يوسف تيلجي
المقدمة :
الكلمة قد تكون أشد ألما وأوجع من السيف ، ولكن يبقى السيف أداة القتل والقهر والدم التقليدية منذ القدم والى الأن ، به تنصر وتنتصر وبه تقهر وتنهزم ، وبواسطة السيف قد تأخذ ثأرا به أو أن تحارب عدوا به ، وهذا السيف ممكن أن يكون سببا في قتل أنسان غدرا وغيلا ، ويقال عن السيف أيضا بأرتباطه وأقترانه بأسباب بالموت ، كما هو مشار في البيت الشعري التالي :
” ومن لم يمت بالسيف مات بغيره *** تعددت الأسباب والموت واحد “
ولكن يبقى البيت الشعري لأبا تمام ، القول الفصل والأبلغ والأفصح في هذا الصدد :
” السَّـيْـفُ أَصْــدَقُ أَنْـبَــاءً مِـــنَ الـكُـتُـبِ فِـي حَــدهِ الـحَـدُّ بَـيْـنَ الـجِـد واللَّـعِـبِ”
ولكننا لم نسمع من أن السيف كان سببا للهداية ! ، ألا أذا كانت الهداية دموية ، وكانت وسيلتها السيف وغايتها الأخضاع للدين ! .
النص :
نلاحظ في المحاور الثلاثة الأتية ، أستخداما وتفعيلا أساسيا لمفردة السيف وفي مواضع مختلفة ، تعتبر من مسلمات العقيدة الأسلامية ، وهذا الأستخدام يتوزع في أيات وأحاديث ليس كأشارات ، بل تعتبر دلالة مركزية كمعنى ومضمون وفعل ، وتتمثل أستخداما وغاية ونتيجة ، وكما يلي :
1- فالسيف في العقيدة الأسلامية ، يتجلى في كثير من القضايا ، فهو أساسا مرتبط بالرسالة المحمدية وبالبعثة النبوية ، لا فرار منه فهو القاعدة والأساس في عبادة الـله ، فقد روى الإمام أحمد في مسنده بسند صحيح حديث عبد الـله بن عمر أنه قال : قال رسول الـله : ” بعثت بالسيف حتى يعبد الـله لا شريك له ” ، أما الرواية الاخرى ، فالرسول يقرن السيف ، بنشر الأسلام ، وبالحياة اليومية من رزق ، وبالعلو والرفعة .. حيث يقول ” بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد اللـه وحده لا شريك له، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذَّلة والصغار على من خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم ” .. أذن للسيف وجود في البنية النصية للقرأن والحديث ، بأجماع النصوص . ( أخذ نص الروايتين من موقع المنبر مع أضافات الكاتب ) .
2- بقى السيف مقرونا بالدين منذ فجر الدعوة المحمدية ، حيث أستخدم في صدر الرسالة المحمدية بنشر وتثبيت الرسالة من خلال غزوات الرسول (*1) مثلا ، وحقق الرسول بواسطته مردودا ماليا لجماعته ، وكان له وبنفس الوقت ، الخمس من الغنائم في كل غزوة ( أداء الخُمس من المغنم هو شعيرة إسلامية من الفرائض، ويعني دفع خُمس الغنائم التي يحصل عليها المسلمون نتيجة الحرب مع الكفار ودفعها لأصناف وردت في القرآن “وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَـّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَـّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّـهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ” / 41 سورة الأنفال ) .. فالسيف هنا واسطة لتحقيق كسبا ماديا عن طريق الحصول على غنائم الغزوات .
3- والسيف أخذ منطلقا أخرا وسلك منهجا مغايرا فيما بعد ، وذلك عن طريق توظيفه في ” السياسة والتحكيم ” ، بعيدا عن الدين والمعتقد ، وكما حدث في موقعة صفين (*2) بين جماعة ” علي أبي طالب ” وجماعة ” معاوية بن أبي سفيان ” ، عندما قبل علي بن أبي طالب بالتحكيم وقال قوله المأثور ” كلمة حق يراد بها باطل “، ” وانطلق الخوارج يكفرون من يخالفهم الرأى بما فيهم الأمام علي نفسه لانه قبل بالتحكيم واوقف القتال مع جيش معاوية رافعين فى وجهه الأية الكريمة ” إن الحكم إلا للـه “فقد رأوا فى تصرف الامام علي علمانية فقد فصل القرار السياسي عن النصوص الدينية ، فهم يرون ان معاوية وجيشة بغاة يجب قتالهم وفقا للنص القرأنى ولكن على بن ابى طالب خالف الامر وقبل بتحكيم عمرو بن العاص وابو موسي الأشعرى اذن فقد حكّم الرجال فيما حكم فية القرأن فهو كافر !!! هكذا والغريب ان معظم هؤلاء الذين خرجوا على الامام علي هم من ” القراء ” اى حفاظ القرأن .. / نقل بتصرف من موقع أهل القرأن ” .
