بقـلـم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني
عـنـد رسامة سيادة المطران فـرانسيس قلابات دُعيَ البطرك لويس الـموقـر ــ مـوثـقة ــ المتـواجـد في ديترويت لـزيارة سان ديـيـﮔـو الـقـريـبة فـرفـض الـدعـوة ! عـلماً بأنه مـولِع ومدمِن عـلى السفـرات السياحـية ، ينـتـظر بشغـف دعـوات لـُـقـمة المحـبة الأخـوية بحجة إلحاح وِلـْـد الـﮔــْـرَيّة ! ــ ليس جـوعاً ــ وإنما لإشـباع ضمَئه إلى تـصفـيق الـلـوﮔـية ، والإنـتعاش بعـبارات رخـيصة يرددها أولاد العـبـودية …
إنه يُـبـعِـد عـنه أشخاصاً يعـتـزون برأيهم وقـيمتهم الـذاتـية ، شجعان يقـولـون ــ لا ــ لكـل خـطـوة ظلامية ، يـرفـضون الفـتاوي والصفـقات العـشوائية … إنها مع الأسـف سِـمة قادة آخـرين رفاق المصالح الشخـصية .
وقـد سـبق أنْ تـنـبّأتُ بالعـلـنية أنه لـن يـذهـب إلى سان ديـيـﮔـو القـلعة الكـلـدانية ، إلاّ فاتحاً بعـد أن يهـدم أبـوابها ويُـبـدّل معالمها وفـقاً لـرغـباته الشخـصية ، ليش يابا ؟ لأنه يستـكـثـر ، بل يـبخـل أن تـطأ قـدمَيه أرضها في فـتـرة سيادة المطران سـرهـد راعي الأبرشية حيث الـولاء له بالأكـثـرية ، وفي حـينها كان باقي الإكـلـيروس معه يمثـلـون جـبهة كـلـدانية رصينة أبـية (( البطرك يـود أن يكـون كـل شيء بفـضله وفـق مخـططه وليس من إبـداع غـيـره !)) …. إنها الأنانية تـتلألأ في بـؤبـؤ عـينيه الـنـرجـسية ، وإذا كانت خافـية عـلى محـتـلي الصفـوف الأمامية ، فإنها واضحة لـدينا نحـن المتـفـرجـين مِن عـلى المقاعـد الخـلـفـية .
ولما عـجـز في محاولاته الإيقاع بالـفالح ذو شعـبـية الراعي الصالح ! إضطـرّ منـتـظـراً عـلى مضض وتـوتـر جامح ، حـتى لحـظة إنـتهاء مدة خـدمة القائـد الـناجح ، فـصار حائـراً تـتـقاذفه ( الخالة حانة ) تلك المساوِمة التي ينـبـذها ، وتـنـتـظره ( العـمّة مانة ) الأمينة التي يرفـضها ، فـتاهـت الرهانة الأمانة بـين حانة ومانة … وما كان منه إلاّ أنْ طـلـّـق الخالة الأولى المخـدوعة وتجاهـل العـمّة الثانية المفجـوعة ، وجاء بالـفـنانة الجـديـدة ــ وردة ــ المطيعة ، لكـنها بَـدينة أردافها شـنيعة ، حـركات خـصرها غـيـر بـديعة ، ولما فـشـلـتْ ! أوقـف الموسيقى ورقـْـصَها ولم تـسعـفها ذريعة …. فأمسَـتْ الساحة خالـية بلا شـريعة …. فـذكــّـرني بقـول المتـنبي :
وإذا ما خلا الجـبـــــــــــــان بأرضِ ــــ طـلـب الطعـنَ وحـده والـنــزالا
وضاقـت الأرض حـتى كان هاربُهم ــــ إذا رأى غـيـر شيء ظنه رجلا
فـما العـمل ؟
في نـظره إنّ أبرشياتـنا الكـلـدانية هي مربعات لـوحة الشطرنج ، يمسك بـيادقها : يسحـب ، يـدفع ، يحـرك ، يـزيح ، ينـقـل ، يـرفع ، يخـفـض …. متبعاً مسارات أفـقـية وعامودية مرئية وأخـرى خـفـية ولا يقـبل بالخـط المستـقـيم كأقـرب مسافة بـين نـقـطـتين لأنه لم يـدرس أسس الهـنـدسة المستـوية … (( أخـونا : إسمعـنا ، هـذه ليست حِـوارية ولا يعـني يعـنية ، هـذه أسس عـلمية )) … المهم ، حججه الفارغة آنية ! حـلـلها لـنا وفـسّرها مشكـوراً أسـقـف السباتية ، حـين وصـلـتـني من مجهـول بصورة سرية ، فـعـلِـمنا أنها لا منـطـقـية ، يستـنـد عـليها لإنـقاذ تـوتراته الـنـفسية .
