شاووعا- سابوع طريق نحو مسيرة الرب الخلاصية

ܐܒܐ ܢܘܐܝܠ ܓܘܪܓܝܣ

الاب نوئيل كوركيس

عـناوين طـقـسـية أيهما صحـيح

في كـتاب الإنجـيل الطقسي (ܐܢܓܠܝܘܢ ܕܝܘܡܬܐ ܦܪܝܫܐ ܕܟܠܗ ܫܢܬܐ) يُـقـرأ في الآحاد والجُـمع والأعـياد والـتـذكارات في الكـنيسة الكلدانية لكـل السنة الطقسية، وتسير مع الحُـذرا … نـقـرأ عـناونين (وعـنـوان فـرعي) في صفحة واحـدة وهي:

ܚܕܒܫܒܐ ܕܫܘܠܡ ܕܫܒܘܥܐ ܕܫܠܝܚܐ، ܘܩܕܡܝܐ ܗܘ ܕܩܝܛܐ ܘܡܖܩܪܐ ܢܘܣܪܕܝܠ ܘܡܬܦܫܩ ܥܐܕܗ ܕܐܠܗܐ، ܘܕܘܟܪܢܐ ܗܘ ܕܬܪܥܣܪ ܫܠܝܚܐ܀

حَـذبْـشـبّا د شولـَم شاووعي دَ شْـليحي، وقـذمايي وْد قـيطا وْمـثـقـري نوسَـرديل وْمثـﭘـشَق عـيـذا دآلاها وْدُخـْـرانا وْد ثـرَعـسَـر شليحي.

أي أن يكـون هكـذا: حَـذبْـشـبّا دشولـَم شاووعي دَشْـليحي (دُخـْـرانا وْد ثـرَعـسَـر شليحي) وقـذمايي وْد قـيطا وْمـثـقـري نوسَـرديل وْمثـﭘـشَق عـيـذه د آلاها.

الأحـد الأخـير من سابووع الرسل وتـذكار الإثـني عـشر رسول، والأول من الصيف الذي يقال عـنه نوسرديل، تـفسيره عـيد اللـه.

هكـذا عـنوان هـو أول من نوعه في جميع الشاووعي، أي أنه عـنـدما ينـتهي أحـد ــ شاووعي ــ يـبـدأ الآخـر تحـت إسم آخـر، وليس الخـتامي (الأخـير) مع البـدء (الأول) في نفس الأحـد. بالمناسبة تـذكـر حُـذرا أيضا أن جـمعة هـو خـتام أسبوع الرسل وهـو كـذلك تـذكار 72 تلميذ، كأنه يريد الـقـول أنّ سابوع الرسل بـدأ مِن (عـروتا د دّهـوا = جمعة الـذهـب) وثم يوما بعـده يقـول أنه السبت الأول من الرسل، ويليه الأحـد الثاني من الرسل، وهـنا لربما يعـتبر عـيد دﭘـنطيـقـُسْطي هـو أول من الرسل مع أنه يقـول فـيه (دخـول إلى صوم الرسل) وليس سابوع الرسل! بالأحـرى أن عـيد ﭘـنطيـقـُسْطي كل الاسبوع هـو مخصص له، قائم بذاته، كما يضعه سيادة المطران سرهـد في إصلاحه الطقسي.