القراءة :
أولا – أن السيف ربط بالأسلام منذ أول غزوة غزاها الرسول ، ” غزوة ودّان – سنة 2 هجرية ” (هي أول غزوة قام بها الرّسول بنفسه ، وقد كانت في شهر صفر ، في بداية اثني عشر شهراً من السّنة الهجريّة ، وقد حمل لواء هذه الغزوة حمزة بن عبد المطلب ، وقد لونه أبيضاً ، واستخلف النّبي المدينة سعداً بن عبادة ، ثمّ خرج في المهاجرين ، ولم يكن فيهم أنصاريّ واحد ، وذلك لكي يعترض عيراً كانت لقريش .. / نقل من موقع موضوع . كوم ) ، وكان السيف سيرة وحياة وفروسية في المفهوم القبلي ، وأنجر هذا المفهوم على الأسلام أيضا ، ولوحظ هذا كما جاء في الحديث التالي ( الحديث الثامن عن ابن عمر رضي اللـه تعالى عنهما أن الرسول قال : أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الـله ، وأن محمدا رسول الـله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك ، عصموا مني دماءهم وأموالهم ، إلا بحق الإسلام ، وحسابهم على الـله تعالى رواه البخاري ومسلم.) ، فالسيف ليس أستخداما أنيا أضطراريا أذن ، بل هو ثقافة ونهج وحياة ، وأقرارا قهريا بنبوة الرسول كزعامة وسلطة وألا الموت بحده !.
ثانيا – كان للسيف الدور المحوري والأهم والمركزي في نشر الأسلام ومن ثم تثبيته ، وحروب الردة أبلغ حدث على ذلك ، وعندما رفعت المصاحف على أسنة الرماح في موقعة صفين/ هي المعركة التي وقعت بين جيش علي بن أبي طالب وجيش معاوية بن أبي سفيان في شهر صفر سنة37 هـ ، كان أقتران السيف بمحور السلطة وليس الأسلام ، لأن الدعوة المحمدية أنتهت بموت الرسول ، وكل ماحدث بعد وفاة الرسول هو تناحر وصراع سلطوي على الحكم ! ، لأجله تغير النهج بأتجاه المصالح الدنيوية بعيدا عن الشأن الأخروي ! ، وليس بأتجاه العقيدة ! ، لذا أكتسب السيف مفهوما أخرا مختلفا نهجا ووسيلة وغاية .
ثالثا – أنجر مفهوم السيف بصيغة أخرى ، فارى من المدلول التأريخي للسيف وتوظيفه في النص الأسلامي ، جعل منه موضوعا مؤثرا في الخطاب الأسلامي ، فالخطب تحوي صيغه ، مثلا ” أللهم رص صفوفنا ووحد سيوفنا .. ” ، وكذلك أستخدم في العزة والكبرياء في تفضيل الموت بضربة سيف عن الذل ، ومثال ذلك ، كما جاء في موقع / ملتقى أهل الحديث ، عن الصحابي عبدالله بن الزبير : ( أخبرني أبو عبد الـله محمد بن علي بن عبد الحميد الصنعاني بمكة حرسها الـله تعالى ثنا علي بن المبارك الصنعاني … ثنا القاسم بن معن عن هشام بن عروة عن أبيه قال لما مات معاوية تثاقل عبد الـله بن الزبير عن طاعة يزيد بن معاوية وأظهر شتمه فبلغ ذلك يزيد فأرسل أن يؤتى به فقيل لابن الزبير يصنع لك أغلالا من ذهب فتسدل عليها الثوب وتبر قسمه والصلح أجمل فقال لا أبر الله قسمه ثم قال : .. ” ثم قال والـله لضربة بسيف في عز أحب إلي من ضربة بسوط في ذل” ) .
