قولٌ في مفهـوم الإشاعة

الأب ﭘـطـرس ( ﭘـيـتـر ) لـورنس

 هـناك قـولٌ في مفهـوم الإشاعة : ( منبع الإشاعة شخـص حاقـد ، يُـروّجها أحمق ، ويصدّقها غـبي ) ، قـد يـبـدو للقارىء أنه شرحٌ لمفهـوم الإشاعة في عالمنا !! كلاّ ، إنما حـقـيقة الموضوع الـذي لم نعـلن عـنه ولم نصرّح به مطلـقاً هـو :

جـوقة كـنيسة مار ميخا ومسؤولها الـذي تم إبعاده مِن قِـبَل مطران الأبرشية في سان ديـيـﮔـو !!! ..

الساكـت عـن الحـق شيطان أخـرس:

حـقـيقة ، عـنـد وصولي سان ديـيـﮔـو سـنة 2008 ودخـلـتُ كـنيسة مار ميخا وتعـيّـنـتُ فـيها مساعـداً للخـوري مِن قِـبَـل راعي الأبرشية ، وكعادتي في السنة الأولى من وجـودي في أي مكان أخـدم فـيه ، هـو أن أسمع وأرى وأدرس أرض الـواقع في هـذا المكان ، وبعـد ذلك تـتاح لي الـفـرصة أن أعـمل واجـبي الكهـنـوتي وضمن الإمكانيات التي توفـرها لي الرئاسة الكـنسية.

بعـد مرور سـنة في كـنيسة مار ميخا ، وجـدتُ واقعاً مؤلماً مع الأسف ، مجموعة كـتل متحـزبة ومنغـلقة عـلى ذاتها (بصورة عـصابات) يرأسها خـوري الكـنيسة كما عـرفـته في بغـداد منذ سبعة عشر عاماً ولم يتغـير قـيد شعـرة في أسلـوب إدارته ــ الحكـيمة ــ المتـفـردة ، ومن ضمنها مسؤول جـوقة مار ميخا وأخـوية الرحمة الإلهـية ، الذي لا تـتعـداه سلطة في الكـنيسة داخل كـنيسة مار ميخا . حينها ذهـبتُ إلى مطران الأبرشية وقـلت له : (سيدنا ، أنا مقـيّـد في هـذه الكـنيسة بهـذا الواقع المؤلم ) ! أجاب سيادته : أبونا ، أنت الكاهـن وليس هـؤلاء ، إذهـبْ وإعـمل واجـبك . عـنـدها تعَـلمتُ درساً مهماً وهـو : لا قـيود في الحـياة الرسولية.

كـسر الـقـيـود:  

كان أمامي طريقـين في العـمل داخـل كـنيسة مار ميخا …

الأول : أن أواجه هـؤلاء الأشخاص وأدخـل معهم في حـرب خاسـرة أكـيـدة بسبب موقـفي الضعـيف في كـنيسة مار ميخا وبالأخـص خـوري الكـنيسة الـذي تربطه معـهم مصالح شخـصية ( بـزنـز ! ) فـيسانـدهم في كل شيء .. أما أنا ليست لي قاعـدة أسـتـنـد عـليها عـنـد خـوض معـركة كهـذه ضد فـكـر سلطوي وإنـفـرادي لا يمكـن المساس به .

والثاني : يكـون صعـباً جـداً ويستغـرق وقـتاً أطول .. وهـو أنْ تـتـرك هـؤلاء عـلى طرف ، وتـؤسس قاعـدة مؤسساتية جـديدة تستـطيع من خلالها الإعـتماد عـليها في العمل الرسولي وتـثبـيتها في واقع الكـنيسة …. فإبتـدأتُ العـمل لـتأسيس مشاريع جـديدة في الكـنيسة وتحـت إشراف مطران الأبرشية وهي:

1ــ دروس في الكـتاب المقـدس لجـميع أبناء وبنات الكـنيسة ولكـل الأعـمار.

2ــ إعادة تـنـظيم هـيكـلية التعـليم المسيحي.

3ــ تأسيس أخـوية مار يوسف بفـرعـيها للشباب الجامعي والإعـدادي.

4ــ تأسيس الكـشافة الكـلـدانية.

5ــ الـدورة الطقسية بإشراف راعي الأبرشية.

6ــ تأسيس أخـوية الروح الـقـدس للعـبادة.

7ــ تأسيس أخـوية مريم العـذراء المحـبول بها بلا دنس للعـبادة.

8ــ تأسيس جـوقـتين جـديدتين لـقـداس الساعة الثامنة ، ولـقـداس العـربي الساعة الثانية عشر.

