يوسف جريس شحادة
كفرياسيف
www.almohales.org
الكثير من الخوارنة تقتبس نص العنوان، مؤنّبة من ينتقد أو من يتكلم عن\على الآخرين، مثلما يستخدمون “لا تدينوا لئلا تدانوا” أو “أبواب الجحيم لن تقوى عليها” ويحذف الخوري المتفذلك نص الرسالة “ولو كنّا ندين أنفسنا لما كنّا نُدان” وفي هذين الموضوعين نشرنا بإسهاب تفسير الآباء القديسين
والحال واحد، يتشدّق أغلبية الخوارنة” من كان منكم بلا خطيئة…”. هل المعنى هو كما في هوشع النبي؟ ويبدو الجواب الإيجاب
هل يقصد الرب خطيئة الزنى؟ واذا كان الحال هكذا فهل كل النسوة زانية هي؟ هل يعقل بحسب مفهوم الزنى في الكتاب المقدس؟ انظر لاحقا. ام قصد المسيح هو للجماعة الحاضرة التي زنت بعبادتها للاله الوثني وهجرها الرب؟ الم يكن من اليهود حسب هوشع من يقدم للآلهة؟
هذه العبارة استخدمها الرب ليبيّن للشعب الفريسي الهرطوقي ما نواياه، فسألوه حكم الزنى وهم على دراية بذلك، وسؤالهم للرب لا لشيء إلا ليبعدوا الناس عنه، وحين انحنى وكتب على الأرض الكثير من التفاسير حول ذلك، وبعد إلحاح الناس قام يسوع وقال: ” من كان منكم…”هل القصد : ” خطيئة ما ، أم خطيئة الزنى”؟
“يزني ، زنى، زانيـة ، زاني
_oicheuo_moicheia_moichos_moichalis_moichao Moicheuo
تعني يزني يغوي امرأة ، يغتصب، كان يعاقب على الزنى ضمن مجموعة قوانين التي يرجع تاريخها إلى الألفية الثانية قبل الميلاد، كان محظور على الزوجة أي شكل من العلاقة الجنسية خارج إطار الزواج لأنها كانت الضامن الحقيقي لكمال الأسرة والعشيرة، وبالزنى تكون قد كسرت زواجها على النقيض من ذلك فقد كان الرجل يزني فقط بعلاقات جنسية مع امرأة مزوّجة، بمعنى عدم اقتحام ترتيب شخص آخر
هناك مفاهيم أقدم مختلفة
تضمّن معنى الزنى مع امرأة متزوجة اهانة ملكية الرجل
المرأة التي زنت فتحت على العشيرة التأثّر بالقوى الشريرة وعقاب الزنى الموت أو دفع غرامة
يعني الزنى، كل علاقة جنسية خارج الزواج بامرأة متزوجة والعلاقة الجنسية الخارجة عن نطاق الزواج بين رجل وامرأة متزوجة أو مخطوبة. قارن سفر التكوين 16 _15 :38 واللاويين 22 _20 :19 والتثنية 29 _28 :22
كان الزنى مستحقا لعقاب الموت، عادة بالرجم بالحجارة تكوين 24 :38 لكلا الطرفين لاويين 10 :20 والتثنية 27 _22 : 22 ويوحنا 5 :8
على النقيض من المجتمع خارج إسرائيل لم يهين الزنى الحقوق الشخصية للزواج والأسرة فقط بل أيضا ناموس اللـه، قارن خروج 14 :20 وبذلك هدّد أساس وجود الشعب ، قارن التثنية 22:22 ، ومن هنا كان ينبغي ان تُنزل العقوبة من قبل الجماعة، إذا شكّ في امرأة أنها زنت كان يؤمر بتنفيذ امتحان ذنب أو براءة من قبل الكهنة راجع العدد 31 _11 :5
يستخدم الزواج كعلاقة رمزية بين الـله والإنسان في هوشع عندما بدأت إسرائيل تقدّم قرابين لآلهة غريبة سلكت الأمة كزانية تترك زوجها وتقوم بدور العاهر مع رجال آخرين هوشع 2:2 والـله سوف يعاقب بشدّة هذا الزنى هوشع 15 _7 :5 ، رغم ان هدف، هذا ليس تدمير الزانية بل توبتها هوشع 5 _3:1 وتقتبس هذه الصورة بواسطة ارميا 26 _22 :13 و 7 :5 و 10 _1 :3 و2:2
تظهر التحذيرات الخطيرة ضد الزنى في أدب الحكمة، أمثال 35 _20 :6 وسيراخ 4 _1 :25 ضعفا أخلاقيا زواج صارم في تاريخ بني إسرائيل أمثال 35 :6{اعلاه} و2 مل 16 _14 :2
ان تقودك زانية في ضلال فهذه علامة ودلالة على الحماقة ان عمله يجلب خظايا ودمارا راجع أمثال 19 _16 :2 و 27 _5 :7 و 20 :30
كَذلِكَ طَرِيقُ الْمَرْأَةِ الزَّانِيَةِ. أَكَلَتْ وَمَسَحَتْ فَمَهَا وَقَالَتْ: «مَا عَمِلْتُ إِثْمًا!».} وكانت النتائج الخطيرة للزنى ايضا سببا لهم
تستخدم هذه المجموعة من الكلمات في العهد الجديد بنفس المعاني المتضمنة أعلاه. ويقتبس العهد الجديد في بعض المواضع من العهد القديم خروج 14 :20 قارن متى 18 :19 ومر 19 :10 ولو 20 :18 ويعقوب 11 :2
في حين انه في نفس الوقت يتقدّم فهم العهد الجديد للزواج والزنى لوضع غير معروف للثقافة اليونانية ولا للعهد القديم
يُقاس من ناحية الرجل على نحو غير متحفّظ بنفس المعايير كما هو الحال مع المرأة متى 32 :5 ومر 12 _11 :10 ولو 18 :16
الرغبة أو الإرادة في ارتكاب الفعل معادلة للزنى ذاته قارن متى 28 _27 :5
نظرا لان العهد الجديد يعتبر الزواج غير قابل للفكاك فان إعادة الزواج الذي يتبع الطلاق المسموح به في العهد القديم بسبب قسوة القلوب البشرية يدخل في عالم الزنى متى 32 _31 :5} ، يطبّق يسوع العبارة على نحو متساوٍ على الرجل الذي يطلّق امرأته ويتزوّج بأخرى وبذلك يزني، يضع متّى استثناء يسمح بالطلاق
الزنى يتعارض مع رجاء الحياة في ملكوت الله 1 كو 10 _9
وتحت دينونة الله عبرانيين 4 :13 وهكذا يسير فسق مدمّر 2 بط 14 :2 جنبا إلى جنب مع شكوك في عودة المسيح والقضاء التالي له
تحريم يسوع الصارم للزنى لا ينفي رحمة الله على الخاطئ التائب الذي يتمنى هدايته لو 14 _9 :18
هكذا فان الزانية في يوحنا 11 _3 :8 التي نالت عقوبة الموت، قد غُفر لها ذنبها بينما البراءة الظاهرية للجمع فتوضع أمامها مرآة لبرّهم الذاتي الريائي، ومع ذلك فان كل الخطأة غير التائبين يُستثنوا من الملكوت 1 تي 10 :1 وعب 4 :13 ورؤ 8 :21 و 15 :22.
