يقـول الإنجـيل: ((كـل كـلمة تخـرج من أفـواهكم تعـطون عـنها حساباً في يوم الـدين)) والآباء القـديسون لم يفـسروا الكـلمة الباطلة عـلى أنها مجـرد كلمة شريرة، وإنما كل كـلمة ليست للبنيان الروحي هي كلمة باطلة لأنها لا تـنـفع السامع بشئ ولا تبني ملكـوت الـله في قـلبه وهكـذا كانوا لا يتكلمون إلّا بكلمة نافعة للبنيان حـينما يرون أن كـلماتهم سيكـون لها نـفع روحي، أما الذي يتساهل من جهة هـذا المبدأ الروحي ويتكلم كلاماً ويلـفـظ ألفاظاً ليست للبنيان، فما أسهل أن يتـدرج إلى كلام الخـطيئة. فالذي يمتـنع عن أي خطأ مهما كان صغـيراً في نظره، لا يمكـن أن يقع في خطأ كـبأير، ومن هـنا فإن الذي يحـتـفـظ بحـواسه نـقـية طاهـرة نظراً وسمعاً ولمساً، لا يمكن أن يقع في خـطيئة. إنّ الأشخاص الحـريصين يكـونـون في منـتهى الحـزم مع أنفسهم، وعـنـدهم رقابة شـديدة على ألفاظهم … رقابة على كل فـكـر وشعـور وإحساس وتصرّف، وكلما يتساهل الإنسان مع الخطيئة فعـلى هذا الـقـدر تضعـف إرادته وتـفـتر محـبته للـفـضيلة ويقـل إحـترامه ويفـقـد صلابته ويزداد تأثير الخـطيئة عـليه. وعـندما يحاول الهـرب منها يجـد عـقـبات في داخله ولا تكـون له بعـدئذ هـيـبة روحية أمام الشياطين، لأن الشيطان يـبدأ بجس نبض هذا المؤمن، فإن وجـده متراخـياً أمامه، يقـبل أفكاره ويفـتح له أبوابه، وحـينـئـذ لا يجد مانعاً من أن يقـوي هجـومه عـليه ويعـمل على إسقاطه.
خالد مركـو