رابعا – أن حصاد تأريخ السيف كان مأساة ، تتكرر بدمائها في بعض الحقب الأسلامية ، منذ غزوات الرسول ولحد الأن ، مستندة على موروث عقائدي من النصوص ، والسؤال ، هل سيبقى السيف حاجة ديمومية للمسلم والأسلام ، الجواب لا وذلك لأننا ليس في نفس الظروف الزمانية والمكانية للأسلام المبكر ! من نشر الدعوة وحروب الردة والخلافات السلطوية .. ألا أذا كان رجال الأسلام في وضع هو قتل كل المخالفين الرافضين للأسلام ، فقد جاء في موقع / مركز الفتوى ( .. جاء في الموسوعة الفقهية : يجب على المسلمين دعوة الكفار إلى الإسلام ؛ لقول الـله تبارك وتعالى : ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ـ ولا يقاتلون قبل الدعوة إلى الإسلام ؛ لأن قتال الكفار لم يفرض لعين القتال ، بل للدعوة إلى الإسلام .. ) ، أن الأية السابقة مقتطعة من سورة النحل 125 – 128 : ” ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125) وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (126) وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللّـَهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (127) إِنَّ اللّـَهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (128) ” .. وشرحها مختصرا يعني ، أن قتال الكفار يتأتى كمرحلة ثانية بعد الدعوة للأسلام ! ، وتساؤلي ، أن هذا الأمر ممكن قبوله في زمن الرسول ، لعدم وجود معلوماتية كافية عن الأسلام ، أما الأن فالأسلام معلوم ومعروف ولا يحتاج الى دعوة مقرونة بالسيف / القتل ، كما أن المسلمين أنفسهم يتركونه الى الألحاد أواللادينية و الى المسيحية ، لكثرة الغيبية واللامنطقية في نصوصه ! وهل الأسلام يستوجب رفع السيف بوجه مئات الملايين من البشر التي ترفض الأسلام من أجل الهداية ، وهذا يعني نحن أما بحور من الدماء !! .
الخاتمة
هل في فكر وعقل بعض المسلمين ” سيف صغير أو مشروع مصغر لسيف ” ! ، سيف موجه على رقاب الكفار من مسيحيين ويهود !! والمختلفين مع المسلمين بالمعتقد والرأي والفكر !! ، وحتى من المسلمين من غير الطوائف والمذاهب والفرق ! هل هذا السيف هو تكدس تأريخي لموروث المعتقد الديني منذ عهد الأسلام المبكر ، هل هذا السيف المصغر ، قابل للنهوض والظهور عند أي فعل ! ، هذا من جهة ، ومن جهة ثانية ، لم هذا الغيل والكره المنبثق من بعض المسلمين مع أي تماس فكري أو في أي ظهور معتقدي مخالف ! ، وهل هذا السيف هو ردة فعل للنصوص الدينية التي تؤكد عليه / كما تم ذكره في أعلاه ، وهل من الممكن من هذ السيف أن يتطور الى سيف بالمفهوم الطبيعي ، مما يؤدي الى نموه وتطوره خلاصة الى القتل والتوحش .. وهذا التطور هو نفسه أيدولوجية المنظمات الأرهابية الأسلامية كالقاعدة وداعش وأخواتها !! وأستشهد هنا بحديث ل عصام طاهر البرقاوي أو كما يلقب بـ أبي محمد المقدسي ، لوكالة سي أن ان في 13.6.2015 ، الذي يعتبر من أبرز منظري تيار السلفية الجهادية. ويعتبر أستاذ لأبي مصعب الزرقاوي عندما جمعهما السجن. ( .. ولكن إذا جرّدنا القرآن من القوة فلا قيام له ، وكذلك إذا جرّدنا السيف من القرآن أصبح سيف بلا أخلاق ، بلا ضوابط وبلا أصول ، سيف بلا قرآن لا يصلح ، يجور ، والنبي يقول : ” من خرج على أمتي بالسيف لا يفرق بين برها وفاجها فليس مني ولست منه ” ، ولذلك الخروج بالسيف وحده ضلالة عظيمة ، لا بد أن يهذب ويوجه هذا السيف حسب أخلاق وضوابط القرآن ، وديني يمنعني التخلّي عن القوة ، ولكن هي قوة حسب ضوابط القرآن ) .. وأعتقد أن هذا الحديث هو أكبر دليل و أبلغ قرينة على أقتران السيف بالقرأن ، لأنهما يعملان سوية ، وأرى أعتبارهما ” وجهان لعملة واحدة ” ، ومن ناحية أخرى ، هل للسيف أن يهذب من قبل القرأن الذي أوجده كمفهوم وكمنطق ! ، وهناك محور ديني أخر مبتعد عن الأسلام وعن أيدولوجية السيف ، وهي المسيحية ، وأستشهد هنا بقول المسيح ( .. فعند القبض على المسيح ، استلّ بطرس سيفه وضرب عبد رئيس الكهنة فقطع أذنه . حينئذٍ قال له المسيح : ” اجعل سيفك في غمده لأن كلَّ مَن يأخذُ بالسيف ، بالسيف يهلك ” متى 26 : 51-52 … ) نستنتج عامة ، أن المسيح والرسول ، دينا ومعتقدا ، فكرا وشخصية ، نهجا وسلوكا ، مختلفين ، هذا من جهة ، ومن جهة ثانية ، الأغرب من كل هذا أن الأثنين مرتبطين معا بالسيف ، فبينما الرسول جاء بالسيف وبالسيف سوف يذهب !! / وهذا السيف ممكن أن يشرع من غمده بأي رد فعل ، أما المسيح فترك محبة بقوة السيف بقوله (*3) : ” أحبوا بعضُكم بعضاً ، كما أنا أحبَبتُكم ” ! .