يستخدم موضوع الزنى في العهد الجديد كما في نبوءة العهد القديم بمفهوم مجازي ، يعقوب 4:4 حيث يعتبر الزواني أحبّاء العالم، وبالتشابه يطلق على اليهود “جيل شرير وزواني” متى 39 :12 و 4 :16 عن الصدّوقيين يرجّح التفسير المجازي ،يّسمّ هذا الجيل شعب لا يدين بالولاء لله برفضهم ليسوع مرقس 38 :8 برغبته لإشارة عندما يكون هناك دليل كافٍ على محبة اللـه حاضر في يسوع
والعجيب سؤال الرب، ألا يعلم أن ما من إنسان يحيا إلا ويخطا؟ فما الفذلكة هنا؟ ألا يعلم الرب أنها زانية؟ هل من المغفرة تشجيع للخطيئة دون عقاب بالأول؟ فقراءة متأنية للنص وتفسير الآباء القديسين يتبيّن أن هدف الشعب إبعاد الناس عن الرب، ونيّتهم الإيقاع بالرب
تكرار العبارة من أغلبية الخوارنة ليتستروا وراء منتقديهم فبذلك إدانة لهم، لنفهم النص بالكامل وهدف اليهود كان الإيقاع بالرب فانتبه لمناداتهم له، تارة معلم وتارة مضلّل
نفهم من ذلك، أنّ جواب الربّ كان بمستوى السائلين، أي هدفهم إبعاد الجموع عنه وهو أبعدهم هم. ولماذا لم يذكر النص المقدس عن الناس والجموع التي أتت لتسمع الرب؟وما كان تصرفها؟فهي أيضا خاطئة؟
“ولما استمروا يسألونه، انتصب وقال لهم: من كان منكم بلا خطية فليرمها أولًا بحجر
هل يقصد الرب هنا مفهوم هوشع للزنى؟ حين قدّمت الأمة قرابين للآلهة؟ هل يعقل ان كل نساء المجتمع زواني بحسب المفهوم الناموسي؟ فهذا الأمر بعجيب غريب مستبعد جدا ومن الأرجح ان القصد انحراف بيت إسرائيل عن الله وكم هي النصوص المقدسة في هذا المجال. ولإلْحاهِهِم عليه، قال العبارة، ما من مفرّ من مثل هذا السؤال، فما من نفس حيّة وإلا قابعة تحت الخطيئة
في الإصحاح السابق نقرأ المضايقات التي حلّت بالسيد المسيح خاصة بواسطة القيادات، والآن إذ حل الغروب ترك المدينة وذهب إلى جبل الزيتون، إما ليستريح في بيت أحد أصدقائه أو تحت إحدى مظال عيد المظال. ويرى البعض أنه لم يجد في أورشليم من يأويه في بيته، فانطلق إلى الجبل. ويرى آخرون أنه خرج ليقضي الليلة في الصلاة وذكر جبل الزيتون لمكانته وأهميته في الخلاص
“وقدَّم إليه الكتبة والفريسيون امرأة أمسكت في زنا، ولما أقاموها في الوسط، يرى البعض أنه بسبب انتشار الزنا لم تعد تطبق الشريعة الخاصة بالمرأة الزانية بأن تحضر أمام الكاهن وتشرب ماء الغيرة {عد 14 :5 }، وذلك لأن كثير من الأزواج أيضًا كانوا ساقطين في الزنا او التفسير الأفضل هو نص هوشع أعلاه
لاحظ الكتبة والفريسيون تجمع أعداد ضخمة من الشعب حول السيد المسيح يسمعون تعليمه منذ الصباح المبكر، فأرادوا من جانب أن يفسدوا هذه الجلسة بإحضار المرأة الزانية لكي ينشغل الكل بأمرها لا بما يعلم به السيد. ومن جانب آخر أرادوا نصب شبكة له، فإن عفا عنها حُسب كاسرًا للناموس، وإن دانها ينفرون منه كشخصٍ قاسٍ
“قالوا له: يا معلم هذه المرأة أمسكت وهي تزني في ذات الفعل”. يدعونه “يا معلم” بينما في اليوم السابق دعوه مضللًا