مصدر الصورة Reuters Image caption يمثل المصريون الأقباط، أكبر تجمع للمسيحيين في منطقة الشرق الأوسط، وتشير تقديرات إلى أن عددهم يصل إلى 10 في المئة من إجمالي عدد سكان البلاد، الذي يزيد على 90 مليون نسمة
احتفل الأقباط يوم الخميس 12 سبتمبر/ أيلول بعيد النيروز، وهو رأس السنة القبطية الجديدة 1736 ( 6262 بحسب التقويم المصري القديم) وفقاً للتقويم القبطي وهو امتداد للتقويم المصري القديم، الذي يعد من بين الأقدم في تاريخ البشرية
وكان المصريون القدماء قد طوروا التقويم الشمسي، ثم اكتشفوا لاحقا السنة القمرية التي قسموها لفصول وأشهر وأيام وساعات وكانوا قد استطاعوا التمييز بين السنة البسيطة والكبيسة وكانت تلك معجزة فلكية في ذلك الوقت
والتقويم القبطي هو تقويم نجمي يبدأ من يوم 12 سبتمبر/ أيلول من كل عام حيث قسم المصريون القدماء السنة إلى 13 شهراً وكل شهر 30 يوماً، والشهر الأخير هو الشهر القصير ويتكون من 5 أو 6 أيام فقط
أما عن ارتباط التقويم القبطي بالشهداء فيرجع إلى عهد الإمبراطور دقلديانوس الذي تعرض خلاله المسيحيون للكثير من الاضطهاد والظلم، وقد تم تصفير التقويم المصري القديم في عهد دقلديانوس فكان عام 284 ميلادي هو 1 قبطي وهو عام 4525 بحسب التقويم المصري القديم، ومن هنا ارتبط هذا التقويم بيوم الشهداء لدى الأقباط
ويعني النيروز في اللغة القبطية الأنهار وهو موعد اكتمال فيضان النيل، وتعد بداية السنة القبطية هي بداية السنة الزراعية في مصر إذ يتبع الفلاح المصري منذ القدم التقويم القبطي في الزراعة الذي يبدأ بشهر توت
الشهور القبطية
والشهور القبطية هي توت وبابه وهاتور وكيهك وطوبة وأمشير وبرمهات وبرمودة وبشنس وبؤونة وأبيب ومسري و نسيء
ويذكر أن أسماء الشهور هي فى الأساس أسماء لآلهة عند قدماء المصريين فشهر “توت” هو فى الأصل “تحوت” اسم إله الحكمة والمعرفة عند الفراعنة، و”بابه” هو تحريف لأسم الإله “حابى” إله النيل، و”هاتور” هو فى الأصل “حتحور” إلهة الجمال
وكان المصريون القدماء قد اعتمدوا في وضع هذا التقويم على حساب نجم يظهر فى الشمال فى فجر أول أيام فيضان النيل يعرف بنجم سيروس sirius وقاموا بتقسم السنة من ظهور هذا النجم إلى ظهوره فى العام التالي إلى ثلاثة فصول أساسية
مصدر الصورة Getty Images Image caption البابا تواضروس بابا الإسكندرية
الأول : “آخت” وهو فصل الفيضان، والثاني : “بيريت” وهو فصل الزروع، والثالث : “شمو” وهو فصل الحصاد وكل فصل قسم إلى أربعة أشهر، وقسم الشهر إلى ثلاثة أسابيع كل أسبوع إلى عشرة أيام، واعتبر المصري القديم الأيام الخمسة المتبقية من السنة أيام نسيء تمثل لديه حالة ما قبل خلق الكون من العدم وكان يقيم فيها الاحتفالات
وكان التقويم المصري القديم يستخدم لتأريخ فترات حكم الفراعنة واختلف على تاريخ بدء العمل بهذا التقويم إلا أن هناك كتابات تؤكد أنه كان مستخدماً فى القرن الثالث قبل الميلاد
لكن التحول من التقويم الفرعوني المرتبط بحكم الفراعنة والزراعة جاء مع اعتلاء الامبراطور الرومانى دقلديانوس للعرش عام 284 ميلادية عندما قرر الميسحيون فى مصر اعتبار هذا العام بداية لتقويم جديد يعرف بتقويم الشهداء، لأن عهده شهد اضطهادا واسع النطاق للمسيحيين
السنة القبطية والميلادية
وتبدأ السنة القبطية فى 12 من سبتمبر/ أيلول من كل عام وتختلف عن السنة الميلادية المستخدمة فى التقويم الغربي الشمسي ويحتفل بتطابقهما مرة كل ألف وأربعمئة وستين عاماً. وقد تم حساب هذا الاختلاف فى عام 1582 فى عهد بابا الفاتيكان جريجوري
مصدر الصورة Getty Images Image caption قداس قبطي
أمثلة شعبية
وترتبط الشهور القبطية فى مصر بتراث من أشهر الأمثلة الشعبية المصرية فى حالة ثقافية خاصة، فهو تقويم فرعوني اكتسب مسحة دينية مسيحية وتم التعبير عنه بأمثال شعبية باللغة العربية
فيقال مثلا : “توت: هات الأنتوت” والأنتوت هو البلح لأنه يكون فى أوج
بابه: زرعه يغلب النهّابة” لأن الفيضان يكون قد انحسر فى شهر بابه فى النصف الثاني من أكتوبر ويبدأ الفلاحون فى بذر البذور
برمهات : روح الغيط وهات”، لأن الزرع يكون قد بدأ فى النمو وخاصة الخضر
كيهك : صباحك مساك” لقصر اليوم فى هذا الشهر
طوبة: أبو البرد والرطوبة يخلي الصبية كركوبة” لشدة البرد فى هذا الشهر
أمشير أبو الزعابير” لأن هذا الشهر يشهد العواصف والزعابيب
الاسم لطوبة والفعل لأمشير” أحد أشهر الأمثلة الشعبية فى مصر ويعنى أن العواصف الترابية والموجات الباردة تأتى فى شهر أمشير رغم أن طوبة معروف ببرودة طقسه
https://www.bbc.com/arabic/middleeast-49676323