في الخـطـوة الأولى تـظاهـرَ البطرك لـويس المحـتـرم أمام الكـواليس بأنّ الـذي كان عـليه سَـوّاه إرضاءاً لأصحاب الـفـضل ، ومدّعـياً بأنّ الصوݘ صوݘ الرياح الملعـونة هي التي جاءت بما لا تـشتهـيه السفـن ! ووضع الجـماعة في مثـلـث اليأس والإحـباط والصمت ، مقـتـنـعـين بأن ــ ما بالـيـد حـيلة ــ ….. ………………… أما خـلـف الكـواليس فلا نـقـول سـوى أن الرجـل حـقا طلع أذكى من جـميع العـمالقة !!!!!!!!!!!!!!!!!!! وقـد إستـمعـتُ لاحـقاً إلى إجابته عـلى سؤال الأخ فـوزي من إذاعة صوت الكـلـدان بهـذا الخـصوص ، فـحـقاً ضحـكـتُ وقـهـقـهـتُ من كـل قـلـبي ، وقـلـتُ يا حـيف عـلى قـصيري الـنـظر يصدّقـون بـدون حـذر .
إذن ، حان وقـت الخـطـوة الثانية حـين مسكـتْ إبهامه وسـبّابته بـقـبّعة سيادة المطران شـلـيطا آخـذاً إيّاها من كـنـدا ووضعها في سان ديـيـﮔـو …. لا إعـتـراض عـلى هـذه الميكانيكـية ، ولكـن دون أنْ نـصدق قـوانـته الـتكـتيكـية ! … وبهـذا يكـون قـد أنجـز تـبـلـيط نـصف الطريق أمام فـتـوحاته ، ثم ماذا عـن الـنـصف الآخـر في مساره ؟ فالحـفـريات بحاجة إلى ردم ، الجـماعة محـبَـطـون حـتى الـنـدم ، المصفـقـون قـليـلـون والمُرحـبـون نادرون ، لماذا ؟ لأن الأسـد معـتـكـف ! وصاحـبنا يعـرف من أين تـؤكـل الكـتـف ! فلا بـد من إخـراجه من عـرينه لـيـقـف درعاً في واجهة موكـبه ، فـيمـتـص نـقـمة الشارع الـذي يعاديه … فـبـدأ العـقـل الباطني يشـتـغـل .
سـيـدنا شـلـيطا : أخـون ، لخاطري ، أنت روح بـرجـليك إلى سـيـدنا سـرهـد وبـدبلـوماسيّـتـك سـلـم عـليه وْ قـلــّـو ، أن سيدنا البطرك يسلم عـليك وراح يجي ، ويقـول أنه لازم تحـضر إلى المراسيم وما تحـلا بـدونـك ، ولازم تـرافـقه وين ما يروح وما يتحـرك بْـلـَـيّاك لأنك أنت الأساس وأنت المستـشار وأنت الحَـبر …… ثم أنا صرتـو مطران بْهاي الأبرشية ومحـتاج خـبرتـك وأنت سـيـد الكـل وعـسل الشانة ، وبـدونك ما نـسْـوى عانة ….
صدق مَن قال في كـتاب السيرة الـبـديعة : ( سبحان مُـقـلـّـب الـقـلـوب ) !
ملاحـظة :
من جانب ، نـراه يتـظاهـر بأنه المخـطط لستـراتيجـية مستـقـبل الكـنيسة والمسيحـيـيـن ، وسياسة العـراق الإقـتـصادية والعـسـكـرية ، وخُـطَط قـيادة أركان الجـيش العـراقي والـﭘـشـمرﮔـة والجـيش الشعـبي وأسراب الملائكة السماويـيـن …. وكـلها ليس لـدينا مانع ، ولكـنه حـين يـواجَه بأسئلة متعـلقة بـتلك الأمور فإنه يتهـرب منها هـرباً لا تلحـق به حـتى الغـزال …..
وعـليه قـد تـكـون الحـلـقة الرابعة بهـذا الشأن ….. إنـتـظروها .