رسالتي اليوم ليست كسابقاتها من الرسائل سنجعل فيها اليوم بعض المتغيّرات … بداية سأتكلم من القلب للقلب أي سأتجاوز موضوع الألقاب واتكلّم كما علّمنا الرب يسوع المسيح الذي هو إلهك وإلهي أي باختصار سنكون اليوم كأخوة في المسيح … والأخوة تُرْفَع عنهم الألقاب وترفع بينهم المقامات فيكون كلام أخوّة لا يخلوا من احترام وموّدة … ( اعظمك هو اكبر خادم لكم ) والعظيم في المسيحية هو من يضع نفسه ليكون الأول في الخدمة والخدمة هي نوع من أنواع التواضع المقتدر أي ( التواضع الإيماني ) وليس المصطنع فالتواضع المصطنع هو ما يقوم به الضعيف الشخصيّة ومريضها اما التواضع المقتدر هو تواضع الأقوياء الثابتين في الإيمان الراسخين في المحبة
تمهيد : اخي العزيز لقد استلم شعبك وعالمك المحيط بك رسالتك التي أرسلتها لتطمأنهم على الإنجازات الرائعة التي قدمتها خلال الستة سنوات المنصرمة على جلوسك سعيداً على كرسي مملكة الكلدان ( أوليس هكذا يخاطب الملوك ) ” مملكة فقدت اهم عناصرها وهو الأرض وعناصرها هي : الأرض ، الشعب ، اللغة ، القائد “ .. نعم هذه الرسالة ستكون مختلفة عن جميع ما كتبناه من رسائل لك وسنجعلها محاورة نستقيها من التعليم الكتابي وسنتوزّع أدوارها … انت يا اخي العزيز سنسند لك دور الملك ( وهذا ما انت عليه وتمارسه ) وانا سأعظم من شأني قليلاً فأسند لنفسي دور ” النبي ” ( أوليس هذا ما اسنده لنا سيدنا المسيح عندما بشرنا بأدوارنا فقال : انتم الآن أنبياء ) والمشكلة هنا فقط بأن الدور الأول لم يبشرنا به فلم يقول انتم الملوك … بل قال : اعظمكم هو اكبر خادم لكم … مع هذا فأنا استميحك عذراً سيدي ومعلمي وقائدي وربي يسوع المسيح فـ ( للضرورة أحكام ) من خلال هذا التمهيد سنستعرض إنجازات الفترة السابقة ونتخيّل إنجازات الفترة اللاحقة على ضوء ما تم تقديمه لحد الآن
اولا ) المقدمة : أصبحت تعلم يا اخي في المسيح انني لا اكتب بطراً ولا لأستزيد قيمة وقدراً فأنا لي منهما ما يكفيني بل شعوري الدائم انهما كثيراًن عليّ .. انما اكتب عندما استفز ولا استفز إلاّ عندما أرى اقنعة مزيّفة تُرْتَدى من اجل تظليل صورة إلهي او تشويهها عن قصد او بدونه وخاصةً ممن يجلسون على كرسيّ خدمته من اصغر قامة لأعظمها ” … واعتقد ان هذه احدى المهمات التي اوكلها الرب يسوع المسيح للمؤمنين باسمه … عندما سأله الرسل … هل ننتظر نبيّاً من بعدك …؟ فكان جوابه : وما حاجتكم للأنبياء فأنتم انبياء … جواب شامل كامل فاصل لم يقول انني اخترتكم انتم فقط انبياء او اخترت النخبة لتكون انبياء بل كانت الرسالة واضحة انه يشمل جميع من آمن به حتى ذلك اليوم ولاحقا من الأيام ان عليه ان يتصرّف بما للنبي من حقوق وعليه من واجبات بل واضحة انه يجب ان يغلّب النبي واجباته على حقوقه ولا سيما ان الروح القدس هو من يقودهم ومن يقوده الروح القدس يكون بداية ناكراً لذاته ثائراً عليها … ولهذا قال : يجب ان ارحل وان رحلت سأرسل لكم المعزي ( الروح القدس ) ليكون فيكم يرشدكم ” إلى واجباتكم ” وما هو مطلوب منكم … أي ان تبلغوا ( رسالتي وتعملوا بمشيئتي ) وسأعطيكم حقوقكم وهي السلطان ( ان تكونوا صادقين عادلين شجعاناً صابرين رحيمين محبين تؤشرون على الأخطاء غير ساكتين صامتين بل مدافعين حقيقيين عن كل تشويه لصورتي صارخين في برّية أفكار الشر وتعاليم الشرير كاشفين اقنعة الشرير الذي يرتديها لتمنعوه من الدخول الى حضيرة الخراف فيسرقها … خدم حقيقيّون ” لا يغركم مال ولا كرسي سلطة ولا بدلات مزركشة ولا عصيا مذهّبة ولا القاب قداسة ارضيّة ولا تقودكم شهوة جسدية ولا غرور ولا تسلكوا في الكبرياء ولا تستخدموا الحيلة والمكر ولا تحقدوا وتحسدوا فتنعكس هذه كلها على اعمالكم واقوالكم “… وليكن كلامكم نعم نعم ولا لا والباقي من الشرير ) فسلطانكم في الروح القدس الساكن فيكم يقيكم من دسائس الشرير ويقف معكم لمواجهته فهو درعكم الذي يحميكم … لأن عدوّكم ليس من لحم ودم … فقوّته تكمن في اغراءاته ، فالشرير الرابض على ابوابكم ينتظر ضعفاتكم ليدخل إليكم فيسرق ارواحكم
بعد هذان ” التمهيد والمقدمة ” سنستعرض ونناقش الإنجازات ابتداءً من آخرها ونزولاً لأولها وسنداولها في الحلقة الثانية بمشيئة القدير … الرب يبارك حياتكم جميعاً
اخوكم خادم الكلمة حسام سامي 15 – 2 – 2019