الكاتب: حمورابي الحفيد
مع كل الاسف لم تكن صادقا مع نفسك في الادعاء انك رئيس وزراء كل العراقيين ومن حقهم جميعا ان يعيشوا كامل مواطنتهم في عراق مزدهر يشتركون جميعهم في بنائه.
هذا الكلام ينسفه الواقع البائس الذي نجح حزبكم المشؤوم بخلقه.
سيدي لا يفوتكم بان حزبكم كان القنبلة الاولى في تفليش العراق والذي اسسه ووجهه الخميني فلا تنسى ان نشاطات حزبكم كانت من اسباب فقدان رئيس النظام السابق لرشده وتوحشه، تلك النشاطات الهدامة لحزبكم اصبحت بداية كل الكوارث التي حلت بالوطن ونجحتم بمعية الاحزاب الاسلامية فيما بعد في ازالة كل اثر للمعاصرة والحداثة الاجتماعية التي نجحت الدولة الوطنية في تحقيقها خلال العقود الثمانية من عمرها، واعدتم المجتمع ككل والمرأة بشكل خاص الى هيئتها في الاسلام كعورة ودون أهلية كما كان الحال ايام صدر الاسلام في جزيرة العرب من بداوة وتخلف وبدائية مخجلة.
سيدي كانت امامك فرصة ان تكون رئيس وزراء كل العراقيين لو تركت انتماؤك الحزبي وشرعت في ازالة الدمار الاقتصادي والاجتماعي والثقافي الذي الغى الهوية الوطنية لابناء الرافدين الذي تسببه حزبكم بالتعاون مع الاحزاب الاسلامية الاخرى الذين قضوا على كل الدول الوطنية في المنطقة واصبحت المجاميع الطائفية والقبلية تنهي بعضها بعضا بفضل وبركات الصحوة الاسلامية المدمرة التي انتم احد روادها.
سيدي من ما اظهرته ممارستك للسلطة في كل ما انجزته هو انك اصريت ان تكون طائفيا بامتياز واظهرت ذلك بجلاء في زياراتك للقطعات العسكرية في الجبهات وانت في زي عاشورائي مبين، فأين كانت عراقيتك واي انطباع خلقت لدى الابطال من الطوائف الاخرى غير خيبة الامل.
في عهدك اكتملت مقومات الجيش الشيعي التي سبق وان مهد لها رئيسك بشرعنت الحشد الشعبي قانونيا.
في عهدك سنت قوانين تجريد شريحة من المواطنين من مواطنتهم في بنود البطاقة الوطنية ولحقها قانون تحريم المشروبات الروحية، في عهدك استأسدت المليشيات الشيعية في طغيانها بان وزعت مناشير تأمر غير المسلمات بالتحجب وعلقت في معظم الدوائر الحكومية، بعبارة اخرى سرت على نهج سلفك الذي على يده انهي العراق، لقد حولتم المدارس الى حسينيات وجوامع والمعلمات والمعلمين كملالي للتعليم الاسلامي فأين مكان غير المسلم في هكذا مدرسة مشؤومة؟
عملتم كل جهدكم كغطاء للمجرمين من قيادات حزبكم في تحصينهم من كل مسائلة وتسترتم على كل الحيتان الذين استباحوا العراق كله وجوعوا وافقروا واجهلوا شعبه.
ومنعت اي اصلاح لوقف تدهور الامور لدرجة انه اصبح الحال أسوأ مما كان عليه قبل تسلمك المسؤولية.
لم تلتفت الى ضرورة تعديل الدستور الكارثة الذي اوحش المجتمع والغى هوية شريحة متميزة من المجتمع العراقي الذي عمل ويعمل على بدونة الحياة، في الغاء المواد المشؤومة فيه والتي تسببت في تدمير كل المجتمعات العربية والتي تحترق جميعها بنعمتها، منها: الاسلام دين الدولة والشريعة الاسلامية المدمرة مصدر للتشريع هذه هي القنابل التي يحترق الجميع بلهيبها.
وأخرى: لا يسن قانون يتعارض مع شريعة الموت العام والثوابت الاسلامية.
فمع هكذا واقع ما الذي يستطيع الامريكان عمله لخلق الصورة التي تمنيتها في مقالك المنشور في الواشنطن بوست، وانت قد وضعت كل الالغام والعراقيل التي تجعل تحقيق ذلك المجتمع الوهمي الذي صورته أمرا محالا، وانت تعلم ان هذا ضرب من الخيال او انك اتبعت مبدأ التقية الذي تلجأ اليه المراجع الشيعية في خداع من هو في المرمى.
نعم نجح الامريكان في بناء وطن فريد من نوعه في التجربة الانسانية لكن تجاهلت اسباب ومبررات نجاحهم ان سببها هو نوع الثقافة الراقية التي يتبناها مجتمعهم وليست الثقافة البدوية التي تعممت في بلادنا بجهود حزبكم والتي قضت على كل امل في المستقبل.
هناك حقيقة بارزة في التجربة الاسلامية لا يمكن الجمع بين الحياة الكريمة والشعور بالامان في ظل ثقافة الموت الاسلامية رغم الثروات الهائلة التي توفرت لديهم لكنها لم تنتج الا انسانا عقيما بائسا تعيسا كارها لنفسه ومنافقا، خير مثال على ذلك هي التجربة السعودية فرغم الغنى المفرط المتوفر لديهم، لكن لا قدسية لحرية وحياة الانسان فيها، بل اذلال مستديم وهي تمثل أوحش نظام اجتماعي وتشريعي عرفته البشرية في تاريخها، فأي انفراج تريده ان يحصل في بلدنا وانتم قد فرضتم على أهلنا نفس النظام السعودي لكن باخراج شيعي.
امام هذا الواقع المشؤوم ماذا بوسع الامريكان عمله لاسعاف بلدنا حتى لو اخلصوا في نواياهم، امام كل هذه الكوابح والالغام التي حصنتم بها العراق
من اية امكانية لانعاشه وعودة الحياة اليه .
فعن أية مواطنة كنتم تتحدثون وانتم من اغتالها.
اني كأحد ابناء الرافدين تعايشت مع معظم مكونات الشعب العراقي ايام الدولة الوطنية بالاخص منهم اخوتي الشيعة وجدت فيهم اروع ما يتخيله الانسان من خلق رفيع وفضائل وجمال نفس وقد أعتمروا قلبي الى الان بمحبتهم، لكن ما الذي فعلته بهم احزابكم باسلاميتها اعدتموهم الى اخلاق وثقافة البداوة المدمرة للحياة للجميع، فاصبح الكل في حرب مع الكل، والقادم من الايام ان انتهى الصراع مع داعش وهذا ما لا اعتقده، سيكشف عن الكوارث المنتظرة علي أيدي الجميع ضد الجميع والكل مسلح حتى اسنانه هذا هو ما ينتظر من حصاد زرعكم المعفر المعبأ ببذور الموت…تحياتي
2017 – 03 – 26