وُلِـد مينا في مدينة ملـبـورن / أسـتـراليا، وأنهى دراسته الثانـوية في مدرسة كاثـوليكـية، دخـل (كـورس ــ دورة) فـحـصل عـلى تأهـيل كـرئيس للطهاة، ومسعف (سياره اسعاف). دخـل السمينير التابع لأبـرشية مار تـوما الرسول / سـدني في عام 2015 وغادره بسبب بعـض المواقـف، ورغـم ذلك بقـيَـت عـنـده رغـبة شـديـدة في الكـهـنـوت، مما دفـعه لـلـرجـوع متأخـرا إلى ملبورن ومواصلة دراساته اللاهـوتية في جامعه الكاثوليكيه
يتميـز بـطيـبته الفائـقة ومحـبته الحـميمة في خـدمة الآخـرين، لـذلك كان معـتـنياً بالمرحـوم الأب عـمانـوئيل خوشابا لمدة ثلاث سنوات تـقـريـباً وعاش مرافـقاً له في أصعـب الأوقات
كان نهار السبت 29 حـزيـران 2019 يوماُ سـعـيـداً في ملـبـورن حـيث إحـتـفـلـنا بمناسبـتـين كـنسـيّـتـين رائعـتـين (1) عـيـد الرسـولين مار ﭘــطرس ومار ﭘــولس وفـق تـقـويم الكـنيسة (2) عـيـداً كـنسياً رائعاً مع الشماس الإنجـيـلي الشاب مينا جـورج وهـو يقـتـبل الرسامة الكـهـنـوتـية من يـد الأسـقـف الـدكـتـور مار أنـطـون يعـقـوب، مخـتاراً من الروح الـقـدس ومـلـبـياً دعـوة الـرب، فإنـضَـمّ إلى خـُـدّام المـذبح الـمقـدس، فـتهانينا وألـف مبـروك متمنـين له حـياة كـهـنـوتية مقـدسة ومتحـمّسة لـلخـدمة والـتـبشير من أجـل خلاص الـنـفـوس
فـلتعاضده قـدرة الله وتسانـده أمنا مريم الـعـذراء، وكـلـنا نـصلي لأجـله، فـرحانين معه
كانت رسامته وفـق طـقـوس الكـنيسة البـيزنطـية التي ينـتـمي إليها المطران الموقـر تـخـلـلـتها صلـوات وقـراءة الرسالة بلغـتـنا الكلـدانية الـدارجة، والإنجـيل بثلاث لغات، وبحـضور الأب كمال بـيـداويـذ والأب نـوئيل ﮔــورﮔــيس القادم من سان ديـيـﮔـو / أميركا، والكاهـن القـبطي سـريال يوسف، وجـمع غـفـيـر من المؤمنين
وجـدير بالـذكـر أنه في الـيـوم التالي لـرسامته ( 30 حـزيـران 2019 ) وفي الساعة الثانية عـشرة أقام الأب مينا قـداسه الأول في الكـنيسة ذاتها التي إرتسم فـيها بطـقـسـنا الكـلـداني الأصيل، وكانت مكـتـظة بالمؤمنين وهي كـنيسة مؤجـرة، عـلماً أنه سـيـقـيم فـيها قـداسه الإلهي كـل يوم أحـد / الساعة الثانية عـشرة
تبارك أنفسنا الرب الذي نظر الى شعبه وجعل له الخلاص بمشيئته وبموجب خطته الالهية .
هنيئا لنا وللكنيسة كاهن أمين, وأصيل أخر.
الطريق الى التجديد والتصحيح في كنيستنا المقدسة من الفاسدين من الآكليروس والذين باعوا ذواتهم لشهوات زائلة قد بدأ منذ زمن والآن تتوضح معالمه ومهما كان الطريق شائكا فغيرتنا على كنيستنا ستساندنا والرب يرعى.
تمنياتنا للكاهن الجديد دوام الصحة والعافية, نطلب من الرب الله ان يثبت خطاه ويحفظه ويرعاه.
الف مبروك
مبروك رسامتكم للعمل في كرم الرب
وانا اتنقل بين اجواء هذا الخبر المبارك الذي هزّ ارض ملبورن، اشعر بهزة روحية كالهزة الارضية التي شقت ارض ولاية كاليفورنيا يوم البارحة حتى وصل الصدى سان دييكو
وكأني اليوم اعيش شبه اجواءٍ من العاصفة الروحية التي عشتها وشهدتها عندما حضرت الرسامات الكهنوتية المباركة التي هزت اعمدة كاتدرائية مار بطرس الكلدانية في العام الماضي، وقبلها بسنوات كانت الرسامات التاريخية الاولى التي كتبتُ عنها اسطراً وجملاً، لا بل تقريرا كاملاً بنبضات روحي في موقع كلدايا. نت (المدفون حيّاً) لأبرشية مار بطرس الكلدانية إبان عملي البسيط مع كادر المركز الكلداني للإعلام في سان دييكو، والذي ستبقى مراحل تأسيسه بذرة مزروعة في التاريخ و في وجدان كل نفس عملت بأمانة وايمان، حتى لو تحطمت حجارة جدرانه الى رماد
الكاهن يرمز للكنيسة، والكنيسة كما يقول الانجيل هي جسد متكون من عدة اعضاء وليست الكنيسة فقط للاساقفة والكهنة والشمامسة والمكرسين، بل ان كل مؤمن فيها هو عضو يعمل حاله حال البقية في هذا الجسد، وهكذا نكون كلنا مدعوين للعمل في كرم الرب، كل عضو حسب دوره… وهكذا تبقى الكنيسة حية ومنطلقة بالسير الى الامام