أيهما الأصح؟ لا بد من الذي وضع هـذا العـنوان إخـتـلطت عـليه (خـْـوخـْـلا إلـّيه) لم يستطع أن يفـرزهما عـن بعـضهما ويضعهما في مكانهما المناسب، أو كانت عـنـده فـكـرة أخـرى ومناسَبة تحـتـفـل بها لم يرد أن يلغـيها ولكـن لم يوفـق في حلها. هـنا يوجـد إشكال، وهـذه محاولة لكـشف الخـلل، ومَن له إلمام في الـتـقـويم الطقسي الكلداني لحـلها ….. فـلـيتـفـضل.
وثم بعـد شاووعي دشليحي، يوجـد عـنوان غـريب كـلياً وهـو شاووعي دقـيطا (الصيف)! ما دخل طقس جَـوّي مناخي بالطقس الكـنسي الـليتورجي؟؟؟ أم أنه أراد أن يذكـرنا بإله تموز البابلي (نوسرديل – نوروز إيل)؟؟؟ إذا كان بـداية هذه الأسابـيع (شاووعي) في أرض ــ بـين النهـرين ــ والمملكة الفارسية أي من شرق نهـر الفرات حارا مناخـيا الذي وضع فـيه، هل ذلك ينطبق عـلى أبرشيات كـنيسة بابل للكلدان وبقـية الكـنائس التي تـتبع نفس التـقـويم في دول الذين هم الآن في فـصل الشتاء مثل (أستراليا ونيوزلاندا)؟. وإذا يوجد شاوعي د قـيطا، أين هـو شاوعي د ستوا (شتاء) وْﭼـيـرَواثا (خـريف) ونيساني (ربـيع)؟؟؟؟ وأين يوجـد في الكـتاب المقـدس ما يدل عـلى أن الكـنيسة تعـيش في فـصل الصيف؟ أو كما البعـض يفسره بأنه موسم الحـصاد مع العلم في شهـر تموز ليس بداية أو نهاية موسم الحصاد؟؟؟ وأيضا هـذا “شاووعا” هـل سمي بالصيف فـقـط عـند هذه الملاحـظة، يخـرجـون للصلاة في حـوش الكـنيسة؟؟؟ وثم يدخـلون بالزياح في أحـد تكـليل أو تـقـديس الكـنيسة؟؟؟
إن جـميع الـ عـونياثا في هـذا الأحـد (الأحـد الأخـير من سابوع الرسل والأول من الصيف (تـتـكـلم عـن الرسل ــ شـليحي) كـ أول عـونيثا من رمشا ܥܘܢܝܬܐ ܕܩܕܡ عـونيثا دَ قـْـذام: ܫܠܝܚܐ ܓܒܝܐ ܘܩܕܝܫܐ شْـليحي ﮔـويي وْقـديشي …. ܥܘܢܝܐ ܕܒܬܪ وْعـونيثا د باثر: ܠܡܦܝܕܐ ܕܢܘܗܪܐ ܫܪܝܪܐ، ܘܐܢܬܘܢ ܐܝܬܝܟܘܢ ܫܠܝܚܐ ܩܕܪܝܫܐ لَـمْـﭘـيـدي دنوهـرا شاريرا، وْأتــّـون إيتـَـيكـون شليحي قـديشي …. لهـذا يـبدأ أول سابوع من شليحي أحـد الذي بعـد عـيد الـﭘـنطيـقـُسْطي وثم يكمل سبع أسابـيع، أي سوف يكـون أول سابووع من الرسل، ثاني حسب الحـوذرا كالعادة، أي يكـون أسبوع الأول من قـيطا السابع من دشليحي، أما في الأحـد الذي يتبعه سوف تـتغـير عـونياتا نبرتهم إلى التوبة فـيـبدأ شاووعي التوبة (قـيطا)، ܕܒܣܠܝܩܐ عـونيثا دباساليقي لأحـد الثاني من الـتـوبة (الـ قـيطا) : ܡܪܝܐ ܠܐ ܡܢ ܚܝܐ ܕܬܢܢ ܝܬܪܬ ܒܣܓܝܐܘܬ ܚܛܗܝ مَريا لا مِن حَـيّي دَثـنن يَـثـرَت بْسَـﮔــّـيأوث حْـطاهي … أي يكـون الأول من التوبة (قـيطا) ثاني من قـيطا حسب حـوذرا، وهـنا يجـب ذكـره أنه لا يوجـد أي ذكـر في أي من العـونياثا عـن قـيطا أو أي من الـفـصول السنة المناخـية (ما عـدا عـونياثا دطوكس يرخي) الذي عادة يوضع في نهاية كـتاب الحُـذرا.

