إنّ الـقـداس الساكـوي المؤوّن لسنة 2014، أضاف إليه غـبطة البطريرك ساكـو قـبل الـبدء بالقـداس، كـلمة ((پوگـدَنخـون ܦܘܩܕܢܟܘܢ)) لكـن الناس بجـميع مراتبهم الكـنسية والعـلمانية لم يقـبلوها لغـرابتها وصارت مرفـوضة عـنـد أبسط الناس، دلالة عـلى أن الطقـس المؤوَن هـذا لم تجـرَ عـليه دراسة عـلمية وطقسية مِن قِـبَـل إخـتصاصيّـين، وإنما كانت فـقـط رغـبة البطرك ساكـو في تهـجـين الـقـداس لهـدم الـتـراث الكـنسي الـذي بناه آباؤنا المؤمنـون وورثـناه منهم ((رغـم أني أنا شخـصياً كـنتُ أتمنى الإبقاء عـلى تلك الكلمة )) حسب قول غبطته.
في شرحه الأخـير عـن سـؤال وُجّه له في الإعلام (سؤال وجـواب: عـن كـلمة پوگـدَنخــون في بداية القـداس) … يشرح غـبطته هـذه الكلمة من حـيث تأريخها فـقـط، والتي عـفا عـليها الزمن لأنها غـير واقـعـية أبدا، وهي بالأصل نراها في إنجـيل مار لوقا عـندما وصل الدور لزكـريا أن يضع البخـور في الهـيكل “فَـبَـيْـنَـمَا هُـوَ يَـكْهَـنُ فِي نَوْبَةِ فِـرْقَـتِهِ أَمَامَ اللـهِ، حَسَبَ عَادَةِ الْكَهَـنُوتِ، أَصَابَـتْهُ الْقُـرْعَةُ أَنْ يَـدْخُـلَ إِلَى هَـيْـكَـلِ الـرَّبِّ وَيُـبَخِّـرَ”. (ا:8-9)، إن رئيس الكهـنة “أركـذياقـون” يخـتار كاهـنا لكي يقـدم الذبـيحة من بين الكهـنة الحاضرين في الهـيكل كأمر أو تـوصية ، فـيُـجـيـب الكاهـن لرئيسه بقـوله ((پوگـدَنخـون ܦܘܩܕܢܟܘܢ)) أي بمعـنى سمعاً وطاعة، أو أوافـقـك عـلى ذلك، أو كما يقـول الجـنـدي للضابط ــ أمـرك سـيـدي ــ بمعـنى سأنـفـّـذ حـسب أمرك.
وهـذا هـو شرح غـبطة البطرك: أركـذياقـون، كاهن يرأس الشمامسة والكهـنة ومسؤول عـن توزيع الأدوار فـيما بـينهم، فـيعـين أحـد الكهـنة للإحـتـفال بالقـداس …
لـذا فإن هـذه الكلمة تكـشف لنا مدلولها التأريخي وكما يلي:
أولاً: إن المحـتـفِـل هـو واحـد، ولـوحـده فـقـط يقـدم الذبـيحة، فلا يوجد إحـتـفال جـماعي بعـدد من محـتـفِـلين كهـنة وأسـقـف في خـدمة الـقـداس كما يـدّعي غـبطة البطرك! حـتى وإذا كان هـناك بطرك أو مطران حاضر في الكاتدرائية. (الكـنيسة الآثورية، والكـنيسة الـتـقـويم القـديم، تحـفـظان هـذا التـقـلـيد حـتى اليوم).
ثانياً: إذا كان هـناك كاهن واحـد فـقـط في الكنيسة، فـلِـمَن يـوجّه كلامه ويقـول “ܦܘܩܕܢܟܘܢ پوگـدَنخـون“؟؟ هل يقـولها لخـلـتـو ( ܦܘܚ پُـخّ أو ܦܘܚܐ پُـخّي ) أم أمـتـو ( ܡܪܘܫܐ مَـرّوشا و ܫܘܫܐ شـوشي )؟ كي يأخـذ الكاهن الأوامر منها ويحـتـفـل بالقـداس بعـد أن تعـطيه الضوء الأخضر؟
ثالثا: إذا كان هـناك أكـثر من كاهن في الكـنيسة الواحـدة يضعـون جـدول قـداديسهم مُسبقاً، أي هـناك تحـضير/جـدول، فـما الـداعي لهـذه الكلمة؟.
خـتاماً: إذن، كـلمة “ܦܘܩܕܢܟܘܢ پوگـدَنخـون” ليس لها معـنى في بداية القـداس نهائياً. وبذلك يظهـر أن نسخة القـداس الساكـوي المؤوّن قـد فـشلت من أول نـقـطة دخـول في القـداس، كما أن هـناك الكـثير أيضا، حـيث منذ بدايته بهـذا المصطلح بدأ الناس بالـتـذمر منه ولم يستسيغـوه وإنما فُـرض عـليهم فـرضاً وقـبلوا به ظاهـرياً (تطبـيقا للديمقـراطية)، ولكـن الواقع أن لكل محـتـفـل نسخـته الخاصة يضعها عـلى المذبح عـندما يحـتـفـل بالقـداس.