يوسف جريس شحادة
كفرياسيف_www.almohales.org
نشر صاحب السيادة المتربوليت الدكتور انطوان يعقوب في صفحة التواصل المادة أدناه، ولا يمكن دون التعقيب لما يحدث مع العديد من ” الخوارنة” باللباس.
“الأسقف هو الأب الروحي لكُلّ كهنتهِ الخادمين معه في الأبرشية، تجمعه بهم الأبوّة الروحيّة الحانية باعتباره رأس الأبرشية ورئيسها بعد الربّ يسوع، ومن ثمّ يجب على الإبن تكريم أباه الروحي واحترامه ، وفقاً لقول ملاخي القائل: “فإن كنت أباً فأين كرامتي، وإن كنت سيداً فأين هيبتي” (ملا1: 6) وهُم في نفسِ الوقت شُركائه في خدمةِ ورعاية رعيّة الأبرشيّة.
فالأسقف لايستطيع خدمة الأبرشية بمفرده ، وقد أختيرَ من بين الكهنة إخوته ليكون مسؤولاً عن نموِ وتقدم الأبرشية، لا بالسيطّرة والتهديد والإنذار والفصل ومنع المعاش والترقية، بل بالمحبة التي لاتسقُط أبداً بين الشُركاء. إنه الأب ، والأب يجب ألاّ يُفرِّق بين أولاده في المُعاملةِ والمحبة والإحتضان، لذلك ينبغي أن يرفضَ الأسقف الصالح المُنافقين والنمامين والمُتملقين، الذين يسعون للوصولِ إلى قلبهِ بشتى الوسائل بتقـديم الـهدايا أو بنقل أخبـار الآخرين أو بإرضـاء غروره وإظـهار خضوعهم وطاعتهم رغم كلّ شيء .
فليتذكّر الأسقف أنه ليس في الكهنوتِ سيّد وعبد ، أو رئيس ومرؤوس، لأن الجميع شُركاء في خدمةِ الربّ يسوع الكاهن الأعظم. فنسمع قوله له المجد لتلاميذه: “أنتُم تدعونني مُعلِّماً وسيّداً وحسنًا تقولون لأني أنا كذلك، فإن كنت وأنا السيّد والمُعلِّم قد غسلّت أرجلكُم يجب عليكُم أن يغسل بعضكُم أرجُل بعض لأني أعطيتكُم مثالاً حتى كما صنعت أنا بكُم تصنعون أنتُم أيضًا”(يو13:13-15) والمبدأ العام هو إضطّرار الكاهن الراعي قبول أسقفه بكلّ مزاياه وعيوبه حتى لا تتعثر الخدمة فتتأثر الرعيّة إذا وقعَ الخلاف بينهما.
فإن كان الأسقف ديكتاتوراً مغروراً مُحباً لسماع صوته وتنفيذ أوامره فلنُصّلي من أجلِ أن يدخلّ الـله في قلبهِ فضيلة التشاور والتواضع وإن كان غضوباً مُتهوراً في أحكامهِ فلنُصّلي لـله لكي يُهّدأ من حدةِ غضبه. وإن كان عنصرياً يُفضّل كاهن عن آخر فلنُصّلي حتى يُدخل الربّ في قلبهِ المحبة، ويُعرّفه أن الكهنوت وسيلّة محبة للخلاص لا للإدانة والإضطّهاد. كما ينبغي على الأسقفِ أن يكون مُتواضعاً في مُعاملاتهِ مع كهنته، حكيماً في قراراته، غير مُستغل للسُلطانِ الأسقفي الممنوح له ، لأنه إذا أساء إستعماله يُعرّض الكنيسة لخطرِ الإنقسام وقد يُؤدي إلى تشتيتِ الرعية التي أُؤتمن عليها ليسوسها بالمحبة والتفاهم والشركة المُتساوية. فالأسقف بحبه وتواضعه وأبوّته يجعل كهنته يحترمونه لا عن خوفٍ من سلطانه، بل عن حُبٍ لوقاره ولتفّهمه لدوره ومسؤوليته الكبيرة، وحين يشعر الكهنة بدفء أبوّته الصادقة لايصنعون شيئًا بدون مشورته، لأن مشورة الأبوّة الصالحة تُلزم البنوّة الصادقة بطاعتها إلزاماً مُثمراً، وهذا يؤدي بدون شك إلى نـموِ الرعية وتقدمها.
يقول القديس أغناطيوس: “ليته لايصنع أحد شيئًا يخص الكنيسة بدون إستشارة الأسقف. اخضعوا للأسقف، وليخضع كلّ منكُم للآخرِ خضوع المسيح للآبِ وخضوع الرسُل للآبِ والإبن والروح القدّس حتى تكون بينكُم وحدة بحسب الجسد والروح” (يو10: 17و18و29و32و 12: 49 -50و15:15) فليتذكّر الكهنة الذين يحسنون الخدمة ويُقدمون الطاعة والخضوع للأسقف المُتشدِد “إن رأيت ظلم الفقير ونزع الحقّ والعدل في البلاِ فلا ترتعب من الأمر، لأن فوق العالي عاليًا يُلاحظ والأعلى فوقهما” (جا5: 8) ان خضوع الكاهن للأسقف، رغم كلّ عيوبه وسلبياته، هو خضوع للمسيح ، بسبب نعمة الكهنوت الممنوحة له ، وليس لشخص الأسقف الذاتي.
