بقلم: وسن جربوع
اقيم احتفال أكيتو 7319– رأس السنة البابلية الكلدانية لهذا العام، عصر يوم الاحد 7 نيسان 2019، وذلك في اطيب جو ربيعي ومكان مفتوح يقع في قلب مدينة الكهون – سان دييكو، حيث الساحة والحدائق التي احتضنت حشداً من ابناء شعبنا الكلداني والاصدقاء بمختلف اعمارهم
أحتفالنا بأكيتو هو تمجيداً لحضارتنا البابلية وتاريخها العظيم الذي استقت منه البشرية جمعاء
كان الاحتفال مجاناً ودعوة عامة بمناسبة أكيتو حصرياً، لذلك كان له طعماً شعبياً خاصاً وصدىً كلدانياً واضحاً بالشعور القومي لهويتنا، وذلك بحضور كلدان الكهون وتعبيرهم عن فرحهم بهذه المناسبة التي ربطتهم فعلياً بمشاركتهم يداً بيد بالدبكات الفولكلورية الكلدانية على انغام الموسيقى والطبل والاغاني الكلدانية المعروفة وغيرها
تحت شعار ” نحتفل بالاصرار على البقاء” انطلق مهرجان اكيتو 7319 في سان دييكو، وكما نفعل كل عام برفع راية علمنا الكلداني بنجمته الثمانية الاصيلة ومركزها الشمس واشعتها بين مياه النهرين دجلة والفرات اللذان هما رمز الخير والحياة منذ انوجدوا الكلدان واينما استقروا. (وبالطبع نرفعه مع العلم الامريكي حيث نحن اليوم نعيش مع الشعوب الاخرى بأمان)
اني، ككلدانية – امريكية، لي كل الفخر والاعتزاز بأن اكون ومنذ سنين مع فريق الكلدان المتطوعين الذين ينظمون هذا المهرجان الانساني الحضاري وغيره وعلى نطاق اوسع في مدينتنا الكهون – سان دييكو على مدار السنة. كما واني كنت فخورة بأن ارتدي العلم الكلداني العزيز، وبأن اكون عريفة هذا المهرجان البسيط على المسرح، ولكنه مهم جداً بمعناه التاريخي الانساني وجوهره الحضاري الذي يشير الى اصالة الشعب والقومية التي ينتمي لها الانسان الكلداني البابلي من بيث نهرين – عراق
هذا وكان من ضمن منهاج المهرجان وقفة للنشيد الوطني الامريكي اولاً، وتبعه النشيد الوجداني الكلداني (بابلَيتا- من تأليف سيادة المطران سرهد جمو)، وبالطبع كان سيادة المطران سرهد يوسپ جمو حاضراً معنا، وككل عام، هذا العرس الكلداني الاجتماعي، حيث القى كلمة قيمة بهذه المناسبة العظيمة. وكذلك ايضا القى الاب بيتر لورنس كلمته المعبرة جدا بهذه المناسبة. اما الأب نوئيل كوركيس فكان حاضراً ايضاً ولكنه كان قد قدم تهنئته (فيديو) للشعب الكلداني والواقع الذي نعيشه، بمناسبة أكيتو مسبقا قبل المهرجان وذلك على صفحة الفيسبوك
كل هذا تحقق بأصالة الفكر ونقاوة الضمير ونزاهة العمل الذي هو الدافع الرئيسي والهدف الوحيد الذي يحركنا سوية ليباركنا الرب للسير الى الامام من اجل الخير العام. ففريقنا يجسد العمل القومي على ارض الواقع لا فقط يراقب الساحة، وثمرة عملنا هي رسم الفرحة على وجوه الذين حضروا والبسمة على شفاههم
احيا المهرجان المغني وعازف طنبورا الفنان سركون ديمو، مع عازف اورك الشاب فادي شيبو، وكذلك دي جي – الشاب راني، وايضا عازف الطبل الشاب جوريف طارق ياقو: الذي جاء بنفسه وطلب شخصيا ان يدق الطبل لفرحته بالمناسبة
في النهاية اريد ان اقدم: شكر خاص لكل الكلدان الأحرار الأصلاء الذين يشاركونا كل عام ويواصلون معنا هذا الاحتفال وغيره من نشاطاتنا الاجتماعية بروح ومعنويات صادقة
كما نقدم شكرنا لكل الاخوة الذين يساندونا بدعمهم ان كان ماديا او معنويا من اجل المساعدة باقامة مثل هذه النشاطات وغيرها في مجتمعنا الكلداني- الأمريكي
والـله يبارك الجميع
كل أكيتو والكلدان بألف خير
تحية كلدانية خاصة لكل من يعمل من اجل اثبات وجوده وكيانه على ارض الواقع
انا لست سوى بذرة في كرم الرب الواسع، وان اكون انسان فلي بالأول إله، وأن اكون روح فلي وجدان وايمان
ككلدانية، كنت اتمنى ان اسمع صدى انسانية “القوميين الكلدان”، وغيرهم ( الخائفين من إظهار ايمانهم)، وما سبب عقدتهم المزمنة التي تجعلهم يتظاهرون بقوميتهم (هذه هوية وليست سياسة ابداً) بدون اقترابهم بما يخص ايمانهم ، وهذا شيء مخزي جدا بحق الانسان الواعي الحر الذي يعيش التقدم الفكري والثقافي ويفتخر به في يومنا هذا
اليس اكيتو مناسبة تاريخية تمجد حضارتنا البابلية والكلدانية؟؟؟؟؟ فاين هي عقدة الناشطين والكُتّاب والقوميين الكلدان من تفعيل اقلامهم وكلمتهم و التواصل معنا وهم ابطال الانترنت؟؟؟ نعم، انا لي قناعة تامة بان بينهم كلدان اصلاء لهم مكانتهم في الساحة، ولكن ارى تنقصهم شجاعة الايمان وإظهار الموقف
اخوتي: الحياة نعيشها مرة واحدة، وان نكون مع الحق هي طريق واحدة لا غيرها، وان نقول باننا كلدان مسيحيين، فهذه هويتنا لا يمكننا تجزئة جوهرها … حتى لو اخذنا من معنى أكيتو، كان الملك البابلي يدخل الهيكل بعد الاحتفال والكاهن كان يصفعه ليذكره بأن هناك إله اعلى منه.