الاب پـيتر لورنس
في بداية تسعـينات الـقـرن الماضي ، كان هـناك كاهـن شاب وسيم من مدينة الموصل إسمه لويس ساكـو ، يأتي من مدينـته إلى بغـداد لـتـدريس تلاميذ السمنير مادة ــ عـلم آباء الكـنيسة ــ في كـلية بابل للعـلـوم الفلسفـية واللاهـوتية ، وكـثير من التلاميذ اليافـعـين في خـبرتهم ينبهـرون بتعـليمه وبطريقة إنـتـقاده للرئاسة الكـنسية بهـزل وإنـتـقاص ، متـظاهـراً بأنه المُصلِح الوحـيد للوضع السيّء الذي تعـيشه الكـنيسة الكـلـدانية
دارت الأيام وأصبح هـذا الكاهـن مطراناً لأبرشية كركوك (وكرسي بابل شاغر)، ومن بعـدها بطريركاً للكـنيسة الكـلـدانية ، وهـو الحامل شهادة الدكـتوراه ، والماجستير في البديعـيات التي يُعـجَـب بإلهـها وقـرآنها !! ، مما جعـلت منه الـفهـيم الأوحـد للكـنيسة الكلدانية ، لا يضاهـيه أحـد في المعـرفة والتأوين والإدارة والإعلام وخاصة اللّاهـوت المريمي التي يقـول فـيه ((أن مريم العـذراء هي بكـر في قـلبها وليس بالمفـهـوم المادي الضيق ، بمعـنى ينكـر عـذريتها !!))، وأصبح قائـد الضرورة الـذي يصعـب الإستغـناء عـنه
وفي سياق هـذا الحـديث نـقـول، عـندما يخـتص شخـص في موضوع ويـبحـث فـيه، يحاول أن يَـدخل إلى عـمقه في مجالات عـديـدة كي يُـظهـِر قـيمته وفائدته ومدى الغـنى الكامن في مضمونه، وبعـد ذلك يعـطي رأيه فـيه ويـوضح الفائدة من إستخـدامه بما يخـدم مجـتمعه، ولكي يتغـذى من هـذا الموروث بطريقة تحافـظ عـلى مبدعها، وتعـطي ثمارها في زمن غابت عـنه أصالته وإنـفـصل عـنها
هـنا يجـب عـلينا أن نميز بـين ثلاثة: المكـتـشف، المخـترع، الباحـث
اولا: المكـتـشف: هـو ذاك الشخـص الذي يـبحـث ما في الوجـود ويُـظهـِره للعالم، ويصبح معـلـوماً
ثانيا: المخـترع: هـو ذالك الشخص الذي يصل في بحـثه إلى نـقـطة تطوّر في العـقـل البشري لم يكـن لها وجود، فهـو يـبدعها ويعـطيها مكانـتها في الوجـود
ثالثا: الباحـث: ينبغي عـلى الباحـث العـلمي إستعـراض جميع الآراء والأفكار التي ترتبط بمنهج البحـث العـلمي المقـدم بمجال الإكـتـشاف والإخـتراع ، والإشارة إلى المصادر الأصلية عـن طريق توثيق مراجع البحث العـلمي من باب إعـطاء كل ذي حـق حـقه
إذا إستطعـنا أن نبوّب البطريرك ساكـو في واحـد من هـؤلاء الثلاثة، نلاحظ أن المقايـيس العـلمية لا تـتطابق معه، بالرغم من أنه يضع نفسه في مجال الباحـث. ولو إفـترضنا جـدلاً أنه باحـث عـلمي في مجال ــ عـلم الآباء ــ كان لـزاماً عـلينا أن نلاحـظ مدى تأثير بحـثه عـلى حـياته العـملية في مجال اللاهـوت والطقـوس
لكـن الجـريمة المرتكـبة بحـق طقس الـقـداس الكـلداني تبـين مدى هجـينية البطريرك وعـدم أمانـته عـلى حـق أصالة الرسولين أدي وماري. وأيضاً عـلى أصالة تكـوين رتبة الـقـداس الكلداني النهراني المشرقي. إنه يقـتـفي تـقـلـيد طقـوس اللاتين، والموارنة، والسريان، متـصوراً إنها غِـنى لطقسه الأصيل، ويجهـل في ذات الـوقـت بأنه عـلى خـطأ فادح في مجال عـلم الآباء والطقـوس. وعـليه نستطيع أن نسمي هـذا الـفعـل (بالنزعة القـرودية)، وليس في منهج البحـث العـلمي الصحـيح
أما في مجال اللاهـوت فحـدّث بلا حـرج: بما أنه يـدّعي بأن إلهه وإله الآخـرين واحـد ، فهـذا دليل آخـر يكـفي للتأكـد من أنّ ليست له معـرفة لاهـوتية لا بإلهه الرب المسيح، ولا بإله الآخـرين!!، لأنه يصنع له إلهاً خارج نطاق إله ربنا يسوع المسيح ــ إله إبراهـيم وإسحـق ويعـقـوب ــ . ((تـذكــّـروا إفـتـتاحـية الكـنيسة في كـوماني شمال العـراق!!!!! وبإعـتـراف بعـض المطارنة الكـلـدان)) فإن هـذا بحـد ذاته هـرطقة فعـلية ولاهـوتية في الإيمان المسيحي بالعـموم والكاثوليكي بالخـصوص. لأن هـذا فـعـل مباشر ضد وصية الرب (أنا هـو الرب إلهـك ، لا يكـن لك إله غـيري)
من هـذا البيان الواضح لعـمل وتعـليم بطريرك الكلدان لويس ساكـو في مجال الطـقـوس وتعـليم اللاهوت، أستطيع أن أنعـته (ساكـو الهجـين، يـدّعي في عـلم الآباء فهـيم)