يوسف جريس شحادة
كفرياسيف_www.almohales.org
هل ما حدث للحّام سيحدث للبطرك العبسي لاحقا؟ هل من تصفية حسابات؟ نرسل لصاحب الغبطة عمّا يدور من تجاوزات أبرشية وسلوكيات أسقفية وكهنوتية وما من مجيب كما كان في عهد لحّام؟ هل نحن أمام سيناريو مسبق لبعد سنوات لخليفة البطرك يوسف العبسي؟ ما من عجب واستهجان إذا خوري يرفع الآذان والشهادة أين الأسقف المسؤول؟ خوري يعلن الحداد على أطفال غزة ولا يعلن الحداد لتدمير كنيسة؟ خوري يدعو شيخ للسكن في كنيسة؟ ويطرد ابن الرعية؟ أين الأسقف وأين البطرك؟ لئلا يقول واحد من المسئولين لا نعلم الكل يعلم ويقرا ويستلم رسائل.
في النص أدناه رسالة البطرك لحّام كما نُشرت في وسائل التواصل والمواقع الالكترونية، لكن لا بدّ لنا من تعقيب.
الحقيقة ومن متابعتنا عبر وسائل التواصل في شتى الصور، الرسالة هي روتينية عادية لا غرابة بها. الغريب العجيب النشر والتعميم ، وهو بحد ذاته ليس بالغريب أيضا.
نشر لحّام قبل إقالته مادة دسمة عن المطارنة وما يعتريهم من فساد، والصحافة لم توفّر النشر وحتى تواطؤ لحام والأجهزة السياسية حسب آلاء رجوب وغسان سعود.
في خلال عمل البطرك لحّام لم نبخل عليه برسائل حول ما يدور في العديد من الأبرشيات وسلوكيات العديد من الخوارنة والمطارنة أيضا، إلا انه وللمخزي لم يفقه شيئا.
نُشر أيضا أن لحّام نفسه كان قد ابعد سالفة من البطريركية، وكأننا نرى تكرار الكرّة. نعهد في أبرشية ما، مطارنة طردت مطارنة وحرمت مطارنة من الطعام ونشهد لمطارنة قامت بطرد خوارنة وخوارنة بلعن خوارنة ونشهد لخوارنة تفوّهت في قدس الأقداس بأقوال جنسية خسيسة، ونشهد لكهنة برتب مختلفة اتهمت خوارنة أخرى بخيانة سلوكية وأخلاقية، ونعلم عن بعض الخوارنة التي تمّ حرق مكتبها لخيانتها، ومنهم يسعى لطلاق نسوة لغاية في نفسه.
كل ما رواه البطرك لحّام وما نشر في الصحافة وما نشر غسان سعود ودور المخابرات السورية في تدمير الكنيسة الكاثوليكية وكل هذه الأمور نشرناها كما نُشرت.
ما نشره البطرك لحّام ، ليس بجديد بل الجديد أن البطرك قام بالنشر ، ويبقى السؤال هل توجهه لقناة الميادين لتصفية الحساب؟ أين هم من تعاليم الرب؟ هل بعد ما نشر لحّام يستطيع إنسان أن يتشدّق ويلوم أي علماني بالنشر؟ كيف لمطران أو خوري يشهد لخصام داخل كنيسة ولا يتدخل؟
لماذا حين أرسلنا للحّام عمّا يدور من فحشاء وطرد خوارنة في أبرشية معيّنة لم يتدخل؟ هل يريد أن العبسي يتدخّل الآن؟ وهل المطران الأبرشي سينتقم من سالفه؟ وهل خليفة العبسي سينتقم من العبسي لاحقا؟ الم يقل لنا احد الخوارنة وفي قدس الأقداس: “يلعن الخوري ….لأنه من حزب المطران….”؟
الحال تعيس بائس يائس، وما زلنا نقرأ يوميا من نفاق خوارنة خائنة فاسقة فاجرة.
إن أغلبية الخوارنة تدهورت للفسق والفجور لعدّة أسباب نوجزها هنا :
+ تستّر الشعب عن فجور بعض الخوارنة وعدم النشر.
+ التكتّم لئلا يشمت بالمسيحيين الآخرين.
+ مفهوم الكهنوت هو مهنة وسلطة وتسلط .
+ الكهنوت عند الأغلبية وجاهة ولجمع المال وسرقة الضريبة وعدم الدفع.
كل واحد وكلّها مجتمعة معا ادّت لتسيّب أغلبية الخوارنة هذا لغياب الرئاسة الروحية وهي في سبات لتكبير الكروش والبطون وغلظ العنق والرقاب ولجمع الأخبار لمرسليها سياسيا.
“المقر البطريركي الصيفي – عين تراز
8 حزيران 2018
صاحب الغبطة البطريرك يوسف الكلي الطوبى!
أصحاب السيادة المطارنة أعضاء السينودس المقدّس الموقرين!
حضرات الرؤساء العامين الجزيلي الاحترام!
حضرات الرئيسات العامات الجزيلات الاحترام!
ومن خلالكم أبناء وبنات كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك الأحباء!