———-
(*1) فقد جاء في مركز الفتوى – نقل بتصرف / فقد ثبت في الصحيحين أنه قيل لزيد بن أرقم : كم غزا النبي من غزوة قال : تسع عشرة ، قيل : كم غزوة أنت معه ؟ قال سبع عشرة قلت ، ـ القائل هو ابو اسحاق السبيعي الراوي عنه – فأيهم كانت أول ؟ قال : العسيرة أو العشيرة . ونقل أهل السير أن غزواته خمس وعشرون وقيل : سبع وعشرون وقيل : تسع وعشرون . وذكر الحافظ ابن حجر بعدما ذكر هذه الأقوال أوجهاً للجمع بينها ، منها أن الذي ذكر العدد الكثير عدَّ كل وقعة على حدة وإن تقاربت مع غيرها في الزمن ، وأن الذي ذكر العدد القليل أو المتوسط ربما جمع الغزوتين المتقاربتين زماناً فعدهما غزوة واحدة كالخندق وبني قريظة، وكحنين والطائف . وأما السرايا فهي أكثر من الغزوات ، والخلاف فيها أكثر فهي من نحو الأربعين إلى السبعين ، وقال الحافظ في الفتح في آخر كتاب المغازي ” وقرأت بخط .. أن مجموع الغزوات والسرايا مائة ، وهو كما قال ” . أنتهى
(*2) فقد جاء في موقع الويكيبيديا / عن موقعة صفين : هي المعركة التي وقعت بين جيش الأمام علي بن أبي طالب وجيش معاوية بن أبي سفيان في شهر صفر سنة37 هـ، بعد موقعة الجمل بسنة تقريبا . على الحدود السورية العراقية والتي انتهت بعملية التحكيم في شهر رمضان من سنة ثمان وثلاثين للهجرة . عندما استلم علي بن أبي طالب الحكم ، امتنع معاوية بن أبي سفيان وأهل الشام عن مبايعته خليفة للمسلمين حتى يقتص من قتلة عثمان ، ولكن علياً أصرّ على المبايعة أولاً ثم القصاص من قتلة عثمان . فانطلق خليفة المسلمين الإمام علي بن أبي طالب من الكوفة في العراق يريد أهل الشام الذين امتنعوا عن مبايعته ، حيث كان معاوية يرى أن تسليمه قتلة عثمان لأنه وليه يجب أن يتم قبل مبايعته لعلي ، أما علي فكان يرى أن مبايعة معاوية ( وكان آنذاك والياً على الشام ) يجب أن تتم أولا ، ثم ينظر في شأن قتلة عثمان بحسب المصلحة والقدرة .
(*3) من خطاب السيد المسيح لتلاميذه بعد العشاء السرّي ، وهو خطاب الوداع ، كشف لتلاميذه عن تعاليمه وسلّمهم وصيته الأخيرة التي وصفها بالوصية الجديدة : ” أُعطيكم وصيةً جديدة : أحبوا بعضُكم بعضاً . كما أنا أحبَبتُكم ، أحِبُّوا أنتم أيضاً بَعضُكم بَعضا . إذا أحبّ بعضُكُم بعضاً عَرَف الناس جميعاً أنكُم تلاميذي ” (يوحنا ١٣: ٣٤) ، وهي وصية : ” المحبة ” . وختمها بالصلاة الكهنوتية وقد توجّه فيها إلى أبيه السماوي وسأله أن يوحٰد ما بين المؤمنين به قائلاً : “ليكونوا واحداً كما نحن واحد” (يوحنا 17: 22 نقل من موقع أبونا