استيقظت الدجاجة في الصباح لتجد إن بيضتها قد سُرقت. نادت لحليلها الديك:
يا عزيزي لقد سرقوا البيضة! صاح الديك هذه من اعمال الواوي ابن الواي لأنه الاقذر في هذه الغابة، اصبري عليّ قليلاً وسترين كيف سأرد الصاع صاعين. في احدى الليالي استطاع ان يُراقب خروج الواوي من حجره تاركاً هجرسه في الغرفة فباهته الديك وحمله الى مرتفع كبير ومن ثم رماه ليتدحرج الى الاسفل شهيداً للوطن. عاد الثعلب فلم يجد كَبَدهُ! لعنة اللـه عليك يا ايها الذئب الكاسر فهذه ليست غير صفاتك. راقبه ايام حتى تأكد في احدى الليالي خروج الذئب مع شريكة حياته لقضاء حاجة ضرورية فدخل الثعلب وبِمكرهِ الى وكر الذئب فوجد جرواً صغيراً نائما وهو يحلم بالغوطة الشرقية فهجم عليه وحمله الى انثته وعندما وصل إليها كان الهجرس قد فطس هو الآخر فقيداً للأمة. عاد الذئب مع السّرحانة الى حجره فلم يجد فَلَذّه الوحيد، جن جنونه ولطمت العسقلة على رأسها فضمها الذئب الى صدره وقال: لا تبكي يا حبيتي فوالـله سوف لا انام قبل أن انتقم من الضبع الخنيث لأن لا احد يجروا على هذه الفعلة غيره. راقب الذئب المتعطش للإنتقام وكر الضبعانة لساعات طويلة حتى رآها خارجة في نزهة قصيرة فدخل على الفرغل الصغير ولطمه لطمه واحد اخذ الرأس معه وترك الجسد بدون الرأس في الغرفة. عاد الضبع فشاهد المنظر المروع ودخلت عليه الضبعانة فلم ترى الرأس فنادت عليك اليمين إذا لم تنتقم للفاعل في هذه الليلة! لك ماتريدين يا موزتي. إنني ذاهب الى عرين الاسد لأنه ليس من مُتَجرأ على دخول وكر الضبع غير ذلك الاسد اللعين. راقب الضبع عرين الاسد لساعات طويلة حتى تأكد من خلو العرش فدخل العرين ووجد شبلين توأمين لم يمر على ولادتهم غير ساعات قليلة، فَلَفُهُما معاً وحملهُما الى حبيبته الضبعانة وكانت وجبة دسمة في تلك الليلة فشكرته الضبعانة على شجاعته وطلبت منه أن يرمي رأس الفرغل بعد أن شربت من دم القاتل. عاد الاسد ولبوته من رحلتهما القصيرة حاملين معهم الغنائم والسبايا لشبليهُما فلم يجدانهما. قرر الاسد واقسم اليمين على ان لا يهدى له بال قبل معرفة الحقيقة كاملةً وبعدها الإنتقام. استقصأ عن الامر وارسل قواته الى منطقة دوما (وْلَك هاي سورية متخصصة بالأسلحة الجرثومية مالها علاقة بالاسد واشباله! آسف لقد انحرفت مرة اخرى) أقصُد الى الغابة لجمع المعلومات الكاملة وعادوا له بالقصة منذ البداية حتى النهاية.
نادت اللبوة والآن ماذا ستفعل يا اسد الغابة وكيف سيكون إنتقامك لفقدان شبابنا!
ردّ الاسد وقال بصوتِ حزين وخجول: لا شيء يا حبيبتي لأنني السبب في كل الذي حصل أنا الذي سرقت بيضة الدجاجة. اللعنة على كل اسد يهبط الى مستواك ويتعدى على بيضة الدجاجة.
لنترك عالم الإنسان، آسف اقصد عالم الحيوان! لِنعود الى موضوعنا الرئيس وهو لماذا يسرق الرئيس العربي؟
كلما رحل رئيس متهم بالإختلاس ونهب قوت الشعب يأتي خلفه والذي كان يطالب بتقديم السابق لمحاكمة الشعب بسبب سرقاته وإختلاساته وما ان يجلس الجديد على الكرسي الكهربائي حتى يبدأ في التفوق على سلفه (شنو ليش السابق احسن مني)!. لا تمر اشهر وترى بأن الولد البكر قد اشترى اربعة محطات فضائية يتسلى بها وسبعة يخوت متوزعة في موانيء عالمية (حقَّ يعني إذا اراد ان يسبح مع الخواجات شلون راح يسبح خُما راح يأخذ قارب صيد سمك عراقي)!. ويقوم ولده الاصغر بشراء وزراة الدفاع بأكملها وابن اخته يضع يده على الخارجية وابن الحمو يسجل الداخلية طابوا بإسمه ويتولى الرئيس بشؤون النفط والتجارة الخارجية. وماهي إلا سنوات حتى سيطر القائد الأوحد واولاده على كل مقدرات وإقتصاد البلد. سفرة واحد ليومين او ثلاثة لولي العهد او الامير الفلاني لدولة خارجية تُكلف خزينة الدولة اكثر من خمسون مليون دولار (عادي مو رايح يجتمع لمصلحة الشعب! أو بإعتباره خبير عسكري رايح يشتري طائرات هجومية لمحاصرة الشعب)! يحجزون عشرات الفنادق بأكملها ويطردون روادها وتخلوا من جميع النزلاء بإستثناء الماجدات. إذا دخل احدى المسارح يكون المسرح فارغ ويكون هو وحده جالساً في وسط المسرح ويضحك لنفسه (على الاساس يعرف شنو المسرحية! هو ما يعرف اشكد المنظر قبيح عندما يحظر شخص لوحده المسرح)! إذا دخل احد المتاحف يجب أن يكون المتحف محجوز له كل الاسبوع! دخل احدى الفنادق يجب أن تكون الشوارع القريبة والجانبية خالية من الساكنين تماماً (يؤجرون فنادق خاصة للساكني الحي حتى تقضي رحلته)! حتى بعضهم يؤجر اغلب المطارات الخاصة حتى عودته (اي عادي يعني لو هو بالطائرة وأراد ان يقضي حاجته شنو ما يشوف مطار فارغ) ! وهكذا من العجائب العجب لأهل العْكل.