تحية مع تقديم فائق الاحترام
اليوم الجمعة الثامن من شهر حزيران 2018 أغادر المقر البطريركي مرغماً مقهوراً وأعرض عليكم ما يلي، والدمعة في عيني!
أعدت بناء المقر البطريركي بعد أن هدّم عام 1982 وبقي مهجوراً حتى عام 2004. وأقيم فيه منذ عام 2004 في شقة مؤلفة من غرفتي نوم وصالون ومطبخ صغير. أقيم فيه بضعة أيام في الصيف وأثناء انعقاد السينودسات.
على أثر استقالتي (أو إقالتي) في 6 أيار 2017 نقلت مكتبتي وحاجياتي كلها من الربوة ودمشق والقاهرة إلى عين تراز. وانتقل معي من يخدمني منذ عدة سنوات. وكان في الدير عاملان تنظيف قبطيان وطباخة ورئيس الدير الكاهن طوني قسطنطين. انتخب غبطة البطريرك يوسف. وحالاً كتبت له برسالة أعلمه برغبتي في الإقامة في شقتي في عين تراز مع من يخدمني. أجاب غبطته برسالة يطلب مني أن أغادر الشقة إلى إحدى الغرف. وصرف من يخدمني. أجبته بتاريخ 8 آب وشرحت له بضرورة بقائي في المقر البطريركي الفارغ وفيه 50 غرفة! وحتى تاريخه (حزيران 2018) لم أنل جواباً من غبطته، بالرغم من الرسائل الخطّية والالكترونية أو مساجات! وطلبت وساطة مطارنة وعلمانيين ولم يتجاوب غبطته مع أحدٍ منهم ولم يتجاوب حتى مع السفير البابوي في دمشق.
وأرسلت رسالة إلى سينودس شباط 2018 وعرضت عليهم الأمر وتصرفات الكاهن طوني المشينة والمهينة تجاهي. مع العلم أن الكاهن يقاطعني تماماً ومن معي منذ 3 آب. ويا للأسف لم يهتم السادة المطارنة أو اهتموا ولم يأخذوا نتيجة، أو اكتفوا بجواب مؤسف أنهم يوافقون على قرار البطريرك ولم يعملوا شيئاً بشأن الكاهن الذي يتعمد إهانتي ومقاطعتي! ولا أريد أن أصف سلسلة الإهانات لي ولمن معي! وقد صرّح مؤخراً أو أنا او البطريرك في عين تراز!
المؤسف أن غبطته لم يتجاوب مع أية وساطة! وفي سينودس شباط 2018 أعفاني من رئاسة اللجنة الليترجية دون كلمة شكر ودون إعلامي بذلك ودون طلب أية معلومات حول هذه اللجنة التي كنت رئيسها على مدى 32 سنة! (1986-2018).
أيها الأحباء!
أغادر مرغماً مقهوراً ديراً ومقراً بطريركياً فارغاً! لم يعقد فيه سينودس شباط 2018 ولن يعقد فيه سينودس تشرين الثاني 2018! فيه 50 غرفة فارغة مهجورة! أغادر هذا الدير الحبيب والعزيز على قلبي والدمعة في العين! لقد خدمت البطريركية 43 سنة (26 سنة في القدس و17 سنة بطريركاً) ويطلب مني أن أغادر شقة أرتاح فيها في شيخوختي (85 سنة). لكي تبقى فارغة مهجورة! أغادر والدمعي في العين وفي القلب! مهاناً مرذولاً أنا ومن معي في خدمة البطريركية! أغادر بعد معاناةٍ أشهر طويلة من السنة الأولى من استقالتي (أيار 2017-أيار، حزيران 2018). ومع المزمور أقول: لقد نُسيتُ كميت من القلب! أكتب هذه المطالعة والدمعة في العين والقلب!
وأتساءَل: لماذا كل هذا؟ لا بطريرك يجيب بالرغم من رسائل التوسل والاسترحام والمحبة والدعوة إلى الحوار! … والمؤسف أنه في هذه المدة والسنة الأولى من استقالتي لم يزرني إلا مطران واحد! وغبطته لم يتصل بي حتى تلفونياً. وبالطبع لم يقم لي حفلة وداع أو تكريم لا في سورية ولا في لبنان. ولم يشكرني في خطاباته وزياراته في هذه السنة الأولى! … وقد عشنا معاً 17 سنة!
أجل أغادر والدمعة في عيني وفي قلبي!
وأختم بطلبين:
أولاً: أن أعود بكرامتي إلى الشقة في عين تراز.
ثانياً: أن يغادر الكاهن طوني المقر البطريركي.
وربما فكرتم بعقاب مناسب تكفيراً عن الإهانات الكثيرة تجاهي وتجاه جميع سكان الدير.
أعتذر منكم إذا كنت أسأت إليكم بهذه الرسالة! ولكني رأيت من واجبي أن أكتبها وكأنني أودعكم! صلّوا لأجلي! والمخلص يسوع بيننا!“
مع المحبة وطلب الدعاء
أخوكم
+ غريغوريوس الثالث
بطريرك
الثامن من حزيران 2018
الجمعة الحزينة