لا يخفى على احد ان الحلم الكردي بأقامة دولة كردستان الكبرى من أيام الشيخ محمود الحفيد عام 1919 حينما نصب نفسه ملكاً على السليمانية مرورا بالسيد مسعود البارزاني في وقتنا الحالي.. وعلى وقع طبول التغيرات السياسية المستجدة في العالم…سنحت الفرصة للاكراد لوضع خريطة كردستان ورسمت حدودها منطلقين من مبدأ تقرير المصير، متناسين ان على هذه البقعة الجغرافية هنالك شعوب اخرى هي صاحبة الارض والارث … هم الكلدان والسريان والاشوريين والايزيدية، وبما ان العراق يعيش وضع استثنائي من عام 2003 جعل الفرصة موآتية لتمرير الاجندات الكردية تاركين العنان لاذرعها الفاعلة على الارض… اسوة بأذرع أيران من المليشيات الشيعية التي تنفذ اجندتها
لقد استطاعت هذه الاذرع تمزيق النسيج الاجتماعي المتعايش لعقود طويلة وتحويله الى بؤر تتصارع فيما بينها من اجل التسمية القومية بدلا من العمل معا لتقرير مصيرها ايضا. ومما سهل الامر لها هو رفع لواء العصيان من قبل المطران لويس ساكو مع اربعة من زملائه المطارنة (اساقفة الشمال) على الباطريرك عمانوئيل دلي وقطع كل علاقة لهم بالمركز. مما جعل من الباطريركية رهينة بيد جهة سياسية بعينها في الاقليم. التي تغولت على الارض إما بشراء الضمائر كما هو الحال مع بعض المطارنة والسياسيين او بفرض الامر الواقع بقوة السلاح لتكميم الافواه المعارضة، ليرتقي الامر بهم لحد التصفية الجسدية
في هذا الوقت كنا في مهمة رسمية لتنفيذ برنامج اوربي لاعادة توطين المهجرين والهاربين من اتون الحرب الاهلية الدائرة في العراق والتشرذم في دول الجوار… كانت فرصة لقاءنا مع المطران فرج رحو لنكتشف معا اننا امام مؤامرة دنيئة تحاك ضد المسيحيين بشكل عام والكلدان بشكل خاص عنوانها إما الولاء للاحزاب الكردية ولاجنداتها او مواجهة المصير المجهول … كنا امام خيارين احلاهما مر … إما الخضوع والخنوع او مواجهة المصير المجهول…. فكان لزاما علينا ان ندق ناقوس الخطر الذي يهدد المكون المسيحي وعلى ضوء هذه المعطيات بدأنا العمل ببرنامج عكسي لايجاد ملاذات آمنة في بلدان المهجر بدلا من التوطين وجعلهم اداة طيعة لتمرير اجندات الاحزاب الكردية… كانت رسالة فرج رحو ورسالة المطران جرجيس القس موسى الموجهة الى الفاتيكان الشرارة الاولى والتي سلمناها للبابا بندكتس في جولتنا الاوربية بدأ من ايطاليا وفرنسا والمانيا ثم واشنطن
في هذا الوقت كانت الاحداث تأخذ مجرى آخر من التحدي من قبل اذرع الاحزاب الكردية… وكانت البداية مع المطران فرج رحو الذي تم اختطافه يوم 29/ 2/ 2008 ليتم العثور على جثته يوم2008/13/3 طيلة هذه الفترة كانت المفاوضات جارية بين الكنيسة والخاطفين والتي لعبت دورا سلبيا في قيادة دفة المفاوضات… بدأ من رفض المطران شليمون وردوني ان يكون احد أفراد عائلة رحو ضمن مجموعة التفاوض… واطالة فترة التفاوض كل هذا الوقت لدفع الفدية… في هذا الوقت تسربت اخبار شبه مؤكدة عن استعداد الفاتيكان دفع اي مبلغ لانقاذ حياته… ؟؟؟ لم يصرح بهذا الامر من قبل اي احد… في حين كانت تصريحات المطران وردوني تملء صفحات الإعلام عن شخصية سياسية كردية نافذة دفعت مبلغ 250 الف دولار فدية وانه سلمها للخاطفين
في محاضر جلسات المحكمة انكر الخاطفين استلام المبلغ من المطران وردوني…علما ان المطران جرجيس مطران كنيسة السريان الكاثوليك اول رجل دين مسيحي في العراق تم خطفه وان الشخصية الكردية نفسها دفعت مبلغا للخاطفين ليتم اطلاق سراحه بعد يومين….؟؟؟ العارفين بالامور افادوا ان المطران جرجيس تم اطلاق سراحه بعد ان وافق على شروط الشخصية السياسية الكردية… مشيعين ان هذه الشخصية الكردية هي وراء العمليات وان دفعه مبالغ الفدية هو لذر الرماد في العيون
في زيارتي الاخيرة للعراق عام 2017 ولقائي بالحكومة العراقية طرحت موضوع فرج رحو على السيد نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي السابق اجابني انه امر بتشكيل لجنة من عشرة ضباط كبار للتحقيق في عملية الاختطاف والتصفية ولمعرفة من يقف وراء تهجير المسيحيين في الموصل واعدو تقرير مفصل وانه سلم نسخة منه للباطيركية ونسخة للسيد يونادم كنا لم يتم الافصاح عن المحتوى من قبل اي طرف…؟
كان الشهيد فرج رحو اول من دفع دمه ثمنا لكردستان الكبرى
التقيت بمساعده القس يوسف شمعون في مقره في كرمليس بعد استشهاده للحصول على بعض المعلومات… اخبرني ان قوة مسلحة من الاقليم اقتحمت الكنيسة ووضعت اليد على كافة ممتلكاتها من اراضي زراعية ومساكن ولم يتبق لنا سوى بناء الكنيسة
ليستمر مسلسل الترهيب ليطال الناشط السرياني يشوع هدايا الذي طالته يد الاغتيال يوم2008/11/22 امام مقر حزبه وذلك لمواقفه السياسية ودفاعه عن حقوق السريان
التقيت عائلة يشوع هديا وحصلت منهم على مجموعة وثائق مهمة تشير الى من يقف وراء عملية الاغتيال…وأخيرا وليس آخرا الاعتداء جسديا على مدير ناحية القوش فائز جهوري امام الجميع من قبل الاسايش وتعيين لارا يوسف بقوة السلاح المدافعة بقوة عن المشروع الكردي … متناسية الهجوم الوحشي عام 1973 بسبعة الآلاف مسلح على القوش وذلك لتركيع ابناءها ولكن عادوا خائبين
أخبار من القوش تفيد ان المطران ميخا المقدسي هو وراء الحادثة… علما ان المطران المقدسي هو احد المطارنة المنشقين عن الباطيركية عام 2006 … ولا زال المسلسل مستمر (المحصلة النهائية)… الحكومة المركزية وحكومة الاقليم والبطريركية يعلمون جيدا من يقف وراء عمليات الخطف والاعتداء والتصفية… انها لعبة مساومات وتمرير اجندات خاصة وأبناء شعبنا يدفعون الثمن. بناء عليه تقدم البعض الى محكمة العدل الدولية لطلب فتح تحقيق دولي … ورفع الغطاء عن الفاعلين
لقاءنا يتجدد
لماذا وقعت حكومة اقليم كردستان معي على برنامج اعادة توطين المسيحيين في الاقليم ولماذا تم خنق البرنامج في المهد مرفقا بالوثائق الرسمية