وبعـده يـبـدا شاووعي دصليوا وهـنا يوجـد إشكال كـبـير بتسمية هـذا الـ شاووعي بـ ” إيليا” وثم يليه شاووعي د موشي.
نعـم إن عـيد الصليب (14 ايلول) ليس مرتبطاً بشاووعي الصليب، لأن الأول هـو عـيد العـثـور عـلى خـشبة الصليب، أما الثاني هـو المسيرة الخلاصية التي خـلص يسوع المسيح العالم بصليـبه فـبعـد أن بدأ شاووعي الرسل بالتبشير بالبشرى الخلاصية الرب جاء زمن الـتـوبة الـذي هـو الأصح مِن أن يقال شاووعي دقـيطا لأن جميع عـونياثا هـذا الشاووعي تـتـكـلـم عـن الـتـوبة وبعـد التوبة يأتي الخلاص بصليب المسيح مع أن فعـل الخلاص الحـقـيقي جاء مجانا للإنسان ليكـن معـلـوما أن صليب المسيح هـو المركـز فلا يجـوز أن يكـون شاووعي ثانوي كما هـو الموجـود في الـتـقـويم أن يكـون رابع إيليا أول من الصليب، أصلا عـند البعـض ألغي تماما حـتى ذكـر إسمه!!
إن إيشوعـياب الحـديابي سمى بالـ شاوعي د إيليا حسب فـهمه بأن إيليا سوف يأتي في أخـر الأزمنة وتـناسى بأن الـتـقـويم هـو لسنة طقسية تسير حسب الـتـدبـير الخلاصي الذي مركـزه فـقـط يسوع المسيح لا غـير كما يـبـين ذلك الرب نـفسه في إنجـيل مار متي: لأن جـميع الانبـياء والناموس إلى يوحـنا تـنباوا، وإن أردتم أن تـقـبلـوا فهـذا هـو إيليا المزمع أن ياتي، مَن له اذنان للسمع فـليسمع ( 13:11 ــ 15 ).
وان موشي يمثل الناموس، يقول الرب: قد سمعتم أنه قيل للقدماء…. وأما أنا فأقول لكم … (متي 5: 21- 44)، وايضا ظهر هولاء في تجلي الرب على الجبل الطابور ولكن نزل يسوع مع تلاميذه وحدهم، ولكن سؤال هو ما علاقتهم بالسنة الطقسية التي هي مسيرة الرب الخلاصية، حيث دور هولاء انتهى.… لهـذا ما لنا والعهـد الـقـديم الرجـوع اليه (طقسيا)!!!
وأيضا إن ما قام به إيشوعـياب كان عـملاً جـباراً بتجميع وترتيب ما كان موجـودا قـبله وإضافة شيء من عـنده ولكـن خـلط بما هـو معـروف صلاة ورتب رهـبانية مع الكاتـدرائية أي ما يستعـمل فـقـط في كـنائس الأبرشية لكـونه كان راهـبا وفي قـلايته يعـيش مع إخـوته الرهـبان.
والجـدير بالذكـر أيضا أن قـراءتين من العهـد الـقـديم لا تـقـرأ عـن إيليا ولا موشي في (شاووعي المسمى ايليا وموشي)، لـذا من المناسب أن تـتغـير إلى إسم آخـر كما فعـل سيادة المطران مار سرهـد يوسب جمو في كـتاب (ܥܡܢܘܐܝܠ ܘܩܛܦܬܐ) عمانوئيل وقـطبتا التي تعـتبر أول دراسة عـلمية طقسية من أحـد أكـبر مخـتصّي العالم في الطقس الكلداني المعاصر ولا أحـد يضاهـيه في هـذا الوقـت ولا أعـتـقـد أنه سوف يأتي شخـص اخـر مثـله في زمننا القـريب، والزمن سوف يشهد بأنه يُعـتبر واحـداً من الكبار التي أنجـبته الكـنيسة الكلدانية على مر العـصور بمقام طيمثاوس الكـبـير وإيشوعـياب.
نستـطيع من خلال هـذه الدراسة المخـتصرة أن نبـين مسيرة الخلاص في السنة الطقسية، حسب الإصلاح الطقسي الذي وضعه سيادة المطران مار سرهد يوسب جمو في قسمَـيها الكـبـيرين الرب يسوع وكـنيسته المقـدسة التي على مثاله تكـمل الخلاص بالتعـليم والعمل.