَى بَيْتَ لَحْمٍ وَعِيطَامَ وَتَقُوعَ وَبَيْتَ صُورَ وَسُوكُوَ وَعَدُلاَّمَ وَجَتَّ وَمَرِيشَةَ وَزِيفَوَ أَدُورَايِمَ وَلَخِيشَ وَعَزِيقَةَ وَصَرْعَةَ وَأَيَّلُونَ وَحَبْرُونَ الَّتِي فِي يَهُوذَا وَبَنْيَامِينَ، مُدُنًا حَصِينَةً. وَشَدَّدَ الْحُصُونَ وَجَعَلَ فِيهَا قُوَّادًا وَخَزَائِنَ مَأْكَل وَزَيْتٍ وَخَمْرٍ وَأَتْرَاسًا فِي كُلِّ مَدِينَةٍ وَرِمَاحًا، وَشَدَّدَهَا كَثِيرًا جِدًّا، وَكَانَ لَهُ يَهُوذَا وَبَنْيَامِينُ.”{ 2 اخبار 12 _5 :11 }
لن نطيل الشرح حول الثلاثي ” لحم _ לחם ” باللغة العبرية والمعاني الكثيرة للثلاثي العبري وفقط نذكر فتات من الآيات :” הָאָרֶץ אֲשֶׁר עָבַרְנוּ בָהּ לָתוּר אֹתָהּ אֶרֶץ אֹכֶלֶת יוֹשְׁבֶיהָ הִוא” וְאַתֶּם אַל-תִּירְאוּ אֶת-עַם הָאָרֶץ כִּי לַחְמֵנוּ הֵם” וְאָכַלְתָּ אֶת-כָּל-הָעַמִּים אֲשֶׁר ה’ אֱלֹהֶיךָ נֹתֵן לָךְ הֲלָנֶצַח תֹּאכַל חֶרֶב. וְהַיּוֹם הַהוּא לַאדֹנָי ה’ צְבָאוֹת יוֹם נְקָמָה לְהִנָּקֵם מִצָּרָיו, וְאָכְלָה חֶרֶב וְשָׂבְעָה וְרָוְתָה מִדָּמָם ” , اي النصوص الدالة على العلاقة بين “الحرب والأكل” {לחם _ מלחמה _הלחמה } اللحم والربط والتوصيل ومن يفسر من الحكماء الشيوخ ان الأصل في معنى الثلاثي العبري :” לחם ” هو الربط واللحم معا حتى العجين فتات ودقيق القمح يجمع معا ويلتصق ويلتحم معا وكذلك لحم الماشية متكاثفة متجامعة متراصة معا والحرب أيضا يتجمعون ويلتصقون ببعضهم الجنود
{عن مدينة بيت لحم والأماكن المقدسة التاريخية بشكل موسع ، في كتابنا دليل الكنائس }