قد يتعرّض الكاهن الخادم بمحبة وتواضع لشعور ظُلم الأسقف له وعدم تقديره لخدمته وابتعاده عنه، فيشعر بثورة دفينة في داخلهِ يُحاول إخراجها من قلبهِ وإحراج موقف أسقفه الأبوي أمام الرعيّة، لكن خدمته الكهنوتية تمنعه وتُسكته عن ذلك لا عن خوفٍ بل تقديراً لنعمةِ كمال الكهنوت الممنوحة له، ولأنه إذا فعل ذلك سيفقد سلامه الشخصي مع نفسهِ ومع أسقفه، ومن ثمّ تضعف خدمته وتتّعرقل. فليتذكّر الأسقف أن الكهنة شُركائه في الخدمةِ الكهنوتية وليسوا عبيداً أو خُدّاماً له.
إنهم رسُل السلام وحاملين الأسرّار ومدعوين من الربِّ يسوع رأس ورئيس الكنيسة الأول، لذلك فليسمعوا ما قيل “كونوا أيها الأساقفة مع بعضكم بعضًا بقلب واحد، وليكُن السلام بينكم دائماً، وكونوا مُشتركين في الألم ، مُحبين للإخوة. ارعوا الرعية بفكر واحد ورأي واحد لئلا يكون فيكُم تفرقة، بل تكونوا جسداً واحداً وروحاً واحداً ورأياً واحداً كما علّمنا المسيح الرب” (يو13: 34-35و17: 21وفي2:2 ) فليحذر الأساقفة من ظُلم الكهنة أو الإقلال من أهميتهم وقيمتهم وخدمتهم أمام الشعب لأي سبب من الأسباب، لأن ذلك يُعثّر نمو الإيمان بالمسيح وتقدُم الرعية، فيكون الأسقف هو المسؤول عن ذلك لا أمام الرعية فحسب بل أمام المسيح في يومٍ لا يكون فيه لحى مُمّشطة. من له أذنان للسماعِ فليسمع”.
التعقيب:
سوف اكتفي بالتعقيب بنصوص الكتاب المقدس وبشكل مختصر جدا، لغنى المعنى.
قال بولس الرسول: ” إنّهُ لقول صدقٍ إن من رغب في الأسقفية تمنّى عملا شريفًا. فعلى الأسقف أن لا يناله لوم، وان يكون زوجَ اٌمرأةٍ واحدةٍ وان يكون قنوعًا رزينًا مهذّبًا مضيافا أهلا للتعليم غيرَ مُدمن للخمرِ ولا مشاجرا، بل حليما لا يُخاصم ولا يحبّ المال، يحسنُ رعاية بيته ويحمل أولاده على الخضوع بكل رصانة. فكيف يُعنى بكنيسة اللـه من لا يُحسن رعاية بيته؟ وينبغي أن لا يكون حديث الإيمان لئلا تُعميه الكبرياء فينزل به الحكم الذي نزل بإبليس. وعليه أيضا أن يشهَدَ له الذين في خارج الكنيسة شهادة حسنة لئلا يقع في العار وفي فخّ ابليس.
وليكن الشمامسة كذلك رصانا، لا ذوي لسانين، ولا مفرطين في شُربِ الخمر، ولا حريصين على المكاسب الخسيسة. وليحافظوا على سرّ الإيمان في ضمير طاهر. وليُختبر هؤلاء أيضا أوَّل الأمر ويقاوموا بعد ذلك شمامسة إذ لم ينلهم عيبٌ في شيء.
ولتكن النساء كذلك رصينات غير نمّامات متقشّفات أمينات في كلّ شيء. وعلى الشمامسة أن يكون الواحد منهم زوج امرأة واحدة وان يحسنوا رعاية أبنائهم وبيوتهم، فان الذين يحسنون الخدمة ينالون منزلة رفيعة وجرأة عظيمة بالإيمان الذي في المسيح يسوع.
للخوري الدكتور: ستّةٌ يبغضها الرب والسابع رجسٌ عنده. العينان المترفعتان واللسان الكاذب واليدان السافكتان الدم الذكي. والقلب المنشئ أفكار الإثم والرجلان المسارعتان في الجري الى المساوئ وشاهد الزور الذي ينفثُ الأكاذيب ومُلقي الشقاق بين الإخوة.
للخوري الدكتور: لا تشتهِ بقلبكَ جمالها ولا تفتِنْكَ بجفنها أيأخذ إنسانٌ نارًا في حجرِهِ ولا تحترق ثيابه.
للخوري الدكتور: اما الزاني بإمرأةٍ فإنّه فاقد اللبّ إنّما يصنع هذا مُهلك نفسه. يلقي ضربًا وهوانًا وفضيحته لا تُمحى لأنّ غضب الرجل غضب غيرةٍ فلا يشفِقُ في يوم الانتقام لا يقبل فديةً ولا يقنعُ وغن أكثرت الرشوة.
للخوري الدكتور: مخافة الرب بغض الشرّ. ذبيحة المنافقين رجسٌ فبالأحرى اذا قدّموها بالإثم.
لا تزِح الحدود القديمة التي وضعها آباؤكَ.
للخوري الدكتور: الانسان الذي يشهد زورا على قريبه غنما هو مطرقة وسيفٌ وسهمٌ مسنونٌ.
من يصرف أذنه عن سماع الشريعة فصلاته ايضا رجسٌ”.
“أكثروا من عمل الرب كل حين”
“القافلة تسير والكلاب تنبح”
“ملعون ابن ملعون يا رب كل من ضل عن وصاياك من الاكليروس”