هذا تخصص نجله بشراء كل الخيول العالمية (ثمن خيوله تكفي لإطعام كل الشعب العربي والمهاجرين معهم لأربعون عاما). الآخر تخصص صهرهُ في اقتناء افضل اليخوت العالمية (سعر اليخت: والـله اخاف وفي نفس الوقت اخجل من ذكر الرقم). الآخر تخصصت قرينه بشراء وإقتناء كل الماركات التجارية العالمية على مستوى الملابس او العطور. الآخر اشتهر شقيقه بشراء الطائرات العملاقة لتسيير رحلاته الخاصة. الخامس تخصص شقيق عقيلتهُ لشراء كل المحال والعقارات الراقية في قلب العواصم العالمية (حتى متحف لوفر راح ينتقل الى ملكية خاصة). والآخر تخصص ابن اخته في شراء كل الكازينوهات العالمية والآخر يرفض ان يقتني اي انسان في العالم سيارة قبلهُ (المعمل كله يشتغل له) وافقرهم واخلقهم تخصص في استيراد الفتيات الغربيات بِحجة زرع النسل في الماجدات الشقراويات! كافي خُما راح تذكر كل الحسنات! آسف ..
هذا الشيء لا يختلف من بلد عربي وإسلامي عن الآخر. فنفس الفلم والسيناريو في جميع الاقطار المنكوبة ومنذ عقود وقرون عديدة (يُمكن على امود هذا ستقوم امريكا بإستخدام صواريخ جديدة ضد الرئيس بشار! لا هاي على خاطر كسر خشم بوتن والاصوات العالية الخارجة من بيروت وطهران وليس من اجل سرقة بيضة الشعب السوري). وبهذه الوضعية المقززة والمقرفة يضطر الرئيس والحاشية لفتح الطريق على السُراق الاصغر في اخذ حُصتهم هُم الآخرين مما قسمه الرب (طبعاً ماينسون رجال الدين حتى يبقوا تحت ابطهم ويدعوا الشعب للصلاة من اجل حياة طويلة للرئيس). أي يشجعوا ويساعدوا الازلام الاصغر في السير في نهجهم (حتى الكل يتورط ولا احد يفضح الآخر). فلا تمر إلا سنوات ونجد إن الدولة والشعب والبيض صار في سلة القائد الحبيب. حتى البيض الذي هو الغذاء الرئيسي للمواطن العربي يتم سرقته (بس قبل فترة مسرحية الإنتخابات يتم الإفراج عن الدجاج ليبيض لمدة اسبوعين ومن ثم يُدخل الدجاج مع الديك في قفص الرئيس) حتى يبقى المواطن مكسور ومحتقر وجوعان ورزيل لكي لا ترفع عينه على عين ولي نعمته الرباني.
لا والمصيبة المضحكة المبكية المقززة هي عندما يظهرون للعلن او من خلف شاشات الأجهزة اليابانية البوذية المحرمة حكومياً للحديث عن إنجازاتهم العظيمة روح الطهارة والقدسية تهطل من جبينهم ولا يذكروا جملة واحدة غير ان يكرروا سبعون مرة الحمدلـله على كل شيء والحمد له ونحمدك يا رب (هسة افتهمت ليش ما افتهم عليهم لما يحجون)!.
ألم يتعلم هذا الرئيس من التجارب السابقة والحالية؟ ألا يعي الاب الحنون بأن قتل الشعوب بأسلحة الدمار الشامل اهون من قتله من القهر والجوع؟ ألا يعوا بأنهم عندما يسرقوا البيضة الوحيدة الذي يحلم بها المواطن بأنهم يجبرونه حتى على التمرد ضد ربه بسبب تلك الإهانة وذلك الجوع! فلا يبقى أمامه غير ان ينتحر او أن يرتدي حزاماً ناسفاً وينزل للشارع (ما بقى شيء يخسره بعد أن سرقت بيضة ابنه) ألا يعي الرئيس المنتخب بالتزكية بأن الشعوب ومهما كانت مغشوشة او متخلفة ستعي الفضيحة في النهاية وستنتقم؟ ألم يتعلم القائد المغوار بأن إنتقام الشعوب المنبوذة والمحتقرة والجوعانة يكون أقسى بكثير من إنتقام الشعوب الحُرة؟ أم يعتقد كل رئيس بأنه الإمام المنتظر وهو خارج المعادلة! ألم يكن يعتقد ذلك الرؤساء الذين سحلتهم الشعوب في الشوارع قبل ايام قليلة!
هُم الذين سرقوا بيضة المواطن المؤمن الفقير (قبل ان يستلم منصب حكومي طبعاً) فعليهم تقع كل المسؤولية الاخلاقية والإنسانية وحتى الربانية (لا هاي عادي) ولهذا من حق الشعوب أن تُحَمِلهم كامل المسؤولية فيما يجري وجرى والذي سيجري.
لا يمكن للشعوب المتخلفة أن تتقدم دون البدأ من نقطة الصفر!
نيسان سمو 13/04/2018