هـذا كله ، أزعـج مسؤول الجـوقة وأخـوية الرحمة الإلهية الـذي لا تـتعـداه سلطة ــ كما ذكـرتُ ــ ومن يسانـده ، فإسـتـشاطـوا غـيضاً وحـقـداً وحـسداً ، في محاولات عـدة لإحـباطها . والـدلـيل عـلى ذلك عـنـدما تركـت الكـنيسة ، قاموا بتـدميرها والسيطرة عـلى بعـضها ! يا لغـباء هـؤلاء ، لأن هـذه الأعمال ليست أعـمال الأب ﭘــيتـر ، لكـنها عـمل اللـه في كـنيسته.

ما حـقـيقة ما حـدث ؟

بعـيداً عـن الإشاعة والترويج التي نــُـشِـرَت في وسائل التواصل الإجـتماعي (الفيس البوك) ، أكـتب إليكم ولأول مرة عـمّا حـدث في قـضية جـوقة كـنيسة مار ميخا.

في إجـتماع الكهنة مع مطران الأبرشية قـررنا أن يكـون كاهـن مسؤولاً مباشرة عـن أية أخـوية أو جوقة أو أي نـشاط داخل كـنيسة مار ﭘـطرس وكـنيسة مار ميخا ، وأن يُعـين أشخاص من الشباب الكـفـوئين لمساعـدتهم في إدارة هـذه النـشاطات . وبطلب خاص من مطران الأبرشية لخـوري كـنيسة مار ميخا مفاده ( أنّ عـلى مسؤول جـوقة مار ميخا وأخـوية الرحمة الالهـية الـذي لا تـفـوقه سلطة في الكـنيسة ، الـتـنـحّي عـن مسؤوليته ويصبح عـضواً في الجـوقة والأخـوية ، ويكـون الأب ﭘـيتر مسؤولاً مباشراً عـليهما ) لكـن خـوري الكـنيسة لم يـقـبـل بذلك الـقـرار ، فالسيد المسؤول هـو أحـد أفـراد حاشية الخـوري ، ولم ينـفـذ طلب مطران الأبرشية .

غادر خـوري الكـنيسة في سفـرة خاصة به خارج سان ديـيـﮔـو ، وفي حـينها طـلب مني مطران الأبرشية أن أعـلن للجـوقة قـرارات إجـتماع الكهنة بخـصوص الجـوقات والأخـويات ، وتعـيـيني مسؤولاً مباشراً عـليهم إبتـداءاً من هـذا اليوم ! فـقامت الـقـيامة في كـنيسة مار ميخا … كـيف يمكـن لشخص مثل هـذا المسؤول الذي لا تـفـوقه سلطة ، أنْ يصبح لا شيء ؟ إذاً هـذا يعـني أن المصالح المشتـركة تـضرّرتْ ! وما خـفي كان أعـظم . أنا شخـصياً سـبق أنْ غـيّـرت مسؤول أخـوية مار يوسف أربع مرات ، ما المشكلة في ذلك ؟ .

في اليوم التالي بعـد الأحـد ، كان لي إجـتماع مع جـوقة ــ الـقـداس العـربي ــ كي أعـلِـن لها قـرار إجـتماع الكهنة بخـصوص الجـوقات والأخـويات حـيث لم يحـضروا الـقـداس يوم الأحـد لأسباب غـير معـروفة لي ، كان السيد المسؤول حاضراً في الإجـتماع ــ بـدون دعـوة ــ وعـنـدما تكـلـّـمتُ مع أعـضاء الجـوقة ، صار هـو يُـصَـعّـد كلامه حـتى أصبح غـير مؤدب معي ، وحـينها قـلت له وكما هـو يقـول : ( إطلع بَـره ) ، فـرفـض الخـروج ، حـتى وصل مطران الأبرشية إلى الكـنيسة وقال له : مـنـذ هـذه اللحـظة ليست لـديك أية مسؤولية في الكـنيسة وأنا أعـرف كـيف أرعى خـرافي وليس أنت .

منـذ ذلك الوقـت إبتـدأتْ حـياكة المؤامرة على المطران والكهنة في أبرشية مار ﭘـطرس ( بـين خـوري الكـنيسة والبطريرك والسيد المسؤول ) في بث الإشاعات وتـشويه السمعة بحجة أن المطران طرد أعـضاء جـوقة مار ميخا !!! لكـن مضمون الحـقـيقة هـو غايات سياسية ومصالح شخصية مِن قِـبَل البطريرك والمطران المتـقاعـد الحسود والغـريب عـن الأبرشية وخـوري الكـنيسة والسيد المسؤول وأعـوانه …. لكـلٍ منهم غاية وحـقـد في نفسه تخـتلف من أحـد إلى آخـر ، لكـنها تصب في مجـرى واحـد إلى هـدف واحـد هـو المطران سرهـد وكهـنـته الأحـرار من الـفـكـر الكـنسي المتسيّـس.